بيوت من زجاج

الأحد, 02-يوليو-2006

لؤي يحيى عبدالرحمن الارياني -
بيوت من زجاج
لا أجد أبدا أي تفسير للكتابات العربية حول موضوع الرئاسة اليمنية وقرار الرئيس ترشيح نفسه إلا أنها كتبت من خلفيات "غاضبة" من عدم دخول اليمن في حالة عدم استقرار, . لم استطع فهم ما يمكن أن يفسر مقاصد هؤلاء الكتاب لكي يكتبوا وينتقدوا, فعلي عبد الله صالح مواطن يمني يحقق جميع شروط المتقدمين للرئاسة ويكفل له الدستور حقه في ترشيح نفسه لمرة ثالثة وأخيرة, وعندما أعلن عن عدم نيته الترشح فهو لم يكن مضطرا لذلك ولا هو مضطر لحشد التأييد قبل الانتخابات ولا هو مضطر للكذب كي يمرر ترشيحه, كما لم أستطيع أن افهم انتقاد المظاهرات الشعبية لمطالبة الرئيس بالتنحي, أليست هذه هي الوسيلة الديمقراطية للتعبير عن الرأي؟ أليست هذه المظاهرات هي تعبير الشعب عن رأيه؟! هل كان يفترض بقوة مكافحة الشغب أن تفرقهم؟!.. إن ما اعرفه أن الديمقراطية هي حكم الشعب.. وهاهو الشعب يقدم مرشحه للحكم, وبأن الديمقراطية هي اختيار الشعب لحاكمه وهاهو الشعب خرج ليختار حاكمه كما سيخرج رسميا لاختياره في شهر سبتمبر, إذا ..فما هي مشكلة الأخوة الذين انتقدوا وكتبوا في تحاذق كبير مقالات من نوعية لقد "كنا نعلم" .. "الم نقل لكم".. أتمنى من الجميع التوقف عن التحاذق وان يفهموا أن الديمقراطية كانت في قرار الرئيس عدم ترشيح نفسه وكانت أيضا في استجابته لإرادة الشعب وستكون يوم نذهب نحن اليمنيين لانتخاب الرئيس الذي نريده، في شهر سبتمبر.

أقول لهم لا تتحاذقوا ففي اليمن صندوق لا يوجد لديكم ، ولليمانيين يوم لا تعيشوه ومهما سخرتم فلن تخفوا عنا ألمكم بأنكم لا تملكوا مثل هذا الصندوق ولن تعيشوا مقل هذا اليوم.

ومن اغرب ما قرأته قول أحدهم بأنه لو لم يعلن الرئيس منذ البداية عن نيته في عدم الترشح لما كتبنا حول الموضوع ولما انتقدنا!! فمعنى الكلام انه لو كان الرئيس مثل بقية الحكام لا يريدون أن يفتحوا الحديث في هذا الباب أصلا فلا مشكلة!, برغم أن خطاب الرئيس من البداية للنهاية كان موجها للشعب اليمني في شئون داخلية يمنية و لم يكن هناك داعي أن يتعب صاحبنا نفسه في الكتابة عنها أصلا فهي أمور يحسمها في النهاية الصندوق أما ان يعاتب بأن الرئيس أعلن عن نيته عدم الترشح ثم استجاب لمناشدة الجماهير فهذا منطق غريب! ارجوا من أشقاء نا أن لا يعكسوا مشاكلهم هم في كتابتهم عن اليمن وان لا ينتظروا من اليمنيين أن يحلوا مشاكلهم مع الديمقراطية.

كثير من الكتابات أيضا رأت انه كان على الرئيس أن لا يستجيب للمناشدات ببقائه, ولا افهم ما المغزى!! أليس المطلوب هو ترسيخ عملية ديمقراطية؟! فان كان هذا هو المطلوب فمن المعلوم أن قمة الديكتاتورية هي تجاهل مطلب الشعب فهل كان المطلوب من الرئيس أن يتجاهل مئات الآلاف من شعبه وهم يتظاهرون لإقناعه بالبقاء؟! وهل أن قام بذلك تكون هذه هي الديمقراطية؟!.
إذا كان كذلك فأرجو إضافة عبارة صغيرة في تعريف الديمقراطية وهي إرادة الشعب واختيار الشعب ماعدا الشعب اليمني.

أرجو من الأخوة الكتاب أن يرفعوا راية الديمقراطية والحرية ويستمروا في القتال من اجلها.. في ميادينها.. وما أكثرها من المحيط للخليج, و أقول لهم لا تقلقوا على اليمن لا تتعبوا أنفسكم في الكتابة عن أوضاع الديمقراطية فيها صحيح أنها ليست ديمقراطية كاملة إلا أنها ديمقراطية متبلورة واضحة المعالم قطعت أشواطا كبيرة نتمنى من كل قلبنا أن يستفيدوا منها ويحاولوا نقلها إلى أوطانهم, وان لا ينفسوا عن الضغط الذي يشعرون به في بلادهم بالكتابة عن اليمن, كما أتمنى أن يعززوا الديمقراطية في الوطن العربي بالكتابة عن الحالة الديمقراطية في أوطانهم فمعظم الكتاب حول قرار الرئيس بترشيح نفسه للرئاسة من دول لا زال نظام الحكم فيها أصلا وراثي يمتد لطول عمر الحاكم !! فلا أحد يستسيغ انتقاد الأعمى للوحة فنية ولا يستسيغ أن يستمع لمحاضرة عن التوحيد من ملحد!! وما أشبه كتاباتهم بالعنزة التي سخرت من القطة لأنها قفزت فبانت عورتها متناسية ان عورتها مكشوفة طوال الوقت.. ولأصحاب البيوت المصنوعة من الزجاج لا ترموا اليمن العظيم بالطوب و بدلا عن ذلك أتمنى ان تجدوا لحظات تسرقوها من غروركم وتنظروا إلى قصور حكامكم وتجيبوني.. متى كانت آخر مرة انتخبتم فيها صاحب الجلالة أو السيادة أو الفخامة!!؟

[email protected]