الأحد, 12-مايو-2024 الساعة: 03:23 م - آخر تحديث: 03:08 م (08: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
عربي ودولي
المؤتمر نت - أقدام أبو ذر بجوار غنائم إسرائيلية
المؤتمرنت -
أبو ذر وحيدر..المهنة: مقاتلان..حزب الله
أبو ذر وحيدر.. مقاتلان من حزب الله ومن جيلين مختلفين، التحق حيدر بحزب الله عام 1996 بينما التحق أبو ذر عام 1989، وكلاهما التقى بأكثر من معركة في منطقة بنت جبيل بالجنوب.

لم تكن ساحة المعركة فقط هي التي جمعت بينهما بل أيضا يقينهما بأن عملهما الأساسي في الحياة هو المقاومة التي تدفعهما لترك متاع الحياة الدنيا في أي وقت.

في إحدى المناطق بالجنوب اللبناني، جلس أبو ذر وحيدر يرويان لـ"إسلام أون لاين.نت" السبت 19-8-2006 يومياتهما على جبهة القتال مع قوات الاحتلال الإسرائيلي طيلة 34 يوما من المعارك.

يقول أبو ذر: "كنا نبدأ يومنا بصلاة الفجر، ثم قراءة بعض الأوردة والأدعية والابتهال إلى الله تعالى قائلين: اللهم إنا نرغب إليك بدولة تعز فيها الإيمان وأهله وتذل فيها النفاق وأهله، اللهم لك الحمد أن جعلتني مسلما فأتمم نعمتك وأمتني شهيدا".

"بعدها -يواصل الحديث- نأكل بعض اللقيمات التي قد تكون عطنة ثم نبقى بعد ذلك في حالة سكون حتى لا ترصدنا طائرات الاستطلاع التي تبدأ في التحليق مع أولى ساعات النهار، ونقوم في المقابل بالاستطلاع من جانبنا وبتوزيع بعض الأطعمة على أهل الضيعة من الصامدين الذين رفضوا تركها".

ووفقا لأبي ذر فإن "حركة المجاهدين كانت عادة تبدأ من صلاة الفجر وحتى الساعة السابعة صباحا بعدها يسكنون تماما حتى لا تكتشف الطائرات أماكن تواجدهم، ويكون التحرك في الفترات الأخرى وفقا لأوامر القيادة وعادة ما يكون تحت غطاءات متعددة"، رفض أن يحددها.

لكنه استدرك قائلا: "التحركات عموما كانت إما لدعم مجاهدين في مكان آخر أو للإمداد والتموين وتجهيز أسلحة معينة للقتال".

وعن مواجهتهم لتكتيكات القوات الإسرائيلية، يقول أبو ذر: "اعتمد تكتيكهم العسكري طوال الوقت على ملء سماء المعركة بطائرات مقاتلة تقصف بكثافة لكي توفر غطاء للطائرات الهيلكوبتر التي تقوم بالإنزال وكنا نعرف ذلك، والأكثر من هذا كنا نستطيع تحديد المكان الذي سينزلون فيه جنودهم ونجلس في انتظارهم!".

ويفضل أبو ذر عدم توضيح كيفية تحديد مكان عمليات الإنزال الإسرائيلي مسبقا باعتباره "سرا حربيا" لم يحن بعد أوان الإفصاح عنه، إلا أن تقارير إعلامية إسرائيلية أشارت أكثر من مرة إلى اقتناع قادة عسكريين إسرائيليين بتمكن حزب الله من اختراق اتصالات الجيش.

توازن الرعب

ويجمل حيدر مواجهته مع الإسرائيليين بقوله: "أرادوا زرع الرعب بداخلنا عن طريق القصف المكثف لكنهم سرعان ما كانوا يظهرون على حقيقتهم بمجرد أن تترك طائراتهم أرض المعركة؛ فقد كانت صيحة الله أكبر تزلزل قلوبهم، وسرعان ما كانوا يتصايحون ويصرخون طلبا للنجدة لتعود الطائرات مرة أخرى وتوفر لهم غطاء من القصف الدخاني الذي يغطي كل شيء في أرض المعركة وبمجرد أن ينكشف يكونون قد فروا سريعا".

ويشير إلى أن هذا السيناريو الإسرائيلي -القصف الجوي المكثف ثم الانسحاب من أرض المعركة بعد تكبد الخسائر في الأرواح والعتاد)- تكرر طيلة أيام الحرب.

ويتحدث حيدر باعتزاز عن معركتين خاضهما في منطقتي تلة الخزان والطيري بقضاء بنت جبيل في الأسبوع الأخير من المواجهة.

ويقول: "شكلُ هجوم العدو البري في معركة تلة الخزان كان عبارة عن قوس يبدأ من عند خزان المياه، وطرفاه يمين ويسار التلة، إلا أننا حاصرناهم في 3 مجموعات كل مجموعة كانت تتكون من 4 إلى 5 أشخاص إضافة إلى شخصين متحركين لتجهيز المقاتلين بالعتاد، ويشمل بشكل أساسي الصواريخ المضادة للدبابات؛ فكانت الحصيلة أكثر من 10 قتلى في صفوفهم".

أما على مدخل قرية الطيري فقد كانت مجموعتان من المقاتلين إحداهما عند مدخل القرية والأخرى في العمق وباغتتا معا وفي وتوقيت واحد رتلا من دبابات الميركافا التي حاولت التسلل من هذه المنطقة، فدمرت أو أعطبت عددا غير قليل منهم جعل الرتل ينسحب سريعا.

