الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 10:16 ص - آخر تحديث: 02:05 ص (05: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمرنت- د.عبد الرحمن الشامي -
الناخب..المرشح..البرنامج الانتخابي..وحسم الاختيار.
اقترب الموعد، وحانت ساعة الحسم والاختيار، ولم يعد في الوقت متسع لأي نوع من التردد، بعد أن تحقق للناخب كل العوامل التي تمكنه من التصويت، فمن المعروف أن المرشح يتخذ قراره وفق محددات عدة أهمها: شخص المرشح، الحزب الذي ينتمي إليه، والبرنامج الانتخابي، ولأول مرة يتاح للناخب اليمني الفرصة الكاملة لسماع جميع المرشحين، وربما قراءة برامجهم والدخول في نقاشات جماعية أو فردية حول العديد من المسائل المتعلقة بهذا الحدث التاريخي.
ولأن البرنامج الانتخابي يمثل أهمية خاصة، وذلك بكونه وثيقة بين المرشح والناخب، ويحدد مستقبل البلاد على مدى سنوات قادمة، ومن ثم فهو التزام مكتوب من قبل المرشح، وصوت ممنوح من قبل الناخب بموجب هذه الوثيقة، ففي ما يلي قراءة أخيرة وسريعة تتناسب والوقت الذي لم يعد فيه متسع لأكثر من هذا النوع من القراءة.
المقدمة..عنوان المرشح:
إذا كان الجواب يعرف من عنوانه –كما يقال- فإلى حد كبير تبين المرشحون من خلال مقدمة البرنامج الانتخابي الخاص بكل منهم، ففي الوقت الذي لم يجد فيه مرشح اللقاء المشترك الأخ/فيصل بن شملان، ما يستهل به مقدمته بعد تهذيبها واستبعاد الألفاظ التي تتنافى مع القانون، بموجب طلب اللجنة العليا للانتخاب، مما جعل النسخة الأخيرة المنشورة تختلف عن نسختها الأولى التي نشرت على شبكة الإنترنت، وحتى بتجاوز هذه الخرق القانوني الذي لم يكن من المنطق ولا من المستساغ وقوع خمسة أحزاب من المؤكد أن بها من عتاولة القانون، أو على الأقل من يفهم فيه، بتجاوز كل ذلك فإن هذا المرشح لم يجد في مقدمة برنامجه ما يخاطب به الجماهير اليمنية ويقنعهم به من البداية بأكثر من : الحث على الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وأن داء المسئولية نداء غلاب، مهمة رئيس الجمهورية، وتعهد بالالتزام أمام الله والشعب.
وعلى العكس من ذلك فإن ثراء حياة مرشح المؤتمر الشعبي العام الأخ/على عبدالله صالح أتاحت له أن يقتبس منها القليل مما يذكره في هذه المقدمة، فخاطب الجمهور اليمني الذي يعرف تاريخه جيدا، كما يفهم خصوصيتهم هو أيضا، خاطبهم مذكرا بظروف البلاد أثناء توليه المسئولية، والمهمة التي تمثلت حينها في بناء أسس الدولة اليمنية الحديثة، ثم تحقيق الوحدة والدفاع عنها بعد ذلك، إضافة إلى انتهاج سياسية وطنية عقلانية معتدلة تسير بالوطن إلى بر الأمان، وبخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
1- تجديد وابتكار..والبداية من الإدارة:
فإذا ما ولجنا إلى مكونات البرنامجين، نجد الآتي:
من حيث الشكل: استخدم مرشح اللقاء المشترك صياغة لفظية معروفة، وقوالب تقليدية متداولة لشرح مكونات برنامجه، لم تأت بجديد تمثلت في: (الإصلاح السياسي، إصلاح إداري، إصلاح اجتماعي..الخ)، في حين أن هذه المكونات في برنامج مرشح المؤتمر الشعبي العام اتسمت بالتجديد والابتكار حتى في صياغتها الشكلية، فأتت في صياغات جديدة (مثل إدارة اقتصادية حديثة تضمن مستوى معيشيا أفضل، بنية أساسية متطورة لاقتصاد وطني متين...إلى آخر هذه المكونات)، أما البدء بعنصر الإدارة فلم يكن ذلك اعتباطا، أو أنه جاء بمحض الصدفة، بل كان اختيارا موفقا وبداية منتقاة بعناية تامة، تنبئ عن الفهم العميق والفطن من صاحب البرنامج لمشكلتنا الرئيسة، فخللنا الأول يكمن في الإدارة، وتميز الغير عنا يأتي من إجادتهم لحسن فنها والأخذ بالتخطيط، ولا يعنى ذلك التقليل من أهمية الجانب السياسي، غير أن الإدارة هي المحدد الأول في عملية النجاح، فمهما أعدت الأشياء ومهما هيئت لها من الظروف المناسبة فإن مآلها إلى الفشل إذا لم يكن هناك إدارة عليمة وخبيرة، ومن هنا كانت بداية برنامج مرشح المؤتمر الشعبي العام، الذي أدرك الخلل فوضع العلاج، مستطردا فيما بعد ذلك إلى عدة نقاط تترجم التوجه الجاد في إصلاح هذا المجال.
