الإثنين, 29-أبريل-2024 الساعة: 01:45 م - آخر تحديث: 01:15 ص (15: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - كينيث روجوف
بقلم : كينيث روجوف -
أمريكا تصف موسكو بالمرتدة
كل ما يحتاج إليه بوتن الآن هو أن يكف عن تحمل كافة الانتقادات والشروع في الهجوم، وربما يستطيع ان يبدأ ذلك الهجوم بلفت انتباه نظرائه الديمقراطيين المتغطرسين إلى انه يتمتع في روسيا اليوم بشعبية لا يحظى بها أي منهم
إن روسيا الغنية بالنفط تثير الشفقة. فهي تبذل قصارى جهدها اليوم لكي تجعل العالم يدرك مدى جدية نظرتها إلى دورها في رئاسة مجموعة النخبة التي تطلق على نفسها اسم مجموعة الدول الثماني. وعلى أمل إعطاء دفعة قوية لمحادثات القمة الرئاسية التي ستعقد في سانت بطرسبرغ في شهر يوليو القادم، فربما يكون الرئيس فلاديمير بوتن قد أعد لهذه القمة جدول أعمال طموح. فهو يخطط لقيادة زملائه في محادثات متعمقة بشأن التعليم، والأمراض المعدية وما إلى ذلك. ولكي يضمن ألا يأخذهم النعاس فلسوف يتحدث أيضاً عن قضية »أمن الطاقة«.
ولكن ما الذي جناه بوتن في مقابل هذه الجهود؟ لا شيء. فمؤخراً وجهت إدارة بوش بقيادة نائب الرئيس ديك تشيني (ولكن بمباركة مباشرة من رئيسه)، اتهاماً صريحاً إلى روسيا مفاده أنها ارتدَّت إلى أساليب »إمبراطورية الشر« القديمة. وما كان من بوتن إلا أن رد الصفعة فوصف الولايات المتحدة بـِ »الرفيق الذئب« الذي لا يتورع عن افتراس أي أمة تترك نفسها عُـرضة للخطر. ويبدو أن حالة من الترقب والقلق آخذة في الاستفحال الآن بشأن الطريقة التي قد يتبادل بها بوش وبوتن التحية حين يلتقيان في سانت بطرسبرغ.
أما الأوروبيون فما زالوا يعانون من الهستريا الناجمة عن هلعهم من التورط في النزاع بين روسيا وأوكرانيا بشأن قضية الغاز، والذي أدى إلى جفاف خطوط الأنابيب في أوروبا لبضعة أيام مع بداية هذا العام. وهم يرون أن مناقشة "أمن الطاقة" مع روسيا لا يقل خطورة عن اجتماع حيوانات الغابة المستضعفة بـِ »الرفيق التمساح« لمناقشة مسألة تأمين بركة المياه.
مما لا شك فيه أن بعض الخبثاء سوف يشيرون إلى سخف وغرابة اختيار روسيا لعضوية ذلك النادي الذي يضم قوى اقتصادية عظمى مثل الولايات المتحدة، وألمانيا، واليابان، وإنجلترا، وفرنسا، وإيطاليا، وكندا (ولو أنها أقل قوة). فلماذا لم يُـعْـطَ الرئيس الصيني هيو جينتاو مقعداً على الطاولة بدلاً من بوتن، على الرغم من أن اقتصاد الصين يحتل المرتبة الثانية من حيث الضخامة على مستوى العالم (قياساً إلى الأسعار العالمية)؟ فحتى على الرغم من كل موارد الطاقة التي تتمتع بها روسيا، وعلى الرغم من ارتفاع أسعار النفط والغاز إلى عنان السماء، إلا أن دخل روسيا الوطني لا يكاد يتجاوز دخل مدينة لوس أنجلوس وضواحيها.
قد يكون كل ما يحتاج إليه بوتن الآن هو أن يكف عن تحمل كل الانتقادات والشروع في الهجوم. وربما يستطيع أن يبدأ ذلك الهجوم بلفت انتباه نظرائه الديمقراطيين المتغطرسين إلى أنه يتمتع في روسيا اليوم بشعبية لا يحظى أي منهم بشبيه لها في بلده. الحقيقة أنه قد يفوز في انتخابات نزيهة غداً (لا أعني أنه قد يجازف بمحاولة التيقن من هذا). ولا أظن أن كثيراً من الرؤساء الآخرين يستطيعون أن ينسبوا لأنفسهم مثل هذه القدرة عن اقتناع.
