الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 01:20 م - آخر تحديث: 04:26 م (26: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمرنت - خضير عباس النداوي * -
انتخابات الرئاسة والمجالس المحلية في اليمن في عالم متغير

المقدمة:
تبرز أهمية اليمن في كونه يمتلك أرث حضاري عريق ، تُمثل حضارة مملكة سبأ جانباً منه ، والتي ورد ذكرها بالكتب السماوية:ففي التوراة وردت قصة زيارة ملكة سبأ للنبي سليمان عليه السلام ، فيما أكد القران الكريم في سورة النمل الآيتين 22و23 تلك الحضارة بقوله تعالى ( وجئتك من سبأ بنبأ يقين) (أني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم ) . ومما زاد من أهمية اليمن كونه يحتل موقعاً ستراتيجياً فاصلاً بين آسيا وأفريقيا بأطلاله على مضيق باب المندب والذي يُشكل ممراً رئيسياً للتجارة العالمية . وقد أضفى أكتشاف النفط فيه منذ بضعة سنوات بعداً جديداً لأهميته الجيوسياسية .

وعلى الرغم من تغير الظروف المحيطة باليمن وسرعة تبدلها بين فترة وأخرى ، وبخاصة من جهة الشرق في منطقة القرن الأفريقي والتي لا يفصلها عنه سوى (30 ) كيلومتر هي عرض مضيق باب المندب ، ومع ذلك فقد شرع اليمن ، ومنذ ثلاثة عقود خلت بإرساء مقدمات لتجربة سياسية واقتصادية مستقرة نسبياً
ولاسيما بعد تطبيق تجربة الوحدة عام 1991 وإصدار دستور للبلاد وقانون للأحزاب والتي عكست نمطاً من التطبيقات الديمقراطية تمثلت بالسماح بالتعددية السياسية وأطلاق حرية الصحافة وأجراء انتخابات برلمانية لمرتين وفي ذات التوجه تجيء أنتخابات الرئاسة والمجالس المحلية المرتقبة المزمع أجراؤها في العشرين من سبتمبر / أيلول الحالي في ظل تباين وتداخل العديد من العوامل والأحداث السياسية المحيطة باليمن ، سواءاً أكان ذلك على الصعيد العربي أو الإقليمي أو الدولي .
· العوامل العربية :
1. الأزمة الصومالية : عكست الأزمات في منطقة القرن الأفريقي وبالذات الأزمة الصومالية واحدة من التداعيات العربية المستمرة بتأثيراتها المباشرة على اليمن منذ انهيار الدولة الصومالية عام 1991 ولحد الآن ، ويشكل تزايد موجات الهجرة الجماعية وبالذات من منطقة القرن الأفريقي إلى اليمن مصدر قلق له رغم حرص السلطات اليمنية على التعامل مع هذه القضية انطلاقاً من التزامها باتفاقيات اللاجئين الدولية وذلك لما تشكله هذه الظاهرة من أعباء اقتصادية كبيرة مع محدودية الدعم المادي الذي تقدمه المنظمات المعنية بهذا المجال ، إضافة إلى الانعكاسات السلبية الأخرى . وعلى الرغم من وصول عدد اللاجئين إلى ما يقارب نصف مليون لاجئ ، حسب تقديرات الحكومة اليمنية ، وبضمنهم نحو ثمانون ألف صومالي ، فقد تحمل اليمن الأعباء المالية والسياسية والاجتماعية لهذه الظاهرة إلى جانب تأثير فارق المقارنة بين الحالة السياسية المستقرة التي ينعم بها اليمن بالمقارنة مع تدهور الأوضاع الأمنية في جمهورية الصومال القريبة منه . .

2. تطورات الوضع في السودان: دأبت الحكومة اليمنية بالتعامل مع تطورات الأحداث في السودان ، سواءً أكان ذلك حيال مشكلة جنوب السودان أو قضية إقليم دارفور برؤية حيادية من خلال الدعوات المستمرة لإقرار مبادئ الحوار والمصالحة بين حكومة السودان والمناوئين لها وبما يضمن تحقيق الوفاق والاستقرار في السودان بهدف تهدئة الأوضاع وتحاشي أية تداعيات سلبية محتملة على اليمن .

