الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 02:04 ص - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
المؤتمرنت- بقلم: سمير عبيد * -
جائزة نوبل قــُرّرت كـَتَوبة عن إبداعات شيطانية .. فعاد الشيطان ليستخدمها رشوة
إن عدد سكّان الشعوب العربية قد تجاوز 380 مليون نسمه، وإن عدد المسلمين في العالم قد تجاوز المليار ونصف نسمه مقابل 15 مليون وهو عدد اليهود في العالم، وهنا لا نبشّر بإستراتيجية الرمي في البحر، أو نريد جردا لأغراض عسكرية أو إنتقامية، ولكننا نريد الوصول الى طرح السؤال التالي: لماذا يفوز 167 يهوديا بجائزة نوبل مقابل 4 من العرب فقط وآخرهم محمد البرادعي؟ علما إن فوز أكثر من نصف الأربعة جاء نتيجة مواقف مداهنة لإسرائيل، ونتيجة تطبيق إملاءات الولايات المتحدة ، وهم الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وجاء الفوز مقابل إتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل وشاركه بها مناحيم بيغن مؤسس عصابات الهاجانا ومجرم مذبحة دير ياسين ، وكذلك فاز بها الراحل نجيب محفوظ مقابل رواية أولاد حارتنا التي تغازل اليهود وإسرائيل وبشهادة الكثيرين ، وفاز بها العالم الكيميائي محمد زويل أثر إختراعه لكاميرا أطلق عليها ( الفيمتو ثانية) وهي تقوم بتصوير عملية التفاعل الكيميائي في أكثر من وحدة زمنية وهو يحمل الجنسية الأميركية، وكذلك فاز بها محمد البرادعي وهو الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية مقابل مواقفه لصالح الولايات المتحدة ضد العراق، وتعهده بإستمرار الوتيرة نفسها ضد إيران وسوريا ، فهل يُعقل أن يكون العرب بهذه السذاجة والتخلف والإندحار، خصوصا لو جئنا لقضية الذكاء وتقبل العلم والمعرفة ومن الناحية العلمية والوراثية، فنجد إن العامل الوراثي يلعب دورا هاما بها ،لذا هل يعقل أن يكون أحفاد أول من صنع الآلة الموسيقية ووضع المعادلات الجبرية والرياضية، وأول من إكتشف الكتابة وبرع في الهندسة والطب والنظريات الكيماوية، ووضعوا القوانين الوضعية بهكذا تخلف وإندحار؟ فهل كان حمورابي والخوارزمي والجاحظ وإبن الهيثم وإبن سينا وإبن رشد والرازي وإبن حيان ومعهم المئات بل الآلاف من العلماء عقيمين ولم ينجبوا؟

ويمكننا طرح الأسئلة التالية والتي تنم عن منطقية وعقلانية وهي:

ـــ لماذا لم يمنح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله جائزة نوبل عندما كان حيا ، وهو الذي حول الصحراء الى حدائق غناء، وهو أول من وضع النظام الفيدرالي وبطريقة معرّبة، وحافظ على وتيرة السلام بين الإمارات المؤتلفة؟.. فهل السبب لأنه ناصر فلسطين ولديه مواقف قومية؟.

ــ لماذا لا تمنح جائزة نوبل الى قناة ( الجزيرة ) الفضائية التي نقلت العالم العربي من مرحلة الخرس نحو مرحلة النطق ـوأرست قاعدة عربية للحوار والإنفتاح والتواصل، والتي فازت بعشرات الجوائز العالمية؟ ولماذا أرادوا قصفها بدل من منحها جائزة نوبل؟

ــ لماذا لم تمنح جائزة نوبل الى الجنرال عبد الرحمن سوار الذهب السوداني الذي أنهى حالة الديكتاتورية في السودان وسلم الحكم الى الشعب وذهب الى بيته؟

