السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 03:07 م - آخر تحديث: 02:53 م (53: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - محمد حسين العيدروس
بقلم/ محمد حسين العيدروس: -
حرية التعبير بمسيرة مليونية
واحدةٌ من أهمِّ ميزات الديمقراطية هي سعة الحُرِّيَّات التي تمنحها للفرد للتعبير عن رأيه، وبالطريقة التي يراها مُناسبةً ما دامت في إطار ما يكفله القانون والدستور، لذا فإن القوى المُعارضة لسياسةٍ حكوميةٍ مُعيَّنة، والتي كانت تكبت بالأمس رأيها مخافة القمع من قِبَل السُّلطة، أصبحت - بفضل الديمقراطية - تُنظِّم المسيرات والتظاهرات والاعتصامات والإضرابات والندوات، وتكتب البيانات والمقالات بكُلِّ حُرِّيَّةٍ، فتُشكِّل من الرأي العام ضغطاً يُتيح لها نيل حقوقها أو دفع الحكومة إلى إعادة النظر في ما اعترضت عليه وغير ذلك ممَّا ترجوه، فالديمقراطية بما تحمله من مفاهيم وقيم، لا تعني بالضرورة حقَّاً للرأي المُعارض - فقط - بل إنها تمنح - أيضاً - حُرِّيَّة القبول أسوةً بالرفض، لذلك ليس نشوزاً أن تتظاهر الناس لتأييد قرارٍ ما أو للمُطالبة بتعزيز توجُّهٍ سياسيٍّ مُعيَّن، فالحُرِّيَّات مكفولةٌ لكُلِّ ذي رأي أو مطلب ما دام الكائن البشري قد فطره اللَّه تعالى بمشاعر القبول والرفض معاً، وعليه فإن إجازة مسيرةٍ لمُناهضة توجُّهٍ مُعيِّن وتحريمها على مَنْ يدعم توجُّهاً آخر، هي ثقافةٌ سلبيةٌ لا تمت للديمقراطية بشيءٍ ولا تختلف عمَّا تُمارسه الأنظمة الشمولية التي تُجيز للشارع الهتاف باسمها وتمجيدها وتُحرِّم عليه الهتاف بما يُعارضها.
خلال الأيَّام الماضية عاشت اليمن موسم ربيع الديمقراطية بكُلِّ المُمارسات التي تخلَّلتها، فموقف الأخ الرئيس علي عبداللَّه صالح، الرافض الترشُّح للانتخابات الرئاسية، ترجم حقَّاً ديمقراطياً للرئيس نفسه، كما أن إصرار المؤتمر الشعبي العام على مُطالبته بالعدول عن قراره، ترجم - أيضاً - حقَّاً ديمقراطياً في أن يُبدي أعضاؤه رأياً مُخالفاً لرأي رئيس الجمهورية، وكذلك الحال بالنسبة للجماهير، سواءٌ المُؤيِّدين للرأي الأوَّل أو المُؤيِّدين للرأي الثاني، فكُلٌّ الآراء هي حقوقٌ ديمقراطيةٌ لم يكن بوسع أحدٍ منع أيٍّ منها أو مُعاقبة صاحبها، لأن الفصل في هذه الآراء كُلَّها تحسمه مقاييس الأغلبية المعمول بها في مُختلف المُمارسات الديمقراطية وفي شتَّى أرجاء العالم.
لا أعتقدُ أن الأمر كان بحاجةٍ إلى أيِّ قدرٍ من الذكاء لمعرفة الإرادة الشعبية العامَّة، إذ أن المسيرات المليونية، التي طافت مُدن اليمن، مُطالبةً بعدول الرئيس عن قراره، خيرُ مَنْ يتحدَّث عن اتّجاه رغبات الساحة الشعبية، فهناك مليونا مواطن ومواطنة احتشدوا في أمانة العاصمة - فقط - من غير أن يطرق أحدٌ عليهم الباب ويدعوهم إلى المُشاركة، وفي كُلِّ مُحافظةٍ كان هناك مئات الآلاف، في الوقت الذي كانت قيادات المُحافظات، من مُحافظين ومُدراء مديريات ورُؤساء فروع المُؤتمر وغيرهم، جميعهم في صالة «22 مايو»، يُشاركون في المُؤتمر الاستثنائي، ورغم ذلك قُدِّرت أعداد المُشاركين في المسيرات ليوم السبت - فقط - على مستوى الجمهورية بنحو ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة، فكيف الحال لو كانت القيادات المُؤتمرية في مواقع سكنها بالمُحافظات؟!
