الثلاثاء, 16-أبريل-2024 الساعة: 10:07 ص - آخر تحديث: 07:45 م (45: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - .
بقلم: سمير عبيد* -
الإشارات الأميركية البريطانية نحو دمشق ــ هل هي تكتيك أم قناعة
قبل أيام ردّد قربي رجل كبير بالسن عبارة ( سبحان مُغير الأحوال.. فلقد أصبحت سوريا مفتاح الحل بالشرق الأوسط) وكأن القضية مجرد صدفة ، ولكنها عكس ذلك تماما ، لأن القضية كانت عبارة عن مباراة ملاكمة أو مباراة كرة قدم بين الولايات المتحدة ومن معها وسوريا لوحدها، وكانت طريقة اللعب الأميركية الغربية خشنة للغاية، لأن الهدف كان إستنفاذ البدائل السورية ومنذ الربع الأول للمباراة كي تُمطر الشبكة السورية بالأهداف من أجل تركيع الفريق السوري، ولكنهم فشلوا عندما وجدوا أن اللاعبين السوريين بأعصاب وأرجل حديدية، لأنهم عرفوا أنها مباراة الإضمحلال أو الخلود، أي إضمحلال أمة وعروبة أو خلودهما، ولهذا نجح السوريون بفرض التعادل ،ومن ثم التحكّم بالوقت الضائع والمضاف، وهنا بدأ ترنح الفريق الأميركي ومن معه بل شعر إن الهدف الذهبي قادم لا محال ولصالح سوريا أي لصالح الأمة العربية، خصوصا عندما تحولت المباراة على مصير أمم، وليست مجرد أهداف، ولهذا سارعت الولايات المتحدة بإرسال الإشارات صوب دمشق، وعن طريق أصدق أصدقاءها وهي بريطانيا التي مثلها رئيس الوزراء توني بلير، والهدف كي تنتشل بداية إضمحلالها كأمة أميركية ، والذي تبيّن أنه سيبدأ من سوريا عندما كان إحتياطها المقاومة العراقية وجميع الشرفاء في المنطقة والخيرين في العالم، ومن هنا وعلى مايبدو جاءوا بإستراتيجية إمتصاص غضب جماهيرهم التي عرفت بأن فريقها لا يستحق كل هذا التهويل والإعلام والبذخ المادي ودفع الضرائب، فهو خاسر في دورة الشرق الأوسط الجديدة.
فلهذا بدءوا بإرسال إشارات التوسل نحو دمشق وطهران، وهما اللاعبان الرئيسيان في المنطقة بشكل عام، وفي الملف العراقي واللبناني بشكل خاص، وهنا نتذكّر التحذير الذي أطلقه الرئيس السوري بشار الأسد، ومن على مدرجات جامعة دمشق، وكذلك من خلال الكلمة التي وجهها للمحامين العرب في دمشق عندما قال ( إحذروا من لعبة المصطلحات) وكان ذكيا وحكيما حيث إستشعر إستباقيا بأنهم سيلجأون الى هذا الإسلوب ،ولقد دأبوا عليه في العراق عندما قلبوا أهداف ومعاني الكلمات، حيث الإحتلال أصبح تحريرا، وقوات الإحتلال أصبحت صديقة، وأصبح العملاء أصدقاء ومن المبشرين بالحرية والديموقراطية، وهكذا أصبح القتل اليومي والنهب والسلب والبطالة والمخدرات والفساد والمحسوبية والمحاصصات والتخلف ونشر الرذيلة ماهي إلا هبات من الديموقراطية التي جاءت بها الولايات المتحدة ،ورئيسها جورج بوش... لا بل يريدون تصديرها من العراق نحو الدول الأخرى في المنطقة !!!.
