معارضة.. منين أجيب ناس يذكرني وضع وحالة أحزاب اللقاء المشترك بالتراجيديا المأساوية التي تنتهي دوماً وأبداً بالدموع والحسرة والانكسار، ولم يقتصر هذا الوضع على حزب أو تنظيم في إطار المعارضة، بل امتد بظله أكثر في صفوف قادة هذه التنظيمات، بحيث لم تتبين بعد رؤية واضحة بعد كل هذه الفترة في إيجاد جامع (مشترك) فيما بينهم. هذا الوضع المأساوي والخطير كما قال أحدهم – وهو يحلل انكفاء المعارضة على الآخرين، وعدم قدرتها على مواكبة ما يجري في الساحة السياسية- إلا باجترار ما سبق وإن حدث كما تتوقع بذلك صغار العصافير في ليلة شتاء باردة، وكذا الخروج من عقدة النقص لمجابهة الجماهير التي تنتظر برامج طموحة لا تستطيع المعارضة الإيفاء بها. ليس لدى المعارضة في اليمن سوى البحث عن شتات سياسي تستطيع أن تنشط به وتلعب بأكثر من ورقة في سبيل البقاء أكثر على حافة الحبل الذي تتأرجح، فيه وإلاَّ ماذا يعني أن تفطر ببصلة بعد كل هذا الوقت من قرب الانتخابات الرئاسية والمحلية، وليس معها غير عصا الآخر لتتزين به، أو كما يقول المثل العامي (بندق للزينة) الذي لا يقرح ولا يفرح. المؤسف حقاً أنه بدلاً أن يكون خطاب المعارضة يحمل معه رؤى وأفكار تخدم الوطن الذي تناضل من أجله كما تقول، فإنها سخرت كل قوتها وما تملك من أجل رمي الأعذار على المؤتمر الشعبي العام الذي ليس له أمر في دور المعارضة أو عملها وهو الذي يؤكد في كل وثائقه وأدبياته بأن المعارضة هي رديف للسلطة وهذا ما تؤكده كل ممارسات المؤتمر الشعبي العام، باعتباره الحزب الحاكم والذي لا يضيق بالمعارضة بل جعلها تأخذ أكثر ما تتوقع. هذا الوضع ينبئ بأن ليس لدى المعارضة ما تقوله سوى إنها انكفت بكل ما تملك من أجل أن تقول مالم تريد أن تقوله في سبيل أن لا تكشف عجزها أمام الجماهير التي تعرف قبل غيرها بأن تلك المآرب الخطيرة التي تحملها المعارضة، بدءاً من إحياء العديد من الموروثات البالية التي قضت عليها الثورة، وطمستها وإلى الأبد، وانتهاءً بالاستقواء بكل شيء يجعلها باقية تتنفس فقط هوديدنها الذي لا يمكن أن تتخلص منه. ولو أن للمعارضة عمل جاد لكانت قدمت برامجها وأهدافها لكي تثبت مصداقيتها في العمل المشترك من أجل تطوير الوطن، أما أن تصرخ كما صرخ من قبل بطل مسرحية الشاعر والكاتب المصري الراحل نجيب مسور (منين أجيب ناس) فهذه هي المأساة الخطيرة والقاتلة في معارضة لا تبحث إلا على نفسها في غرفة مظلمة. ألم تدرك المعارضة بعد كل هذه السنوات من عمر الوحدة المباركة أنها لابد وأن تحمل في طياتها ما ينفع الناس؟ ذلك هو السؤال الكبير. |