لقد حاول الأخ الرئيس منع تلك المسيرات، وأصدر توجيهات مُتكرِّرةً لقيادات المُؤتمر بهذا الشأن، لكن الجميع اصطدم بأن الناس كانوا يُحاججون بالمنطق الديمقراطي وحُرِّيَّات التعبير عن الرأي، ويرفضون الانصياع لأيِّ مطلبٍ يتعارض مع حُرِّيَّاتهم في التعبير، المكفولة دستورياً، وهكذا وقف الأخ رئيس الجمهورية بلا حيلةٍ أمام هذه الملايين، التي أصبحت كُلُّ جهةٍ منها تجتهد في اختيار أسلوب التعبير عن رأيها - بين مَنْ يُنظِّم مسيرةً أو اعتصاماً، وبين مَنْ أقام مُخيَّم اعتصامٍ بجوار دار الرئاسة، وبين مَنْ كان يكتب مُناشدات في الصُّحف أو يُوزِّع مُلصقات وصوراً وبيانات، وبين مَنْ يُهدِّد بمُقاطعة الانتخابات - لدرجة أن البعض قصد دار الرئاسة بعددٍ كبيرٍ من الإبل والأثوار ليُمارس عادةً قبليةً ما زال مُتمسِّكاً بها، أمَّا المُؤتمر الاستثنائي فقد حاور الكثير من المُشاركين رئيس الجمهورية بأسلوبه الخاص، ووقف الجميع أمام قضايا وإشكاليات شتَّى، بعضها يُعدُّ من الخصوصيات التنظيمية، ورغم ذلك فإن ما كان يحدث داخل القاعة كانت الفضائية اليمنية ووسائل الإعلام المُختلفة تنقله بحذافيره للناس، لأن هناك إيماناً بأن الموضوع مصيريٌّ ومُتعلِّقٌ بمستقبل الوطن، وأن المُؤتمر هو حزب الشعب وليس في سياسته أسرارٌ يُخفيها على الجماهير، كما هو حال بعض الأحزاب التي تحصر العلم بالشيء على تكوينٍ مُحدَّدٍ وصغيرٍ داخل تنظيماتها.
لقد مثَّل ذلك كُلَّه كرنفالاً ديمقراطياً عظيماً قلَّما تشهده بلدانٌ أخرى في المنطقة العربية، من حيث حجم الصراحة ومستوى الوضوح والشفافية التي تعامل بها الجميع، وبما يُؤكِّد أن الديمقراطية في اليمن رسَّخت قواعدها بشكلٍ جيِّد، وهي تتنامى وتكبر وتتَّسع تجاربها بفضل إرادة القيادة السياسية التي جعلت من اليمن مدرسةً لتجربةٍ ثريَّةٍ لكُلِّ الذين لم يبدأوا ديمقراطيتهم بعد، ولكُلِّ المُتطلِّعين إلى تطوير تجاربهم الوليدة.
إن خروج الشارع اليمني بالملايين من أبنائه يكشف بجلاءٍ قوُّة الثقة التي حظي بها الأخ الرئيس علي عبداللَّه صالح من قِبَل أبناء شعبه، ومتانة العلاقة التي تربطه بكُلِّ فردٍ فيه، وهي - بلا شكٍّ - لم تكن لتُصبح كذلك لولا أن هناك إيجابيات كبيرةً وتطوُّرات هائلةً في حياة الناس جعلتهم مُمتنين لهذا الرَّجُل عليها، ودفعتهم إلى الخروج في مسيراتٍ، حرصاً على أن ينعم أبناؤهم بمزيدٍ من المُكتسبات الوطنية والخير والأمن والسلام، وحرصاً على أن تبقى وحدة اليمن راسخةً قويةً على مرِّ الأجيال.
لقد التحم في المسيرات المليونية الفقراء والأغنياء، العُمَّال والفلاَّحون والموظَّفون والمشائخ والتُّجَّار، الأُمِّيُّون والمُتعلِّمون والمُثقَّفون والعُلماء، النساء والرجال، الشباب والعجائز والشيوخ، المُتعافون والمُعاقون، وهؤلاء جميعاً هم أبناء شعبنا الأصيل، الذين كتبوا رسالةً للتاريخ تُوثِّق للرئيس علي عبداللَّه صالح شهادةً بأنه رئيس كُلَّ الشعب وخيار كُلَّ الجماهير وإرادة كُلَّ اليمنيين!".








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024