الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 12:25 ص - آخر تحديث: 12:21 ص (21: 09) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - .
بقلم / سمير عبيد - ميدل ايست اونلاين -
في زمن القحط الديموقراطي العربي نجحت اليمن
إن أهم ما يمّيز الرئيس اليمني علي عبد الله صالح رفضه القاطع للتبعيّة، أي لا يقبل إلا أن يكون رأسا وبشرط يمنيّا، فلهذا تراه يمتلك مدرسة خاصة بالسياسة ونظام الحكم، تعتمد على الشدّة واللين من أجل عيون كبار القوم، وهي صفة القادة الكبار. وهنا لا نكترث الى الذين سيتهموننا بأننا نتملق للرئيس صالح، فالرجل هو من فرض علينا الكتابة عنه، لأن قيادة اليمن ليست سهلة، فهي من البلدان العربية الأكثر تعقيدا من الناحية السياسية، حيث أن هناك تعقيدا جغرافيا وتشابكا قبليا لا مثيل له، ناهيك أن هناك طموحات متداخلة، وولاءات مختلطة بين الوطن والقبيلة والطائفة والمذهب والسياسة. ورغم هذا قاد الرجل سفينة اليمن وكان كفنه في مكتبه وسيارته وبيته طيلة السنوات الأولى للحكم (وهذا ما أكده بنفسه وفي مناسبات عديدة وكان صادقا)، وقد نجح بإبتكار طريقة ووسيلة للحكم تليق باليمن والشعب اليمني، حيث أخرج اليمن من أوضاع معقدة كادت أن تعصف باليمن وتجعله عبارة عن مستعمرات ومشيخات متناحرة، إذ كان هناك ولا زال من يخطط ضد اليمن ووحدة أرضه وشعبه، ومن جملتهم بعض قادة العرب وممن وقفوا ضد انضمام اليمن الى مجلس التعاون الخليجي، لذا فإن الرئيس صالح يمتلك حق إكتشاف المشروع الأميركي مبكرا جدا، هذا المشروع الذي يريد للمنطقة التفتيت وتنصيب المشيخات والدويلات، لهذا ركب حصانه اليمني ومعه رفاقه في الحكم والقيادة ليوحدوا اليمن بأقل الخسائر لو حُسبت مقارنة بالخسائر التي تعطى هذه الأيام في الحروب الداخلية في أكثر من قطر عربي، نتيجة التدخل الأميركي، فانظروا الى العراق وشاهدوا الخسائر المروعة بالأرواح والممتلكات والثروات ومستقبل الأجيال العراقية وسط تفرّج عربي وإسلامي ودولي.

لذا فإن كانت لدى معاوية بن أبي سفيان شعرة واحدة، فعند الرئيس صالح خصلة من الشعر حيث عرف كيف يوظفها ويوزعها بإتجاهات مختلفة، وعرف كيف ومتى يرخيها ويشدها، وبإتجاهات عربية وإقليمية ودولية، وفي نفس الوقت فهو لم يغادر المدرسة التي إختارها منذ شبابه، وهي مدرسة العروبة والقومية، حيث أنه الرئيس العربي الوحيد الذي شارك عدة مرات ومع الجماهير اليمنية بالمظاهرات التي قادها الشعب اليمني ومنظماته ونقاباته دفاعا عن القضايا العربية والإسلامية، وهل ننسى قيادته للتظاهرة المليونية ضد الإجرام الإسرائيلي عندما إغتيل الشهيد الشيخ أحمد ياسين رحمه الله.

أما من ناحية الشجاعة فلقد عُرفت عنه هذه الصفة وبمواقف كثيرة، وآخرها إنتقاده الشديد للتدخل الأميركي في الحرب لصالح إسرائيل ضد لبنان، ومطالبته بعقد قمة عربية طارئة في صنعاء، ومن المنتقدين للخمول والتشرذم العربي، وهو الذي قال للأميركيين وخلال مؤتمر دولي في صنعاء قبل فترة قصيرة "إشبعونا أولا وعلّمونا ثانيا" وكان يقصد المساعدة الدولية ضد الأميّة والفقر وبعدها طالبوا بالديموقراطية والإصلاح. وهو ما أغضب السفير الأميركي ولم يكترث له الرئيس صالح، وعلى عكس معظم الرؤساء العرب الذين يتوددون للسفراء الأميركان في بلدانهم. وكذلك هو الرئيس العربي الذي لازال يطالب بالإفراج عن الشيخ اليمني المؤيد الذي خطفته الولايات المتحدة من ألمانيا، ودافع ورفض الإتهام الأميركي ضد الشيخ الدكتور الزنداني، وحتى أنه رفض إستجواب الشيخ الزنداني من قبل أي جهاز أميركي، وهي شجاعة لم نلمسها من الرؤساء العرب إلا من إثنين أو ثلاثة فقط، حيث يُحجز المواطن العربي من قلب دولته ويُسفّر للولايات المتحدة ومن مطار دولته ولا يتكلم ــ معظم ــ الملوك والأمراء والرؤساء العرب وهذه حقيقة.