ــ لماذا لم تُمنح الى الأديب والشاعر السوري أدونيس؟ هل لأنه قال إني قرأت القرآن ووجدت نفسي فيه في إحدى المقابلات، ولأنه ناصر في جلساته الخاصة القضية الفلسطينية علما إنه كان مرشحا وأكثر من مرة؟

ــ لماذا لم تٌمنح الى الأديب والكاتب الراحل محمد الماغوط عندما كان حيا والذي تجاوزت شهرته وإبداعاته نجيب محفوظ ،فهل أن السبب لأنه كان يساريا وسوريا؟

ــ لماذا لم تمنح الى الكاتب الشهير الراحل إدوار سعيد.. فهل السبب لأنه حمل الحجارة ذات مرة مع أطفال فلسطين ورمى الجنود الإسرائيليين؟

ـ لماذا لم تُمنح الى الروائي السوداني الطيب صالح والذي رشح أكثر من مرة وتم التعتيم عليه ..فهل السبب لأنه ناصر القضايا القومية و العربية؟

ــ لماذا لم تٌمنح للشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري الذي عاش قرنا كاملا وتوفى في العام الأول من القرن الثاني، وهو المتبقي الوحيد من العمالقة الكبار، فلماذا لم يُمنح الجائزة، فهل السبب لأنه كان ماركسيا ،أم لأنه كان على علاقة طيبة مع النظام في سوريا؟

ــ لماذا لا تعطى الى النساء البوسنيات اللواتي تعرضن للإغتصاب أثناء الحرب في أبريل عام 1992 وكان عددهن وحسب الإحصائيات الدولية 20 ألف مغتصبة ..فلماذا لا تخصص قيمة الجائزة لهن وللمعاهد التي ترعى معالجتهن؟

ــ لماذا لا تُعطى الى الذين اغتصبوا من الرجال والنساء في سجون أبو غريب .. كي تصرف قيمة الجائزة على المعاهد الدولية التي تعيد تأهيلهم من الإنهيار النفسي والمعنوي وتكون بادرة دولية نافعة؟

ــ لماذا لم تُسحب جائزة نوبل للسلام من شمعون بيريز عندما قرر هو ورئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت قصف مدينة ( قانا) مرة أخرى وأحدثوا المجزرة الرهيبة الثانية في تموز / يوليو 2006 ، علما أن بيريز هو من قرر مجزرة ( قانا) الأولى في منتصف التسعينيات ..لماذا لم تُسحب وتعطى مبالغها لتعمير قانا ولمعالجة سكان وأطفال مدينة قانا؟.. فيبدو أنهم مارسوا سياسة غض النظر ولم يتحركوا حول سحبها ، مثلما لم يسحبوا الجائزة من الألماني( غونتر غراس) والذي حصل عليها عام 1999 بعد أن اكتشف أمره مؤخرا, إذ أنه كان منخرطا في وحدة ( فافن إس إس) النازية في نهاية الحرب العالمية الثانية ، وكان في السابعة عشرة من عمره.

ــ فهل نتوقع أن يُمنح أريل شارون وإيهود أولمرت وباقر صولاغ والجلبي والبرازاني وفرق الموت الجوالة في العراق جائزة نوبل؟.. فكل شيء جائز في عالم تحكمه عصابة المحافظون الجُدد.

نوبل أراد التوبة فأوصى .. فعاد الشيطان فأغوى ..!

