السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 03:34 ص - آخر تحديث: 02:02 ص (02: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
المؤتمرنت – نبيل عبدالرب -
حميد (الحميد )
خبران رجوت الله أن تكون الصحافة كاذبة فيهما وتمنيت أن يأتي النفي أو التصحيح لاحقا . الأول ما تناقلته وسائل الإعلام عن اعتقال القائد المجاهد صدام حسين من قبل القوات الأمريكية المحتلة للعراق قبل سنوات ‘ والثاني عندما تركت هاتفي مفتوحا على غير العادة وأنا أستعد للنوم ثالث أيام العيد الذي أصبح تعيسا ، وعلى غير عادتي أيضا في إغفال فتح الرسائل الواردة ذلك الوقت ولسبب عرفت فيما بعد أنه قدري في أن أمر بساعات ذهول عصيبة لم أدر إلا وأنا آخذ الهاتف لأقرأ رسالة بائسة من وكالة سبأ في الثانية عشرة والربع بعد منتصف ليلة الأربعاء 25/10/2006 م "وفاة الزميل حميد شحرة رئيس تحرير صحيفة الناس بحادث مروري عند عودته من مكة " .. هل يعقل أن يخطف الموت وهكذا دون سابق إنذار إنسانا كحميد ، أمن السهل استيعاب أن يحول الموت بين حميد وموعده مع مطبعته ومكتب صحيفته الإقليمي في دبي ، وأن يقطع طموحه في قناة فضائية كانت الخطوة الجريئة في تدشين عهد جديد للإعلام اليمني.

على الفور اتصلت برفيق دربه علي الجرادي أسأله ما الخبر ليقول بصوت بكاكٍ جاءني النبأ في الموبايل، أرد عليه دعنا نتأكد أولاً، اتصلُ بمدير تحرير الناس عبدالباسط القاعدي تلفونه مقفل، هل اتصل بأشقاء حميد.. لا فهم إما لم يعلموا بعد ولن أكون صاحب الخبر المشئوم، وإما عرفوا وليس مناسبا التأكد من صلاح أو ياسر شحرة في مثل هذا الموضوع، المهم إن الدقائق والساعات تواترت على تأكيد الخبر المحزن.

تدافعت إلى ذاكرتي صور حميد الذي تشرفت بمعرفته منذ خمس سنوات أو تزيد أثناء عملي لديه في مؤسسة الناس للصحافة لأجد إنسانا " خارج السرب" لم أسمعه يوما يرفع صوته على أحد الموظفين بل كان يعاملهم كإخوان، ومن يقصر أو يخطئ في عمله يؤنبه بلطف، يحرص على تجنب إشعارك بأنه مسئول عليك يمارس حقه في إصدار أوامره بخصوص العمل، ومع ذلك كان مديراً ناجحا يعتمد في إدارته على ابتساماته الصادقة ودعاباته الجميلة.. كان يتأخر أحيانا عن السفر حتى لا تظل الحقوق المالية للموظفين معلقة ويتابع عبر الهاتف المسئول المالي في المؤسسة حاثا على عدم تأجيل" حقوق الناس" وكان سباقا للخير لا أذكر أن قضية إنسانية لمظلوم أو مريض توافرت وثائقهم أغفلت بل كان يوجه بإخلاء مساحات لها في الصفحة الأولى أو الأخيرة من " الناس".

سألته ذات مرة كيف نجحت، قال : عندما أردت، ومتى أردت؟ قال: الطموح كان موجوداً وكانت نقطة التحول أثناء طلبي من زميل وصديق" كان جيبانا واحدا" لمبلغ من المال ففاجأني بالقول ان سير الأمور بهذه الصورة غير منطقي، عندها قررت أن أكون دائناً لا مديناً وبدأت مع " الناس"، سألته وهل أنت مرتاح الآن، قال: لا ، لماذا؟ قال لان الحياة سلسلة لا متناهية من المشاكل والهموم.

لعل هذا السبب الأخير جعله لا يفرق كثيرا بين الحياة والموت الذي لاقاه قبل أيام مسدلا الستار على قصة كفاح ونجاح قياسي، لم تكتمل فصولها، وقصيدة إنسانية غاية في الروعة بما حوته من ألم وأمل وحزن عميق يتخفى بإهاب رجل دائم الابتسامة يزرع الفرحة حوله، يجيد فن اختراق القلوب وامتلاكها، حميد "الحميد" أخلاقاً ونفسا ودينا، ذلك الوجع الصامت تحسه ولا تسمع أنينه رحل فجأة عن أنظارنا متغلغلاً إلى أعماق، أعماق قلوبنا.











أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024