الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 03:46 م - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - العقيد ديفيد سميلي- هو ضابط في الجيش البريطاني تقاعد عن الخدمة العسكرية عام 1961م، بعد أن أمضى السنوات الثلاث الأخيرة من خدمته في سلطنة عمان بصفة قائد القوات السلطانية المسلحة. وبعد تسرحه من الخدمة عمل مستشاراً عسكرياً للإمام البدر في اليمن، وواصل عمله معه حتى بعد قيام الثورة اليمنية 1962م ولغاية عام 1968م.. وفي عام 1975ما نشر "سميلي" كتاباً بعنوان (مهمة في الجزيرة العربية)- تضمن الكثير من تجاربه ومذكراته في عمان واليمن.. لكنه في شهر فبراير 2003م عاد إلى  اليمن في زيارة بعد غياب دام خمسة وثلاثين عاماً.

المؤتمر نت - ترجمة / نزار خضير : -
ديفيد سميلي (عودة إلى اليمن)
العقيد ديفيد سميلي- هو ضابط في الجيش البريطاني تقاعد عن الخدمة العسكرية عام 1961م، بعد أن أمضى السنوات الثلاث الأخيرة من خدمته في سلطنة عمان بصفة قائد القوات السلطانية المسلحة. وبعد تسرحه من الخدمة عمل مستشاراً عسكرياً للإمام البدر في اليمن، وواصل عمله معه حتى بعد قيام الثورة اليمنية 1962م ولغاية عام 1968م.. وفي عام 1975ما نشر "سميلي" كتاباً بعنوان (مهمة في الجزيرة العربية)- تضمن الكثير من تجاربه ومذكراته في عمان واليمن.. لكنه في شهر فبراير 2003م عاد إلى اليمن في زيارة بعد غياب دام خمسة وثلاثين عاماً.. فكتب ما يلي:
عندما غادرت اليمن في عام 1968م لم يكن يخطر ببالي أن أعود إليها ثانية، فتخيلوا حجم دهشتي عندما تلقيت في شهر أكتوبر الماضي إخطاراً من الدكتور مطهر السعيدي- سفير اليمن- ليعلمني فيه بأنه يحمل رسالة لي، وإن علي الاتصال به..! لقد كانت دعوة من حكومته لزيارة اليمن، ولا شك أنها كانت الدعوة التي كنت أعرف أن لا قبيل لي على رفضها.
وخلال جلسة الغداء مع السفير عرفت أن الدعوة مقدمة من شخصيتين متميزتين للغاية، وهما الدكتور عبدالكريم الإرياني رئيس الوزراء الأسبق، والذي هو الآن مستشار الرئيس والأمين العام للحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام. والآخر هو الدكتور حسين العمري سفير اليمن سابقاً في لندن، وهو الآن عضو مجلس الشورى اليمني.. إلا أن سبب الدعوة لم يتضح لي إلا بعد حين، فقد كان هناك عدد من المؤرخين اليمنيين يقومون بكتابة تاريخ الثورة، وهم يطلبون مساعدتي بإخبارهم كل ما أمكن عن الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين قوات الإمام الملكية وبين قوات الجمهورية التي كان يقودها العقيد السلال، والتي كانت مدعومة بقوة من قبل المصريين. ففي الفترة التي أعقبت الانقلاب العسكري على الإمام البدر في سبتمبر 1962م، وهروبه من صنعاء إلى كهف جبلي في شمال اليمن، تم تعييني كمستشار عسكري له وواصلت الخدمة في كنفه حتى مغادرة الإمام لليمن نهائياً في عام 1968م وخلال تلك الفترة قمت بزيارة اليمن (13) مرة لأقف كشاهد عيان على الأحداث لجانب مصلحة الإمام.
لقد كنت شغوفاً جداً لقبول الدعوة المبلغة لي من قبل الدكتور مطهر مع أن هناك أناساً كانوا ضد مسألة ذهابي إلى اليمن. فالبعض يعتقد أنني طاعن في السن إذ أنني أبلغ من العمر 78 عاماً، وعاجز- كوني أصم وأعرج- وربما أخرف..! أما الآخرين فقد شددوا على المخاطر الأمنية الكامنة في السفر إلى اليمن مستشهدين بالقول بما كان يتردد من مكتب العلاقات الخارجية من تحذير بهذا الخصوص. لكن زوجتي وطبيبي استحسنا الفكرة، ودعموا الرأي بضرورة اصطحاب مرافق لمساعدتي. فوجدت بـ(الكسندر بريتن كاتلن) شاباً متطوعا للمهمة أثبت لي خلال الرحلة بأنه مرافق ممتاز وممرض جيد.. وفي ذات الوقت كان السفير والطاقم معه قد عملوا كل ما بوسعهم لتسهيل رحلتي.