فهنا لا نريد محاكمة الراحل ( إلفريد نوبل) المتوفي في 10/12/1896 بعد وحدة عاشها في مدينة سان ريمو الإيطالية، ولا حتى محاكمة الأكاديمية السويدية ، ولكننا نعطي وجهة نظر خاصة بنا ويشاركنا بها كثير من الناس ،والتي فحواها إن الأكاديمية السويدية عادة ما تفرز لجنة مسيسة وعنصرية ، أما حول الراحل نوبل فالرجل إستغل الذكاء الذي وهبه الله ليمنحه للشيطان، ويكون أداة بيده حتى وصل الى إختراع ( الديناميت) في عام 1866 ميلادية، وأصبح بعدها من أغنى أغنياء العالم، ولكنه عندما أكتشف أنه أصبح قاعدة لتدمير العالم وقتل الناس تاب الى ضميره وربما الى ربه وقرر طرد الشيطان، وأراد التكفير عن الذنب الذي إقترفه من خلال وصيته بتوزيع ثروته التي قدّرت بحوالي 30 مليون كرونا سويدية، وقد أوصى بإستثمار الأموال في مشروعات ربحية ــ وهنا لابد من العودة للناحية الشرعية فربما تستعمل الأموال كأسهم في شركات للأسلحة المدمرة والقاتلة وربما في المقامرة والبورصة وهكذا ـــ وإشترط بوصيته أن يمنح من ريعها منح خمس جوائز سنوية الى من أفاد البشرية في خمس مجالات هي ( الكيمياء، الفيزياء، الطب، الفيسيولوجيا، الأدب، والسلام العالمي) وأوصى أن تقوم الأكاديمية السويدية للعلوم بإختيار الفائز في مجال الكيمياء والفيزياء،، وإن يقوم معهد ــ كارولينسكا ــ في العاصمة السويدية بإختيار الفائز في مجال الطب والفسيولوجيا، ويقوم البرلمان النرويجي بإنتخاب خمسة أشخاص ليختاروا الفائز بجائزة السلام العالمي ( وقد أوصى أن يكون الإختيار نزيها ، وأن تمنح الجوائز الى مستحقيها بغض النظر عن جنسية المرشح) ولكن هذا الشرط لم يسلم من الأذى، بل أصبح على الرف حيث لعبت المحاباة والسياسة والعنصرية واللوبي اليهودي دورا في تحديد قسم كبير من الذين فازوا بالجائزة، وإبعاد الكثيرين لأسباب عنصرية وسياسية، أي عاد الشيطان الذي فتن نوبل وجعله يستغل علمه للدمار، فها هو الشيطان إستغل اللجنة المانحة فجعلها تنظر لعرق ونسب وجنسية وخلفية المرشح، وهذا يتنافى مع وصية نوبل الذي أراد من وراءها التوبة فحصل العبث بها وهي خيانة أخلاقية للرجل ووصيته.

من الظلم أن تكون الجائزة تشجيعا للمتمردين أحيانا ..!

علما إن بداية تقديم جائزة نوبل ولأول مرة كانت في عام 1901 وفي يوم ذكرى وفاة الفريد نوبل في 10/كانون الأول /ديسمبر ولقد إضيفت جائزة جديدة ــ سادسة ــ للإقتصاد في عام 1969 ويقوم البنك السويدي المركزي بمنحها، ولقد كان هناك حضورا للمرأة أي أن قسما من النساء قد حظي في الحصول على جائزة نوبل (ففي عام 1905 كانت الجائزة من حصة برتا صوفي من النمسا ومديرة المكتب الدولي للسلام، وعام 1931 كانت من حصة جين آدمز من الولايات المتحدة وهي رئيسة الرابطة الدولية للنساء من أجل السلام والحرية، وفي عام 1946 حصلت عليها إيملي بالش من الولايات المتحدة الأمينة العامة لنفس الرابطة التي فازت في عام 1931 ، وفي عام 1976 كانت الجائزة من حصة بيتي وليامز كوريغان من ايرلندا الشمالية مؤسسة حركة النساء من أجل السلام في بيس بيبول، وفي عام 1979 كانت الجائزة من نصيب الأم تيرزا من الهند مؤسسة رهبنة الإرساليات الخيرية، وفي عام 1982 حصلت عليها الفاميدرال من السويد/ مؤتمر نزع الأسلحة في جنيف، وفي عام 1991 كانت من نصيب أونغ سوتش من بورما الناشطة في مجال حقوق الإنسان، وفي عام 1992 كانت من نصيب ريغو برتاميشو من غواتيمالا المدافعة عن حقوق شعوب أمريكا، وفي عام 1997 كانت من نصيب جودي وليامز من الولايات المتحدة/ الحملة الدولية لخطر الالغام ضد الأفراد، وفي عام 2003 سلمت جائزة نوبل الى شيرين عبادي من إيران الناشطة في مجال حقوق الإنسان، وفي عام 2004 كانت الجائزة من نصيب نغاري ماتاي من كينيا مؤسسة الحزام الأخضر، ولو نظرنا للخط البياني نرى أن هناك تنافسا متصاعدا من قبل النساء، ويبدو إن مسألة التأنيث التي طغت على المؤسسات الدولية في السنين الأخيرة لها الأثر الكبير في ذلك مع تقديرنا للجهود النسائية.

