وصول «15» معتقلا سعوديا الى الرياض

الجمعة, 19-مايو-2006

المؤتمرنت -
وصول «15» معتقلا سعوديا الى الرياض
صرح صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بأن الجهود المكثفة التي بذلتها الجهات المختصة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله قد أسفرت عن استعادة خمسة عشر مواطنا سعوديا من الموقوفين في خليج جوانتانامو حيث وصلوا إلى أرض الوطن في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة.
وقد استكملت الإجراءات لابلاغ ذويهم مع توفير كافة التسهيلات لاسرهم للالتقاء بهم وسوف يتم الاعلان عن أسمائهم لاحقا.
وقد أعرب سموه عن تقديره لتعاون السلطات المختصة في الولايات المتحدة الامريكية بشأن تسهيل عودتهم وسوف يتم اخضاعهم للانظمة المعمول بها في المملكة كما أكد سموه على استمرار الجهود لاستعادة بقية الموقوفين من المواطنين السعوديين فى المستقبل القريب باذن الله.
حطت في مطار الملك خالد الدولي بالرياض عند الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق من بعد منتصف ليل أمس طائرة البوينج التابعة للخطوط الجوية السعودية وعلى متنها خمسة عشر معتقلا سعوديا تسلمتهم المملكة من السلطات الأمريكية من معتقل جوانتانامو.
ورافق المعتقلين وفد أمني من وزارة الداخلية كانوا قد غادروا إلى كوبا قبل عدة أيام لإنهاء إجراءات تسلمهم من المعتقل الأمريكي في حين أقلت ثلاث حافلات المعتقلين من المطار إلا سجن الحائر وسط حراسة أمنية مشددة.
وكشفت مصادر «عكاظ» ان وزارة الداخلية ابلغت ذوي المعتقلين وأسرهم بعدما تحققت من هوياتهم فور وصولهم تمهيدا لتمكين العوائل من مقابلة أبنائهم.وشوهد عدد من عوائل المعتقلين بجوار مطار الملك خالد الدولي ترقبوا ان يكون ابناؤهم من بين العائدين دون أن يبلغوا رسميا على أمل أن تضم هذه الدفعة أبناءهم.ومن المتوقع وصول بقية المعتقلين السعوديين في سجن جوانتانامو الى المملكة خلال الثلاثة اشهر القادمة.
وكشف المسؤول الأمني لـ«عكاظ» النقاب عن الخطوات التي ستتخذها الوزارة بحق العائدين الذين سلمتهم السلطات الأمريكية للمملكة مؤكدا انهم سيخضعون للاستجواب والتحقيق من قبل الجهات الأمنية تمهيدا لاحالتهم للقضاء الشرعي ليصدر أحكامه اللازمة بحقهم ومن ثم تبدأ الوزارة في خطوات اعادة بقية المعتقلين من جوانتانامو.
واوضح ان عشرات الخبراء والضباط الأمنيين توجهوا الى كوبا قبل أربعة أيام لاستكمال اجراءات تسلم المعتقلين من قاعدة جوانتانامو في خليج كوبا وان مدة رحلة العودة الى الرياض استغرقت زهاء 13 ساعة كانت كفيلة بان يكون هناك حوار بين العائدين والفريق الأمني خصوصا ان من بينهم اخصائيين نفسيين ومرشدين.وافاد ان الزيارة ستكون مفتوحة على مدار الاربع والعشرين ساعة لعوائل المعتقلين العائدين في سجن الحائر جنوب مدينة الرياض مشيرا الى ان الوزارة تكفلت باستضافة هذه العوائل في عدة فنادق بالرياض خصوصا تلك الأسر التي تقيم خارج مدينة الرياض من منطلق اجتماعي وانساني الى ان يقرروا العودة الى مدنهم ومناطقهم.
ويقضي اربعة من بين تسعة صدرت بحقهم أحكام قضائية عقوبة السجن في الحائر في حين اطلق سراح خمسة بعدما امضوا مدة محكوميتهم بعد ان تسلمتهم المملكة على دفعات من السلطات الأمريكية في جوانتانامو.
يذكر ان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الدخلية للشؤون الأمنية قد تكفل بنفقات زواج الخمسة في حين حضر حفل زواج أحدهم ويدعى فهد الشبانات.
اعادة تأهيل
وبتسلم المملكة 15 معتقلا سعوديا من قاعدة جوانتانامو الأمريكية في خليج كوبا يكون قد تبقى منهم 105 معتقلين من أصل 129 اعيد منهم 9 على ثلاث دفعات منذ العام 2003م.وعلمت «عكاظ الاسبوعية» ان العائدين أخيرا والذين سلمتهم السلطات الأمريكية للمملكة سيعاد تأهيلهم نفسيا وفكريا واجتماعيا عبر لجنة المناصحة قبل انخراطهم في المجتمع مجددا في حين سيخضع العائدون للاستجواب من قبل الجهات المختصة حول ظروف وملابسات اعتقالهم في الأراضي الافغانية او الباكستانية خلال الحرب الامريكية على الارهاب والتي اعقبت هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
تضارب الأرقام
وفي شأن تضارب أرقام قوائم المعتقلين واعدادهم.. كشفت مصادر «عكاظ» ان معتقلين آخرين من جنسيات أخرى انتحلوا شخصيات سعوديين في معتقل جوانتانامو وهو ما أدى الى تضارب الاعداد.
خطوة انسانية
وكانت خطوة انسانية غير مسبوقة لوزارة الداخلية في ان مكنت أسر وعوائل الدفعة الاخيرة من معتقلي جوانتانامو من لقائهم وسبق ان أكد لـ «عكاظ» مسؤول امني كبير بوزارة الداخلية ان المملكة ستتسلم من الولايات المتحدة (15) معتقلا سعوديا من جوانتانامو وانفردت «عكاظ» بنشره غرة ربيع الآخر الجاري.
وجاء اطلاق دفعة جديدة من المعتقلين جراء الجهود المبذولة على الصعد الدبلوماسية والامنية حيث زار صاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز الولايات المتحدة الامريكية عام 2002م حاملا رسالة من قيادة المملكة للرئيس جورج بوش تتعلق بالتعاون الأمني وفي شأن المعتقلين السعوديين في جوانتانامو في حين أثمرت الجهود السابقة لوزارة الداخلية عن اطلاق تسعة على ثلاث دفعات.
وانطلاقا من اهتمام وزارة الداخلية بعوائل المعتقلين انشأت مكتباً يُعنى بمتابعة احوالها باشراف مباشر من سمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية تولى تقديم المساعدات المالية والعلاجية والاجتماعية وقبل ذلك تطمين العوائل على أحوال أبنائهم المعتقلين وايصال رسائلهم اليهم.

