سرية تامة تحيط زيارة بوش المفاجئة للعراق بعد ان تناول العشاء مع حكومته في كامب ديفيد مساء الاثنين قال الرئيس جورج بوش انه يشعر بتعب ويريد ان يقرأ. وبدلا من ذلك تسلل من المكان الذي يخضع لحراسة مكثفة وصعد الى متن طائرة هليكوبتر متوجها الى قاعدة اندروز الجوية ثم استقل سرا الطائرة في رحلة الى بغداد. وقال بوش للصحفيين الذين يرافقونه على متن طائرة الرئاسة مستخدما الحرف الاول من كل كلمة "رئيس الولايات المتحدة على متن الطائرة". وكانت الدائرة المقربة فقط التي تضم نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس والسيدة الاولى لورا بوش هم الذين يعلمون وجهة الرئيس يوم الاثنين. وتوقع باقي اعضاء الحكومة ان يروه في كامب ديفيد يوم الثلاثاء في مؤتمر من خلال دائرة مغلقة مع الزعماء العراقيين. لكن مع حلول الصباح في كامب ديفيد كان بوش قد وصل بالفعل الى العراق لحضور اجتماع مع رئيس الوزراء نوري المالكي. وتوجه بوش الذي كان يرتدي حلة لونها كحلي داكن وقميصا ابيض ورابطة عنق زرقاء الى وسط القصر الجمهوري الذي اصبح جزءا من السفارة الامريكية في بغداد. وسار بوش يرافقه السفير الامريكي زلماي خليل زاد والجنرال جورج كيسي أكبر قائد امريكي في العراق ومساعدون اخرون وافراد الخدمة السرية الى المالكي وصافحه بينما كانت تسطع الاضاءة الصادرة عن كاميرات التصوير. وقال المالكي موجها كلامه لبوش "أسعدنا رؤيتكم" وهي العبارة التي رد عليها الرئيس الامريكي بقوله "اشكركم لاستقبالي". وقال مستشار البيت الابيض دان بارتليت ان الرحلة لبغداد كانت في مرحلة الاعداد على مدى شهر. وكان بوش يريد ان يجتمع مع المالكي وجها لوجه "حتى يقيما علاقة أوثق من العلاقة التي يمكن ان تقوم عبر التليفون." وشعر مسؤولو البيت الابيض بالثقة بشأن أمن بوش بسبب السرية التي احاطت بالرحلة وحقيقة ان جميع الاجتماعات كانت ستجري داخل المنطقة الخضراء التي لم يتمكن الناشطون الى حد كبير من اختراقها. كانت هذه الرحلة هي ثاني رحلة يقوم بها بوش الى العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في مارس اذار عام 2003 . وكانت الرحلة الاولى لمقابلة القوات الامريكية في عطلة عيد الشكر في نوفمبر تشرين الثاني عام 2003 . |