وعن شجاعته ذكر الراحل الملك الأردني الحسين بن طلال ــ رحمه الله ــ الى الكاتب العراقي سعد البزاز "أننا عندما توسطنا لإقناع الرئيس العراقي صدام حسين بالإنسحاب من الكويت، طلبت من الرئيس المصري أن يرافقني الرئيس علي عبد الله صالح الى بغداد، حيث انه الوحيد الذي يمتلك الشجاعة بطرح موضوع الإنسحاب على الرئيس صدام". أما كرم هذا الرجل فهو غني عن التعبير إتجاه العراقيين قبل وبعد سقوط النظام، فهو الرئيس العربي الوحيد الذي ترك المسؤول العراقي وهو وزير الخارجية هوشيار زيباري وخرج من الإجتماع عندما طلب منه الأخير قائلا "اطردوا العراقيين من اليمن وخصوصا الذين كانوا من المحسوبين على النظام السابق" فكانت إجابة الرئيس "انتهى الإجتماع وهؤلاء ضيوف الشعب اليمني، ونحن لا نأخذ الأوامر من أحد" علما إن بعض الدول وخصوصا الخليجية أخذت تنهي عقود العراقيين من أطباء ومهندسين ومدرسين وأساتذة في الجامعة وبطلب من الحكومة العراقية الجديدة ولغاية هذه الأيام، والسبب لأنهم من العراقيين الذين لا يوالون الإحتلال وحكوماته المتعاقبة، وتحت شعار إفقار العراقيين وأصحاب الكفاءات منهم.

لهذا فإن بقاء الرئيس صالح جاء رحمة للمقيمين العرب في اليمن، وجاء رحمة للشعب اليمني الذي فهم هذا الرئيس والرئيس فهمه جيدا، ولكن بنفس الوقت هي فرصة عظيمة أن يمد الرئيس صالح يده الى المعارضة، والى المهندس بن شملان من أجل اليمن، وأخذ تلك الأطراف لحضن اليمن وصالح، كي لا تبتعد تلك الأطراف وتذهب بعيدا عن اليمن، أو يُغرّر بها لا سمح الله، خصوصا وإن المشروع الأميركي ينظر صوب اليمن بشغف كبير، وأن هناك بعض العرب المتبرعين للأسف الشديد من أجل مساعدة المشروع الأميركي أينما أراد، وكيف باليمن التي وضعها الله في مكان إستراتيجي مهم للغاية.


نظرة على الإنتخابات الأخيرة في اليمن


لقد قرر الرئيس صالح من قبل بأنه لن يرشح نفسه، وكانت البادرة العربية الوحيدة، وبالفعل لقد سجل الرئيس اليمني إسمه في سجل خاص، حيث انه الرئيس العربي بعد محمد سوار الذهب السوداني الذي لم يرغب بالترشيح، ولكن الإلحاح الشعبي وغموض بعض البرامج المقدمة من بعض المرشحين، واللغط الذي دار حول اليمن إقليميا ودوليا، والرجاء الذي جاء للرئيس صالح من بعض قادة المنطقة بالعدول عن فكرة عدم الترشيح من أجل مصلحة اليمن، ولهذا تقررت الإنتخابات في 20/9/2006 وكانت منافسة ديموقراطية طيبة على المستوى العربي، ولو نظرنا لإنجازات الرئيس صالح فهي كثيرة، ومنها جعل اليمن في واحة من حرية الإعلام والإتصال بالعالم وهو إنجاز يُحسب للرئيس صالح.

أما مسألة الإصلاح فالرجل سعى ونجح وفي ميادين كثيرة، وحتى على المستوى الداخلي نجح بإخماد بعض النعرات، وذهب الى السجن وأخرج البعض منها (مثل جماعة الحوثي) وهي خطوات نادرا أن تحصل في البلدان العربية حيث السجناء يبقون طي النسيان لسنوات، أما ما حصل من شد وجذب أثناء الإنتخابات وبعدها فهي مسألة وردة فعل طبيعيتين، إذ أعلن المجلس الأعلى للقاء المشترك رسميا بعدم إعترافه بالنتائج المعلنة من قبل اللجنة العليا للإنتخابات، وكذلك أعتبر محمد بن عبد الرحمن الرباعي أن النتائج باطلة، وكذلك قال نائب رئيس اللجنة الأمنية في اللجنة العليا للإنتخابات سيف الشرعبي بأن إعلان النتائج جاء بناء على نص قانوني يلزم بإعلان النتائج في موعد أقصاه 72 ساعة من إنتهاء عملية الإقتراع، وكانت الحوارات والسجالات كلها تدور ضمن حدود المنطق الديموقراطي، وهذا شيء جميل وطيب.

