الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 06:35 م - آخر تحديث: 04:27 م (27: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمرنت - أ.نجيب غلاب -
الثورة الشعبية..صراع الحداثة والأصولية
هناك فرق بين ممارس السياسة والمحلل أو المراقب للعمل السياسي فالسياسي يغرق في الصراعات ويقاتل من أجل تحقيق أهداف قد تكون عامة أو شخصية وقد يمثل نفسه رغم ادعاءه أنه يمثل الشعب أو يمثل شريحة معينة داخل المجتمع ومهما تمتع السياسي من الصدق أو الكذب فأنه في النهاية يوظف كل ما يستطيع توظيفه حسب الإمكانيات المتاحة له لتحقيق هدفه حتى المراقب أو الأكاديمي الداعي للحياد والموضوعية غالبا ما يكون مسكون برؤية منحاز لها تسيطر عليه في فهمه للإحداث لأنه لا وجود للموضوعية أصلا فالكل يعبر عن الخلفية التي ينتمي لها وعادة ما يتم مزج الذات ومصالحها الأنانية بالمصالح العليا وحاجات المجتمع وقد تتخذ القيم والمبادئ أدوات للدفاع عن المصالح أما مصالح الذات أو مصالح شرائح اجتماعية ورغم ذلك فالجميع يدعي أنه يملك الحقيقة وتتعمق هذه الإشكالية لدى التيارات السياسية الإيديولوجية فهم أكثر قدرة على خداع الآخرين وحتى خداع أنفسهم.

من جانب آخر يمكن القول أيضا أن الأفكار والسياسات المطروحة في الساحة السياسية هي تعبير عن حالة الصراع من اجل السلطة والثروة ولكن كل مجموعة سياسية لها رؤية مختلفة في إعادة توزيع السلطة والثروة وبالتالي تسعى القوى السياسية في الدول الديمقراطية لعرض برامجها على الجماهير حتى تنال الشرعية من أجل تنفيذ برامجها ولكن بعض التيارات في العالم العربي يرى أن الديمقراطية تمثل عامل إعاقة لمشروعها السياسي فتسعى لتدميرها بصورة مباشرة برفضها كليا أو بشكل غير مباشر من خلال النضال وفق المشروع الديمقراطي واستخدام الآليات الديمقراطية لتأزيم الحياة السياسية والدفع بها إلى العنف والخراب والفوضى.

هذه المقدمة ضرورية لفهم طبيعة حركة الأحزاب السياسية المعارضة والمنضوية تحت ما يسمى بالمشترك خصوصا تيار الإسلام السياسي وهذه الأحزاب لديها اعتقاد أنها أكثر نقاء من الآخرين في تجسيد المفاهيم الوطنية وأكثر تمثيلا لإرادة الشعب وهذا نتاج النزعة الإيديولوجية المسيطرة على عقلية أعضائها فالجزء الأكبر منهم غارقين في تفسير الحياة من منظور عقائدي صارم وأن ظهر على البعض منهم أنهم قادرون على فهم السياسة وفق فن الممكن والقدرة على التعامل بعقلية براجمتيه مع الواقع السياسي لكن التربية الحزبية الطويلة في الخلايا والمحاضن التربوية الحزبية شكلت عقولهم مما جعلها أقرب إلى عقلية الدغما أي العقلية المغلقة التي تسير وفق نسق إيديولوجي صارم لا تحيد عنه مهما كان هذا النسق متناقضاً مع الواقع على الرغم من انتقال بعضها من إيديولوجيتهم السابقة كأعضاء الحزب الاشتراكي وتبنيهم لرؤية فكرية منفتحة وقريبة من المنظور الليبرالي إلا أن تعاملهم مع السياسة يسير وفق عقلية دغمائية، وهذا جعلهم غير قادرين على الدفاع عن رؤيتهم الحداثية بشكل صحيح وهذا ما جعلهم يقعون فريسة في مرحلة سابقة والبعض منهم على سيرته القديمة للمصالح الأنانية لبعض أعضاء الحزب وقادهم إلى إعلان الانفصال ومازال البعض منهم يعيش عقلية الانفصال بوعي أو بدون وعي وحاليا يقعون فريسة سهلة لتيار سياسي متناقض مع مشروع الحداثة الذي يحمله الحزب وأصبحوا أدوات بيد المشروع الاسلاموي الذي يحمل رؤية إستراتيجية واضحة وفي حالة نجاحه سلما أو عنفا سيكون مصيرهم كمصير اليسار الإيراني على يد الخميني وفي أحسن الأحوال ديكور لتزيين المشروع الأصولي في اليمن.