ونتيجة ما تقدم عرفت القيادة السورية كيف تحمي بلدها وشعبها وأرضها ومياهها وسمائها وثرواتها من هذه الكوارث التي لاتبعد عنها إلا عشرات الأميال فقط، ولقد نجحت لحد الآن على الرغم من المؤامرات والخطط العلنية والسرية التي مارستها الولايات المتحدة وجزء كبير من العالم الغربي ضد دمشق، وفي مقدمتها الحرب النفسية والإعلامية المستمرة ولكن على مايبدو أن السوريين يجيدون لعبة الصبر جيدا، وكذلك يجيدون لعبة توظيف أخطاء الأعداء و الإحتلال والمشروع الغربي لصالح قضيتهم، ولقد لعب الشرفاء والمقاومة العراقية دورا كبيرا في ترسيخ صمود وصبر دمشق، ولهذا فعندما تراكمت الإخفاقات في العراق، والتي كانوا يخفونها ويحاربون ويطاردون من يكشفها، وأولهم كاتب المقال حيث تعرض لأبشع أنواع التهديدات والشتائم والسياسات الدنيئة، ومارسوا ضده الحرب النفسية وصولا لقطع الأرزاق، وهكذا مارسوا السياسات والأفعال نفسها مع بقية الذين دافعوا عن عروبتهم وعن عواصمهم العربية وفي مقدمتها دمشق، ولكن عندما كبرت الجرائم وعمت العراق والمنطقة جاء الصوت المعارض من داخل الولايات المتحدة الأميركية هذه المرة، حيث فاز الديموقراطيون بأهم المقاعد في الكونغرس ،فتحول أعضاء الحزب الجمهوري الى أقلية تشعر بالإخفاق واليأس والندم، وكل هذا جاء نتيجة إنتخابهم الى رئيس لا يفقه شيئا في السياسة الخارجية وهو جورج بوش الذي تحول أخيرا الى البطة الكسيحة وليست العرجاء، لهذا هرب حلفاؤه بالحرب والإستهتار وأولهم مجرم سجن أبو غريب ومعتقل غوانتنامو وزير الدفاع رامسفيلد، و ستأتي البقية حتما كي يقفوا في طوابير المحاكم الدولية كمتهمين ومجرمين لا يستحقون دمعة واحدة.
فنتيجة لهذين الإخفاقين الداخلي والخارجي فقد قرروا اللجوء الى ( لعبة المصطلحات) إتجاه دمشق وأحيانا إتجاه إيران ، ولكننا بصدد الحديث عن دمشق، ولهذا جاءت الإشارات من بعض الدوائر الأميركية ، وكذلك من بريطانيا ومكتب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والذي هو شريك فعلي بجميع السياسات و الجرائم والحروب في المنطقة وبشهادة من كبار الكتّاب والسياسيين البريطانيين، لهذا على دمشق إتباع السياسة الإيرانية أي عدم الإنجرار وراء الإشارات التي يكون مصدرها بعض المكاتب والدوائر الأميركية والغربية، لهذا على دمشق المطالبة بخطوات من الهرم الحاكم وبشكل علني، أي من الإدارة الأميركية والرئيس بوش نفسه، ومن بريطانيا والإتحاد الأوربي، وعلى مستوى الرؤساء أو رؤساء الحكومات لكي تتوضح الأمور ، خصوصا لو عدنا الى شروط الرئيس الأميركي على سوريا فسنجدها لم تتغير أبدا، وهذا ينفي الإشارات الإيجابية التي خرجت من بعض الدوائر الأميركية والبريطانية صوب دمشق، بل هناك إصرار أميركي عليها وعلى لسان الرئيس بوش وهي:
أولا:
يجب أن تتوقف دمشق عن دعم الراديكاليين والإسلاميين والمتطرفين في المنطقة.
ثانيا:
يجب على دمشق أن تدعم الديموقراطية الجديدة في العراق، وأن تعمل مع الولايات المتحدة من أجل مطاردة المقاومين العرب والعراقيين.
ثالثا:
يجب على سوريا أن تنسحب من لبنان وأن لا تتدخل في الشأن اللبناني.