وحتى المجلس الأعلى للقاء المشترك عاد وأعترف بأن الرئيس صالح قد فاز بالإنتخابات عندما ذكر بأن النسبة التي حصل عليها المرشح علي عبد الله صالح هي 68،86% من إجمالي المقترعين، فيما حصل فيصل بن شملان على 19،47%، فحتى أن هذه النسبة تفيد بأن الرئيس صالح هو الفائز، علما إن عدد المسجلين هو 9248456، وإن نسبة المصوتين كان 6025819 أي بنسبة 65،15% ولقد حصل الرئيس صالح على 4149673 أي نسبة من أدلوا بأصواتهم 68،86% ولقد حصل بن شملان على 173075 أي نسبة من أدلوا بأصواتهم 19،47% وهكذا توزعت الأعداد الباقية بين المرشح العزب وياسين والمجيدي، لهذا فلو نظرنا الى نسبة المصوتين فسنجد بأن الشعب اليمني على وعي إنتخالي جيد، بحيث إن نسبة كبيرة من الشعب اليمني مارس حقه بالإنتحاب، لذا فالفائز هو الشعب اليمني قبل جميع المرشحين.

لهذا فهي فرصة للرئيس صالح أن يلتقط التصريحات التي أدلى بها الخصوم كي يباشر بمعالجتها بحيث قال بن شملان لقناة الجزيرة الفضائية "إن تركيز الصلاحيات في يد رئيس الجمهورية يعيق الإصلاح الحقيقي في كافة الجوانب" من هنا فإن بإمكان الرئيس صالح أن يعيد الكرة لملعب بن شملان بأن يختاره لاعداد البرنامج أو المعالجة لهذه المسألة، كي تكون معالجة يمنية - يمنية دون أي تدخل من أحد، فالبيت اليمني بحاجة للوحدة. ثم قال بن شملان متناقضا مع الكلام الذي أدلى به بعد فرز النتائج "ن أجواء الإنتخابات حتى الآن طيبة بإستثناء عملية تصحيح السجل وبعض الحوادث هنا وهناك". ولكن للأمانة نقول فلقد عاد المهندس بن شملان في الأيام القليلة الماضية وتكلم كلاما لرجل موزون سياسيا عندما إعترف بالنتائج، وهنا خفف من التوجس الذي لحق بقلوب المحبين لليمن.

أننا أمام حالة عربية تستحق كثير من الدراسات والتحليل، ومن هنا فعلى جميع المحللين والباحثين دراسة الحالة اليمنية أو الديموقراطية اليمنية، والتي هي بادرة عربية ممتازة في زمن القحط الديموقراطي، وتستحق التعميم لمنع الإصلاح الأميركي المدمر، الذي يحمل في جوفه التخريب والتفتيت والموت والدمار، فالمشروع الأميركي هو الذي دمر ديموقراطية لبنان النبيلة، وحول لبنان الى فوضى، وهو الذي أنهى الدولة العصرية في العراق وأعاد العراق الى عصر ما قبل الدولة، لهذا فالإنتخابات اليمنية التي راقبها 500 مراقب دولي، إضافة الى 45 ألف مراقب من المنظمات والمؤسسات المحلية، نجحت بإمتياز لأن جميع التقارير أثبتت بأن التنافس الديموقراطي كان موجودا وسائدا، ولهذا قال الرئيس صالح كلاما تاريخيا "ليس ثمة منتصر أو مهزوم في هذا الإستحقاق، بل أن المنتصر والفائز هو الشعب اليمني". وبالفعل هو الشعب اليمني الذي فضل البقاء على رجل خبره وعرفه. ومن الجانب الآخر خاطب الرئيس صالح جميع الخصوم بلغة فيها معنى كبير "ندعو جميع الفرقاء التحلي بالديموقراطية ونضع الوطن نصب أعيننا". وبالفعل فأن اليمن يراد له شرا، وحتى من بعض قادة العرب، والسبب نتيجة ثبات الرئيس صالح على المواقف الوطنية والقومية وكذلك نتيجة وقوفه عند الثوابت التي يتميز بها الشعب اليمني، لذا فنجاح الإنتخابات وبفوز الرئيس صالح قال الشعب اليمني لا للتدخلات.

فمن هنا يجوز القول بأن فوز الرئيس صالح جاء بشرى لجميع العروبيين والقوميين، وبشرى للشارع العربي من المحيط الى الخليج والذي يريد من يكون الى جانبه، وجاء بالفعل صمام أمان لليمن وللشعب اليمني، وجاء مظلة للعرب الذين إستضافهم الشعب اليمني الكريم والمضياف، وفي مقدمتهم الشرائح العراقية، فسلم اليمن والشعب اليمني من كل مكروه، وإن بالعمل الجماعي والنيات الطيبة يتحقق المستحيل.. فمبروك للرئيس علي عبد الله صالح وللشعب اليمني الأصيل.



* كاتب ومحلل سياسي عراقي ــ أوروبا

www.samirobeid.net










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024