الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 11:35 م - آخر تحديث: 04:17 ص (17: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - الدكتورة إلهام مانع
د. إلهام مانع -
صلاتي لربي!
كنت ضيفة على برنامج مساواة الذي تقدمه الإعلامية السعودية نادين البدير على قناة الحرة.

هدف الحلقة كان مناقشة الأراء التي عبرت عنها في "يوميات أمراة عربية" على موقع شفاف الشرق الأوسط.

شارك في الحلقة أيضاً إستاذ في العلوم الشرعية يعمل بالجامعةالأمريكية في القاهرة ومنتدب في جامعة الإمارات، ويأخذ موقفاً معارضاً لتلك الأراء.



خلال النقاش، طرحت الإعلامية نادين البدير السؤال عن صلاة المرأة وإرتداء الخمار.

أجبتها قائلة إني لا أصلي مرتدية الخمار.

ببساطة، أنا أصلي وأنا حاسرة الرأس.



ردة فعل الضيف المشارك جاءت على الفور سريعة. فقد قال "إذن صلاتك باطلة".



جاء رده قاطعاً.

كحد السيف.

جاء رده متعجلاً.

كالأجل.

في الواقع جاء رده مهرولاً.



وأنا أستغربت.

لم أستغرب من رده. فقد أعتدت على ذلك الرفض.

بل أستغربت من تعجله.

لم ينتظر.

لم يتأمل.

كما لم يتفكر.

لم يسألني "لم تفعلين ذلك؟"

بل سارع بالرد وهو يقطع بصحة رأيه، ودلل بحديث يُنسب إلى الرسول الكريم يقول "لا تقبل صلاة الحائض إلا بخمار".



عندما رددت بأن هذا الحديث آحادي. أجاب بأن 99% من الأحاديث آحادية.



سبحان الله!

99% من الأحاديث، التي نُصر على أن ننسبها إلى الرسول الكريم، آحاديه. وعلماء الحديث يدرون أنها "تفيد الظن الراجح بنسبتها إلى الرسول".

الظن يا جماعة الخير،

الظن!

بكلمات اخرى،

ربما قالها الرسول الكريم!

وربما لم يقلها!

ولأنها ظنية لا قطعية، فإن بعض المذاهب كالشيعة والمعتزلة أنكروا حجيتها ورفضوا العمل بها.



أما "الجمهور" من أهل السنة فقد أفادوا بالتالي: أفتوا بعدم الأخذ بها في "الأمورالإعتقادية التي تتصل بالدين أو تتعلق بالشريعة"، لكن قرروا أن نأخذ بها في "الأمور العملية"!



أي منطق هذا؟



نرفض أن نأخذ بهذه الأحاديث في أمور الاعتقاد والشريعة، لكن عندما يتعلق الأمر بالمسائل العملية، التي تتصل بحياتنا اليومية، وعندما يتعلق الأمر بالمرأة بالتحديد، نأخذ بها؟



لماذا؟

هذا المنطق ليس منطقاً.

لا يتماشى مع العقل.

لكن الأهم، أن هذا المنطق هو الذي يبرز لنا المأزق الذي نعانيه في الفكر الديني الذي توارثناه.



دعوني أحدد ملامح هذا المأزق من خلال أسئلة ثلاث:



لماذا نتعامل مع الأحاديث المنسوبة إلى النبي الكريم على أنها حق لانقاش حوله؟

الرسول الكريم نفسه نهى عن كتابة أقواله، ورغم ذلك نصر نحن على الأخذ بما نهى هو عن فعله.



كيف نثق في تراث تم تناقله على مدى أكثر من مائتي عام بعد موت الرسول الكريم، ردده بشر، وجمعه بشر؟ ونحن ندري، ندري، أن الكثير الكثير في هذا التراث تم "تلفيقه" خدمة لأغراض وأهواء بشرية لا علاقة لها برسالة الإسلام الحنيف.



والأهم، لماذا نصر على القبول بحجية الأحاديث في حياتنا العامة، خاصة وأنها تتعلق بفترة زمنية بعيدة كل البعد عن زمننا المعاصر؟

أين عقولنا في كل هذا؟



هل يجب أن أذكر أن هناك أحاديث يعتبرها علماء الدين "صحيحة" تتناقض مع العقل والعلم؟

كالحديث الذي يرد على السؤال أين تذهب الشمس بالقول "فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها، وتستأذن فلا يؤذن لها، يقال لها ارجعي حيث جئت فتطلع من مغربها".



الشمس أخوتي "لاتطلع من مغربها"، وهي "لا تتحرك نحو المغرب"، بل "الأرض هي التي تدور من الغرب إلى الشرق حول الشمس"، وعندما تغيب تشرق في مناطق أخرى من العالم.



هنا يكمن لب المأزق الذي نعايشه في إسلوب تعاملنا مع الفكر الديني.

هناك قناعة يؤسس لها الكثير من علماء الدين، ويأخذ بها الكثيرون منا، بأن حياتنا ليست رهناً بإرادتنا وعقولنا.

بل "يجب تشكيلها و تكييفها وفقاً لما تناقلته كتب التراث والدين".

وأن الخروج عما ورد فيها، هو "خروج على الدين ذاته".

"خروج على الإيمان".



مسألة صلاة المرأة وهي حاسرة الرأس هي مثال بسيط على هذا المأزق.



دعوني اسألكم: لماذا يجب أن أرتدي الخمار وأنا أصلي؟

لماذا؟

تفكروا قليلاً.

هل تغطية الشعر ضرورية لخشوعي في صلاتي؟

هل هي ضرورية لتوجهي وتضرعي إلى الله عز وجل بكل جوارحي؟

هل أجرح الله عز وجل بمنظر شعري؟



ليس فعلاً.

فأنا أتوجه إلى الله عز وجل بكل ذرة في كياني وأنا أصلي إليه، وشعري حاسر.



لكن الإصرار من قبل بعض شيوخنا على أن تغطي المرأة شعرها وهي تصلي يتماشى مع رؤيتهم لهذه المرأة، ورؤيتهم لله عز وجل.

المرأة التي يجب أن تغطي نفسها أمام الرجل.

والله الذي يأخذ صفة الذكر، ولذا يجب أن تغطي نفسها وهي تصلي أمامه، تنزه سبحانه تعالى عما يصفون.



وأنا مصرة أني أقف أمام الله عز وجل كإنسان.

لست أنثى في صلاتي.

بل إنسان.

لا تجرحها خصلات شعرها السوداء.

ليس في هذه الخصلات ما يعيب أو يجرح.

كما لا تنتقص بروز هذه الخصلات من صلاتها.



وأصر أيضاً،

أني عندما اصلي،

أصلي لربي،

للخالق عز وجل،

الله تعالى،

فأنا أخوتي،

لا أصلي لرجل.



[email protected]










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024