أما حزب الإصلاح فهو يحمل مشروع الإسلام السياسي بنسخته الاخوانية وهو مشروع سياسي مغلق لا عقلاني وغامض ويمارس الانتهازية بذكاء شديد ومتداخل مع القبلية ومتماهي معها واستطاع أن يتعامل مع القبيلة بجدارة وحولها إلى أداة لحمايته ومساعدته على اختراق السلطة التي جعلت منه شريكاً أساسياً في الحكم . والخطير في الأمر بروز تيار جديد داخل تيار الإسلام السياسي يسعى لتحويل القبيلة إلى أداة للانقضاض على السلطة بدفعها للصراع مع النظام السياسي.

من ناحية تاريخية حاولت الحركة الاخوانية الهيمنة على اليمن وفشلت كل محاولاتها سواء في عهد الإمامة أو في العهد الجمهوري ، ولكن الحركة لم تيأس حتى الآن فقد حققت اختراقات على مستوى السلطة والمجتمع مما جعلها تشعر أنها تملك القدرة على قطف ثمرة السلطة وهي تتجاوز المعوقات الواحدة تلو الأخرى رغم إدراك جزء من النخبة السياسية مؤخرا لمشروعهم وتم تحجيم تواجدهم وفق آليات سياسية ايجابية سلمية مرتكزة على أسس ديمقراطية وهذا أثار حفيظتهم ، و نقلهم إلى إستراتيجية جديدة تقوم على التشكيك بالنظام وسياساته والقيادات السياسية التي يرتكز عليها والإيحاء أن النظام فقد شرعيته بمجرد خسارتهم لمواقعهم بالسلطة.
وهذا جعلهم ينتقلون إلى تحالف جديد بعد عداء طويل ومر ، ويمثل تحالفهم مع التيار القومي والتيار الليبرالي ومع التيار الجمهوري داخل الارستقراطية الهاشمية التي تؤسس لنفسها على أسس طائفية وترى أنها خسرت كثيرا بتأييدها للجمهورية وتزداد خسارتها كلما توسعت دائرة المشاركة من أبناء الشعب الذي أصبح متعلماً ويحتل المواقع القيادية التي احتلوها قبل الثورة وبعدها فظهور شباب جديد متحمس للجمهورية وقادر على خدمتها بإخلاص وصدق ويحمل التأهيل والخبرة جعله منافساً قوياً للنخبة السابقة خصوصا أن الجيل الثالث من أبناء تلك الارستقراطية غير قادر على منافسة الفلاحين وأبناء القبائل مما دفع البعض منهم إلى إدارة اللعبه السياسية بشكل يدفع نحو الطائفية وتصبح المطالب قائمة على بعد طائفة فتطالب بحقها في الثروة والسلطة برؤية طائفية . ولعل هذا يفسر حركة الحوثي والمؤيدين لها فهي أشبه بانتفاضة تقاوم التغيير وهي في تصوري آخر أنفاس الإمامة ونزعة الارستقراطية الطائفية لمقاومة المستضعفين من أبناء الشعب الذين أصبحوا أكثر إدراكا وقوة وذكاء وخبرة.

والحوثية من جانب آخر ليست إلا نزعة أصولية مغلقة تجاوزها الزمن وهي مؤسسة على مذهبية مقيتة رافضة لاغيه للآخر ولا تملك أية رؤية واضحة وهي أشبه بانبعاث الماضي بوجهه القبيح المتناقض كليا مع العصر وهي معادية كليا لمشروع الدولة الحديثة وللمشروع الوطني ككل.

