السبت, 20-أبريل-2024 الساعة: 01:37 ص - آخر تحديث: 04:17 ص (17: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء

التجمع اليمني للإصلاح وتعامله مع أزمة 11 سبتمبر والحرب في أفغانستان

المؤتمرنت- ترجمة/ خالد طه الخالد -
حوليات يمانية: المركز الفرنسي للدراسات الاجتماعية والآثار (2-2)
دعم طالبان المشروط بالظروف:

هذا الموقف، المغاير للموقف السابق، ليس صادراً عن مساندة المشروع السياسي لطالبان، لكنه أكثر من ذلك، ويعتبر نتيجة للوضع الدولي الراهن، وإرادة التعبير عن التضامن مع الشعب الأفغاني.
أصحاب الموقف نفسه يعتمدون على غياب الأدلة التي تبين تورط طالبان في الهجمات على نيويورك وواشنطن. وقد ركز ممثلو هذا الموقف على العدوان الذي بدا لهم بأن نظام طالبان هو الضحية ولكن دون إبداء رأيهم في شرعية النظام أصلا.
من جهة أخرى، تشير وجهة النظر هذه إلى تضامن يبدو طبيعياً بين المسلمين. فكما صرح الشيخ الأحمر في لقاء لـ"الصحوة" في (18) من شهر أكتوبر 2001م قائلاً: أعتقد أنه لا يتوجب على المسلمين، أو العرب المشاركة في قصف أفغانستان، وإن قامت بذلك بعض الحكومات، فإن هذا لا يمثل رأي المسلمين والعرب"، ويدعم هذا الموقف مبدأ الدين الذي يوجب مساندة أي بلد مسلم يتعرض لهجمات من قبل قوات أجنبية كما لاقى تحالف الشمال انتقاداً كونه قوة مسلمة تحالفت مع جيوش أجنبية لتنفيذ هجمات ضد مسلمين آخرين خلال شهر نوفمبر 2001.


الحياد
وجهة النظر الثالثة التي عبر عنها الإصلاح هي الإدانة الواضحة للقصف الأمريكي البريطاني، وكذا رفض الوقوف إلى جانب طالبان أو تحالف الشمال. وقد حول هذا الحياد اقتراح مخرج من أزمة الحرب المدنية الأفغانية بالاستناد إلى الحجج الدينية والسياسية في آن واحد.
حيث أكد محمد قحطان- رئيس المكتب السياسي في حزب الإصلاح- أن نظام طالبان حكم على نفسه منذ البداية بالفشل، لأنه لم يقم بناء على اختيار الشعب. برغم ذلك فإن من المحال على المسلمين أن يتفقوا مع أصحاب ديانات أخرى لتنفيذ هجمات على مسلمين آخرين. وبالتالي،يكمن الحل في أن يصل زعماء المسلمين- أفغاناً- كانوا أو غيرهم – طبقاً لمبادئ الإسلام إلى صلح (اتفاق حسب المبادئ الدينية)". ونادى الإصلاح في تصريح رسمي بإجراء انتخابات ديموقراطية التي قد تسمح وحدها بخلق حكومة شرعية.

أسس التباين، بين الأزمة الداخلية والموروث الأيدلوجي
تنبئ المواقف الثلاثة الأساسية تجاه أفغانستان التي سبق وأن أشرنا إليها عن قدرة الإصلاح في طرح رؤى متباينة دون أن يتسبب ذلك في حدوث أزمة داخلية في الحزب. كيف نفسر هذا التعدد؟
هناك عاملان هامان هما النظام السياسي في اليمن وأيدلوجية الإخوان المسلمين.

الإصلاح في النظام السياسي اليمني:
منذ إنشاء التجمع اليمني للإصلاح وهو موضع العديد من الدراسات وعدد لا بأس به من هذه الدراسات توصل إلى نتيجة مفادها أن خصوصية هذا الحزب يمكن تلخيصها في نقطتين أساسيتين الأولى: اندماج قوي في النظام السياسي، والثانية نواة أيديولوجية غير صلبة؛ حيث يعمل الاتجاه القبلي على معادلة الادعاء الديني، وبالتالي يبقى الاتجاه الديني نسبي أيدولوجياً. كما أن استخدام المفردات الدينية في الخطاب السياسي اليمني أمر غير مقصور على الأحزاب التي تدعى بالإسلامية. واستناد جميع الأحزاب إلى المرجع الإسلامي يقود إلى التساؤل عن طبيعة حزب الإصلاح، وعن تناسق مشروعه وموقعة كحزب معارض.
أوضح "ليد وفيك ستيغتل" أن قوام البرامج الانتخابية التي تقول بالتبادل المؤسسي للسلطة والمرور المتتابع من المعارضة إلى الحكومة قد جمدت الإصلاح في نظام تناوبي وساهمت في إيجاد ممارسة سياسية لمعارضة شرعية. وفي الوقت ذاته، على المستوى المؤسسي، فإن مشاركته في الحكومة من 1993م إلى 1997م وانتخاب رئيسه الشيخ الأحمر لزعامة البرلمان منذ 1993م بفضل دعم أصوات المؤتمر الشعبي العام، وعدم تقدمه كمرشح للانتخابات الرئاسية 1999م تشير إلى أن التجمع اليمني للإصلاح يرمي إلى أن يكون مجرد مظلة للسلطة تشهد بواقع التعددية. وكذا فإن ضعف مدونته الأيدلوجية وتعدد منابع أعضائه قد تجعل منه حزباً (يلتقط كل شيء) دون تناسق حقيقي. وقد سمحت خصوصيات التاريخ اليمني المعاصرة ولاسيما انخراط الإخوان المسلمين في النظام الجمهوري، بتجمع اتجاهات مختلفة جداً بداخل حزب واحد وتنوع طرق التعامل مع موضوع (سبتمبر والحرب في أفغانستان ) يمكن تأويلها كنتيجة لاختلاف اتجاهات الحزب. لكن الموقف المعبر عنه يتحدد إلى حد كبير من قبل الجماعة ذات الاتجاه السياسي في الحزب. ومن الانتماء إلى الاتجاه القبلي للإصلاح يكون هناك موقف مختلف عن الموقف المشترك للأعضاء من الإخوان المسلمين.
وكما لاحظ "جليان شودلر" فإن اختلاف المواقف والصادرة عن أجنحة الإصلاح ليس ناتجاً عن خصوصيات حزب الإصلاح الذي يعرف بأنه حزب دون نواة أيدلوجية صلبة، بل أن ذلك ناتجاً عن نوع من الفردية في اتخاذ المواقف السياسية دون الحاجة إلى أدلجة الممارسات بداخل الحزب، ويكفي تحليل الأسس الإيديولوجية للإخوان المسلمين ولاسيما فكر حسن البنا للتأكد من أن هناك مرونة تشرع تعدد المواقف وتسمح بالتالي فهم السبب في إن الأعضاء اليمنيين في منظمة الإخوان المسلمين مازالوا منتسبين لحزب غامض أيدولوجياً.

