الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 02:55 ص - آخر تحديث: 04:26 م (26: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
عارف ابو حاتم -
الرموز الانتخابية.. مالها.. وما عليها
الرموز الانتخابية.. مالها.. وما عليها

يعيش اليمن هذه الأيام أجواء انتخابية، حيث اقترب موعد الاقتراع الحر والمباشر للدورة البرلمانية الثالثة، في 27 من أبريل الحالي، فترى شوارع المدن مليئة بالملصقات الدعائية من صور ورموز وشعارات انتخابية توزعت إلى شقين الأول خاص بالأحزاب ومحدد بمجموعة من الرموز والآخر خاص بالمستقلين ومحدد أيضاً بمجموعة من الرموز.
فمن أين جاءت فكرة الرموز الانتخابية؟
وما هو الجديد في هذه الرموز؟
ولماذا حصر اللجنة العليا للانتخابات رموز المستقلين بثلاثين رمزاً فقط؟
وما هو رأي علماء النفس والاجتماع بدلالات هذه الرموز نفسياً واجتماعياً؟
وهل ستؤثر هذه الرموز على سلوك الناخب وتجعله يندفع نحو ترشيح أصحابها؟
كل هذه الأسئلة كانت فكرة نبع منها هذا التحقيق.

عن الرموز
بعض الرموز تدعو إلى الغرابة والاستفسار عن شخصية المرشح أكثر مما يدفع بالناخب إلى ترشيحه، وبعضها يشكك الناخب في جدية ما يقوله المرشح، فمثلاً أحد المرشحين المستقلين اتخذ ( السمكة) رمزاً انتخابياً لهِ مع أنه مرشح في منطقة صحراوية لا تعرف ما هو لون البحر، ومرشح ثان رمزه الانتخابي (كرة القدم) وهو مرشح في منطقة تفتقر لمنشآت حيوية هامة، وثالث رمز لنفسه (بالكمبيوتر) ومنطقته لا تعرف الكهرباء.

دوافع مكنونة لرموز مبهمة
أحد المرشحين المستقلين- طلب عدم الإفصاح عن اسمه- تقدم لترشيح نفسه في انتخابات 1997م وكان رمزه الانتخابي ( الكمبيوتر) وفي هذه الدوائر تقدم للترشيح برمز ( السنبلة)، وعندما سألناه عن سبب رمزه أجاب بأنه مرشح في منطقة ريفية نائية وقد لاقى في الدورة السابقة صعوبة كبيرة في توعية الناخبين بأهمية ( الكمبيوتر) وضرورته لحياة هذا العصر، وكان يهدف بهذا الرمز إلى ضرورة نقل المجتمع الريفي إلى مجتمع مدني قادر على التعامل والإفادة من هذا المعطى العصري، لكنه أصيب بخيبة أمل، فالناس لم يفهموه ومن فهمه منهم كان يظن أن الكمبيوتر هو نفسه التلفزيون.
وفي هذه الدورة تقدم هذا المرشح المستقل برمز انتخابي آخر، يعتبره أنه الرمز الأقرب إلى ذهنية المواطن اليمني الريفي، فاختار رمز ( السنبلة) وذلك لارتباطها بذهنية المواطن المزارع وتعامله معها وحبه لها.


الفأس
يروي لنا المرشح فؤاد أحمد علي قصه ترشيحه في الانتخابات النيابية دورة 1997م برمز ( الفأس) ويشكو من خذلان المواطنين له، فقد كان فؤاد يطمح أن يقطع بالفأس كل عضو خبيث وفاسد كما كان الأجداد والأوائل يدافعون بالفأس عن أنفسهم ضد كل شيء لا يصح للحياة..، وحينما فكر في ترشيح نفسه هذه المرة اتخذ التلفون السيار رمزاً له..
لكن فؤاد أخفق في هذه الدورة ولم يتمكن من ترشيح نفسه بعد أن فشل في الحصول على تزكية ثلاثمائة عضو من أبناء دائرته.

القلم أيسر حفظاً
ولا تختلف قصة المرشح المستقل عبد الله الهليبي عن قصة " فؤاد" فعبد الله تقدم لترشيح نفسه في الانتخابات القادمة ورمز لنفسه " بالقلم" كتعبير للمعرفة والعلم، فلولا القلم لما تعلمنا أو عرفنا شيئاًً عن الحياة، فالكتب القديمة حفظت عن طريق الكتابة ونحن نحفظ تاريخنا عن طريق الكتابة، وعندما سألناه عن الدلالة الرمزية لهذا الرمز، قال: أن القلم ذكر في القرآن الكريم، والقرآن الكريم لا يذكر إلا شيئاً له أهمية.
ويضيف عبد الله: إن القلم رمز سهل الحفظ في الذاكرة وعندما ما اختار هذا الرمز راعى جانب الأمية الكبير، عند أبناء دائرته، حتى يسهل عليهم التأشير على رمز القلم حينما يتسلمون بطاقات الاقتراع، إذ عبد الله لم يكن يرمز بالقلم إلى التعليم وإلى محو الأمية بين أبناء دائرته الانتخابية واكتفى بالقول أن مسألة التعليم ومحو الأمية مشروع سيتم المطالبة بتنفيذه إذا ما فاز بالانتخابات.