ولكن الغريب أنها وجدت من يؤيدها بحماس من القوى السياسية رغم تناقض الرؤية الفكرية سواء من قبل التيارات العصرية أو الماضوية ولم نجد تفسيراً منطقياً لذلك التأييد إلا أن تلك التيارات يجمعها هدف واحد هو إضعاف النظام السياسي والإسهام بوعي أو بدون وعي في تحويل الدولة إلى دولة هشة حتى يسهل الانقضاض عليها إما لصالح المشروع الانفصالي أو لصالح المشروع الأصولي بنسخته الاخوانية أو لصالح القوى المستفيدة والفاسدة التي تفضل دولة ضعيفة على الدولة القوية حتى تمارس النهش فيها بسهولة ويسر، نحن هنا لا نعمم ولا ننفي وجود كوادر وطنية مخلصة داخل المشترك وهي الغالبية العظمي وتحمل الهم الوطني ولكن المتطرفين حاليا هم المسيطرون على اللقاء المشترك ويدفعوا الحياة السياسية نحو الانفجار.

وتحالف القوى السياسية داخل المشترك في المرحلة الحالية مثل لحركة الإخوان نقلة نوعية لم يحلموا بها لولا عدم ثقة تلك التيارات بقدرتها على التحشيد والتعبئة والتي رأت في الإصلاح طوق نجاة لإخراجها من غرفها المغلقة ومنحها بعدا جماهيريا مع الإشارة أن هناك بعض العقليات التآمرية داخل المشترك والتي تحمل كراهية عظيمة للإصلاح والنظام السياسي ولديها رغبة بالدفع بالإصلاح للصراع مع السلطة وهي تحمل أهدافاً خبيثة تهدف إلى ضرب المشروع الوطني في العمق.

وهذا لا يعني أن الإصلاح لا ينزع نحو الهيمنة بل هو هدف جوهري ولكن الخطير في الأمر أن هناك تياراً متطرفاً داخل الإصلاح يدفع الأمور نحو الصدام ولكنه يريد صدام دون أن يخسر وهذا جعله يدفع بالقبيلة لتعبر عن رغبته في تدمير النظام من خلال المشروع الذي يتحدث عنه الشيخ حميد الأحمر وهي تصريحات صيغة بدقة ويلقيها الشيخ عن ظهر قلب وقد وجد فيه مخططو الحركة النموذج المثالي فهو من قبيلة حاشد ويملك إمبراطورية تجارية ضخمة (حققها بفترة قصيرة في مجتمع يعاني من الفقر) وهذا التيار على قناعة أن مشروع الدولة العصرية يسير بخطى حثيثة وان الرئيس صالح وصل إلى مرحلة أصبح قادر على التخلي عن القبيلة كأداة سلبية معيقة لبناء الدولة الحديثة والتعامل معها وفق آليات جديدة تجعلها داعمة للدولة وتكون حركتها متوافقة مع قيم الدولة الحديثة.
ومن جانب آخر يعمل الرئيس على محاصرة مراكز القوى المتناقضة مع فكرة الدولة ومشروعها الوطني وأصبح تصفية الفاسدين من أولويات النظام وكل ذلك من خلال الإصلاحات الشاملة التي يتبناها المؤتمر.
وبالتالي فهم على قناعة أن أعداء النظام من القوى التقليدية والفاسدة تتجمع لمقاومة تلك التغييرات ويمكن استخدامها لدعم مشروعهم الدافع نحو الثورة الشعبية أو الانقلاب ومن ثم قطف ثمرة السلطة.
والغريب في الأمر أن فكرة الثورة الشعبية لم تظهر إلا في اللحظة الحاسمة التي بدا فيها النظام السياسي يتوجه بخطى صحيحة نحو الإصلاح الشامل بمعنى أنها أدركت انه لابد من الانقضاض على النظام أو عرقلة الإصلاحات لان مشروعهم لا يمكنه أن يهيمن في ظل أوضاع صحيحة ولان تلك القيادات داخل الإصلاح مشارك بشكل أو بآخر في الحكم وتعرف إسرار السياسة اليمنية فإنها تدير لعبته بذكاء ولكنها لعبة ستدمر مشروع الدولة الحديثة لصالح دولة العصبية الممتزجة بالدين حسب الرؤية الخلدونية ويعتقد أن الدولة بهذه الرؤية ستكون متماسكة وقادرة على مقاومة الضغوط الداخلية والدولية وبالتالي يتحقق المشروع الاخواني في اليمن ليصبح القاعدة الأولى للإخوان في العالم والقادرة على التمدد في منطقة الخليج بحكم وجود تيار قوي في هذه الدول يعمل بهدوء مما جعله يحقق اختراقات على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