في 26 فبراير أقلعت أنا و (ألكس) من مطار "هيثرو" على متن رحلة يمنية، ووصلنا مطار صنعاء في صباح اليوم التالي. وهناك التقينا بالعقيد محسن خصروف ودرهم السعيدي، وهما دبلوماسيان يمنيان وكلاهما يتحدثان الإنجليزية، وكانا مكلفين بمرافقتنا في جميع زياراتنا وتنقلاتنا، فقد أقلانا من المطار إلى فندق تاج سبأ.. وهناك وضعونا في غرف رائعة تطل على مناظر الجبال- التي كنت في عام 1966م أطل على صنعاء من فوقها عندما كان الملكيون يقصفون صنعاء.
كان الجو من أبدع ما يكون، وكنا قد استمتعنا بنوم هانئ خرجنا بعده في جولة في صنعاء القديمة التي اصطحبنا إليها العقيد محسن ودرهم.. تجولنا في الشوارع الضيقة، بين البنايات الطويلة والرفيعة المبنية من الأجور ، ونوافذها مؤطرة بنسخ تراثي من الجبس الأبيض، ومررنا في أزقة كما المتاهات تقع فيها محلات بيع البهارات، القات، الجنابي، الشالات، الأحذية، والمصوغات، وكانت الرغبة الجامحة في الإمساك ببعض هذا العالم الصاخب الرنان تحول دون إيقاف حركة الكاميرات.
في اليوم التالي، وكان عطلة الجمعة أمضيناه بالاستمتاع بالمناظر أيضاً. فقد ذهبنا إلى (وادي ظهر) لرؤية قصر الإمام الصيفي، المتعدد الطوابق (دار الحجر)- ذلك المجسم المثير فوق نتوء صخري. وبينما أليكس ومحسن ودرهم صعدوا إلى القمة مكثت أنا في السيارة أتفرج على المارة.. كان كل رجل وصبي متحزماً بالجنبية، وكنت مندهشاً لرؤية أعداد من الرجال يحملون البنادق- عادة كلاشنكوف- والتي على ما يبدو أن القانون يسمح بحملها.
وفي طريق عودتنا للفندق اتصلنا بمنزل الدكتور عبدالكريم الإرياني، والذي ما لبث أن استقبلنا بحفاوة شديدة، ثم سار يسألني عن ذكرياتي في اليمن، والتقيت عنده بالدكتور عبدالله عبدالولي ناصر رئيس البنك الدولي ورئيس الجمعية البريطانية- اليمنية في صنعاء.
وقد أخبرني الدكتور عبدالكريم بأنه قد رتب لي لقاءً في اليوم التالي لمناقشة الحرب الأهلية، فذكرت له بأنني أحضرت معي من لندن هدية له وهي ألبوم مؤلف من صور كثيرة كنت التقطتها في اليمن في فترة الستينات.
في صباح اليوم التالي قدت السيارة إلى دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع، وهناك أوصلوني إلى مكتب العميد علي حسن الشاطر، وكان بمعيته أربعة ضباط آخرون منهم الدكتور محمد القباطي رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الخارجية بالمؤتمر الشعبي العام، وكان يتحدث الإنجليزية بطلاقة ويترجم للآخرين. وأروني نسخة مترجمة بالعربية من كتابي (مهمة في الجزيرة العربية)، وتم إشعاري بأن علي أن أتوقع حضور حلقة نقاش في اليوم التالي.
بعد ظهر ذلك اليوم أخذوني بجولة أخرى سلكنا فيها طريقاً باتجاه الشرق من صنعاء نحو مأرب. وكانت الدهشة تحتويني من أعداد مزارع القات، وكان السائق طوال الرحلة يقود السيارة بيده اليسرى في الوقت الذي شغل اليمنى بقطف الأوراق الطرية من القات والتهامها.. مع العلم أنني حاولت في السابق مضغ القات إلا أنني لم أحبه، أليكس لم يحبه عندما جربه.. ومعظم الأجانب يستهجنون هذه العادة الواسعة الانتشار، وخاصة لما لها من أضرار على البنى الاقتصادية.. لكنها أيضاً تؤكد بأن اليمن خلافاً للمجتمعات الغربية وكل المجتمعات الأخرى لا تواجه أية مشاكل خطيرة ذات صلة بالمخدرات.