الكتاب
ولم يبعد المرشح عوض الزمري كثيراً عن سابقيه في الدفاع عن رموزهم، إذ اعتبر أن رمز ( الكتاب) أداة للعلم والمعرفة وأن الله ذكر في أول آياته الحكيمة ( أقرأ باسم ربك الذي خلق) والقراءة في نظر عوض لا تكون إلا من كتاب.
ونسي عوض القراءة عبر الصحيفة والانترنت والتلفون- وعندما سألناه عن دلالة ( الكتاب) الرمزية، أجاب بأنه يطمح في تعليم كل الناس وفي جعلهم يستفيدون من التعليم في تطوير أداءهم وأداء أبنائهم مستقبلاً.
ويضيف عوض أن ( الكتاب) رمز لا يحتاج إلى جهد في البحث عنه عند تسلم بطاقات الاقتراع.. فبإمكان أي مواطن الحصول على رمز الكتاب بمجرد استلام البطاقة.

الوقت هو الحياة
أما المرشح المستقل عباس أحمد حسين فقد رشح نفسه في 1997م وكان رمزه الانتخابي آنذاك ( الساعة)، لكنه لم يفز، يقول عباس : لقد دافعت عن هذا الرمز كثيراً وكنت من أوائل المتقدمين للترشيح حتى لا يسبقني أحد في اختيار رمز ( الساعة).
فعباس – حسب قوله- يريد بهذا الرمز كسب الوقت فالوقت يمر دون أن نضع شيئاً، فقضية فلسطين مر عليها أكثر من نصف قرن دون أن نصنع لها شيئاً، والعراق دمر بعد حصار دام ثلاثة عشر عاماً، ومرت علينا سنوات طويلة ونحن نعاني.
وعندما سألنا عباس هل قام بدراسة ميدانية قبل اختياره لهذا الرمز، أم أنه فكرة الرمز كانت موجودة لديه سلفاً؟
أجاب: بأن الفكرة كانت موجودة لديه منذ زمن، وهو يرى أن الوقت يمر والسنين تتعاقب علينا ونحن نقف متفرجين لما يحدث، دون المشاركة بشيء، فلا بد أن يسهم الجميع في التعبير وأن نكسب معركة الزمن قبل انتهائها، لأن انتهاءها بهذه الصورة يعني هزيمة لنا، سواء كانت المعركة محلياً أم عربياً، يجب على الناس أن ينتبهوا ويكسبوا الوقت وأن يدافعوا عن حقوقهم وعن إنسانيتهم.

متلقون
هل يستجيب الناخب ( للرمز ) بمعنى هل للرمز تأثير معين على الناخب، يقوده هذا التأثير إلى ترشيح صاحب الرمز؟ أم يبحث الناخب عن المرشح المناسب والبرنامج الانتخابي الأفضل؟ سؤال كهذا توجهنا به إلى عدد من الناخبين... فكانت الإجابة كما يلي:-


الشخص الفاعل
الناخب عادل الحرازي يقول أنه من الصعب عليه أن يدلي بصوته لشخص لا يعرفه مهما كان رمزه مؤثراً وقوياً، وأنه سينتخب الشخص الفاعل الذي يبني البلاد ويعمر، ويوفر للناس الخدمات الهامة وكل ما يحتاجه أبناء المنطقة، أما جمالية الرموز- كما يقول عادل- فهي منظر شكلي لا علاقة له بما سيحدث في المرحلة اللاحقة للمرشح.

أمانة ومسؤولية
وترى الناخبة لينا سعدي عبد الرحمن أن هناك رموزاً معبرة لفتت انتباهها لكن مسألة الترشيح هي ليست ( للرمز) إنما لصاحب الرمز.
وتضيف لينا أن المسألة تعتبر أمانة ومسؤولية يجب أن نقولها بصدق وإخلاص لأن الله سيحاسبنا عليها، ويجب علنيا أن ننتخب الرجل المناسب الذي يمد يد العون والمساعدة لأبناء دائرته، ولا يحب مصلحته الشخصية وينسى هموم الآخرين ومصالحهم.


معرفة البرنامج الانتخابي
ويؤكد الناخبون زيد عبد الخالق على ضرورة الوعي والمعرفة لما تتضمنه البرامج الانتخابية لكل حزب وكل مرشح مستقل، فبعض الأحزاب في نظر زيد لديها برامج انتخابية هزيلة وضعيفة وبعضها تقدم مشاكل وعيوباً دون أن تقترح بدائل أما المرشحون المستقلون فمعظمهم إن لم يكن جميعهم تقدموا لترشيح أنفسهم دون برامج انتخابية، ولا يملكون أو يحملون البرنامج فكرة يستطيعون من خلالها عمل برنامج معين، لأن قراءة ومعرفة الانتخابي للمرشح هي من تقرر ترشيحه من عدمه.

