الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 08:34 ص - آخر تحديث: 04:17 ص (17: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - محمد حسين العيدروس
المؤتمرنت - بقلم/ محمد حسين العيدروس -
نوفمبر.. السيادة والاستقلال
تؤكد تجارب التاريخ أن قدر الشعوب الحرة الأبية أن تنتفض على الذل والظلم، وأن تأبى الخنوع لمن يسحق حرياتها، ويهين كرامتها.. وكذلك كان قدر شعبنا اليمني أن ينتفض على المستعمر ويقاومه، ويصمد في سوح المنازلة حتى انتصر وكتب في سجل التاريخ يوم الاثنين من نوفمبر يوماً لجلاء آخر جندي بريطاني من عدن الباسلة.
من يتصفح أوراق تلك الفترة لابد أن تدهشة إرادة شعبنا، ويستلهم منها دروساً عظيمة في أسلوب صناعة الحياة الكريمة، وفي الخصوصية النوعية التي تنفرد بها اليمن عن كثير من بلدان العالم.. فثورة 26 سبتمبر ضد النظام الإمامي استمدت عمقها الميداني لنضال أبناء المناطق الجنوبية، وصارت صنعاء وغيرها من المدن التي كانت بالأمس ترزح تحت نير الملكية هي الخط الخلفي للثوار الذي يمدهم بالأسلحة والذخائر والمؤن المختلفة.
ورغم أن أبناء المناطق الجنوبية -التي كانت خاضعة لنفوذ الإنجليز -تحولت كلها إلى براكين ثائرة بوجه المستعمر، وزفت الشهداء تلو الشهداء، إلا أن تركُّز قيادات الاحتلال الرئيسية في عدن جعل من هذه المدينة ساحة مواجهة لا تنطفئ نيرانها ليلاً أو أنهاراً.. وكانت إرادة التحرر والاستقلال جامحة لدى الصغير والكبير، والمرأة والرجل حتى أن بيوت عدن كانت تسارع لفتح أبوابها بمجرد سماعها دوي انفجار من أجل أن يلوذ إليها الثوار فلا يقعوا بقبضة المحتل التي لا ترحم.
ذكريات الثورة والاستقلال طويلة، ولا تختزل بمقال، لكننا اليوم نحرص على استرجاعها وفاءً لكل قطرة دم يمنية سقطت، ولكل شهيد ارتفعت روحه الزكية إلى جوار ربه، ولكل الذين تعذبوا في السجون البريطانية، ولكل المقاومين من رجال ونساء.. كما أننا نسترجع تلك الذكريات لأنها كانت الأساس فيما بلغناه اليوم من رقي وتقدم وازدهار وعزة وكرامة؛ حيث لم يكن ممكناً أن تصل اليمن إلى ما وصلته اليوم ونصفها الآخر قابع تحت نير الاحتلال، إذْ أن شرط أي نماء وتطور يبدأ بالسيادة، والإرادة الوطنية الحرة.
ولاشك أن السيادة الوطنية لا تعني فقط طرد المستعمر أو القوة الباغية، وإنما أيضاً امتلاك الإرادة الحرة لصنع القرار السياسي، وهذه المسألة ظلت في مقدمة مشكلات اليمن، سواء في شطر الشمال، أو شطر الجنوب فمخلفات العهود الماضية لكلا الشطرين أورثت الشعب اليمني وقواه الوطنية كماً هائلاً من المشاكل والتحديات الصعبة التي تتطلب التخلص منها استغراق سنين أخرى من العمل الوطني الدءوب، ومن التضحيات والنضال.
وقد وصل الأمر في الثمانينات إلى قناعة عظيمة لدى مختلف القوى السياسية اليمنية بأن لا خلاص من عبء الماضي ومواريثه بغير توحيد جهود، ونضال وإمكانيات الشطرين ليستقل القرار السياسي اليمني من أدنى تأثير خارجي قد لا يتفق مع مصالحه الوطنية ومصالح أبنائه ومستقبل أجياله.
ومن هنا يمكن القول: إن إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في 22مايو 1990م كان بمثابة ترسيخٍ لحالة من التحرر التي حدثت في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م وترسيخٍ للاستقلال الوطني الذي تم إعلانه في الثلاثين من نوفمبر 1967م، والذي كان في حقيقته استكمالاً للمشروع الثوري الذي انطلق من ردفان في الرابع عشر من أكتوبر 1963م. وهنا يكمن سر تمسكنا بهذه المناسبات وإصرارنا على أن ننقل ثقافتها إلى أبنائنا وأجيالنا، كوننا مؤمنين أنها تمثل قاعدة الأساس لأي مشروع للبناء الوطني والتنمية الديمقراطية وتعزيز الحقوق الإنسانية التي كانت الغاية التي ينشدها الثوار في مختلف المدن اليمنية.
ومن جهة أخرى نجد أن القيادة الحكيمة لدولة الوحدة-الجمهورية اليمنية- كانت أيضاً رهاناً آخرٍ في حسابات السيادة الوطنية اليمنية؛ إذْ أن الأخ الرئيس علي عبدالله صالح حرص على تأمين مفهوم السيادة الوطنية بصمامات محكمة على غرار ترسيم الحدود مع دول الجوار، واللجوء إلى محكمة العدل الدولية لحسم الخلاف مع إرتيريا والوقوف على بيَّنةٍ من الحدود السيادية لكل بلد، ثم الانطلاق إلى مشابكة العلاقات والمصالح داخل الإقليم اليمني بما يعزز وشائج المودة والأُخوة مع دول مجلس تعاون الخليج العربي التي لا غنى لأي طرف منها عن الآخر، وبما يحقق التكامل الاقتصادي، والتوافق السياسي الأمثل الذي يخدم أمن واستقرار ومصالح شعوب المنطقة، وهذا هو ما تحقق فعلاً، وقد توجه الجميع بالمواقف التي ترجمها مؤتمر المانحين في لندن.
إن موضوع تأمين السيادة الوطنية وحماية الاستقلال استدعى جهداً عظيماً من القيادة السياسية على مستوى المواقف الدولية وعدم الانحياز، والحفاظ على توازن مأمون في العلاقات مع الدول الصديقة، قائمة على تبادل المصالح والوضوح، والمصداقية والشفافية.
كما أن هذه المسألة ظلت تزداد رسوخاً بفضل الجهود التي تبذلها قيادة الرئيس علي عبدالله صالح على صعيد التنمية الوطنية الشاملة لمختلف شرايين الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والاجتماعية، فهي كلها ركائز تتصدر أولويات حماية المكتسبات الوطنية والثورية التي نؤكد اليوم أننا جميعاً مدينون بالامتنان لأولئك الرجال الذين بذلوا الغالي والنفيس من أجل تحرير الوطن من الملكية الظالمة والاستبداد الاستعماري المقيت.
فالمجد والخلود لشهداء اليمن والعزة والكرامة لكل أبنائه الشرفاء أينما كانوا-داخل الوطن أو في دول الاغتراب.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024