لندن تحمل أمريكا مسؤولية الفشل في الدوحة عقدت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس اجتماعا مع نظيرتها البريطانية مارغريت بيكيت فى اول زيارة تقوم بها الوزيرة البريطانية الى واشنطن منذ توليها منصبها قبل نحو شهرين. وفى كلمة لها هنا الليلة الماضية حملت بيكيت الولايات المتحدة المسؤولية عن فشل جولة مفاوضات الدوحة لتحرير التجارة العالمية مؤكدة مسؤولية الدول المتقدمة فى بذل المزيد من الجهود لضمان حرية التجارة كوسيلة لتوفير الأمن فى المستقبل. وقالت ان مفاوضات الدوحة على شفا الانهيار فى حال عدم التوافق على حلول للقضايا المطروحة للتفاوض خلال فترة وجيزة. واضافت بيكيت "اننى لا ابالغ عندما اقول اننا وصلنا الى حافة الهاوية والى مساحة للتوافق تقاس فقط بالايام على اقصى تقدير". وكان الاجتماع الاخير بين مسؤولين تجاريين من دول مختلفة والذى استضافته جنيف قد انتهى الى الفشل فى التوصل الى حلول لقضايا محل نزاع بين الدول المتقدمة والنامية. وعلى الرغم من الحماس المبدئي الذى ابدته الولايات المتحدة حيال المفاوضات عند انطلاقها قبل نحو خمسة اعوام فان دولا عديدة تحملها مسؤولية توقف المفاوضات وعدم تحقيق نتائج ايجابية فيها اثر اصرار واشنطن على موقفها من قضايا تخص الدعم والمنتجات الزراعية. ويرى الاتحاد الاوروبي ان المطالب الامريكية بتبني الاتحاد تخفيضات كبيرة فى الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الزراعية لن تسهم فى تقديم حلول الى الدول الفقيرة بل ستجعلها عرضة لفيض من الصادرات الزراعية الأمريكية. ومن جانبها عرضت الولايات المتحدة تنازلات احادية الا انها لم تقدم حلا جذريا للخلافات بين الدول الست الكبرى المشاركة فى المفاوضات قبل نهاية المهلة المحددة والتى تبلغ شهرا واحدا ينتهى اخر الشهر الحالى. واعتبرت الوزيرة البريطانية ان زيادة الاجراءات الحمائية تمثل تهديدا للنمو والاستقرار فى الاقتصاد العالمى مشيرة فى هذا الصدد الى قيام الكونغرس الامريكى بوقف صفقة لادارة شركة موانئ دبى الاماراتية موانئ امريكية. ورفضت بيكيت الاعلان صراحة عن انتقادها للسياسات الامريكية مكتفية بالقول انها تريد توضيح موقف بلادها والاسس التى تستند عليها سياستها الخارجية. وكانت المفاوضات بين رايس وبيكيت قد تطرقت كذلك الى قضايا ايران وكوريا الشمالية والعراق والملفات الامنية. يذكر ان الرئيس جورج بوش اعلن منتصف الشهر الماضى استعداد بلاده لالغاء كافة الرسوم الجمركية التى تفرضها على بعض الواردات وازالة الدعم الذى تقدمه لبعض المنتجات الوطنية وكذا سائر الحواجز التجارية الأخرى لتحقيق تدفق حر للسلع والخدمات فى حال قيام الاتحاد الاوروبى بتنفيذ الاجراءات ذاتها. ويعد الخلاف حول القطاع الزراعى من بين الاسباب الرئيسية لعدم احراز اي تقدم فى مفاوضات تحرير التجارة العالمية حيث يتمسك الاتحاد الاوروبى بفرض اجراءات حمائية على المنتجات الزراعية وتقديم دعم للمزارعين وفرض تعريفات جمركية على المواد الغذائية المستوردة وهو ما تقول واشنطن انه يتسبب فى الحاق اضرار بها كما ترى الدول النامية ان تقديم الدول الاوروبية دعما ماديا للمزارعين فيها يخل بمبدا تكافؤ الفرص ويحول دون زيادة صادراتها الزراعية. |