الثلاثاء, 07-مايو-2024 الساعة: 11:01 م - آخر تحديث: 10:39 م (39: 07) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
بقلم / د. عمر عبد العزيز -
أكاديمي عربي يكتب عن الانتخابات اليمنية " لكل بناء سوس ينخر فيه"
محطة الانتخابات الرئاسية والمحلية اليمنية تستحق توقفاً طويلاً ودراسة متأنية ، ذلك أنها محطة مغايرة لمألوف الحالة السياسية العربية الموصولة دوماً بالشمول المستغلق واستتباعاته الباهظة على الأرض والإنسان، فالحاصل أن الانتخابات الرئاسية والمحلية اليمنية تمت بقدر كبير من الشفافية وبشهادة المراقبين العرب وغير العرب، وقد كنت شاهداً على تلك الحالة في صنعاء حيث وجدت أن الصحف الرسمية ومحطتي التلفزيون في صنعاء وعدن والإذاعات المختلفة خصصت مساحات متساوية للمرشحين الخمسة، فوجد الناس ولأول مرة في تاريخ اليمن المعاصر أن صورة رئيس الجمهورية وحديثه ينم نشرها في ذات المساحة التي يحوز عليها المتنافسون الخمسة ومن دون أدنى تدخل من جندرمة الرقابة الصحافية السياسية، كما أن المهرجانات الجماهيرية لمختلف المرشحين تمت بذات التسهيلات والإمكانيات المتاحة، الأمر الذي خلق روحية جديدة في خلافات الفرقاء، وبدأت لغة الوعد والوعيد تنحسر تدريجياً من الساحة، ووجد الرئيس العتيد لليمن نفسه أمام معركة إنتخابية جادة جعلته يتجول في كل المحافظات ويخوض ماراثوناً صعباً مع مرشح اللقاء المشترك فيصل بن شملان.

وإذا كانت هناك بعض الهنات والتجاوزات والأخطاء فإنها تتصاغر أمام التجربة ومسارها الجوهري الذي أسفر عن فوز نسبي لرئيس الدولة ومرشح المؤتمر الشعبي العام، فالشاهد أن النسبة التي أعلنت من قبل اللجنة العليا للانتخابات قد تزيد أو تنقص، وأن الصناديق التي تاهت في غياهب الأخطاء والتجاوزات كانت من الممكن أن تؤثر في نسبة الطرفين المتبارزين “الرئيس صالح، وفيصل بن شملان” لكنها ما كانت ستغير من النتيجة النهائية التي جاءت لمصلحة الرئيس صالح .

وإذا توقفنا أمام جردة النتائج والآفاق التي فتحتها الانتخابات فإننا نستطيع استنتاج ما يلي:

* تلك الانتخابات اتسمت بقدر من الشفافية غير المعهودة في العالم العربي، وبالتالي فإن رسالة المعارضة والشارع التوّاق للتغيير وصلت إلى الرئيس والمؤتمر الشعبي العام من خلال الأصوات التي منحت ثقتها لمرشح “اللقاء المشترك”.

* خاضت أجهزة الإعلام الرسمية تجربة غير مسبوقة، وبدأت تتلمس الطريق إلى المصداقية والشفافية في التعامل مع المعطى السياسي، الأمر الذي سيكون له آثار مؤكدة في مفهوم العمل الإعلامي في ظل الديمقراطية الوليدة. ولقد سمعت أن الرئيس صالح وجه أثناء الحملة الانتخابية وماراثونها الصاعد بأن يتم الشروع في الاستعداد لإطلاق فضائيات خاصة تلتزم بالنظام والقانون، كما علمت من بعض القياديين الإعلاميين أن عشرات المحطات الإذاعية المحلية سيتم تشغيلها خلال الأيام والأسابيع القليلة القادمة.

* اتّسم خطاب رموز القيادات المجربة للمعارضة اليمنية بقدر واضح من الهدوء والتثمين الضمني للمنجزات السابقة وذروتها المنجز الانتخابي، بالرغم من بعض الأصوات العدمية التي تصر دوما على انه لا إنجاز ولا تطور! مقابل شبيهتها في الإعلام الرسمي والتي تصر على انه ليس بالإمكان أفضل مما كان ، وهو ما يكشف لنا وجه اللقاء الموضوعي بين المتطرفين والمغرضين في الجبهتين.

