الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 11:42 م - آخر تحديث: 10:31 م (31: 07) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - كثيراً ما نسمع هذه العبارة، خاصة من مؤيدي تيار الإسلام السياسي: "جاء الإسلام ليكرم المرأة، وقد قدم لها من الحقوق ما يكفل صيانة كرامتها".كلام جميل..ولكن
د. إلهام مانع* -
للنقاش دون انفعال..
أية "امرأة" تلك التي نبحث عنها؟

أية "امرأة" تلك التي نسعى إلى إيجادها؟

بكلمات أخرى، أي "إصلاح" نبحث عنه؟


حديثي عن قضية المرأة من جديد.

وهو في مضمونه يأتي رداً على رأي أحترمه، رغم اختلافه مع الطروحات التي عرضتها في اليوميات السابقة.

ذلك الرأي يقول "إن قضية المرأة قضية أساسية".

و"إن علينا أن نبحث عن حلول لشجونها اليوم قبل الغد".

لكنه لا يرى " ضرورة لطرح قضايا من نوعية صلاة المرأة وهي حائض، أو صلاتها دون خمار، (...) تلك قضايا ثانوية. وفي الواقع لا معنى لها".


رأي يستحق منا وقفة وتأمل...

ثم إجابة.


إذن.

أي امرأة أبحث عنها؟

و أي إصلاح أسعى إليه؟


امرأة إنسان.

وإصلاح في الجوهر.



إنسان،

لا عورة،

لا أنثى.



وإصلاح،

لا يقبل بالترميم،

لا يكتفي بالتجميل،

بل يريده في الصميم.



كونها إنساناً،

يجعلها تقف أمام الله عز وجل كما الرجل،

كإنسان!



ولأنه إصلاح يبحث في اللب،

ويبتعد عن القشور،

فإنه يرفض نصف الحلول.

ويرفض اللف والدوران على قضية المرأة.



كثيراً ما نسمع هذه العبارة، خاصة من مؤيدي تيار الإسلام السياسي: "جاء الإسلام ليكرم المرأة، وقد قدم لها من الحقوق ما يكفل صيانة كرامتها".

كلام جميل.

كان يمكن أن يكون له وجاهة قبل أربعة عشر قرناً.

اليوم، لم يعد مستساغاً.

اليوم، لم يعد مقبولاً.

اليوم، أصبح مثل هذا الحديث نوع من الإستعباط والضحك على الذقون.



لأن الحقوق التشريعية المتواجدة حالياً تتناقض جوهراً مع "حقوق المرأة التي تكفل صيانة كرامتها".



عندما نتعامل مع المرأة ككيان لا يحق له "وحده" أن يشهد في المحاكم،

عندما نصر على أن نهبها نصف ما يحصل عليه أخوها من الإرث،

عندما نعطي لزوجها الحق في أن يطلقها بكلمات ثلاث تخرج من حلقه، ولا مرد لها،

عندما نعطي له الحق في أن يتزوج عليها ثلاث مرات،



فإننا ببساطة نصر على أنها تظل في "وضع أدنى" من الرجل.

وضع لا كرامة لها فيه.

وضع مهين.

وضع مستضعف.



والحل في مواجهة هذه التشريعات، هو تغييرها بقوانين وضعية جديدة:

تصبح شهادة المرأة فيها كشهادة الرجل،

تحصل فيها من الإرث على نصيب مساوي لأخيها،

ننزع فيها حق الطلاق من فم الرجل،

ونعطي للرجل والمرأة حق التقدم بطلب الطلاق أو رفضه إلى محكمة مدنية،

ونمنع تعدد الزوجات.



هكذا يكون الحل.

حل عادل.

حل صادق.

حل يتماشى مع مفاهيم حقوق الإنسان التي توصل إليها العقل البشري اليوم.



إذن أي إصلاح أبحث عنه؟

إصلاح عادل.

إصلاح صادق.



إصلاح يتعامل من منطلق يقدم العقل على النص.

أين المشكلة في أن نقول هذا؟

في أن نقول: "نعم، هناك نصوص قرآنية خاصة بالمرأة، لكنها لم تعد صالحة اليوم".



