الديمقراطية اليمنة تجربة فريدة والمؤتمر كان راقيا في تعامله مع المعارضة لهيب عبد الخالق صحفية ومحللة سياسية في جريدة البيان الاماراتية تسنى لي الالتقاء بها اثناء مشاركتها قي التغطية الاعلامية للانتخابات البرلمانية التي جرت في اليمن الشهر المنصرم فخرجت من لقائي بها بالحصيلة التالية في البداية نرحب بالأخت/ لهيب عبد الخالق في اليمن، ونود أن نعرف الانطباع الذي خرجت به عن الانتخابات والعملية الديمقراطية التي شاهدتها يوم السابع والعشرين من إبريل. - لهيب عبد الخالق: الحقيقة جميل جداً أن يخوض الإنسان تجربة الديمقراطية قبل أن نكون جميعاً قد خضناها بشكل واضح وجميل مثل التجربة اليمنية في بلداننا.. أنا من البداية كما قيل لي هواي يمني أولاً، وعلى مدى سنوات من 94 وحتى الآن وأنا أتابع مسيرة الرئيس علي عبد الله صالح وسياسته العقلانية في حل المشاكل الإقليمية وفي النهوض بمستوى اليمن، ومن البداية كنت أنظر إلى أن المؤتمر هو حزب متوسط الاتجاه والنهج لا يتطرف يميناً ولا يساراً ؛ويكفي أن ننظر إلى سلوك القيادة اليمنية تجاه الذين حاربوه في عام 94م بإصدار قرار العفو العام، وأتاحت المجال للأحزاب أن تعبر برأيها بشكل جميل. وتابعت الديمقراطية في اليمن كما رايتها في الواقع هي ديمقراطية حقيقية، ننظر إلى عملية الاتفاق التي جرت بين الأحزاب اليمنية حول نسبة تمثيلها في لجان الانتخابات. فكان من نصيب حزب المؤتمر( 48% )و النسبة الباقية تم توزيعها بين أحزاب المعارضة ؛ولك أن تتخيل أن يحصل المؤتمر الذي حصل على الأغلبية البرلمانية في انتخابات 97على( 48% )في إدارة الانتخابات هذه هي الديمقراطية الحقيقية يعنى أن يحصل على أقل من 51% أي النصف زائداً واحد وهي النسبة المعتادة في البرلمانات الأخرى في العالم أن يعطى لنفسه أقل من النصف هذه هي الديمقراطية الحقيقية، وأن يعلن أمين عام المؤتمر الدكتور عبد الكريم الإرياني أن الحكومة اليمنية التي يمثلها حزب المؤتمر تصرف ما قيمته 15 مليار ريال من أجل دعم العمليات الانتخابية للأحزاب الأخرى ومن أجل أن يدلي الناخب بصوته في ثوان وبشكل حر هذه هي الديمقراطية. وهنا أعود واكرر القول أن ديمقراطية اليمن تجربة فريدة وكما قال الإرياني ليست مستوردة هي حقيقة نابعة من وعي كبير موجود لدى الناس ونابعة من أن هذا البلد بلد حضاري وبلد ثقافة ينبغي ألا ينظر إلى ما حدث في اليمن أنه بتأثيرات إقليمية واستعمارية سابقة جرت في كل الدول العربية فقط لكن الجميل في اليمن أنه استطاع أن يمسك زمام الأمور وأن يكف أيادي التدخلات الإقليمية. تمت تسوية مشكلة الحدود مع السعودية، مع عمان، مع إريتريا حلت بشكل دولي، الداخل اليمني فتح نفسه للاستثمار، علمية الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي كانت عملية سياسية ذكية جداً. وسألتها وكيف تنظرين الى مشاركة النساء في الانتخابات؟ ردت بقولها: الحقيقة فوجئت تماماً لأنني كنت قد عرفت قبل أن آتي بأن المؤتمر لديه نية في أن يرشح إحدى عشرة امرأة وكان الإصلاح بطبيعته هو رافض باعتباره يتخذ من الدين نهجاً رغم أن الدين والإسلام لا ينفي ولا يحرم ترشيح المرأة ولا مشاركتها في العملية السياسية ولنا في ذلك أمثلة وفتاوى كثيرة. وبالتالي كنا ننظر إلى الإصلاح أنه لن ينظر إلى عملية ترشيح المرأة ؛لكن بقية الأحزاب الاشتراكي والناصري القومي وكلهم دعوا في برامجهم إلى دعم المرأة، لكن المفاجأة ألا يرشحوا نساء باستثناء( 11)امرأة؛ الدكتور الإرياني فسر المسألة على أنه أعطى الاختيار من القاعدة أي تم اختيار المرشحين من القاعدة إلى القيادة وليس العكس من القمة إلى القاعدة بمعنى أن قيادة المؤتمر لم ترشح وإنما تركت الاختيار لأعضائها. و الغريب أن الأعضاء لم يختاروا المرأة كمرشحة بحجة أن المرأة ستكون ضعيفة لو كانوا رشحوها لما كانت ضعيفة؛ هناك نساء قويات ؛و يكفي أن المرأة اليمنية اليوم وزيرة وسفيرة ومدير عام ووكيل وزير وأنا من العراق وخلال عمري الصحفي كله على مدى 22 سنة لم ترق امرأة إلى مدير عام سوى ناصر السعدون وفي السنوات الأخيرة من عمر الحكومة السابقة. يعني في اليمن نساء مثقفات وطالبات وخريجات جامعات وطبيبات ومحضرات دكتوراه. مفاجأة أن لم يتم ترشح المرأة رغم أن البرامج الانتخابية للأحزاب دعت أنها ستنهض بحقوق المرأة وأفسر أن هذا جاء كورقة انتخابية لحشد أصوات نسائية ومعروف أن الأصوات النسائية كبيرة نسبة النساء الناخبات كصوت ثقيل يرجح كفة هذا أو ذاك. - هل هذه أول زيارة لليمن قلت.؟ فقالت لهيب عبد الخالق: لا.. أنا زرت اليمن في احتفالات 26 سبتمبر ولكن هذه المرة الأولى التي ازور فيها اليمن أثناء الانتخابات. هل قمت بالاطلاع على انتخابات برلمانية في دول أخرى؟ فتجيب: نعم.. في العراق، وفي الأردن، وفي مصر، وفي تركيا، وفي اليونان. وفي غيرها. وحين سالتها عن الفرق الذي وجدته بين الانتخابات في تلك البلدان والانتخابات في اليمن سواء من الناخبين وغيرها. ردت: الحقيقة أنا لا أقول أن اليمن دولة تمتلك التقنية العالية في عملية الرصد الانتخابي في حين آن بعض تلك الدول مثل تركيا واليونان تمتلك تقنية عالية في عملية الانتخابات التي تتم عن طريق الكمبيوتر بشكل كبير حتى الأوراق الانتخابية هي أورق إلكترونية. ولكن الحقيقة أنا لا أريد أن أقارن بين الديمقراطية الموجودة والديمقراطية الموجودة في الدول العربية. البلدان العربية الديمقراطية محدودة جداً ، وليست هناك فرصة في بعضها أن تسجل إذا ما كنت تريد إن تنتخب أولا تريد أن تنتخب. هنا في اليمن عكس ذلك أعطيت فرصة للناخب يسجل صوته هل يريد أن يقوم بعملية الانتخاب أم لا.. لم يجبر. امافي الدول الاوربية فالامريختلف فقد حضرت انتخابات اليونان التي فاز فيها أندريو الأب وكان يمثل فيها نقابات العمال وكانت معركة شرسة كانت تجربة بشكل جميل وديمقراطي ولكن هناك دائماً نسبة اتفاق ما تجري تحت طاولات في قبرص سنة 91 شاهدت عملية جميلة جداً وشيء جميل أن يقول الرئيس أنت شخص مخطئ في كذا وكذا لم أشاهد هذه المسألة في الوطن العربي لكنني شاهدتها في اليمن التعامل مع الرئيس اليمني عندما يقال له أنت أخطأت في اختيار مرشح مع الفارق أن الأوربيتين يسقطون الأخلاق في التعامل نحن لا نسقط الأخلاق لأنها جزء من التعامل في ديننا. وننظر إلى المعارضة الإصلاح والاشتراكي بشكل أكثر ألقي باللوم على الحكومة. الناصري أيضا يقول أن المؤتمر هو سبب خسارته وتراجعه؛ والإصلاح يهاجم المؤتمر وسياسته تجاه الإصلاح المالي والإداري. المؤتمر في برنامجه الانتخابي لم يلق باللوم على أحد ولم يتهم أحداً وكان ساميا وراقياً جداً في التعامل مع الأحزاب الأخرى وقال يقولوا ما يقولون يكفي أن يقول الشعب ما يريده لا أن تقول القيادات الحزبية المؤتمر عول على الشعب ولم