الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 07:29 م - آخر تحديث: 04:26 م (26: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - .
محمود الهباش -
نبض الحياة- شكرًا لليمن!!
قبل أشهر ليست بالكثيرة، وفي نفس هذه الزاوية بالذات، كتبت مقالاً تحت عنوان (رسالة استغاثة)، تناولت فيها قضية الكاتبة والشاعرة الفلسطينية سارة رشاد، التي قتل أخوها بأيدي فرق الموت، التي شكلتها أحذية المحتل الأميركي، لتعيث في الأرض فسادًا، وتمارس في بلاد الرافدين ما هو أبشع من محاكم التفتيش، وهو ما جعل الحياة بالنسبة لسارة وأسرتها أبشع بألف مرة من الموت، الذي لو كان قد جاء لكان راحة من بشاعة الحياة في ظل سطوة الشعوبيين المارقين، فكتبت سارة رسالة استغاثة من بين دموعها وآلامها حيث هي مع أسرتها في العراق الجريح، تستنهض فيها نخوة الأجداد في عروق الأحفاد، أن الروم قد هتكوا الأعراض، فوامعتصماه، وأن التتار قد هجموا، فيا خيل عين جالوت اركبي، فما عاد في قوس الصبر منزع، بل ما عاد السكوت صبرًا، وإنما ذلة مخزية!!
وأختنا سارة ليست سوى واحدة من بين آلاف الفلسطينيات والفلسطينيين في العراق المنكوب بالاحتلال الأميركي، وبأحذيته الرخيصة من الشعوبيين المارقين، الذين يمارسون هناك أبشع أنواع القتل العنصري، وأحط أشكال الطائفية البغيضة، التي يكتوي بها أهل العراق الحزين، ومعهم اللاجئون الفلسطينيون في العراق، الذين بات الموت الكريم بالنسبة إليهم أمنية بعيدة المنال، حتى فضل بعض منهم أن يهيم على وجهه في الصحراء، بحثًا عما يمكن أن يصون العرض أو يحفظ الكرامة، بعد أن لم يجدوا لهم ناصرًا ولا مغيثًا، لا من المجتمع الدولي الظالم، الذي يكتفي بترديد شعارات فارغة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، لكنه يصمت صمت القبور على ما يكابده أهلنا في العراق على يد الشعوبيين الطائفيين، ولا حتى من ذوي القربى، الذين صم أكثرهم الآذان عن سماع صرخات الاستغاثة المتحشرجة في حناجر المذبوحين، من الفلسطينيين والعراقيين على السواء، الذين تستهدفهم يوميًا ميليشيات الاحتلال الأميركي وأذنابه من أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي، وشاه إسماعيل الصفوي، ونصير الدين الطوسي.
لم تبالغ سارة في طلباتها، فهي لم تطلب أكثر من أن يسمح لها ولأسرتها بالخروج من جحيم الشعوبيين المارقين، وأن تجد دولة، أية دولة عربية أو أجنبية، تسمح لهم بالإقامة فيها، ولم نتردد نحن في حمل صرخات سارة المستغيثة، عبر مقال كتبناه ها هنا، هو أقصى ما نملكه، لنقذفها في وجوه منظمات حقوق الإنسان العالمية والعربية، والأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وفي وجوه كل القيادات المتنفذة، أن أغيثوا سارة وأخواتها في العراق، فإما أن تعيدوهم إلى أمهم فلسطين، وإما إلى حيث يمكن لهم أن يجدوا شيئًا من الأمان!!.
ووصلت الرسالة، وجاء الجواب، ووجدت صرخات سارة من يستمع لها، وهذه المرة من أرض الإيمان والحكمة؛ من اليمن، وكان لأخينا السفير خالد الشيخ، سفير فلسطين في اليمن، ولأخينا الفلسطيني الغيور عبد الجواد عدوان دورهما الرائع في حمل هذه الاستغاثة، إلى كل من استطاعا أن يصلا إليه في الجمهورية اليمنية، التي لم يتردد فيها أحد في إجابة استغاثة سارة، التي وصلت بالفعل إلى اليمن، وحصلت على كل ما تحتاجه من رعاية، بانتظار أن تلحق بها بقية أسرتها، انتظارًا لعودة مأمولة إلى أرض الآباء والأجداد؛ إلى فلسطين!!
ليس غريبًا على أهل اليمن أن يكونوا بمثل هذه النخوة العربية الأصيلة، وأن يتمتعوا بهذا الكرم العربي والإسلامي الرائع، فهم الأرق أفئدة بشهادة أعلم الناس بالناس صلى الله عليه وسلم، حيث قال فيهم: "جاء أهل اليمن، هم ألين قلوبًا، وأرق أفئدة؛ الإيمان يمان، والفقه يمان، والحكمة يمانية"، ولأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فإننا نقول: شكرًا لليمن؛ برئيسه وحكومته وشعبه، ومزيدًا من العطاء في سبيل الله، من أجل فلسطين؛ القضية والشعب والوطن.
لقد وجدت سارة رشاد من يستمع لصرختها، لكن وراءها هناك في بلاد الرافدين مئات من الرجال والنساء والأطفال، الذين لا يستمع لصرخاتهم وتوسلاتهم واستغاثاتهم أحد، أولئك اللاجئون الفلسطينيون الذين يعيشون مآسي الحياة، بكل تفاصيلها المرعبة، بين سندان اللجوء المر، ومطرقة الخونة والمارقين الذين انسلخوا عن انتمائهم للدين والأمة، من الشعوبيين والطائفيين، الذين يشكلون فرق الموت التي تطارد الوجود الفلسطيني في أرض الرافدين، حتى بتنا يوميًا نسمع عن شهداء فلسطينيين يسقطون هناك، تارة برصاص الاحتلال الأميركي، وتارة برصاص أولئك المارقين، حتى بات الفلسطينيون في العراق يفضلون الخروج من هناك، والذهاب إلى أي مكان في الدنيا، حتى لو إلى الصحراء، بعد أن تحولت حياتهم في ظل العنصرية والطائفية البغيضة، التي فجرها الاحتلال الأميركي فوق رؤوسهم، بل وفوق رأس الشعب العراقي كله، إلى جحيم لا يطاق، وإلى حصار فوق الحصار، حتى داخل بيوتهم ومساكنهم، فمن لهؤلاء يكفكف دموعهم، ويحمي أعراضهم؛ رسالة استغاثة جديدة، نتمنى أن تجد ما وجدته استغاثة سارة رشاد!!

*نقلاً عن الحياة الجديدة








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024