محل العمل: الجنوب

أكمل حيدر عامه السادس والعشرين منتصف الشهر الجاري وهو متزوج وله طفل، وفوق ذلك فهو يواصل دراسته الجامعية في مجال الكمبيوتر بينما أبو ذر يبلغ من العمر 35 عاما ومتزوج أيضا وله 4 أولاد آخرهم محمد علي الذي ولد مع بداية العدوان الإسرائيلي على لبنان يوم 12 يوليو الماضي.

وبعد 10 أيام فقط اضطر أبو ذر لترك وليده والتوجه لمقاومة العدوان. وعن شعوره وهو تارك ولده وزوجته واحتمالية أن يستشهد في المواجهات دون أن يرى طفله يكبر أمام عينيه، يقول أبو ذر: "زوجتي تعلم من اليوم الأول أنني نذرت نفسي للجهاد والموت في سبيل الله؛ فأنا مقاوم وهذا عملي، وقد بعت نفسي غاليا من أجل الكرامة والعزة؛ فما معنى إن نعيش مغصوبي الحق وأن نربي أولادنا على الذل".

ويضيف أبو ذر: "سأربي ولدي على انتزاع حقه بالقوة من أيدي غاصبيه وعلى الشراسة في مواجهه الصهاينة، وسأخبره بأنهم جبناء؛ لأنهم قتلوا أطفالا ونساء ولم يتركوا بيتا دون إن يهدموه".

بدوره، ارتضى حيدر طريق الجهاد فقد ترك دراسته وولده وزوجته من أجل الدفاع عن أرضه وعن كرامته، ويرى أن "حزب الله أعطى درسا للجميع لكي يفهموا أن الكرامة لا تشترى بعرض الدنيا ولكنها تأتي بالدماء".

وعن دوافع انضمامه لقوات المقاومة قال حيدر: "نشأت في ضيعة محتلة وتم تهجيرنا منها، وشاهدنا الصهاينة وهم يقتلون أهلنا ويسجنون إخوتنا ويستخدمون العملاء من جيش لحد (أنطوان لحد) لممارسة أقصى أنواع التعذيب ضدنا؛ وهو ما فتح عيني على ضرورة المواجهة والانضمام للمقاومة، وتم ذلك عام 96 كنت وقتها طالبا في الثانوية العامة".

وعن كيفية تدبيرهم للإعاشة ومواجهة متطلبات الحياة، يقول أبو ذر: "يتكفل الحزب بكل المنتسبين للمقاومة ويقدم لهم رواتبهم وإعاشتهم من سهم الزكاة الخاص بالمجاهدين؛ فأنتم تعرفون أن الزكاة عندنا دخلها كبير جدا؛ نظرا لأنها تقدر بخمس دخل المنتسبين لآل البيت، فضلا عن أن الحزب لديه مؤسساته الاجتماعية والسياسية والتعليمية؛ فنحن لدينا اكتفاء داخلي في كل شيء".

وأكد أبو ذر قائلا: "إن المنتمي للمقاومة في الحزب لا يبحث عن المال بقدر ما يبحث عن الشهادة؛ لذلك فما يرصد لنا من أموال نكتفي به ونحمد الله عليه أيضا وقيادتنا لا تبخل علينا بشيء".

مقاوم معبأ أو متفرغ

وتتكون قوات حزب الله من عنصريين أساسيين من المقاومين: العنصر الأول هو المقاوم المتفرغ والذي يقضي حياته جنديا متفرغا للمقاومة وللحزب، وهؤلاء عادة من الجيل القديم الذي اضطر وفقا لكلام حيدر أن يترك كل شيء في بدايات تكوين حزب الله ويتجه لمقاومة الإسرائيليين ويشارك في معارك التحرير.

أما العنصر الثاني فهو المقاوم المعبأ. وهؤلاء يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، لكنهم يكونون جاهزين في أي وقت للالتحاق بقوات حزب الله فور استدعائهم وهذا ما حدث في أثناء الحرب الأخيرة.

أما في الأوقات العادية فهو يمارس دوره المدني من دراسة أو تجارة أو أي عمل مدني، وبالتوازي مع ذلك يمارس التدريبات العسكرية التي تحدد له وفقا للنظام داخل المؤسسة العسكرية والتي تؤهله لأن يكون جاهزا للقتال.

ورفض أبو ذر أن يحدد عدد المقاتلين الإجمالي في المنطقة، ولكنه قال إن عدد المقاتلين المتفرغين للجهاد هو 6000 مقاتل وهناك 4 آلاف معبأ.

وعن الفارق بين طرق المقاومة قبل تحرير لبنان عام 2000، والمقاومة الباسلة التي تصدت للقوات الإسرائيلية منذ يوم 12 يوليو الماضي في أعقاب عملية الوعد الصادق التي أسر فيها حزب الله جنديين إسرائيليين وقتل 8 آخرين، اكتفى أبو ذر بالقول: "هناك فوارق عديدة بين المعارك في السابق، والآن فقد تطور أداؤنا وأسلحتنا وأيضا تكتيكنا بفارق الضعف تقريبا، الآن نستطيع أن نعرف كل شيء عن العدو ونحصي عليه أنفاسه وننتظره، حيث كنا في السابق ننتظر أياما من المراقبة وجمع المعلومات لخطف جندي أو تدمير آلية للعدو، أما الآن فقد اخترقناه ووفرنا على أنفسنا الكثير".

اسلام اون لاين








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "عربي ودولي"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024