يعول على القيادات الحزبية وبالتالي هو حزب شعب. أنا وجدت تجربة جميلة جداً أتمنى أن تتكرر في كل بلد عربية، عندما يقول رئيس جمهورية أنا اكتفي بـ 55% إلى 66% أن يترك لأعضاء حزبه أن يقول بأن لا مانع إذا إصلاحي فاز وسأكون مباركاً له في نجاحه هذه ديمقراطية حقيقة. أيضا عملية تمويل الأحزاب الأخرى هذه الأحزاب في الدول الأخرى من حولنا لا تمولها الحكومة فهي التي تمول نفسها وعادة يعتمدون على ممولين من شركات تدعمهم وفي أوروبا لأن الحزب تدعمه شركات في الانتخابات وبالتالي تجري الأمور وفقاً لمصالح الشركات وليس لمصالح الشعوب لننظر إلى الإدارة الأمريكية فالشركات هي التي أنتخب بوش والشركات هي التي تحكم لا الإدارة. ورأينا كيف تمت عملية الفرز وما حدث فيها كانت هناك صناديق انتخابية مرماه في الكنائس خلف المواقع الانتخابية هذه لم تجر هنا لا حظ أيضاً الفرق أن صناديق الاقتراع كلها شفافة، كانت على الملأ المراقبون موجودون، لم تجر عملية استبدال الصناديق من مكان إلى آخر، وكانت على الهواء وهذه هي الديمقراطية الحقيقة مع اعترافي أنه لا يوجد ديمقراطية 100% ولا بد أن هناك هامش من الأخطاء. ويتواصل الحوارواسال من خلال متابعتك واهتمامك بالشأن اليمني بعد مرور 13 عاماً من عمر الوحدة ما الذي ترين أنه تطور وتغير خارج إطار العملية الانتخابية؟ تجيب الأخت لهيب عبد الخالق: طبعاً أن كنت أقرأ عن اليمن ولم أكن قد زرتها قبل 2002.. التاريخ اليمني عانى في عهد الإمامة الفقر والجهل والاضطهاد وفي فترة الدولتين اليمنيتين كان هناك فرقا كبيرا بين الاشتراكية في الجنوب ودولة الشمال حيث كان في جنوب اليمن "سابقا" تراجع كبير في دخل الفرد والنسبة لعملية التعليم وللوضع الاجتماعي، فكانت عملية التنمية بائسة بعد الوحدة ولنبدأ من بعد 94 لا حظنا أن هناك تنمية حقيقة جداً ننظر إلى زيادة عدد المدارس وزيادة عدد الفتيات المتعلمات، نسبة التعليم ارتفعت لنقل أنها لم تصل إلى نسبة الطموح لكنها ارتفعت بشكل عام أيضاً أنظر إلى عملية الاستثمار في اليمن. أنا كما عرفت وقرأت، وسألت، وكما قيل لي أنه في السبعينيات عندما كانت الطائرة على صنعاء كأنها تهبط على قبور لا تجد أن هناك إلا ضوء أو ضوءين الآن عندما تهبط الطائرة تجد منطقة مشتعلة بالإنارة، الكهرباء، الماء. أيضاً لا حظ الترويج السياسي في الخارج، المراكز الثقافية في الخارج وأن كانت لا تعمل بشكل كامل ألا أنها تعمل بنسبة 60% هذه المراكز عكست صورة جيدة جداً عن اليمن. وأضافت إلى ذلك أنا التقيت بالشباب اليمنيين التقيت بهم في الخارج قبل أن ألتقي بهم في اليمن، طموحون ، متعلمون ، لديهم مشاريع جميلة وكبيرة جداً متفهمون ، متفتحي الذهن. حتى المرأة اليمنية اجتازت الحاجز الاجتماعي وأصبحت تصنع لنفسها ولبلدها شياً جميلاً، المرأة اليمنية أصبحت شيء مهم في اللعبة السياسية والاجتماعية. ومن خلال زيارتنا للقرى اليمنية لاحظنا أن الناس تريد خدمات حقيقة، ولا حظنا أن الناس تعلم أن المؤتمر هو الذي سيقدم لهم ما يطمحون به، وأنا لا أجامل لكن فعلاً حزب المؤتمر الشعبي العام هو الذي يتوسط اليسار واليمين بين التطرف والتطرف بشكل أو بأخر، وتعرف الناس أن هذا الحزب سيقدم أشياء كثيرة لأنه اخرج اليمن من مأزق كثيرة، ويقدم تنمية حقيقة، يعني أنا التقيت باالدكتورعبد القادر باجمال رئيس الوزراء في الإمارات وأجريت معه حوار