الإثنين, 20-مايو-2024 الساعة: 02:41 ص - آخر تحديث: 01:30 ص (30: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
صديقي بن مساعد بن حسين سجل تاريخه الوطني بأحرف من نور في اليمن العظيم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمرنت - أحمد الحسني -
التقريب ونتف اللحى
تناقلت بعض الصحف المحلية حادثة "نتف لحية" أحد الإخوة السلفيين في صنعاء على أيدي مجموعة من المواطنين سمعوه وهو يسيء إلى حزب الله ورئيسه السيد حسن نصر الله ومنذ أسبوعين ولنفس السبب ضرب المصلون عقب صلاة الجمعة آخراً في أحد مساجد مدينة إب ..وقد يكون هنالك لحى نتفت وأشخاصاً ضربوا في أماكن أخرى لم تصلنا أخبارهم .

لعلها المرة الأولى في التاريخ الإسلامي التي تنتف فيها لحية سني بأيدي سنيين –انتصاراً منهم لشيعي إمامي وحزب أثنى عشري – فما جرت عليه العادة هو أن ينتف السني لحية الشيعي والشيعي لحية السني ويدوس العدو على رأس الجميع سنة وشيعة.
لا نستطيع نسمي نتف لحية المسلم بأمر الخليفة العباسي أو بمزاج مجموعة من الغاضبين في شارع القيادة تقريباً بين المذاهب الإسلامية وانتصاراً للإخوة الإسلامية وإدراكاً لسنة التنوع ومشروعية الاختلاف لأن النتيجة واحدة: تعصب للرأي ونتف لحية من لا يعجبنا قوله فالذين ضربوا الرجل في إب والذين نتفوا لحية الآخر في صنعاء ينطلقون من ذات الدافع الذي جعل الشيخ بن جبرين يصدر فتواه والذي حمل السلفيين المضروبين على الإساءة إلى إخوانهم المسلمين من شيعة لبنان وهو التعصب للهوى وردة الفعل العاطفية.
لم ينتصر أولئك الغاضبون للسيد حسن نصر الله وحزب الله لأنهم مسلمون لا يجوز للسني تكفيرهم بسبب انتمائهم المذهبي أو أن الأثنى عشرية والتشيع ليست من نواقض الإسلام وإنما لأنفسهم ولم تكن ثورتهم تلك دفاعاً عن انتماء مذهب السيد حسن نصر الله الجعفري إلى الإسلام وإنما دفاعاً عن انتمائهم كمسلمين إلى النصر الذي أحرزته المقاومة اللبنانية وحزب الله وليس في إخراج الشيعة من حظيرة الإسلام إلا حرماناً لهم من لذة الإحساس بالنصر الذي يتمنونه منذ نصف قرن وتذكيراً لهم بالهزيمة التي تثقل كاهلهم لا يقبلونه حتى من أحمد بن حنبل نفسه.
ما نحتاجه ليس نتف لحية شاب ـ تربى على تكفير الشيعة ـ في لحظة زهو بالإنجازات البطولية للمقاومة اللبنانية وقائدها السيد حسن نصر الله وإنما أن نعترف جميعاً أنه ليس من الإسلام أن نكفر مائتي مليون مسلم لأننا قرأنا كتيباً يوزع مجاناً عن نواقض الإسلام أو لاًن أحد المشايخ قال إنهم رافضة وأن سقوط بغداد بأيدي التتار كان بسبب ابن العلقمى الرافضي وأن لا ترتهن قناعاتنا هذه بنصر حزب الله ولا هزيمته أو تقتصر على الدفاع عن السيد حسن نصر الله وإباحة السيستاني
ما نحتاجه هوأن يقوم دفاعنا على أساس أن السني والشيعي الحنبلي والجعفري الزيدي والحنفي والشافعي والمالكي تجمعهم أخوة الإسلام في كل حال وزمان ونعي تماماً أن النصر ليس هو مبرر التآخي وإنما التآخي سبيل النصر.