3. المعضلة العراقية : شكل انهيار السلطة والدولة في العراق بعد الغزو الأمريكي له عام 2003 معضلة مركبة ألقت بظلالها القاتمة ، ليس على العراق فحسب ، بل على العديد من الدول العربية وبخاصة اليمن التي كانت ترتبط بعلاقات وثيقة سياسية واقتصادية مع العراق . وخلال السنوات الثلاث اللاحقة أصبحت معضلة العراق في غاية الدقة والتعقيد لتداخل العديد من العوامل الداخلية و الإقليمية والدولية في الساحة العراقية و إلى درجة أن الكثير من القادة و المفكرين وصناع القرار باتوا يشعرون باستعصائها على الحل جراء اضطراب الوضع الأمني في العراق وتدهوره مما دفع المئات من العراقيين إلى الهجرة إلى اليمن ، إضافة إلى الخسائر الاقتصادية التي تكبدها اليمن جراء مواقفه المتوازنة حيال المعضلة العراقية مما اثر على شرائح واسعة من المجتمع اليمني وبالتالي التأثير على نمط السلوك الانتخابي لهم في المرحلة المقبلة .

4. تطورات القضية الفلسطينية :تحمل اليمن بحكم انتمائه العربي ، لتداعيات المشاكل العربية عموما وقضية فلسطين على وجه التخصيص ، والتي كانت ولا تزال تلقي بظلالها القاتمة على مجمل تطورات الأوضاع في الدول العربية ، وشاءت الأقدار أن يتزامن العدوان العسكري الإسرائيلي على لبنان منذ 12/7/2007 وما سيتبعه من تداعيات مع فترة تهيئة الإجراءات اليمنية لانتخابات الرئاسية والمجالس المحلية المرتقبة ، وشتان بين الحالتين : حيث تنزع الأولى لنشر الحرب والدمار فيما تستهدف الثانية تحقيق السلام والبناء . وعندئذ فان التأثير على مجريات الأحداث في اليمن ينطلق من مدى حرص الشعب اليمني لاختيار الشخصية المؤهلة لرئاسة الجمهورية .

· العوامل الإقليمية :
1. توتر العلاقات الإيرانية الأميركية :تعتمد الدول الرأسمالية المتقدمة ، وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية على نفط الخليج لاسيما وأن دول الخليج تمتلك أكثر من 60% من احتياطيات النفط العالمي وأكثر من 40% من احتياطيات الغاز في العالم ، لذلك فان الاقتصاد العالمي يعتمد هو الآخر وبصورة متزايدة على تدفق نحو (17) مليون برميل يومياً عبر مضيق هرمز ، لذلك فان تصاعد أي توتر بين الولايات المتحدة الأميركية وأيران بسبب البرنامج النووي الأيراني وتهديد أيران على لسان المرشد الأعلى للجمهورية السيد علي خامنئي ( وفقاً لنشرة ميس الاقتصادية في حزيران / يونيو 2006 ) : بكون أيران ستغلق منافذ تصدير النفط من الخليج إلى الأسواق العالمية في حالة تعرض بلاده إلى ما اسماه بخطوة خاطئة من قبل الولايات المتحدة الأميركية ، (واستناداً لما نقلته محطةC.N.N في 4/8/2006) فقد كرر السيد خامنئي تهديداته السابقة باستخدام ورقة النفط حال فرض عقوبات اقتصادية على أيران بسبب برنامجها النووي مما أدى إلى ارتفاع طفيف لأسعار النفط بالأسواق العالمية . عندئذ فان تداعيات هذا التوتر ستؤثر على اليمن ومن كافة النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
2. التدخل الإيراني في اليمن : تعتمد الرؤيا الأيرانية في السياسة الخارجية على بناء تحالفات إقليمية انطلاقاً من أمرين مهمين ، الأول: قناعة المسئولين في أيران بان الأوضاع الإقليمية الراهنة لا يمكن التصدي لهامن خلال دعم الجبهة الداخلية فحسب ، وانما تتطلب بناء تحالفات إقليمية مع الإطراف التي تواجه التحديات ذاتها والثاني: تغليب المصلحة الأيرانية على الجانب الايدولوجي ، وهو مااتضح من خلال دعم أيران الشيعية لمنظمة حماس السنية ، وكذلك الدعم الأيراني لحزب الله في لبنان أكثر مما تقدمه أيران للدولة اللبنانية ومن ثم دعم ومساندة أيران لبعض الفئات المتمردة في اليمن انطلاقا من تصور خاطئ روجت له بعض أجهزة الإعلام الأيرانية بوجود صراع بين السنة والشيعة في اليمن . في حين لم يعرف تاريخ اليمن سابقاً أية خلافات من هذا النوع .

