استقالة الوجيه وسقوط (الناس) استقال النائب صخر الوجيه من المؤتمر الشعبي العام وفي اعتقادي أنه لأول مرة يعبر بشكل صحيح عن قناعاته الخاصة بدلاً من التناقض بين الانتماء إلى المؤتمر والوقوف ضد سياساته فذلك تذبذب. استقالة الوجيه حق له مهما اختلفنا معه في وجهات النظر، وأمر لا يحق لنا أن نجرمه، أو نعتبره خطيئة فللرجل قناعاته، لكن أن تصبح ممارسة الرجل لحقه الشخصي قضية وطنية فهذا سخف لا أدري لماذا تصر صحف الإصلاح الحزبية منها والمستقلة جداً على احتكاره والإساءة إلى الرجل بتعديد مواقف التذبذب في حياته وتمجيدها. الانتماء لحزب والتصويت ضد برنامج حكومته أمر لا يحسب للوجيه بل عليه لأن قناعات الرجل في هذه الحالة أما مخالفة لانتمائه أو لمواقفه دون ضرورة وهذا يجعل من الرجل مع اعتذاري الشديد كاذبا في أحدهما الانتماء أو المواقف، ولا يوجد غير هذه الصحف من يعتبر الكذب موقفاً وطنياً أو معياراً للنزاهة فالموقف الشريف والواجب هو الوفاء بالتزامك الأخلاقي تجاه الحزب الذي تنتمي إليه أو الاستقالة منه وهذا ما يقوله أي عاقل، ومنهم المعني بالأمر صخر الوجيه الذي سبب استقالته بأن كثيراً من الممارسات التي تصدر من حزب المؤتمر تختلف مع قناعاته وتوجهاته مما أدى إلى كثير من التناقضات في المواقف خاصة وأنه عضو في الكتلة البرلمانية للمؤتمر، مضيفاً في الحوار الذي أجرته معه صحيفة الناس " الحمر" أنا لا أصنف نفسي من الشرفاء كما لا أصنف الآخرين أنهم في مكان آخر" لكن الصحيفة الملكية أكثر من الملك كما يقال عنونت الحوار مع الوجيه بقولها " آخر الرجال الشرفاء يترجل عن صهوة المؤتمر.." فماذا نسمي هذا؟ الرجل أراد أن يوقف سلوكاً خاطئاً ويحترم نفسه والصحيفة مصرة على عدم احترام نفسها، وعموماً فإنه ما دام الشرف محصوراً من وجهة نظر صحيفة الناس في الانتماء للمؤتمر والتصويت ضد حكومته، فإن الوجيه كان آخر الرافضين لهذا الشرف حين قدم استقالته من حزبه وليس آخر الشرفاء في المؤتمر. وهذه بديهية لا تحتاج إلى فطنة لتفهمها صحيفة الناس، ولا غيرها من صحف الإصلاح، لكن إصرارها على البلطجة واصطناع معايير خاصة للقيم قابلة للتوظيف في دعاية انتخابية أو مفاوضات فوقية أو أو فهذا ما لا يقدر على فهمه حتى أينشتاين.. لقد حرصت صحيفة الناس بطريقة عجيبة على أن تجعل من استقالة النائب صخر الوجيه – رغماً عنه – موسماً للإسفاف وعدم المسئولية والإساءة إلى نفسها قبل الآخرين وشتيمة الوجيه قبل المؤتمرين. فانتزعت نصف صفحتها الأخيرة من بين الإعلانات وخصصته لتقرير تنمر فيه وديع عطا وكال أقذع ألفاظ السباب والشتائم إلى النائب صخر الوجيه وكفره وأهدر دمه وسمى ذلك " بذاءة مؤتمرية وتحريض على القتل ضد رجل المواقف والنزاهة" مفتتحاً تقرير الشتائم بقوله " وصف المؤتمر الشعبي العام النائب صخر الوجيه بـ............... الخ". مستقياً كل تلك الألفاظ ومستدلاً على أنها موقف المؤتمر من منشور قال أنه وزع في جنح الليل في الدائرة (178) أما التحريض على القتل فقد نسبه إلى المؤتمر بناءً على " مراقبون اعتبروا" البيان بمثابة إهدار دم الوجيه" فماذا يمكن أن تمسي نصف أخيرة الناس هذا وتقرير عطا؟ إذا تجاهلنا ما هو معروف ومن هو معروف بالتكفير وإهدار دم مخالفيه فإن أبسط بمبادئ الشرف والنزاهة والعقل والأدب وأخلاق المهنة والحصافة تقتضي يا ناس برس ولا عادي أن تعرفوا أن جنح الليل في الدائرة (187) ليس هو الناطق الرسمي باسم المؤتمر الشعبي العام ولا باسم أي حزب، وأنه لا يصح اختراع مراقبين يعتبروا بيان الليل الذي وجدته في الطريق إهداراً لدم الوجيه وتنسبه إلى المؤتمر الشعبي العام بقضه وقضيضه. اعتقد أن على الكثيرين أن يقتدوا بالوجيه في الاستقالة ولكن من الكلام والحديث على الشرف والنزاهة لأنه من الضروري أن تعرف ما الشرف والنزاهة قبل أن توزع صكوكها على الناس ومن المهم أن تعرف أن البذاءة هي توزيع الاتهامات على الناس دون دليل. |
| إقرأ في المؤتمر نت |
|
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||
2003-2024 