ما نحتاجه ليس ضرب الحنبلي دفاعاً عن الإمامي ولا الإمامي دفاعاً عن الشافعي وإنما اجتماع المذاهب على واحدية الدين وأخوة الإسلام لقد حمل عدد من علماء الشيعة والسنة لواء التقريب منذ أربعينيات هذا القرن وبذلوا جهوداً طيبة واعتمد مؤتمر القمة الإسلامي العاشر المنعقد في بوترإجايا – ماليزيا 2003م إستراتيجية للتقريب بين المذاهب الإسلامية التزمت فيها الدول الإسلامية على الصعيد العملي باتخاذ مجموعة من الإجراءات على مختلف المستويات نقتطف منها بالمناسبة على المستوى الوطني:

1.وضع سياسة وطنية تستهدف التقريب بين المذاهب الإسلامية تتضمن خططاً عملية من شأنها أن تساعد المعنيين على إبراز حقيقة الاختلافات الفقهية من منظور إسلامي باعتبارها ظاهرة فكرية نابعة من منطلقات غير منافية للتشريع الإسلامي ولها جذور إسلامية صحيحة مبررة وبالذات منها ما كان في المسائل والقضايا الاجتهادية المستنبطة من الأدلة الظنية.
2.إدماج مادة ثقافة التقريب بين المذاهب الإسلامية في كل مناهج المراحل التعليمية وبصورة أخص في المعاهد والمدارس والجامعات الدينية ذات الطابع المتخصص في العلوم الشرعية وفق أسس تربوية والتركيز عليها في كل مسارات العملية التعليمية والعناية بها كمادة تطبيقية صفية ولا صفية أساس يحصل الطالب عند تفوقه فيها على تقدير أعلى في علامات النجاح التعليمي.

3.تكثيف المحاضرات الدورية عن التقريب وثقافته السلوكية في مختلف المراكز المعنية بالقضايا الثقافية وفي المعاهد والمؤسسات التعليمية مع التركيز بشكل أكثر عمقاً على الوحدة الإسلامية وشرح أسباب الاختلافات الفكرية والفقهية بين المذاهب والعمل على تبسيط مبرراتها وتوضيح مقاصدها.
4.استغلال المناسبات الوطنية والتجمعات الشبابية المتكررة لتناول مسائل التقريب والعمل بشتى الوسائل والسبل على نشر ثقافته والتعريف بأن اختلافات المذاهب لا تعني التباين والتضاد والتفرقة وإنما هي اختلافات اجتهادية ظنية تدور حول أحكام فروع مسائل وقضايا الفقه الإسلامي وأنها لا تمس جوهر الإسلام وثوابته.
5.الربط بين أصول الدعوة الإسلامية ومحتوى اختلاف المذاهب والفتاوى الإسلامية وتعددها والدعوة إلى ضرورة انسجام فتاوى العصر مع جوهر الإسلام وإسنادها إلى مصادر التشريع لا إلى أقوال ليس لها مرجع من الدين وخصوصاً حول قضايا الساعة الملحة الاجتماعية منها والسياسية والاقتصادية.

6.دعوة الكليات والجامعات الإسلامية لتطوير مناهجها ومقرراتها وفتح آفاق معرفية جديدة تتمثل في توسيع الدراسات الإسلامية العليا وتطويرها في إطار التقريب وتشجيعها على فتح باب الاجتهادات الفقهية وفق أسسه المعروفة في علم أصول الفقه بحيث يتسنى لها تخريج المجتهدين والعلماء المبرزين المتعمقين في الشئون والقضايا الإسلامية ومساعدتها في تطوير البحث العلمي المتخصص وتعميقه وخصوصاً في جوانب الدراسة التي تخدم وتحقق أهداف التقريب بين المذاهب مع إيلاء مناهج ثقافة التقريب أهمية خاصة في الدراسات الدينية الجامعية وبحوث الدراسات العليا ورسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه وفي جميع إصداراتها.

7.إيلاء دور خطباء المساجد والوعاظ ورجال الدعوة اهتماماً خاصاً والعمل على تشجيعهم على حمل رسالة التقريب وتوحيد رؤيتهم الإسلامية نحو المذاهب ودعوتهم للحد من تناول المسائل الخلافية إلا بما يجعل منها منطلقاً للثراء الفكري والتوسع المعرفي وبما يخدم مقاصد التشريع ويؤكد الوحدة الإسلامية".

اعتقد أن الضرورة ملحة إلى تنفيذ هذه النقاط السبع وإعطاء الأولوية للثانية والسابعة حتى لا تكون الدعوة إلى الله بالتكفير ولا تعبده بنتف اللحى
" ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين أمنوا ربنا إنك غفوراً رحيم".
صدق العظيم:










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024