لهذا فلن نتنازل عن مسألة تسييس الجائزة و نتيجة إملاءات من دول كبرى وأولها الولايات المتحدة، وأحيانا تعود لمزاجية أعضاء اللجنة، فمثلا عندما تقررت أن تمنح الى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ومعه رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أغتيل وهو إسحاق رابين ، زعل أحد أفراد اللجنة وكان يدعى ( كرستاين) معترضا على منحها الى عرفات، وتأجل القرار لبضعة أيام، ولم يرض حتى فرض شريكا ثالثا وهو وزير الخارجية الإسرائيلي شيمون بيرز ليكون شريكا ثالثا ولأول مرة في تاريخ جائزة نوبل، علما إنه ليس من حقه الإعتراض، ولا حتى توجيه النقد لمواقف وسياسات عرفات ،وهذا يعطي صورة واضحة بأن اللجنة غير نزيهة، وإن اللوبي اليهودي له دور كبير في منحها ( وفي أحيان كثيرة).
لهذا فلقد منحت الجائزة لشخصيات نتيجة تمردها على قيمها وشعوبها ومعتقداتها ،وهذا إعتداء وتجاوز على وصية نوبل ، فلقد منحت أخيرا جائزة نوبل للآداب الى الكاتب ( أورهان باموك) وهو تركي الجنسية، وجاءت نتيجة إعتداءه على الأمة التركية، وحرك ثقافة الكراهية ضد قومه ، فهو يريد أن يحّمل الخلافة العثمانية وورثتها أوزار وذنوب ما يسمى بإبادة الأرمن بين ( 1914 ــ 1920 م) والهدف كي تكون هناك مشكلة متجددة ومتصاعدة بين تركيا والأرمن وبهذا يبعدون تركيا عن الإنضمام في الإتحاد الأوربي، وحتى فرنسا التي تؤجج بالموضوع عليها أن تخجل كونها لها إرث ثقيل عندما أبادت مليون ونصف إنسان في الجزائر، لهذا فهم يريدون من الجائزة الممنوحة للكاتب التركي ( باموك) مجرد تذكير بأن تركيا ذات إرث إجرامي وهي لا تصلح أن تكون عضوا في الإتحاد الأوربي، ولقد تصادف إختيار باموك لتكون جائزة نوبل من حصته عام 2006 مع إقرار الجمعية الفرنسية قانونا يحرم إنكار تعرض الأرمن لمذبحة على يد الأتراك العثمانيين، فلقد كان هذا القرار عاملا مسرّعا لإختيار باموك، ولكن السؤال: لماذا لم تمنح الجائزة الى الشاعر التركي الكبير ( ناظم حكمت) عندما كان حيا والسبب لأنه كان يساريا ، ولكن لو جئنا لإختيار الإقتصادي ( محمد يونس) ومؤسسته لتكون من حقهم جائزة نوبل فهي خطوة طيبة، وكم نتمنى أن نبحث في تاريخ البنك الذي يديره ومعرفة أسراره وليس هي همسة من نظرية المؤامرة ولكن كل شيء جائز.

شواهد على تدخل الولايات المتحدة وشواهد على دهاليز وعنصرية لجان جائزة نوبل ..!