فلو فرضنا أن دمشق وافقت على هذه الشروط ، فماذا ستقول لشعبها والشارع العربي والعالم... فهل كانت تضحك على شعبها والشارع العربي؟ ثم ما هي العروض والإغراءات التي تجعل دمشق تسير في هذه الطلبات وما هي التغيّرات في سياسات هؤلاء؟، وهناك مؤامرات تحاك ضد دمشق ليل نهار في الولايات المتحدة وبمشاركة بريطانيا وفرنسا وبعض الدول العربية، بحيث أن هناك بعض الملفات التي أصبحت جاهزة ضد دمشق ومعها عدد من الشهود المغرّر بهم، ومنها تحريك ملف أسلحة الدمار الشامل والصواريخ بفرعيها البايلوجي والكيماوي، وهناك ملف الأسلحة العراقية المحرمة و التي تدعي الولايات المتحدة بأن النظام العراقي أرسلها الى دمشق أثناء أنهيار سد الفرات في سوريا ،حيث أن النظام العراقي لم يرسل المساعدات الفنية والتقنية والإغاثية،بل أرسل بدلها القنابل والصواريخ التي تحمل رؤوس محرمة دوليا ،وإستندوا في هذه الرواية على كتاب أصدره أحد الطيارين العراقيين السابقين، والذي نرمز له في الوقت الحاضر بالحروف ( ج.س) وهو أحد أصدقاء إسرائيل المقربين، ومن المحسوبين على نظامين عربيين يتأمران على سوريا وبمساعدة إسرائيل، وبنفس الطريقة التي أعتمدها بوش في حربه على العراق عندما أعتمد على بعض الكتب التي أصدرها بعض المهندسين والخبراء العراقيين الذين كانوا يعملون في المفاعل النووي ومنشآت التصنيع العسكري في العراق، وتبين بعد الحرب أنهم كانوا يكذبون وكتبوها بأوامر من الدوائر الأميركية الخاصة، بحيث أن الولايات المتحدة ومن معها لم تجد دليلا واحدا بأن النظام العراقي كان يخفي الأسلحة المحرمة في العراق، والتي إدعوا أنها ستصل الى لندن خلال 43 دقيقة فقط، أما كذبة وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول فلا زالت خالدة بالأذهان عندما قدم صور في الأمم المتحدة ومجلس الأمن وهو يقول ( إنظروا أنها مختبرات ذرية متنقلة .. وانها منشآت لأسلحة الدمار الشامل بنيت حديثا) ، وهناك ملفات أخرى تم تحريكها وتجهيزها ضد دمشق، مثلما أن هناك ملفات أصبحت جاهزة ضد طهران ومنها الإنفجارات التي حدثت في الأرجنتين، وإنفجارات مقر المارينز في لبنان، وفترة خطف الطائرات والتفجيرات التي حدثت في عقد الثمانينات من القرن المنصرم، وهناك ملفات أخرى لسنا بصددها الآن.
لهذا فالقضية تحتاج الى الصبر والتأني من الجانب السوري، فيجب أن لا تقدم سوريا شيء مقابل لا شيء ،وهذا ما يريده جورج بوش وتوني بلير وشيراك، فالقضية واضحة لدينا نحن الباحثين في المراكز الإستراتيجية حيث أنهم يريدون فصل سوريا عن إيران، كي يتم التعامل الإنقضاضي أو غيره بشكل منفرد ، ولكن السؤال المهم : ( لمصلحة من تترك سوريا إيران؟) خصوصا وإن الإلحاح لازال على نفس الطلبات من سوريا، ولو وافقت عليها فهي ضربا من الجنون أي إن موافقة سوريا على طلباتهم ما معناه أنها فرشت لهم البساط الأحمر لتقول لهم : تفضلوا يا سادة يا كرام ،هذه سوريا ترحب بكم وهي لكم ، وهذا لن يحدث بل من المستحيل مادام الرئيس بشار الأسد على رأس القيادة السورية، فالولايات المتحدة لا تريد الحوار مع دمشق إلا من خلال طرف ثالث كي تتنصل مما سيُتفق عليه، وكي لا تثير الضجة في الشارع الأميركي والعالم، لذا لجأت الى رئيس الوزراء توني بلير ليكون هو الطرف الثالث ، ولكن تبقى النيات الصادقة، فهل لدى الولايات المتحدة نيّة صادقة نحو دمشق، فهذا ما تعرفه دمشق لوحدها ودون غيرها.