وهذا لا يعني أن حزب الإصلاح يؤيد الأفكار الثورية للأحمر ولكن هناك قيادات إصلاحية مدعومة بشخصيات عسكرية وقبلية واجتماعية قوية مؤيدة للمشروع الأصولي ولديها قناعة تامة أن النخب السياسية والثقافية ذات النزعة العصرية قد حققت اختراقات قوية حتى أصبحت قادرة على الدفع بمشروع الدولة العصرية إلى نهاياتها المطلوبة في الدولة الليبرالية وهذه الرؤية هي التي تدفعهم نحو الدعوة للعنف والتخريب أما بالدعوة للثورة الشعبية أو بالانقلاب وتعتقد هذه المجموعة أن نجاح الفئات العصرية في تأسيس دولة قوية عامل يعيق مشروع الدولة بالرؤية الأصولية وهذه القناعات تعمقت مع وجود تيار قوي داخل المؤتمر يدفع بقوة لصالح الدولة والتخلي عن التحالفات السابقة التي بنائها النظام في مرحلة سابقة من اجل بناء الدولة ويسعى هذا التيار بقوة لتأسيس دولة حديثة قوية وفق المنظور الليبرالي وبالتالي تحييد القوى التقليدية والفاسدة المتناقضة مع الدولة العصرية.
وعليه فأن هذا التيار المتطرف داخل الاصلاح يتبنى إستراتيجية لاستمرارية الدولة الهشة وهذه المجموعة تتعامل مع الواقع بعقلية مأزومة وهي لا تملك أي مشروع متماسك وليس لديها إستراتيجية واضحة باستثناء قدرتها على زرع الخوف وتصوير أن كل شيء على وشك الانهيار فالمشاكل غير قابلة للحل إلا بقلب الطاولة على الجميع وتفجير الأوضاع وهي تتجاهل الواقع وتركز على السلبيات وتقوم بممارسة التهويل بخطابها الإعلامي وهي غير قادر على صناعة القدرة والإرادة على التغيير بوسائل عصرية وسلمية بل تسهم في التعمية وخلق عقلية مأزومة وفكر متصارع مع طواحين الهواء لا مع المشاكل التي يواجهها المجتمع اليمني من خلال تفسيراتها المتحيزة وردها للظواهر لأسباب غير أسبابها وتفسير المشاكل بعلل غير عللها وأصبح الهم السياسي هو أصل الأشياء كلها وهذا يخلق أجواء من الخداع واقتضاب للمشاكل ووضع حلول عائمة ووهمية وغير واقعية مؤسسة على العنف والتدمير والاعتقاد أنها منزلة من السماء هي رؤية مجنونة تدعو للثورة والانقلاب في ظل شرعية دستورية واضحة لا يرفضها إلا متطرف أو مراهق سياسي ينتقي ويفسر كل شيء بعلة وسبب وحيد ويقوم فكره على القطع والجزم بأن تلك هي الحقيقة المطلقة مما جعل المقولات التي يرددها واحدة ومكررة حتى أن تحليل مضمون الخطاب في اغلبه خطاب عائم يعتمد على الشعارات الكبيرة وأحيانا المقولات المتناقضة والاتهام الدائم للسلطة بكل ما هو فاسد وخطاء ولا يوجد في خطابها أي وسطية فالنظام السياسي كله شر وهي صاحبة الصواب المطلق وهذا يقود إلى الاحتقان وهذا يجعلنا نصل إلى نتيجة أن هذه العقلية ترتكز على الايدولوجيا وليس التفكير المنطقي والعلمي القائم على البحث والتقصي بموضوعية وحياد مما يجعلها في واقع الحال رغم الخطاب الداعي للحرية وحقوق الإنسان إلا أنها أقرب إلى عقلية التسلط والتعصب وأحادية الفكر ومصادرة آراء الآخرين.










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024