لقد نشر الكاتب والشاعر وعضو الأكاديمية السويدية ( شل بسمارك) كتابا بعنوان ( الجائزة) الذي يحتوي على وثائق سرية تكشف الحوارات والإتفاقيات السرية بين أعضاء جائزة نوبل، ولقد أدخلها في كتابه بعد رفع السرية عنها، وهي تفضح عملية التسييس في جائزة نوبل ،وكذلك تكشف ميولها العنصرية، وهنا إشارة في غاية الأهمية، وتكاد تكون فضيحة عندما أهملت لجنة التحكيم الكاتب الروسي الشهير ( ليو تولستوي) وروايته ــ أنا كارنينا ــ وجاء الإهمال بسبب نقده للدولة والكنيسة ،ومن ثم بسبب آراءه الإجتماعية الجريئة ، وكذلك كشف لنا الشاعر بسمارك سرا خطيرا عندما فرضوا شرطا على الكاتب المصري ( يوسف أدريس) بأن يكون شريكا مع كاتب إسرائيلي، فرفض أدريس رفضا قاطعا وقال ( لا أريد صورة جديدة من إتفاق بيغن ــ السادات) ولم يُمنح الجائزة، وهذا يعطينا دليل بأن منحها الى نجيب محفوظ جاءت نتيجة قبول محفوظ الإملاءات التي طلبوها منه، وحتى الشاعر والأديب النرويجي ( هنرك إبسن) لم تمنحه اللجنة فرصة الفوز والعذر لأنه من أبناء الأمة الأسكندنافية، وهو بمثابة تحايل على وصية نوبل، ولو شاهدنا نفاق اللجنة، فعادت نفس اللجنة وأعلنت منح الجائزة بعد عام واحد الى ( بهر لستون) وهو من أبناء الأمة الإسكندنافية، وهنا تتضح المزاجية والمراوغة وعدم الأمانة.

ولو جئنا للتغلغل اليهودي فنعطي هنا مثالا بسيطا عندما أعطيت الجائزة الى المجري اليهودي ( إمري كرتيش) وهو أحد الناجين من معسكرات النازية ( الهلوكوست) عندما كان مراهقا ،ولقد أعطيت له لهذا السبب ،فلو تم فحص نتاجاته فكلها ركيكة ومركزة على الهلوكوست فقط، فحتى في الأساط المجرية كان غير معروفا، وهو نفسه الذي قال لوكالة (الأسوشيتد برس) ما يلي (( لقد كنت مسرورا وأنا أشاهد الدبابات الإسرائيلية تدخل مدينة رام الله، فشعوري بسعادة بالغة عندما شاهدت نجمة داوود عل الدبابات الإسرائيلية، وليست مستخباة على صدورنا في الفترة النازية)) فمن هنا جاءت الإزدواجية التي تمارسها اللجنة التي تمنح الجائزة، والتي لا تكن الإحترام للعرب والمسلمين والإسلام ، فثلما قرروا من خلال الكاتب التركي تحريك ملف ( مذبحة الأرمن) ويريدون منع تركيا من دخول الإتحاد الأوربي، جاء فوز المجري ــ كرتيش ــ للتذكير والتركيز على المذبحة النازية ( الهلوكوست) ولمنع الكاتب الفرنسي ( روجيه غارودي) من أن يكون على قائمة المرشحين لنيل جائزة نوبل كونه إنتقد عامل التهويل حول المذبحة النازية ، وهكذا منحت جائزة نوبل الى شخص عُرف بكراهيته للإسلام ونقده اللاذع للمسلمين وهو الكاتب الترانيدادي ( آس نايبول) المعروف بعنصريته للإسلام وإزدراءه من الأديان، وذات مرة قال أن الحضارة الإسلامية حضارة إستعمارية، وقال إن الإسلام دين عنصري، ولكنه حصل عليها عام 2001 وجاءت كدعاية للحرب الأميركية على المسلمين والإسلام، وتحت شعار ما يسمى بالحرب ضد الإرهاب ، وهكذا منحت الجائزة الى الشاعر الإنجليزي ( كيبلنج) وهو المعروف بالعنصرية وصاحب قول الشرق شرق والغرب غرب، ولن يلتقيان أبدا.

