السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 05:54 م - آخر تحديث: 03:57 م (57: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - .
أحمد المرشد -
العراق بعد صدام
سيتذكر التاريخ والعراقيون ومعهم العرب أنه مع بزوغ شمس أول أيام عيد الاضحى المبارك وقبل ان تغرب شمس عام ،2006 غاب الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ليس فقط عن المشهد السياسي الذي احتله لسنوات طويلة، وانما عن الدنيا كلها التي سبق وملأها ضجيجا وجدلا.

لن ندخل في الجدل حول طريقة إعدام صدام، لكن من الواضح أن قادة العراق رضخوا لضغوط الولايات المتحدة بالاسراع في إعدام صدام خشية احراجه للادارات الامريكية وكشف المستور عن الدور الأمريكي في تسليح جيشه إبان الحرب العراقية الايرانية، وإمداده بأسلحة بيولوجية وكيماوية. وكان وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد احد اكبر عرابي هذه الصفقات والذي انقلب في وقت لاحق ليكون احد أكثر المسؤولين الامريكيين كرها لصدام حسين وأكثر الصقور في ادارة بوش الابن تشددا في قرار احتلال العراق والاطاحة بصدام. فرامسفيلد كان واحدا من اهم رجال الرئيس الأمريكي الاسبق رونالد ريجان وأحد الضالعين في ترتيب صفقات تمويل نظام صدام حسين عسكريا ومعلوماتيا في حربه ضد ايران.

ومن الطبيعي ان يهلل الرئيس الأمريكي جورج بوش لإعدام صدام، ففرحة البيت الابيض لم تنقطع منذ اعتقال الرئيس العراقي السابق في الحفرة الشهيرة، وأعد قاطنو هذا المنزل الرئاسي العدة لإعدام صدام منذ لحظة اعلان اعتقاله، فكراهية عائلة بوش لصدام حسين لعبت دورا مهما في اعتقاله وإعدامه. ناهيك عن ان شنق صدام يعني انه تحمل مسؤولية جرائم ارتكبها في عهده، وهو ما يفي بالهدف الأمريكي من الحرب واحتلال العراق، وهو أكثر سبب كان يستشهد به البيت الابيض لتبريره الحرب الباهظة التي يمقتها الامريكيون، وذلك بعد ان ثبت عدم وجود اسلحة الدمار الشامل في العراق.

لقد خرج الرئيس الأمريكي من وسط المشاهد العبثية التي تدور في العراق وبعد نحو اربع سنوات من الحرب المدمرة وعشرات الآلاف من القتلى العراقيين وأكثر من 3000 قتيل أمريكي و22 ألف جريح وخسائر تقدر ب549 مليار دولار، ليعترف لأول مرة بأن امريكا لم تكسب الحرب ولم تخسرها ايضا، وأن مشكلته الحقيقية هي العنف الطائفي. هكذا تحدث بوش وبتسطيح شديد للقضية وكأنه يتحدث عن شعب مُغيب.

ولا يسعنا هنا الا ان نتفق مع ما ذكره الكاتب البريطاني روبرت فيسك الذي قال ان صدام بموته اخذ أسراره معه الى القبر، وبالتالي اصبحت أسرار واشنطن ايضا في مأمن في ذات اللحظة التي نفذ فيها حكم الإعدام بالرئيس العراقي السابق. بيد ان موقف واشنطن من صدام يجعله مثلا مثيراً لمصير من يتعامل مع الولايات المتحدة، فهي التي امدته بالسلاح والذخيرة والتمويل اللازم لادارة حربه ضد ايران طوال عقد الثمانينات من القرن الماضي. ولا يخفى على احد دوره في تدمير الحزب الشيوعي في العراق، وقد نجح في ذلك عبر وسائله واجهزته. كما انه كان أداة الادارة الامريكية لاجهاض مشروع الثورة الاسلامية الايرانية. فثمة معلومات وبيانات تتسرب في الوقت الراهن تكشف ان صدام عقد سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين امريكيين بارزين قبيل هجومه العسكري على ايران عام ،1980 حيث اتفق الطرفان (نظام صدام وإدارة ريجان) على تدمير الجمهورية الاسلامية الوليدة في ايران، ثم صدرت تعليمات للبنتاجون بتقديم المساعدة لآلة الحرب العراقية سواء من خلال الدعم المعلوماتي والمخابراتي او تسليح جيشه بكل ما يحتاج اليه من عتاد وذخيرة.

ولن نجافي الحقيقة اذا قلنا ان صدام حسين خدم الامريكيين بشن هذه الحرب، فقد دمر العراق كقدرات وإمكانات بشرية واقتصادية وتنموية، حيث كان لهذه الإمكانات لو تم توفيرها أن تكون في خدمة العراق والعراقيين والعرب وقضية الصراع مع العدو الصهيوني.

لقد انتهى صدام حسين بما له وما عليه، لكن الشعب العراقي سيبقى الى ما شاء الله. والمهم ان يبقى في سلام واستقرار وليس في اقتتال وتناحر وسفك دماء الابرياء.. لقد انتهت حقبة صدام ويجب ان يضعها الجميع وراء ظهورهم وينظروا الى مستقبل العراق، فمحنة شعب العراق لا تحتمل أي محاولة لتأجيج الاوضاع أكثر من ذلك لأن النتيجة ستكون المزيد من الضحايا الابرياء وتمزيق اوصال الوطن.



* كاتب بحريني









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024