لا قضايا جنائية
«عكاظ» تحدثت الى رئيس فريق محامي المعتقلين السعوديين في جوانتانامو احمد مظهر وسألته عن هذه الخطوة فقال: جميع المعتقلين وقضاياهم ليست قانونية وعملية القبض لم تتم بسبب اشتراكهم في جريمة جنائية بل ان القبض عليهم تم بينما كانوا في باكستان، وافغانستان ولم تكن المملكة طرفاً في تلك الاحداث التي كانت تجري في تلك المناطق ولذلك فإن القبض على هؤلاء المواطنين في ظل اتفاقية جنيف لسنة 1949م تجعلهم مواطنين اعتياديين وبموجب هذه الاتفاقية يجب تسليمهم لحكومتهم طبقا للقوانين الدولية.
واشار الى ان اطلاق الدفعة الاخيرة وما سبقها تم بجهود حثيثة من قبل حكومة المملكة ممثلة بوزارتي الداخلية والخارجية وسفارة المملكة في واشنطن في ظل توقعات بتواصل هذه الجهود لتسلم بقية المعتقلين.. مؤكداً انه في حال وجود اية ملاحظات فإن السلطات في المملكة ستنظر في ملفاتهم.
وتحدث المحامي مظهر عن ظروف اعتقال السعوديين ونقلهم الى قاعدة جوانتانامو قائلاً: القبض عليهم تم بواسطة السلطات الامريكية ولا يوجد اي مجال للاطلاع على ملفاتهم ولا يستطيع اي انسان ان يتكهن او يلقي القول على عواهنه دون دقة خصوصاً في المسائل القانونية.
عكاظ