من المؤكد أن نجاح بوتن طيلة الأعوام القليلة الماضية في وأد كل أثر ضئيل متبق من آثار الصحافة الحرة ـ وحين يقرر رجل سابق من رجال وكالة الأمن الداخلي والاستخبارات(KGB) وأد الصحافة الحرة فإن »الوأد« هنا لا يستخدم كتعبير مجازي فحسب ـ قد ساعد كثيراً في إخراس أصوات المعارضة الصريحة. ولكن على الرغم من كل ذلك، يبدو أن بوتن ما زال يتمتع بشعبية أصيلة بين جماهير شعب يتوق إلى زعيم يستطيع أن يوجه سفينة البلاد نحو بر الأمان دون أن يغرقها.
يستطيع بوتن أن يزعم أيضاً أن موقف روسيا على الصعيد المالي أقوى كثيراً من أي من الدول الأخرى الأعضاء في مجموعة الثمانية. والحقيقة أن إعادة اكتشاف سيبريا كحقل نفط عملاق تحمل في طياتها قدراً عظيماً من الفائدة، حيث تغترف الحكومة الآن من ذلك المورد اغترافاً. وفي فنزويلا أيضاً يعمل الرئيس هوجو شافيز حالياً على موازنة دفاتر بلاده بنفس الطريقة.
ولكن من العدل أن نعترف بأن النفط ليس كل ما في الأمر. من المعروف أن أغلب خبراء الاقتصاد يحثون البلدان الغنية على التخلي عن النظم الضريبية المعقدة العتيقة التي ما زالت تتبناها والاستعاضة عنها بضرائب منخفضة بسيطة، ويعربون عن حسرتهم لأن البلدان التي جربت ذلك النظام الجديدة قليلة للغاية حتى الآن. لكن بوتن كان من بين القِلة التي بادرت إلى تطبيق مثل هذه السياسة الضريبية، والحقيقة أن النتائج كانت مذهلة إلى حد يكاد يشبه المعجزة.
بالطبع قد لا يكون بقية زعماء مجموعة الثماني على نفس القدر من الافتتان ببعض توجهات روسيا في التعامل مع المشاكل الخاصة بالميزانية. ويبدو أن أغلب دول مجمعة الثماني عاجزة عن إيجاد الإجماع السياسي اللازم لاتخاذ خطوات ضرورية، مثل رفع سن التقاعد أو تخفيض إعانات التضخم بنسب كبيرة. أما روسيا، وعلى النقيض من ذلك، فقد تخلت بصورة أساسية عن المتقاعدين حين لجأت إلى تضخيم قيمة دخولهم.
لقد اضطر أغلب كبار السن في المناطق الريفية في روسيا إلى دعم أنفسهم عن طريق زرع البطاطس في الرقاع الضئيلة من الأرض التي تسمح لهم الحكومة بفلاحتها. وهذا إذا تمكن أي منهم من البقاء على قيد الحياة: فمنذ سقوط سور برلين تدهور متوسط العمر المتوقع للذكور في روسيا من 65 عاماً إلى ما يقرب من 55 عاماً. وهناك أدلة متنامية تؤكد إن الضغوط المترتبة على التحول الذي تمر به البلاد تشكل السبب الرئيسي للوفاة، حتى قبل أسباب الوفاة الرئيسية في روسيا ما بعد الشيوعية مثل إدمان الخمور، والقتل، والإيدز. ولكن تُـرى هل ينبغي على بوتن أن يخبر زملاءه أنهم أيضاً يستطيعون موازنة الحسابات ما بين الأجيال في بلدانهم عن طريق تجويع كبار السن؟قد يكون من الأجدر به ألا يبالغ في تقييم منجزات دولته. وربما كانت الخطة الأفضل تتلخص ببساطة في السماح لأنهار الفودكا بالجريان بلا عوائق أو موانع، والإكثار من التبسم في كل فرصة لالتقاط الصور. وفي كل الأحوال، فحين يخبر بوتن ضيوفه كيف يدفعون لروسيا المزيد من أجل تحسين »أمن الطاقة« في بلدانهم، فقد يحصل أخيراً على الاحترام الذي يلتمسه.

• أستاذ الاقتصاد والسياسة العامة بجامعة هارفارد وكان سابقاً يشغل منصب كبير خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي.
* ترجمة: إبراهيم محمد علي
* الراية القطرية










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024