السعوديات يبحثن عن الرشاقة السريعة

الجمعة, 12-مايو-2006

المؤتمرنت -
السعوديات يبحثن عن الرشاقة السريعة
أكدت مجموعة من السيدات السعوديات أن الرشاقة وتخفيف الوزن أصبحا هاجس الكثير من السيدات اللواتي يردن أن يحصلن على الرشاقة بأي وسيلة، حتى لو كانت لها آثار سيئة على صحتهن، تقول لينا سعيد "أصيبت صديقة لي بهبوط حاد في القلب نتيجة تعاطيها علاجا خاصا بتخفيف الوزن، ونقلت على إثره للمستشفى، وقد سبق لها أن قامت بعمل أنواع من الريجيم الكيميائي وريجيم السبعة أيام، وفي كل مرة ينتهي بها الحال إلى الإغماء أو الهبوط الحاد في الضغط، وهي رغم ذلك لا تتوقف عن التجريب".
أما المعلمة سمر العمري فقالت " العديد من المعلمات والموظفات يقدمن وصفات تنحيف يتم أخذها من الإنترنت أو من العطارين الذين يتكسبون من بيع خلطات وكريمات للتنحيف، ويروجون لها، ويعد موضوع التنحيف وتخفيف الوزن من الموضوعات التي تتناولها السيدات في جلساتهن بنسبة 70%، وهن لا يبالين بالآثار السلبية التي قد تتسبب فيها هذه الخلطات أو الكريمات، المهم في النهاية هو الحصول على الرشاقة السريعة دون جهد، وهناك الكثيرات ممن يلجأن للإبر الصينية أو لأدوية سد الشهية، دون أن تفكر أي منهن في تعديل نظامها الغذائي أو نمطها الحياتي، وعندما تقوم بالتعديل يكون هذا التعديل بشكل مؤقت"
وطالب استشاري أمراض السمنة والتغذية بمستشفى القوات المسلحة بالجنوب الدكتور وليد أبو ملحة بضرورة الاهتمام بمشكلة السمنة في السعودية وإعطائها حجمها الطبيعي، مشددا على أهمية نشاطات الحملة الوطنية لمكافحة السمنة وتطويرها، ونصح أبو ملحة بإنشاء جمعية لمكافحة السمنة تقوم بوضع خطط واستراتيجيات، والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لمحاربة السمنة في السعودية، مع ضرورة نشر الوعي الصحي وزرع السلوكيات الغذائية والبدنية الصحيحة في جميع طبقات المجتمع، وإنشاء أندية رياضية نسائية، وإدخال منهج التربية البدنية بمدارس البنات، وإدراج السمنة كمرض مزمن ضمن عيادات الأمراض المزمنة بمراكز الرعاية الأولية، وتدريب الأطباء العاملين بها على التعاطي مع هذه المشكلة، وأن يكون في كل حي ناد رياضي إلى جانب الأنشطة الثقافية والاجتماعية، وتخصيص أماكن للرجال وأخرى للسيدات لممارسة الرياضة .
وقال الدكتور أبو ملحة إن السمنة تعد التهديد الأول للمجتمع السعودي، وذلك لارتباطها الوثيق بأكثر الأمراض شيوعا كأمراض الضغط والسكري والضغط وألام المفاصل وأنواع من السرطانات، وأوضح أن نسبة السمنة وزيادة الوزن في السعودية بين الإناث تصل إلى أكثر من 50%، ويزيد الأمر سوءا بسبب تزايد نسبة السمنة عند الأطفال والمراهقين، كما تبلغ نسبة الإنفاق على هذا الداء حوالي 10%، ويرشح عند استمرار الوضع على هذه الحال أن تصل الزيادة إلى 80% من عدد السكان، وذلك في غضون الخمس سنوات القادمة، مما سيؤدي إلى زيادة الأعباء الاقتصادية، مبينا أن الأسباب الأساسية في ذلك ترجع إلى تغير الأنماط الحياتية والسلوكيات الاجتماعية، إضافة إلى التغيرات الاقتصادية والاجتماعية الجذرية التي حدثت خلال العقود الأخيرة، حيث قل النشاط البدني، وتغيرت السلوكيات الغذائية، إضافة إلى اختلاف المقاييس الاجتماعية للجمال وشح الثقافة الصحيحة تجاه السمنة، ووجود قناعات مغلوطة خاصة بالسمنة، وتصديق الكثير من السيدات لما تبثه وسائل الإعلام من دعايات تهدف إلى الترويج، في ظل فقر الثقافة الصحية لدى المرأة السعودية.
وأفاد الدكتور أبو ملحة أن المرأة لابد أن تنظر للسمنة على أنها مرض مزمن، وليست عارضاً وان تغير قناعاتها تجاه السمنة باعتبارها متعددة الأسباب والتعقيدات الاجتماعية والصحية، ونصح المرأة السعودية بعدم الانسياق وراء الإعلانات والإغراءات بالنزول السريع، حتى لا تضر بنفسها.
وعن النظام الغذائي المحدد ذكر انه لا يؤيد هذه الفكرة، ولكن على الذين يعانون من السمنة اختيار نظام غذائي متوازن يحتوي على جميع العناصر الغذائية، بعيدا عن السعرات العالية، فلا يوجد مريض يشبه الآخر في حجم السعرات الحرارية، حيث إن الأنظمة الغذائية المعقدة قد تتسبب في مشاكل صحية، ولا يمكن استخدام ريجيم مدى الحياة، ولكن لابد من تغيير نمط الحياة من ناحية الغذاء والحركة إلى نمط صحي يتم اعتماده مدى الحياة.
وذكر المشرف على العلاقات العامة بصحة عسير سعيد النقير أن منطقة عسير حازت على جائزة المركز الثالث على مستوى مديريات الشؤون الصحية بمناطق ومحافظات المملكة في مجال التوعية بأضرار السمنة والبدانة ضمن المرحلة الأولى من الحملة الوطنية لمكافحة السمنة وزيادة الوزن التي أطلقتها وزارة الصحة.
وقال إن صحة عسير قامت بإطلاق حملة بعنوان "وازن نفسك" وقد استمرت الحملة لمدة ستة أشهر استنفرت خلالها جميع مستشفيات المنطقة ومراكز الرعاية الأولية، كما تم التنسيق مع جميع الدوائر الحكومية لتفعيل الحملة التي تم خلالها إعداد 20 ألف مطبوعة توعوية، وأقامت العديد من الندوات والمحاضرات التوعوية بآثار السمنة وزيادة الوزن، إضافة إلى إجراء دراسات ميدانية للوقوف على حجم مشكلة فرط الوزن والبدانة في المنطقة.
وبرز نتيجة الدراسات أن نسبة انتشار السمنة بين مراجعي مراكز الرعاية والمستشفيات بلغت 22.14% منهم 56 % من الإناث و44% من الرجال وأن نسبة المصابين بمرض السكري من الذين يعانون من فرط السمنة 14,2% كما وجد 6% من المصابين بالسمنة يعانون من الضغط .

*الوطن السعودية