ولاء حزبي
الناخبة رجاء أحمد صالح تقول أنها لا تواجهها أية مشكلة أو حيرة في مسألة الرمز، لأنها قد جددت سلفاً من هو الشخص الذي ستنتخبه.
وبرأي رجاء صالح إن الولاءات الحزبية أٌقوى من الرمز، فكل مواطن يحمل ولاء معيناً لحزب معين، وبالتأكيد سيرشح ويختار مرشح الحزب الموالي له كما تقول.

المصلحة فوق كل شيء
أما الناخب خالد قاسم زيان فنجده يقدم مصلحة فوق كل المصالح فهو لن ينتخب شخصاً لا يعرفه وإنما سيختار الذي بإمكانه أن يحقق هدفه ويعتبر أن المصلحة فوق كل شيء فمن يساعد أبناء الدائرة ويعمل على تحقيق مصالحهم ويحقق لهم الذي يريدونه هو من سيختاره، أما من يكذب عليهم ويعطيهم وعوداً وعندما ما يفوز ينساهم مثل هذا النموذج لن نقف معه حتى وإن كان رمزه جميلاً وكلامه معسولاً.. ويختم خالد حديثه بتساؤل: ماهي الفائدة من الرمز إذا كان صاحبه لا ينفع ولا يصلح أن يكون مسؤولاً عنا.

الارتباط البصري
والآن ما رأي الخبراء والمختصين في مسألة الرمز؟ يعتبر خبراء المناهج التربوية أن الرموز الصورية يتم وضعها لتلك الشريحة التي تعاني من تدني حاد في مستواها التعليمي لذا فإن كتب الصفوف الدراسية الأولى تعتمد على الصورة بشكل كبير في تعليم الصغار، فالرمز أو الصورة يرتبط بدلالة بصرية قوية لدى المتدنيين تعليمياً وثقافياً ويفون هذا الارتباط البصري غيره من الارتباطات الأخرى، كالارتباط الحرفي ( الكتابي).
حب الرمز
أما علماء النفس فيرون أن سبب اختيار المرشح لرمز معين يدل عليه عند الاقتراع ناتج عن حب المرشح لهذا الرمز، وهذا الحب أو الذكرى الطيبة التي يحملها المرشح للرمز كان يسكن في اللاشعور وعندما سنحت له الفرصة أخرج هذا الرمز من اللاشعور إلى الشعور ( الوعي التام) فقد يكون لهذا الرمز ذكرى جميله أو ارتبط بموقف جميل وانساني في ذهن المرشح.
وعن دور الأسرة أو القبيلة يقول علماء النفس أن الضغوط الأسرية والقبلية على نفسية المرشح تجعله مجبوراً على اختيار رمز معين، لأن المرشح ( فرد) ولا بد أن يستسلم لرأي الأسرة أو القبيلة ( الجماعة)

الدلالة الاجتماعية.
يقول الأستاذ الدكتور عبد الجبار ردمان- أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء: أن موضوع الدلالة الرمزية في أسلوب الاختيار يعد انعكاساً لنمط الشخصية إلى جانب استيعاب المرشح لواقع المجتمع بما يعانيه من تخلف ويرى أن هذا الرمز هو الأقرب إلى وعي الإنسان اليمني.
أما عن الأحزاب واختيارها لرموزها الانتخابية فيؤكد الدكتور عبد الجبار أن الوعي الثقافي لدى بعض الأحزاب يفرض عليها اختيار رموز معينه تعكس مدى هذا الوعي.
ويضيف الدكتور عبد الجبار أن غياب البرامج التي تدل على شخصية المثقف المطلع يصبح للرمز أهمية كبيرة تعكس شخصية المرشح اجتماعياً، والأهم من هذا أن تعطى فرصة كافية لعرض هذه الرموز عبر وسائل الإعلام حتى يتمكن الوعي الاجتماعي من استيعابها ويدقق في التأثير عليها عند الاقتراع فالرمز يصبح أداة تواصل بين المرشح والمجتمع عندما يكون المجتمع مليئاً بالأمية.
لكن المشكلة تكمن في نظرة الدكتور عبد الجبار في الدور الغائب للأحزاب عن المجتمع اليمني والذي لا يتعامل مع المجتمع في مواسم محددة، وعملية الانقطاع هذه تجعل عملية العصبية الاجتماعية أو السياسية هي من يحدد المرشح.

ثلاثون رمزاً
لقد ارتأت اللجنة العليا للانتخابات أن تحصر رموز هذه الدورة بثلاثين رمزاً حتى لا تتشعب الرموز أو يسقط بعضها عند التسجيل الآلي، فبعض المرشحين في المرة السابقة اتهم اللجنة بالتحيز.
وجاء هذا الحصر في الثلاثين رمزاً حفاظاً من اللجنة في أحقية كل مرشح بأن يسجل رمزه على بطاقات الاقتراع الموزعة لدائرته.











أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024