وقد لمّح رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، بخطابه في 14/11/2006 بأن هناك إستراتيجية متعمدة لإقحام العراق بحرب أهلية، فلو عدنا الى تصريحاتهم السابقة، فهم يتهمون دمشق وأحيانا طهران اليس كذلك؟ إذن هل يعني بكلامه بأن الإستراتيجية المتعمّدة وراءها دمشق؟ وحتى عندما تكلم عن القنابل التي فجرت المركب البريطاني بشط العرب في جنوب العراق فقال ( أنه تفكير وحشي أن يفجّر مركب بهكذا طريقة) ولكن لم يسأل نفسه هل أن تفجير المركب حصل في المياه البريطانية أم في المياه العراقية؟ ولم يسأل نفسه لماذا جاء هذا المركب صوب شط العرب، وماذا يعمل، ولماذا بقي بعد سقوط النظام العراقي، وعدم إيجاد أسلحة الدمار الشامل في العراق؟ ودون أن يسأل نفسه عن الجرائم الوحشية واليومية في العراق والتي تمارسها القوات البريطانية والأميركية، فالحقيقة هم يعتقدون بأن دمائنا وحياتنا لا تساوي شيء، وإن الحياة هم الذين يستحقونها فقط، فدمائهم غالية ومحرمة، ودمائنا رخيصة وغير محرمة، وهنا نذكركم بهكذا سياسة تنظر لنا بأننا دماء مباحه لهم ولمشاريعهم، فنذكرّكم بالتعويض الذي أقره الحاكم المدني السابق في العراق ( بول بريمر) وبقرار منه أن يكون تعويض العراقي الذي يُثبت أنه قتل بطريقة الخطأ مبلغا قدره( 498 دولار أميركا فقط)، اما لو تابعنا كلام توني بلير فنجده أنه يصب نقده وغضبه بإتجاه إيران ،علما أن هناك علاقات طيبة بين طهران ولندن، أما الرئيس بوش والآنسة كوندي فيصبان غضبهما بإتجاه دمشق ( وهي لعبة المصطلحات التي حذر منها الرئيس الأسد مرارا) ولهذا قال توني بلير موجها كلامه نحو إيران ( أمام إيران واحد من خيارين ... أما تتعاون بعملية السلام وتقلع عن الإرهاب في العراق ولبنان وتنبذ الإرهاب أو خيار العزلة) ولكن بربكم من هو الذي في عزلة.. هل هي إيران أم لندن وواشنطن .. وهل هو أحمدي نجاد أم جورج بوش وتوني بلير؟... فالقضية واضحة هو ضرب لفصل الترابط السوري الإيراني.
نتمنى من الرئيس الأسد مخاطبة الشعب الأميركي والبريطاني..!