* هنا نلمس أيضا التقاطع الايجابي بين فرقاء الكلمة والعقل في السلطة والمعارضة، ونرى كيف أن البوح والصراحة وتحييد أجهزة القمع من شأنها أن توفّر مناخاً إيجابياً لحوار وطني يضع المعارضة في محنة المسؤولية، والسلطة في مربع الآمال للمطالبين بالتغيير.

* لكن ما سبق لا يعني بحال من الأحوال أن الأصوات الصارخة المتطرفة خبت بصورة نهائية، فالمعروف أن لكل قافلة كلابها، ولكل بناء سوس ينخر فيه، ولعل السلطة أكثر المتضررين من هذه الظاهرة التي تخرج أساساً من تضاعيف مؤسساتها، تماما كالفاسد الذي يتدثر برداء السلطة ويستقوي بها.

* المنجز الانتخابي لا يتوقف عند حدود البروفة الرائعة التي تمت، بل يتمدد إلى ما بعد ذلك ، فقطار التغيير الذي بدأ لن يتوقف، وسيجد الرئيس صالح ومن يعاضده أنهم أمام استحقاق جسيم يعتلي بمكانتهم إن أنجزوه، ويخسف بهم إن اعتبروه تكتيكاً، ولا يبدو في الأفق أن الرئيس صالح بتجربته الطويلة ومعه مستشاروه المجربون سيديرون ظهورهم لرسالة الجماهير التوّاقة للتغيير، وباتجاه تنفيذ البرنامج الانتخابي بالذات، ذلك البرنامج الذي وضع ثلاثة محددات للعمل: القضاء على البطالة (مكافحة الفساد) والتنمية الشاملة.

* أبرزت الانتخابات استقطابات واصطفافات تجاوزت شروع العشيرة والقبيلة وبصورة لافتة، فقد وصل الانقسام في ترجيح مرشحي المؤتمر واللقاء المشترك إلى داخل البيت الواحد فيما تاهت آمال المرشحين الثلاثة “المستقلين” في تشتيت الأصوات مما يدل على أن الناخب اليمني شبّ عن الطوق وأنه يتأبّى على السير وراء التكتيكات السياسية للأطراف المتصارعة، فلم ينل الثلاثة “المستقلين” أصواتاً تذكر.

إن ما جرى يدعو للتفاؤل ليس في اليمن فقط، ولكن في العالم العربي برمته، وهو يُمثل رداً بليغاً على ذلك الخطاب القائل بأن العرب مفطورون على الاستبداد، غير مؤهلين للحرية والديمقراطية، مقيمون في مرابع ماضيهم السيئ، وأن الشارع العربي رضع من حليب تاريخه حالة من التماهي المرضي مع جلاديه.

ما حدث في اليمن رسالة ضمنية للتاريخ والذات معاً، فالعرب قادرون على الخروج من شرنقة الإقامة الدائمة في الاستبداد والعنف، وهم إلى ذلك يتوفرون على أسباب الانطلاق نحو حياة مدنية تستوعب الخصوصية والتاريخ ضمن شروط العصر.

نعم نال صالح 77 في المائة، ونال بن شملان 22 في المائة. وفي قول للمعارضة نال صالح 60 في المائة وبن شملان 40 في المائة.

المهم أن الرئيس لم يعد إلى السلطة بتلك النسب التي عرفناها دوماً في العالم العربي “ثلاث تسعات”، وأنه عاد إلى مربع الحكم والمسؤولية وأمامه مطلب ملح لا مفر من إنجازه: “الإصلاح”

تبقى كلمة، فلقد تبادلت المعارضة روح الحكمة والروية مع السلطة عندما أقرت بالنتائج واعترفت بفوز الرئيس صالح بالرغم من الملاحظات.

تلك هي حصيلة الانتخابات اليمنية. إنجاز رائع وكبير، وتفاصيل أخرى لا تغير من أصل المشهد ودلالته. وإذا كانت انتخابات اليوم بهذه المثابة، فان القادم سيكون أفضل لا محالة . لقد شاهدت بعيني ذلك العرس الديمقراطي الكبير الذي وضع الناس في أساس تقليد مغاير جذرياً لما ألفوه وعرفوه، فمرحى لليمانيين إنجازهم، وليت العرب يقرأون التجربة بروحية رائية متطلعة للمستقبل.

(الخليج)








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024