لذا فالقضية واضحة حيث توجد هناك بصمات واضحة للولايات المتحدة ، وهناك بصمات الى اللوبي اليهودي أيضا بعملية إختيار الفائزين، ولأغراض دعائية وسياسية وإستفزازية، فالولايات المتحدة التي لديها شهية عارمة لوضع جميع المحافل الدولية المهمة بجيبها ،ومثلما فعلت وسيطرت على الأمم المتحدة ومجلس الأمن وصندوق النقد الدولي وغيرها من المنظمات العالمية والدولية ،حتى جاء دور منظمة الأوبك وهي المنظمة المصدرة للنفط ،حيث تسعى للهيمنة عليها وهي بدأت بذلك من خلال بعض الدول التي تتحرك بإشارات أميركية، لهذا فهم وصلوا حتى الى لجان جائزة نوبل ليتدخلوا في قراراتها ، والهدف واضح وهو لهفة أميركا وسعيها لتعويض مسألة مهمة وهي, انها لاتملك تاريخا ولا حضارة ،فلهذا تحاول جاهدة أن يكون الفائزين من الولايات المتحدة، أو من حصة شخصيات حملت الجنسية الأميركية، أو من المؤيدين للسياسات الأميركية والإسرائيلية، والهدف لتأسيس صرح ثقافي وعلمي ليكون بديلا عن الصرح الحضاري المفقود، وبهذا تتمنى أن تسد النقص التاريخي، ولهذا أصبحت هناك إعتبارات وميول سياسية عنصرية تتحكم بقرارات أعضاء الأكاديمية السويدية، وحتى أعضاء لجنة البرلمان النرويجي.

