الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 03:02 ص - آخر تحديث: 02:05 ص (05: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - الكاتب / عارف أبو حاتم
عارف أبوحاتم -
الحرب في مواجهة الدين والسياسة
ليس في الحرب شيء جميل، لكن أجمل ما في الحرب السادسة لدولة عربية مع الدولة العبرية،هي أن ميليشيات حزب الله كشفت أن دولة إسرائيل العظمى قابلة للانكسار والهزيمة، وبإمكانيات محدودة.

هذه الدولة التي طالما أرعبت حكاماً وأخافت شعوباً، وتسابق في تقديم الولاء لها زعماء وعملاء، نجدها الآن تعلن حالة التعبئة العامة، وتستدعي الاحتياطي من جيشها لمواجهة ميليشيات حزب، بعد حرب لم يقدر لها العقلاء.

وفي تقديري أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت، ووزير دفاعه عمير بيرتس، وهما الشخصيتان المدنيتان وقعا ضحية لقادة الجيش-وفي مقدمتهم قائد الأركان "دان حالوتس"- الذين لم يقدروا للحرب،والحزب،حجمهما الحقيقي، بل اقنعوا الحكومة بأن خمسة أيام كافية لاستئصال شئفة حزب الله.

وأظهرت إفرازات المعركة أن نزع سلاح حزب الله بالكامل،وهم يتبدد كلما اتسعت ساحة المعركة، ويصغر كلما طال أمد الحرب، وليس هناك سوى خيارين لإيقاف النار التي أشعلتها قذيفة إسرائيلية، فوق أرض لبنانية، وبارك اتساعها بترول عربي، وزاد في إضرامها رياح دعم امريكية قادمة من وراء المحيط!!

الخيار الأول: أن تضع الحرب أوزارها بضغوط دولية، طبقاً لرؤية قمة دول الثمان المنعقدة في ( سان بطرسبورغ )،أو نتائج قمة روما، وكليهما تتضمن مطالب إسرائيلية غلفتها التنقية الأمريكية بأغطية دولية.

وقد تطوعت وزيرة الخارجية الأمريكية ( كونداليزا رايس ) بحمل المطالب الإسرائيلية إلى الجانب اللبناني في الـ ( 24) من يوليو الجاري، وقدمت إملاءات وصفتها بأنها ( كلٌ لا يتجزأ ) وكانت تعرف أن لا أحداً سيستمع إلى أية مبادرةٍ قبل إيقاف إطلاق النار، ولكنها أرادت إعطاء وقتٍ إضافيٍ لإسرائيل حتى تنهك البنية التحتية لحزب الله، ويظل عاجزاً عن الفعل لعدة سنوات، وهذا ما يريده قادة الجيش الإسرائيلي.

كانت إملاءات ( رايس ) معقدة التركيب، مستحيلة التطبيق على الأرض، لخطوة دلالتها على الجانب اللبناني، وهي:

أولاً: نزع سلاح حزب الله -وسواء كان النزع قبل أو بعد إيقاف إطلاق النار- فهذا معناه تحويل حزب الله إلى جماعة سلمية تكتفي بالشعارات والتنديد، وبالتالي يتحول حسن نصر الله بكل كاريزميته إلى أسد منقوش فوق سجاد، لا يدفع عن نفسه حتى الغبار.

ثانياً: أن ينسحب حزب الله إلى شمال نهر ( الليطاني)، وهذا معناه نسف كل الجهود السابقة له، وتحويل إعجاب الشارع اللبناني بحزب الله،إلى نقمة لأنه تسبب بهزيمة مذلة بعد نصر عزيز.

ثالثاً: إحلال قوات دولية في منطقة تمتد لـ(20) كيلو متر في العمق اللبناني، وهذا معناه وضع لبنان تحت الوصاية الأمريكية، سواءً كانت القوات الدولية من حلف ( الناتو )، أو قوات بقيادة الأمم المتحدة.

وفي هذه النقطة ملاحظتان تثيران الخوف:

الأولى: أن تجربة كل من القوات الأميركية،أو القوات الدولية غير نزيهة البتة، فأمريكا أعلنت انحيازها التام لإسرائيل، ولا تزال قلوب عربية كثيرة تخفق خوفاً منها،ونقمة عليها،جراء تصرفاتها المطلقة العنان في العراق، ولبنان الثمانينيات، ومصر الخمسينيات، وسوريا، والصومال، وليبيا،و...و... (ومتى القلبُ في الخفقان اطمأن)!!

الثانية: إن القوات الدولية ثبت تواطؤها مع إسرائيل وانصياعها لأمريكا، وآخرها أثناء الاجتياح الإسرائيلي لسجن أريحا واعتقال أمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات،في منتصف مارس الماضي.