· العوامل الدولية :
1. الشرق الأوسط الجديد : على الرغم من مرور أكثر من مائة عام على ظهور مصطلح الشرق الأوسط ، والذي استخدم من قبل وزارة المستعمرات البريطانية ، فقد وسعت الإدارات الأميركية المتعاقبة استخدام هذا المصطلح من حيث مضامينه ودلالاته الجغرافية ليشمل كافة الأقطار العربية ومن ضمنها اليمن ، إضافة إلى إسرائيل وأيران وباكستان وأفغانستان . وقد دأبت الإدارة الأميركية الحالية لنشر المشاريع الهادفة إلى تحقيق الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي من خلال المطالبة بتطبيق الحرية والديمقراطية بغطاء مشروع الشرق الأوسط الكبير تارة ، والشرق الأوسط الجديد تارة أخرى مما أثار ردود فعل سياسية رافضة له في غالبية الدول العربية كونه لم يراع خصوصية المجتمعات العربية ، فضلا عن تطبيق غالبية الدول العربية ومنها اليمن العديد من الخطوات الديمقراطية وبما بتوائم مع مستوى التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع اليمني .

2. الإرهاب الدولي : ابتدءاً لا توجد دولة في العالم في منأى عن تأثيرات ظاهرة الإرهاب الدولي . وقد عانى اليمن شأنه شأن العديد من دول العالم التي طالتها تأثيرات هذه الظاهرة ، من خلال مشاركة البعض من مواطنيه في تسعينيات القرن الماضي بما عُرف بـ(مجاهدي أفغانستان) ، ثم جاءت إحداث استهداف المدمرة الأميركية كول في ميناء عدن ، ومن ثم أحداث الحادي عشر من سبتمبر / أيلول 2001 لتشكل منعطفا جديدا في توتر العلاقات اليمنية الأميركية ، إلا أن حكمة القيادة اليمنية وحصافتها ساهمت في تذليل الصعاب وتجاوز تداعيات هذه المعضلة .
· الخاتمة :بضوء ما تقدم نستنتج الآتي :
1. تمتلك دولة اليمن الحديثة لتراكم تاريخي عريق ، ويأتي نزوعها نحو إقرار النظام المؤسسي من خلال أجراء انتخابات الرئاسة والمجالس المحلية المرتقبة والتي ستجرى في العشرين من الشهر الحالي ، كخطوة لإرساء وتطوير مؤسسات الدولة اليمنية وبما يتماشى مع مديات التطور التي تشهدها الأنظمة السياسية الحديثة في مختلف دول العالم .
2. أن التطور الهائل والسريع الذي يمر به العالم في مختلف القطاعات ، وبخاصة بحقول تكنولوجيات المعلومات والاتصالات السريعة وانتشار عصر المعلومات ، مما شكل اتجاها لعالم سريع التغيير ، وعندئذ لايمكن تجاهل تأثير العوامل الخارجية على الانتخابات اليمنية المرتقبة وبخاصة أنها تجري في منطقة استقطاب وتنافس للمصالح الإقليمية والدولية ومع ذلك فان العامل الحاسم فيها هو مشاركة الشعب اليمني لاختيار من يراه مناسباً للتربع على دست الحكم للسنوات السبع القادمة .

كلية العلوم السياسية / جامعة النهرين / بغداد*









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024