فلو أعطينا مثالا بسيطا لتدخل الولايات المتحدة بعمل اللجنة، فعندما فاز الأديب( سينكلر لويس) ,جاء فوزه كونه أميركيا ،حيث فضح سكرتير الأكاديمية السويدية ( كارل ملنر) نفسه و اللجنة، عندما قال ( إن الأديب الأميركي يمثل بوضوح الإتجاهات الأميركية)، وحتى فوز ( محمد البرادعي) جاء مفاجأة لمعظم الأوساط العالمية ، ولكنه جاء بإملاءات أميركية صرفة، وعلى شكل مكافأة له لأنه شارك في إضعاف وتدمير العراق، حيث أنه شريكا للأميركيين بكذبة أسلحة الدمار الشامل، وبالتالي شريكا بالحرب وما حصل ويحصل بعد الحرب، ولقد منح الجائزة ليكلف بمهمة الضغط على إيران وحتى على سوريا ،وربما على دول عربية أخرى مثل ليبيا، ولهذا إعترضت منظمة ( غرين بيس/ السلام الأخضر) لحماية البيئة بالدور المزدوج التي تلعبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية كشرطي ومشجع للقطاع النووي، فهي تمنع النشاطات النووية ولكنها أي الوكالة تنشر تقنيات صناعة الأسلحة النووية، وهكذا إعترض الياباني( سنجي يا ما غوشي) المرشح لجائزة نوبل على منح جائزة نوبل لوكالة الطاقة الذرية ولمحمد البرادعي وقال ( لقد تمت لإرضاء الولايات المتحدة) ، وهكذا قال ( شيمون بيريز) إن الجائزة التي منحت لوكالة الطاقة الذرية وللبرادعي جاءت تحذيرا لإيران ( وعند جهينة الخبر اليقين !!!!!!!!!!) ، بحيث عبر رئيس نقابة التضامن البولونية ( ليش فاليسيا) عن خيبة أمله عندما منحت وكالة الطاقة الذرية والبرادعي جائزة نوبل ،علما إن فاليسيا إستلم الجائزة بدعم الولايات المتحدة عندما مكنته ودعمته ليكون على راس نقابة التضامن، وضمن مسلسل الحرب الباردة ضد الإتحاد السوفيتي ، وهو حاله حال الرئيس السوفيتي ( غوربتشوف) الذي حصل عليها نتيجة تطبيقه للإملاءات الأميركية ،فهو المسرّع بإنهيار الإتحاد السوفيتي لصالح الولايات المتحدة، لذا فمن وجهة نظر كاتب المقال إن هناك سببا آخر عجّل بمنح جائزة نوبل الى محمد البرادعي وبدعم أميركي لتكون الرشوة الثانية، بعد إعادة ترشيحة مرة أخرى أثر مقابلة بينه وبين رايس وكانت سرية في محضرها ومادار بها، وإن السبب الأول هو كي يضمنوا سكوت محمد البرادعي عندما أثار قضية مهمة ووقتّها قبيل موعد الإنتخابات الأميركية بعشرة أيام، وذلك في عام 2004 عندما طلب تفسيرا ( حول مسألة إختفاء 377 طنا من المتفجرات في العراق بعد سيطرة الجيش الأميركي عليها ) فكانت مفاجآة كبيرة جدا للإدارة الأميركية التي تبرعت بإنتخابة مرة أخرى ليكون على رأس وكالة الطاقة الذرية، ومن ثم تكون جائزة نوبل من حصته ولقد حصل، ولكن تلك المتفجرات بقيت وهاهي تذبح بالعراقيين يوميا وبشكل لم يسبق له مثيل، وعلى نفس المنوال والنمط إقترح الكاتب الأميركي واليهودي ( فريدمان) أن تكون جائزة نوبل من حصة المرجع الإيراني في العراق علي السيستاني ،كون الأخير دلّل الإحتلال والمحتلين، وجعلهم يسيطرون ويحتلون العراق من خلال الفتاوي التي خدر الناس من خلالها ومنها ( لا تضربوا الإحتلال والمحتلين حتى لو قتلوكم) وقالها عام 2004، وكذلك جعل أبناء إسرائيل يسرحون ويمرحون في العاصمة بغداد ومدن العراق وبكل حرية، وسهل لهم عمليات الشراء والإستثمارات والحصول على المناقصات المليارية!!.

لذا فأي منظمة دولية بإمكانها الحصول على جائزة نوبل فيما لو سمح أمينها العام للولايات المتحدة ان تتدخل بها، فمثلا بإستطاعة الأمين العام في الأوبك الحصول على جائزة نوبل عندما يكون موظفا لدى الإدارة الأميركية، أي عندما يسلم منظمة الأوبك الى الأميركيين، وبالتالي أصبحت الجائزة مجرد رشوة، وخصوصا في السنين الأخيرة وفي أغلب الأحيان وحتى أن منظمة الأمم المتحدة وأمينها العام كوفي عنان قد حصلا على الجائزة من خلال هذا الباب، أي من باب التعاون مع الولايات المتحدة وسماع إملاءتها، لهذا فليس مستغربا أن تٌمنح لأي ليبرالي جديد يعود بإملاءات أميركية لمطار دولته التي يعارضها فيخلع ملابسه ويدعي إن أجهزة تلك الدولة قامت بذلك، فيكون رمزا ومن ثم يسلّم جائزة نوبل ولكن لا ندري هل أنها جائزة نوبل للسمسرة أم للتشليح أم للتهريج السياسي!!!؟

نبذة بسيطة جدا عن الجائزة:
تتألف الجائزة من شهادة وميدالية ذهبية وعشرة ملايين كرون سويدي ( 1,3 مليون دولار).

وأخيرا فلا يسعنا إلا أن نقول ناصحين ـ( لا يجوز التلاعب بوصية الميت، خصوصا وإن الشيخ نوبل أكد على الحيادية والإبتعاد عن العنصرية، والإختيار النزيه دون المرور على جنسية وعِرق وخلفية المرشح).

كاتب وباحث
مركز البحوث والمعلومات ــ أوربا
26/10/2006









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024