ثم إن القصف الإسرائيلي المتعمد -بحسب الأمين العام للأمم المحتدة كوفي أنان – يستهدف ذوي القبعات الزرقاء، جعل عدد من الدول تعتذر، وبمسوغات غير مقنعة، عن إرسال قوات دولية إلى الحدود اللبنانية مع إسرائيل، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا اللتان قالتا بأن قواتهما منشغلة في العراق وأفغانستان، وفرنسا التي طالبت بتوضيح لمهام هذه القوات،وبقيادة من ستكون، وألمانيا التي قالت أن لديها التزامات في البلقان والكونغو، وهولندا التي قالت بأن لدى قواتها التزامات، لم تفصح عن طبيعتها!!

ثم لماذا يراد للقوات الدولية أن تكون داخل العمق اللبناني ، وليس في العمق الإسرائيلي، مع أنه المعتدي، وصاحب مبادرات الحرب، أليس الهدف من ذلك هو وضع لبنان تحت الانتداب الأجنبي، خاصة إذا ما كانت هذه القوات من ( الناتو )، المقبوض زمامه بيد الولايات المتحدة ، حيث أكبر عدد من الأفراد فيه ينتمون لدولةٍ فقيرةٍ مثل ( بنغلادش).



الخيار الآخر لإيقاف الحرب السادسة مع دولة عربية،هو أن الحرب ستضع أوزارها بعد وقتٍ طويل،تتكشف فيه أوراق كثيرة، وتخرج فيه الأصوات عن التورية، والحرب الكلامية،واللعب بالأوراق السياسية والأمنية.

فالحرب الملتهبة مساحتها أكبر من مساحة المنطقة الواقعة فيها ( جنوب لبنان وشمال إسرائيل ) ،ودوافعها أكبر من مجرد استعادة جنديين أسيرين بيد حزب الله، والقدرات الواقفة وراءها أقدر وأكبر من ميليشيات حزب الله،وتقنيات الجيش الإسرائيلي.

إنها حربٌ بالوكالة بين لدودين قديمين ( أمريكا وإيران )،ففي حين أعلن الكونجرس الأمريكي عن ( تأييده لقرار يدعم إسرائيل في حربها ضد لبنان ) وتحذير ( رايس ) لسوريا من التدخل، جاء الرد الإيراني معترفاً بأنه دعم حزب الله في المرحلة السابقة، ومحذراً من أن أي عدوان ضد سوريا سيضطره للتدخل.

وعندما قال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة ( جون بولتون): ( كيف نوقف إطلاق النار مع مجموعة من الإرهابيين)، جاوبه مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي: بأن الجنوب اللبناني هو البوابة التي ستقود إلى تحرير القدس وفلسطين.

ولم يكن قول الرئيس أحمدي نجاد إن ( بوادر عاصفة في المنطقة قد بدأت، ومن يزرع الريح سيحصد العاصفة )؛ غير ردٍ على طرح الرئيس الأمريكي ووزيرة خارجيته بأن ( شرق أوسطٍ جديدٍ سيولد، وما الحرب الجارية إلا آلام مخاض قبل الولادة).

هكذا إذاً هي الحرب، تفويض، ووكالات غير معلنة...

وسواءً كانت كذلك أم لم تكن، فيجب التأكيد على وجود تخاذل عربي تجاه لبنان،كانت أبسط دلالاته إعطاء ضوءاً أخضر، وإشارة عبور، للقوات الإسرائيلية، ولم يكن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مغالياً حين قال: ( إن هناك تآمراً عربياً ، ولا يوجد موقف عربي يختلف عن الموقف الأمريكي من الحرب)، أو حين قال مستفسراً: ( أنعاقب في حربنا مع إسرائيل بدوافع مذهبية وطائفية).

ولم تشفع عروبة اللبنانيين عند أبناء عمومتهم، فالجهود المبذولة من الرئيس علي عبدالله صالح، وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، لم تفلح في جمع الشتات العربي في قمة عربية استثنائية، كل ما سيصدر عنها ليس أكثر من بيان شجب وتنديد، ومطالب لمجلس الأمن بالتدخل الفوري لوقف إطلاق النار، أما على الأرض فلا يعول من الجامعة العربية فعل شيء..

يذكر ( نبيه بري ) أن اتصالاً تلقاه من الرئيس صالح قال فيه: ( نبيه، اليمن دعت إلى عقد قمة عربية طارئة لمناقشة خطورة الوضع)،فرد عليه بري: ( لن يسمحوا لك بعقد هذه القمة، لأن أمريكا تريد إعطاء إسرائيل وقتاً إضافياً لحسم المعركة)، ويضيف بري بامتنان: (وبعد فترة اتصال بي الرئيس اليمني وقال لي: إذا لم تعقد القمة حتى الـ(25) من يوليو،سأضع كل طاقات اليمن في خدمة القضية اللبنانية).