البحث عن مخرج "تفسيري" للنص القرآني لن يوصلنا إلى نتيجة.

بل الأجدى أن نقر بأن النص الديني "تاريخي" أساساً.

نزل في عصر محدد، وتعامل معه وفقاً لمعطياته.

تلك المعطيات لم تعد قائمة اليوم.

ولذا وجب علينا أن نبحث نحن، بعقولنا، عن حلول جديدة.



وإصلاح ينطلق من مبدأ أن كرامة الإنسان هي الجوهر والأساس.

فكما أن الإنسان هو الحل.

فإن كرامته هي الهدف.



وإصلاح يقر بأن مبادئ المساواة والعدالة تتغير بتغير الأزمان.

ما كان عادلاً قبل أربعة عشر قرناً ليس كذلك اليوم.

ما كان رمزاً للمساواة قبل قرن من اليوم، ليس كذلك في هذه اللحظة.

ولأنها تتغير بتغير الأزمان،

يصبح العقل هو المحك.

العقل.

العقل أولاً.

والعقل دائماً.



هذا إذن الإصلاح الذي أبحث عنه.

بقي السؤال أية "امرأة" أبحث عنها؟



امرأة إنسان.

إنسان.

ليست عورة.

ليست أنثى.



لأنها امرأة إنسان، كان من الهام جداً طرح مسألة صلاتها وهي حائض، صلاتها دون خمار.



لأن تلك المسائل هي التي تحدد ملامح الدعوى القائلة ب "خصوصية" المرأة، و"حساسية" موضوعها.

خصوصية وحساسية تؤسسان في الواقع لقناعة بعدم "كمال" المرأة.



ليست كياناً كاملاً كالرجل.

ذلك الذي يصلي "دائماً".

ذلك الذي يصلي "كما هو".

ذلك الذي نتعامل معه على أنه يقف ك"الند" أمام سبحانه تعالى.

"ندٌ" ذكر أمام إله "ذكر"؟

تنزه سبحانه عما يصفون.



الرجل لا يطلب منه أن يغطي شعره عند وقوفه أمام الله عز وجل.

شعر الرجل لا يجرح صلاته ولا يبطلها.

فعلام يجرح شعرها إذن صلاتها ثم يبطلها؟



بنفس النسق، لم يتوجب عليها عدم الصلاة في فترة الحيض؟



"لأنها ليست طاهرة"؟

"لأنها تصبح نجسة"؟



طاهرة مم؟

نجسة بم؟



من الدم و بالدم؟

تلك دورة طبيعية، ضرورية في الواقع للحفاظ على نوعنا الإنساني.

وهي لذلك تستحق منا التقدير لا التحقير.

ولأنها دورة طبيعية، فإنه يصبح من غير المعقول أن نصر على المرأة أن لا تصلى، عندما تحل العزيزة ضيفةً عليها.



المرأة بدمها وبدونه طاهرة.

ليست نجسة.



المرأة بدمها وبدونه كاملة.

ليست ناقصة.



دمها، الدال على قدرتها على منح الحياة، لا يجرحها.



ولذلك، حق لها أن تصلى أمام الخالق عز وجل وهي حائض.

من حقها أعزائي "أن تصلي كامرأة إنسان".



تلك المسائل ليست "تافهة".

على العكس.

تلك المسائل تجعلنا نواجه في الواقع صورة المرأة الفعلية في مجتمعاتنا.

امرأة أنثى،

امرأة عورة،

امرأة ناقصة.



إذن،

أجيُبك عزيزي،

هذه هي المرأة التي أبحث عنها.

امرأة إنسان.

إنسان.



لا تجرحها أنوثتها،

لا تخجل منها.

بل تفخر بها،

بأنها،

امرأة،

إنسان.



وإصلاح في الصميم.

لا يؤمن بالتجميل،

ولا يقبل بالترميم،

لا يمسك العصا من وسطها،

بل يشدها من حيث موطن الوجع.



إصلاح،

يرى المرأة،

ثم يسميها باسمها:

إنسان.



* كاتبة يمنية مقيمة في سويسرا








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024