2- إدارة حديثة تخدم المواطن وتعزز دوره.
يحدد برنامج مرشح المؤتمر الشعبي العام بعد ذلك ملامح البرنامج الانتخابي والأطر المرجعية التي يستند عليها، ويسردها في (16) محورا مختصرا، تقدم للقارئ خلاصة موجزة لهذا البرنامج، وتعطيه فكرة موجزة عنه، تعينه على فهمه على نحو أفضل وأسرع.
3- يتميز برنامج مرشح المؤتمر الشعبي العام بعدة مزايا، يأتي في مقدمتها انطلاقه من رؤية إستراتيجية، تمثل فهما جديدا لبعد وظيفة الدولة، وتقديم مفهوم جديد لها في هذا الخصوص، حيث تنص بعد فقرات هذا التوجه على (تحديد وظيفة الدولة بما يكفل إفساح مجال أوسع لدور القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني)، ومن ثم فهو يسعى إلى تقليص وظيفة الدولة على حساب إيجاد شركاء جدد (القطاع الخاص، دعم المؤسسات غير الحكومية، خلق رأي عام مؤازر للقضايا الوطنية العامة ومبادرات التنمية..)، ويؤكد على هذا التوجه أن كلمة (القطاع الخاص) ترددت في هذا البرنامج (14) مرة، مقابل (2) فقط لتردد هذه الكلمة في برنامج مرشح اللقاء المشترك، وأتت تلك في معرض (تخفيض الضرائب، وإقامة شراكة معه).
4- يلاحظ من أول وهلة تميز برنامج مرشح المؤتمر الشعبي العام باليسر والسهولة والاختصار، فهو عبارة عن نقاط مباشرة تصل إلى الهدف مباشرة، ويأتي ذلك انطلاقا من مراعاة هذا البرامج لمخاطبة كافة شرائح المجتمع بأسلوب سهل يفهمه الجميع دون أدنى عناء ممكن، وعلى الرغم من هذه الميزات الفريدة إلا أن البرنامج يتسم بالشمول والإحاطة بأكبر كم ممكن من القضايا الوطنية الراهنة.
5- يضع برنامج مرشح المؤتمر الشعبي العام الهدف وآلية تنفيذه، فحينما يتحدث –مثلا- عن السياحة يضع (تنشيط قطاع السياحة) هو الهدف، ثم يستطرد في آليات تنفيذ هذا الهدف من خلال جملة من الإجراءات، أهمها: تنشيط دور السفارات والقنصليات وتطوير الخدمات المقدمة وتحديثها والتوسع في عمليات الترويج السياحي الخ، وتنطبق نفس الرؤية حين يتعلق الأمر بمكافحة الفساد، ممن خلالا آليات واضحة وفعالة لمعالجة هذا الخلل، من مثل: تطبيق قانون الذمة المالية، إصدار قانون مكافحة الفساد وإنشاء هيئة مستقلة لمكافحة الفساد المالي والإداري، وتفعيل أجهزة الرقابة إلى آخر ما ورد في هذا الخصوص في هذا البرنامج.
6- يدرك جيدا برنامج مرشح المؤتمر الشعبي العام مواطن الخلل، ومن ثم يقدم المعالجة، ومن الأمثلة الجلية على ذلك، نصه على (تعديل قانون المناقصات والمزايدات وتعزيز استقلالية اللجنة العليا للمناقصات من خلال إنشاء هيئة مستقلة من أشخاص مشهود لهم بالنزاهة والكفاءة ...) وفي ذلك وضوح لمدى آليات المعالجة العملية، لا تلك المدعاة.
7- يتضمن برنامج مرشح المؤتمر الشعبي العالم رؤية واضحة لإصلاح مسار التعليم والتي تتمثل في هذا البرنامج من خلال (إعادة الهيكلة وتشجيع المبادرات الجديدة)، وإدخال شركاء جدد من خلال (تشجيع التعليم الخاص وشراكته في مجال التعليم العالي والمهني ومجال المعرفة)، وفي ذلك بعدا جديدا ورؤية إستراتيجية واضحة، في حين أن برنامج المشترك لم يجد سوى تحديد (مرجعية واضحة) لهذا التعليم!
8- يسلط الضوء على جوانب جديدة تمثل مصادر دخل جديدة للبلاد، كما تفتح فرص عمل جديدة، وتعتبر (السياحة) أفضل الأمثلة على هذا التوجه، وإذا ما قارنا الرؤية العميقة لبرنامج مرشح المؤتمر الشعبي العام برؤية برنامج مرشح المشترك في هذا المجال نجد بأن الحديث عن هذا المرفق الهام جاء على نحو عارض ومقتضب، وذلك في معرض الحديث عن (إعادة ترتيب الأولويات الاقتصادية...والسياحة..).