وهذا ما حدث على الأرض، نكسة سياسية عربية إزاء قضية لبنان، بدأها الساسة بدوافع الخوف على مصالحهم، واتبعهم بعضاً من رجال الدين، بدوافع التبعية والتمويل، وبقية الحرب وحدها صامدة في مواجهة الدين والسياسة.

وربما أصابت الانفجارات الإسرائيلية في لبنان الموقف العربي بغيبوبة، ومثله الموقف الدولي،الذي لم يتبنَ حتى الآن موقفاً يدعو فيه، لوقف إطلاق النار، بل لم يتمكن المجتمع الدولي – بحسب رئيس الوزراء اللبناني – من تسليم لبنان خارطة الألغام التي زرعتها إسرائيل في الجنوب اللبناني خلال سنوات الاحتلال.

حربٌ بالوكالة، أم لم تكن، فالمطلوب الآن – أمريكياً على الأقل – نزع المخالب الجارحة من اليد الإيرانية، حتى يسهل التقاط الملف النووي الإيراني، ووضعه على طاولة المفاوضات، بمواصفات، واشتراطات أمريكية، ليس أقلها وقف تخصيب اليورانيوم، والتوقف عن دعم سوريا، وحزب الله، بل ضرب وتفكيك التقنية النووية الإيرانية، وتأمين المصالح الأمريكية ( البترول )، ووكيلها في المنطقة ( إسرائيل).

فحتى الآن لم تتمكن اليد الأمريكية من التقاط الملف النووي الإيراني،رغم حشد العواصم الغربية الثقيلة في صفها، لأن اليد الإيرانية وإن وُضِعت على طاولة المفاوضات وفي راحتها الملف النووي، إلا أن مخالب حادة تملآ أصابعها، ستجرح من يحاول التقاط هذا الملف.

ولا يمكن لليد الأمريكية أن تغامر بفعلٍ ما،قبل نزع هذه المخالب، لأنها يدٌ ناعمة بطبيعة الحال، مهما ظهرت عليها ملامح القوة!!

المخلب الأول في اليد الإيرانية هو ( شيعة العراق)، فالحرب، والاحتلال ،وديمقراطية أمريكا لم تفرز غير رئيسٍ وحكومةٍ عراقيةٍ مواليةٍ لإيران حتى مخ العظم، حاربت أمريكا، وكسبت إيران، وللأخيرة قدرتها على قلب الطاولة في الوجه الأمريكي داخل العراق، عبر الآيات والملالئ الموالية.

المخلب الثاني هو حزب الله ، القنبلة الموقوتة المتموضعة بالقرب من الرأس الإسرائيلي ( في الشمال)، رأس الوكيل الراعي للمصالح الأمريكية في المنطقة.

(وفي اعتقادي أن الانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا اللبنانية، وتبادل الأسرى مع حزب الله، سينهي الصراع بين الطرفين، ففي كل مرة يظهر فيها قادة حزب الله، لا يطالبون بأكثر من ذلك، لكن امريكا مصرة على كسر اليدين السورية والإيرانية داخل لبنان).

المخلب الثالث هو النفط؛ عصب الحياة الغربية... أحد رؤساء أمريكا – أظنه نيكسون- خاطب شعبه بالقول: أنتم تمثلون (6%) من سكان العالم، وتستهلكون (60%) من نفطه، فالنفط هو الدم الساري في شرايينكم.

وإيران تملك (12%) من الاحتياطي العالمي للنفط، المقدر بترليون برميل، ومجرد إيقافها عن التصدير سيرفع سعر البرميل إلى أرقام خيالية.

رابع المخالب هو تأمين ممرات النفط القادم من دول الخليج، خاصة من السعودية التي تملك (25%) من الاحتياطي العالمي، وكل هذه الدول تصدر نفطها عبر السواحل الشرقية،بموازاة الساحل الغربي لإيران.

ويتمثل خامس المخالب في اليد الإيرانية، بالاتفاقيات العسكرية والأمنية والاقتصادية التي تربط إيران ببلدين من وزن روسيا، والصين، وهي اتفاقيات تحاول إيران تفعليها بصورة أكبر، كلما مر الوقت، وتوالت حدة الضغوط عليها، بشأن برنامجها النووي.

فالاستثمارات الروسية في مجالات الطاقة في إيران تصل إلى أكثر من مليار دولار سنوياً، أما الصين فإن (60%) من صادرات النفط الإيراني تذهب إليها.

[email protected]









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024