وتحدثنا عن الاستثمار وقلت له أن هذا الاستثمار سيئو ثر عليكم بمعنى أن الجهات المستثمرة قد تأخذ نسبة، قال: (مش عايزين) نسبة أنا عندي 13% بطالة إذ اشتغلت 9% منهم أنا يكفيني، وهذا نهج جميل أن يشترط على الجهات المستثمرة إلا كثير يبحثون عن عمل تستقدم عمالة وستخدم العمالة اليمنية ذلك أن اليمن متطورة وهناك خريجون. وأعتقد أن القادم من الأيام ستشهد تحولا جديدا أود أن أشير أيضاً إلى أن هذه العملية الانتخابية فاصل حقيقي، لكن مهم كما قال الرئيس علي صالح فهو نظر بشكل حقيقي، (وهو شخصية ذكية) ولابد أن يكون هناك هامش للمعارضة لأن يمكن أن يقيل عثراته وينبهه للأخطاء، ويجد حلولاً وسط تنفع الجميع. قلت من خلال زيارتك لليمن ومتابعتك للإعلام اليمني كيف يبدو لك مستوى أداء الإعلام في الانتخابات والإعلام اليمني بشكل عام. تقول لهيب عبد الخالق: الحقيقة أنا من كتاب 26 سبتمبر، وتعجبني واقرأ صحيفةالإيام واقرأ الثورة وأمر على الصحف الأخرى لأن ما يتوفر على الانترنت هو قليل جداً، التغطية الإعلامية للانتخابات ليست مفاجئة فاليمنيون يعملون بشكل جيد، واناككاتبة سياسية في جريدة البيان الإماراتية ومسؤولة عن مجموعة مراسلين دائماً أقول أن مكتب اليمن من انشط المكاتب. آلا حظ أن اليمنيين فيهم استباق للنتائج، والتحليل الصحيح، والوضوح بالرؤية والحياتية بالعمل، نعم هذا يمثل هذا الحزب لكنه لم يكن مجاملاً أو منا فقاًُ كان واضحاً إذ قال أن المؤتمر كان أفضل من الإصلاح في كذا وهو إصلاحي سيقول أن المؤتمر كان أفضل من الإصلاح أجد أن الحركة الإعلامية تحتاج إلى تطوير لكنها حركة لا يستهان بها. وعدت أسالها الديمقراطية في اليمن هل يمكن أن تكون نموذجاً للديمقراطية في الوطن العربي. فتجيب قائلة: أن ضد أن نستنسخ التجارب، الديمقراطية اليمنية فرضتها عوامل في اليمن، طبيعة التنوع القبلي في اليمن طبيعة التأثيرات الإقليمية والدولية أثرت كثيراً، الوعي بالعملية السياسية لدى اليمنيين كبير لأنهم بداوا بممارسة العملية السياسية منذ زمن بعيد فتورثهم على الإمامة لم تأت من الخارج جاءت من الداخل، وتورثهم على ألا نقاسم والتشطير جاءت من الداخل ولم تأت من الخارج، عملية ا لتوحد جاءت من الداخل، وبالتالي طريقة التفكير عند اليمنيين تختلف كثيراً عن طريقة التفكير في البلدان العربية الأخرى. هناك وعي أنا اسمع الطفل في الشارع يتحدث أنه يريد كذا وكذا، المرأة والرجل في السن الكبير يعرف ماذا جرى في السابق ويقارن، هناك وعي سياسي والجهل لا يقاس بعملية التطوير والشهادة بما قد تكون لديك شهادة ولكنك تجهل بما يدور حولك. إذاً أقول لا يمكن أن نستنسخ هذه التجربة و لكن طريق التعامل مع الأحزاب وطريقة التعامل مع العملية الانتخابية بحد ذاتها هي تجربة يمكن أن تتكرر في البلدان العربية. وانا اتهيا لاغلاق جهاز التسجيل قلت :ماذا تقول لهيب عبد الخالق لليمن وللشعب اليمني. لهيب: أجدني أقول أن اليمن الأرض والحضارة رائعة واليمنيون يمتازون بالأخلاق والوعي وأتمنى أن أشاهد في المرات القادمة مشاركة اكبر للمرأة في الانتخابات كمرشحة واهنئ اليمنيين بنجاح الانتخابات البرلمانية كما أهنأ المؤتمر الشعبي العام على الفوز واهنئ الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على الفوز وعلى نجاح الانتخابات البرلمانية وعلى فوز حزبه المؤتمر بالأغلبية في البرلمان. |