ديزني همّها جمع المال من بين الخردة

سانتا كلوز ٣: إسكايب كلوز دليل إيجابي على أن استوديوات والت ديزني لا تهتم بالنوعية، طالما بقيت مقتنعة بقدرتها على جمع المال من بين الخردة.

وهو موقف لا يفاجئ أحداً، نظراً لاعتماده سابقاً على كاسيتات دي ڤي دي لأفلام كلاسيكية مثل «سندريلا» «وليون كنغ».. علماً أن دور السينما والمتفرجين يدّعون بأنها غير موجودة.

ومن دون شك، فإن فيلما سانتا كلوز (بابا نويل) لعام ١٩٩٤ وسانتا كلوز ٢ لعام ٢٠٠١، واللذين أنتجا خصيصاً لأعياد الميلاد لم يكونا جيّدين. أما الفيلم الجديد «سانتا كلوز٣» فيحتاج حتماً إلى بعض السحر القديم كي يحصل على تصنيف جيّد.

لقد استخدمت فيه مشاهد خيالية وديكورات ومؤثّرات صوتيّة وعواطف مصطنعة تجارية بهدف إسعاد الأطفال.. وللأسف لم يكن ناجحاً، ويعتبر أقلّ جودة من فيلم «كريسماس مع كرانكس» الذي عرض عام ٢٠٠٤. واعتبر يومها من أجمل أفلام أعياد الميلاد.

فالفيلم الجديد يفتقر إلى الحركة والمرح، وهو من إخراج ما يكل ليمبك (أخرج فيلم كوني وكارلا ٢٠٠٤)، والسيناريو من إعداد إد دكتر وجون شتراوس (كتب سيناريو فيلم ذي وايلد ٢٠٠٦). وعلى عكس تلك الأفلام الناجحة، بدا الفيلم فاشلاً من قبل أشخاص يحاولون إدخال الضحك الى المشاهد بالقوّة.

تبدأ القصّة على الشكل التالي:

بعد نجاحه في جعل زوجته كارول، أو مسز كلاوس (إليزابيت ميتشل) يواجه سكوت كالڤن (سانتا كلوز) مشكلة معقّدة.. الدور للممثّل تيم ألن، عندها يتدخّل والد الزوجة باد (ألان أركن) وسيلفيا (آن ـ مارغريت)..

وكي يضمنا عدم ترك ابنتهما وحيدة، وبغض النظر عن عمل زوجها، يقرران التوجّه معها الى القطب الشمالي (يعتقدان أنه في كندا)..

وتبدأ عندها سلسلة مواقف مضحكة، بينها الطلب من صديقها جاك فروست (مارتن شورت) المساعدة لنزع زي سانتا كلوز (بابا نويل) عن صهرهما.

عملياً، فيلم «سانتا كلوز ٣» قد يكون مُرضياً أكثر من فيلم «ساو ٣» بفضل طروحاته الإنسانية وقيمه وانتقاده للماركات التجارية، لكنه يبقى غير مقنع.

فالمؤامرة التي تحتاج الى ساعة كي نكتشفها، تدور في دوائر غير مهمّة ولا واقعية، ومع ذلك، نشعر ببعض الراحة حين تتحسّن الأمور، ويسافر سكوت وجاك فروست عبر الزمن الى أيام الفيلم الأول.. وهي فكرة مصطنعة وغير واقعية.

والأمر الوحيد الذي سيسعد الأطفال  هو عبارة عن مشاهد قديمة تعود الى عام ١٩٩٤، ومنها سقوط سانتا كلوز من فوق سطح منزله ووفاته بطريقة مخيفة مرتين.

ولا شك في أن الممثّل تيم ألن شارك في أسوأ مشروع هوليوودي.. فهل ذلك يعود الى سوء حظّه؟!

مهما تكن النتيجة، فقد أصبح واضحاً أنه تراجع عن نجاحاته السابقة، خصوصاً في مسلسل «هوم أمبروفمنت»، ونفى نفسه نحو أفلام ديزني بقيّة حياته الفنّيّة. ففي السنوات الخمس الأخيرة، صوّر تيم ألن أفلاماً ناجحة مثل «جو سامبادي»، و«كريسماس مع كرانكس» و«شاغي دوغ» و«زووم»، وأسماؤها تحكي عنها. أما فيلمه الجديد «سانتا كلوز ٣» فأقلّ منها مستوى.

استعاد دوره كاين سكوت المراهق أو (إريك لويد) في فيلم «كوفينانت» والقاضي راينهولد... وكان من الأفضل أن يبقى في منزله.

أما السيناريو فكان جميلاً.. ولأن الفيلم عرض في أسبوع هالوين (عيد البربارة) لم يتمكّن من تسجيل نجاح ملحوظ..


المشاهد السياسي