اليوم التالي تم عقد حلقة النقاش في دائرة التوجيه المعنوي ورأس الجلسة الدكتور حسين العمري الذي قدمني للدكتور عبدالله بركات ومحمد إبراهيم الصغيري. طلبوا مني أن أعطيهم ملخصاً لحياتي في اليمن في الستينيات ثم أجبت عن أسئلتهم المتعلقة بصورة رئيسية ببعض التفاصيل الواردة في كتابي. وكان لقاءً طيباً رغم أنني كنت أعمل في صف أعداء الجمهورية. لكنني أكدت لهم بان عدونا الحقيقي في ذلك الوقت كان الوجود العسكري المصري شبه الاستعماري.
خلال الأسبوع الذي أمضيته في صنعاء قضيت أمسيتي خارج سكني، الأولى كانت في منزل الدكتور عبدالكريم الإرياني- وهو المضياف الأكثر جاذبية- وعنده التقيت بالكاتب (تيم ماكنتوش سميث)، والتقيت لأول مرة بالدكتور عبدالله عبدالولي ناشر، ثم ألتقيته ثانية في مقر إقامة السفيرة البريطانية (فرانسيس كاي) حيث أنها دعتني للعشاء، وكان ذلك شهامة منها خاصة لو أخذنا بنظر الاعتبار أنني أزور اليمن خلافاً لما نصح به مكتب الشئون الخارجية. من الضيوف الآخرين كان الدكتور حسين العمري، الدكتور ناشر وزوجته الرائعة (إلهام)، والبروفسور يوسف محمد عبدالله وكيل وزارة الثقافة.
وفي وقت مبكر من ذلك اليوم أخذونا أنا وأليكس إلى المتحف العسكري الذي يضم مجموعة مختلفة من المعروضات، بما فيها السيارة التي قيل أنها كانت تستخدم من قبل المندوب السامي البريطاني في عدن، والمتحف نموذج جيد للآثار العثمانية وحفظها جيدا، لكن حقبة ماضي الثورة اليمنية أدهشتني وكانت أكثر مما يظن المرء.
كما ذهبنا رحلة تسوق إلى سوق المدينة القديمة (صنعاء القديمة) حيث أن محسن ودرهم كانا عوناً كبيراً وكريمي جداً وألحا في شراء هدايا لزوجتي من ضمنها مناديل للرأس ومصوغات فضية، وعقيق- وهو حجر ثمين.
أثناء أمسيتنا الأخيرة اتصل للفندق العميد الشاطر والدكتور عبدالله عبدالولي ناشر ليخبراني بأن الرئيس صالح بعث لي بهدية ويعتذر عن عدم مقدرته على تسليمها لي بنفسه كونه يحضر المؤتمر العربي ثم قدما مجموعة رائعة من الهدايا لـ(أليكس) ولي من ضمنها جنبية فضية، علب مصوغات لزوجتي وحوالي ستة كيلوات من البن اليمني حتى شعرنا بأننا مغمورون بالكرم.
رحلة عودتنا إلى لندن كانت عن طريق عدن التي كنت آخر مرة زرتها فيها قبل حوالي أربعين سنة وقبل أن أغادر صنعاء وعدت مضيفي اليمنيين بأنني سأرسل لهم مواد من سجلاتي الخاصة ومن الإرشيف العام تتعلق فيما تداولناه في النقاش حول الحرب الأهلية، علاوة على ما يقارب السبعمائة صورة، كنت قد التقطتها خلال زياراتي لليمن في الستينات وأنني فخور بأن هذه المواد التي تغطي سنوات عديدة من شأنها أن تكون إسهاماً فاعلاً في التوثيق التاريخي لليمن الحديث.
لقد عدت في الأسبوع الذي أمضيته في صنعاء بانطباع عظيم حول اللطف وكرم الضيافة التي تلقيتها في اليمن أنها لتجربة مثيرة حقاً، وليس من سبيل للقلق حول سلامتي الشخصية، وأنني لا أرى فيها إلا تأكيداً لمصداقية المثل اليمني القائل "لا بد من صنعاء ولو طال الزمن".

* حقوق الترجمة محفوظة للمؤتمر نت
* نقلاً عن موقع الجمعية اليمنية البريطانية








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024