9- لم يغفل برنامج مرشح المؤتمر الشعبي العام من مراعاة البعد الاجتماعي، ومن ثم فقد أفرد المجال للحديث عن هذا التوجه، ووضع آليات عدة لتنفيذ ذلك، ومن أمثلة ذلك (تبنّي برامج لمحاربة البطالة والفقر وتوفير فرص عمل للشباب والقادرين، وإنشاء بنك للفقراء، ومراعاة الطبقة المعدمة والمهمشين..)، وهو ما يمثل مراعاة لكافة فئات المجتمع، وبخاصة احتياجات الطبقة الفقيرة.
10- برنامج عملي يتعامل مع الواقع وإمكانياته دون قفز أو ادعاء لتحقيق ما لا يمكن تحقيقه، بل ما يستحيل تحقيقه، فحين يتحدث عن النظام الصحي –مثلا- فهو يعد بإقرار (نظام التأمين الصحي)، و(توسيع فرص الحصول على الخدمات -والرعاية الصحية العلاجية والوقائية)، وذلك على خلاف ما يقدمه برنامج مرشح المشترك والذي يمثل مواعيد "عرقوبية" يستحيل الوفاء بها، حين يعد –مثلا- بتوفير نظام التأمين الصحي لكل اليمنيين في الداخل والخارج!
11- تفرد برنامج مرشح المؤتمر الشعبي العام بتقديم رؤية تتعلق بالسكان، حيث تشير التقديرات بأن اليمن ستحتل الترتيب السادس على مستوى العالم فيما يتعلق بالزيادة السكانية في عام 2006، ومن المتوقع أن يصل عدد سكانه في عام 2031 (خمسين مليونا)، ومن ثم فقد تمثلت رؤية هذا البرنامج في (الاهتمام ببرامج الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة وتفعيل التوعية الدينية والصحية حول تنظيم الأسرة وبما يحقق التوازن الملائم بين النمو السكاني والاقتصادي)، في حين أن هذه الرؤية قد غابت كلية عن برنامج مرشح اللقاء المشترك.
ويتعمد برنامج مرشح اللقاء المشترك إغفال كل ما تحقق لليمن بصرف النظر عن من حققه، ومن ثم فهو في كل مرة يتحدث من نقطة البداية، وكأننا نبدأ من الصفر، أو من عام 1962، وفي ذلك طبعا مجافاة للحقيقة، وتنكر للواقع، وجحود له، أما إطلاق الأحكام العامة من مثل (أثبتت التجربة أن سياسة الإصلاحات الاقتصادية الجزئية -المنفذة في الوطن منذ أكثر من عشر سنوات- قد فشلت فشلاً ذريعاً في بلوغ غاياتها المستهدفة) فذلك ما يمثل أبرز الأمثلة على التحيز وغياب الموضوعية في هذا البرنامج، والذي يعمد –إضافة إلى ما سبق- إلى تقديم وعود مثالية، من أمثلتها (تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل بحيث تكفل الدولة لجميع المواطنين ودون تمييز حقهم في العلاج والرعاية الطبية)، وفي موضع آخر (توفير نظام التأمين الصحي لكافة العاملين والمتقاعدين وتحريك معاشاتهم بما يتناسب مع تكاليف المعيشة)، ولا يكتفي بل يصل ذلك إلى (الاهتمام بإدماج المغتربين في برامج التأمين الصحي والاجتماعي سواء في بلدان المهجر أو في موطنهم الأم) وذلك كلام يقفز حتى على الخيال!
ولا يفوت على برنامج مرشح اللقاء المشترك ترديد بعض الأطروحات الغير عملية والتي عفى عليها الزمن وأكل وشرب، من مثل (السعي الجاد والمثابر لتحقيق اتحاد اقتصادي عربي إسلامي أو على الأقل إنشاء سوق عربية مشتركة بأسرع ما يمكن)، وتلك واحة من الاسطوانات المشروخة التي سئم الشارع العربي سماعها، من فرط تواضع ما تحقق في هذا المجال على الرغم من مضي عقود من السنوات على مثل هذه الشعارات!
وأخيرا فإن مرشحا يجعل أول قرار يتخذه في حالة فوزه بالرئاسة هو (تحديد مدة رئيس الجمهورية بـ5سنوات بدلا من 7 سنوات وتشكيل السلطة التشريعية من غرفتين مجلس الشورى والنواب) رجل لا يسعى إلى السلطة ولا يحرص عليها وإنما هي التي تسعى إليه، فأي بيان بعد هذا يحتاجه الناخب ليتخذ قراره ونفسه مطمئنة؟










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024