وللعلم فأن جميع هذه التغييرات التي يتوقعها البعض تغييرات في المواقف، فهي جاءت نتيجة ظروف خاصة، ونتيجة حصار داخلي ضد توني بلير وحزبه في بريطانيا، وضد جورج بوش وحزبه في الولايات المتحدة، لذا فهي التغييرات التي جاءت على مضض وليس إلا، فلقد جاءت التغييرات بخطاب توني بلير وببعض المواقف الأوربية نتيجة بعض التغيرات التي حدثت في الولايات المتحدة والعالم، ولو دققتم بإسلوب الطرح ستجدونه طرحا فوقيا متشنجا ،وهذا يدل على أنه ليس هناك خطط إستراتيجية لهذا التغيير، بل هي تكتيكات من مكتب بلير وبوش فقط ،وليست سياسة ثابتة لبريطانيا والولايات المتحدة ،ومن هنا يجب الحذر الشديد، لأن أسلوب الطرح يحتاج للتعديل ،فلم يكن إسلوبهم محترما ولا مؤدبا خصوصا عندما تكون هناك ( شروط مسبقة)، فهم يريدون سوريا وإيران بشروطهم هم، وليس وفق شروط الأطراف التي يريدون الإنفتاح عليها ،وهذا يدل على أنهم أجبروا على الإشارات الإيجابية نحو طهران ودمشق، وذلك بفعل المعارضة الداخلية في لندن وواشنطن، لذا فان من واجب دمشق مخاطبة الشعبين البريطاني والأميركي، فنحن نميل الى أن يخاطب الرئيس السوري بشار الأسد هذين الشعبين ويضعهم في الصورة، ويكشف ألاعيب بلير وبوش، واللذان سيغادران بتهم وخسائر جمه، فنتمنى من الرئيس الأسد أن لا يعطيهما نصرا في آخر الربع الساعة المتبقية لهما، لهذا ننصح بمخاطبة الشعب الأميركي والبريطاني، وكذلك الشارع العربي ويؤكد على نقطة مهمة ،ونتمنى أن تكون ضمن السياق التالي( إن إسلوب مخاطبة قياداتكم بحاجة الى تعديل، وأنها بحاجة لدورات تعليمية هدفها تعليمها إحترام الآخرين كدول وشعوب وقيادات).
أما بالنسبة الى إيران فإنها ترى الأمور بمنظار جيد ،وتدرس الوقائع والتطورات الميدانية ، لذا فهي تبحث عن توافقات مع الآخرين، لكن الإسلوب المطروح من الطرف الغربي والأميركي لا يشجع ولا يطمئن الجانب الإيراني، فهما يريدان المزيد، فلو عدنا للخلف قليلا فسنجد أن إيران أول من أعترفت وشجعت الحكومة والتغيير الذي حصل في العراق، وأول من شجعت على سقوط طالبان، وهناك تصريحات لكبار المسؤولين الإيرانيين بهذا الصدد، ومنها تصريح نائب الرئيس السابق السيد محمد علي أبطحي في مؤتمر الإستراتيجيات في أبو ظبي عام 2004 عندما قال ( لولا المواقف الإيرانية لما سقط حكم طالبان ونظام صدام في العراق)... وكذلك تصريح الوزير الأميركي السابق كولن باول أثناء مؤتمر روما الخاص بأفغانستان فلقد قال ( الفضل يعود لإيران والإيرانيين بإنجاح هذا المؤتمر) ... فالذي يغيض إيران أنها لا تذكر عندما يتحدثون عن إنجازاتهم، فينسبونها لهم وحدهم وهذا هو أحد الخلافات بين إيران وواشنطن ،وهناك خلافات كثيرة.
في الختام نعتقد بأن ما يقوم به توني بلير مجرد تكتيكات متفق عليها مع الرئيس جورج بوش، وليس عن قناعات أو إستراتيجيات ثابته، وما يخرج عنهما يدخل في لعبة أو إستراتيجية المصطلحات اللينة، والتي تخفي كثير من الحيل والدسائس، ولكن بنفس الوقت ننصح بالتعامل معها كي لا يؤخذ على دمشق صفة التشنج أو صفة التخشب ،ولكن نؤكد على عنصر الحذر الشديد، فالبيت السوري الذي لم يفتح لهما عندما كانا يتآمران عليه علنا، بأن لا يُفتح بسهولة الآن نتيجة تغيير ملابس هؤلاء التي أصبحت فيها ملامح العقل والسلام، لهذا ننصح بعدم فتح الباب، ولكننا ننصح بفتح جزء بسيط من الشباك لغرض التفاهم، لأن التوجس والحذر واليقظة عوامل مهمة في هذا الوقت بالذات، كي لا يدخل الذباب والبعوض صوب البيت السوري وحينها يتشتت الجهد.... وننصح بإتباع النظرية أو الإستراتيجية التي تؤخذ بمبدأ أسوأ الإحتمالات.

*كاتب ومحلل سياسي








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024