الإيديولوجيا (الإخوانية): تنوع أيديولوجي
بالنظر إلى مختلف ردود الفعل التي عبر عنها الإخوان المسلمون إجمالاً إزاء (11سبتمبر) والرد العسكري الأمريكي ونتائجه السياسية في أفغانستان، فإن التنوع في ردود الفعل لدى اليمنيين منهم ليس بالأمر الجديد. كما أن سمات التجمع اليمني للإصلاح بداخل النظام السياسي اليمني لا يمكن أن تكون فقط الدلائل الشارحة لتغاير ردود الفعل بداخل هذا الحزب.
فمن الملاحظ أن هذه الحركة السياسية، مثلها مثل منظمة الإخوان المسلمين تماماً، تتغاضى عن التغيرات الجذرية المتكررة دون أن يؤدي هذا إلى انشقاقها. وقد حدد فارس السقاف وعلى المستوى العالمي، خلال حرب الخليج الثانية، ظهور اختلافات هامة؛ حيث دعم الإخوان الأردنيون العراق في حين اكتفى الإخوان المسلمون بموقف حيادي. وبعد مضي أكثر من عشرة أعوام، فحتى وإن أدينت هجمات (سبتمبر) فقط من قبل الحركات الإخوانية، إلا أن الخلافات ظهرت لحظة رد الفعل الأمريكي؛ حيث نشر الشيخ يوسف القرضاوي، الزعيم الروحي للمنظمة، في (11سبتمبر) 2001م، فتوى أعلن فيها تحريم التحالف مع واشنطن ضد أفغانستان أو أي بلد مسلم، وأكد في برنامجه الأسبوعي على قناة "الجزيرة" (نحن لا ندعوا إلى الجهاد ضد الولايات المتحدة، لكننا ندعوا إلى مقاومة متعددة الأشكال ضد التدخل الأمريكي في هذا البلد المسلم "أفغانستان").
وفي مؤتمر صحفي في (11 أكتوبر 2001م) اتهم حلف شمال الأطلسي، الذي تدعمه الولايات المتحدة عسكرياً، بأنه نفاق أكبر. وفي مارس 2001كان قرضاوي ذهب إلى أفغانستان بغرض التوسط للحيلولة دون تدمير تماثيل بوذا في بام يان.
وقد عرف الشيخ القرضاوي قبل هذه الزيارة بانتقاداته الحادة لنظام طالبان، لكنه عاد بعدها بنبرة أكد لطفاً، وقال أن مشروع طالبان ليس أسوأ من أولئك الذين يريدون إسماع الإذاعات وحسب.
وعلى خلاف ذلك، كمال الحلباوي- الناطق الرسمي السابق للإمام المرشد في أوروبا الذي أعتبر أن من الواجب مساندة حلف الشمال، وأعلن حينها أن "طالبان" لا تملك الثقافة السياسية الكافية لقيادة دولة، وأنها تمتلك فقط ثقافة دينية، ولهذا احتاجت هذه الحركة للدعم الخارجي حتى تصل إلى السلطة، واعتبر أن (الزعماء الحقيقيين للسياسة الأفغانية هم مجاهدو حلف الشمال لأنهم هم من حاربوا الغازي السوفيتي) ورؤيته تؤكد في نهاية المطاف أن طالبان هي المسئولة عن هجمات (11سبتمبر)، وبالتالي من المشروع قتالها.
هذان الموقفان صادران عن شخصيات اعتبارية في الحركة الإخوانية، وتستند إلى الفكر الإخواني.
الجدير ذكره أن في فكرة حسن البنا فإن البينة الثقافية والسياسية والاجتماعية تحدد الموقف الذي تتبناه الأحزاب الوطنية، وتعدد الرؤى بداخل الحركة تبدو وكما لو أنها أيديولوجياً مقبولة، بل أمر مفضل. يقول حسن البنا: الويل لأولئك الذين لا يلاحظون الأمور إلا من زاوية واحدة. ويقول: الشر ليس في الاختلاف وإنما هو في عدم التسامح والتعصب.


* بلقم: "لورنت بونيفر" و فيصل بن شيخ.
* حقوق الترجمة محفوظة للمؤتمر نت








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024