الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 11:21 ص - آخر تحديث: 11:21 ص (21: 08) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
سهر العامري -
تفاقم الصراع الأمريكي - الإيراني على العراق !
يبدو أن العملية ، التي قامت بها مجموعة مسلحة تابعة لإحدى المليشيات الدائرة في الفلك الإيراني في مدينة كربلاء مساء السبت المصادف للعشرين من هذا الشهر ، قد نقلت الوجد الإيراني من مجرد تدخل في شؤون العراق المحتل الى مرحلة صراع عسكري يدور بين إيران التي تطمح الى بسط هيمنتها على العراق ، مأخوذة بأحلام الماضي الكسروي الذي لا يعود أبدا ، وبين الولايات المتحدة الأمريكية الطامحة بشرق أوسط جديد على المقاييس الرأسمالية .

لقد عمدت إيران الى تحويل تدخلها في العراق الى صراع مكشوف من خلال تلك العملية المسلحة التي طالت مبنى مجلس محافظة كربلاء للتنسيق المشترك ما بين القوات الأمريكية والقوات العراقية ، والتي قتل على إثرها خمسة من الجنود الأمريكان ، بالإضافة الى إصابة ثلاثة آخرين ، بينما أعقب حدوث تلك العملية تضليل إعلامي ، لم يكن بعيدا عن الماكنة الإعلامية في طهران ، يشير الى أن القوات الأمريكية هي التي اقتحمت مبنى محافظة كربلاء ، ويبدو أن الهدف من هذا الإعلان هو إثارة مشاعر الأعداد الكبيرة من العراقيين الذين تجمعوا في كربلاء لإحياء ذكرى معركة الطف التي أستشهد بها الإمام الحسين عليه السلام ، ولا يستبعد أبدا أن يكون من قام بتلك العملية هم أشخاص إيرانيون مدربون دخلوا الى العراق بهذه الحجة أو تلك ، أو أنهم من أبناء التبعية الإيرانية الذين طالما سخرتهم طهران لتنفيذ مخططاتها في العراق ، وعلى مدى دهور طويلة ، وأيا كان المنفذ لتلك العملية ، فإن إيران لم تكن بعيدة عن هذا الهجوم الذي نفذ في مكان هو مدينة كربلاء التي تتواجد فيها جالية إيرانية كبيرة ، وفي زمان هو العشرة الأولى من شهر محرم حيث تتجمع أعداد كبيرة من العراقيين ، قادمين من مدن عراقية أخرى .

لقد أستغلت مناسبة ذكرى استشهاده الإمام الحسين من قبل جهات سياسية داخلية وخارجية ، وفي أزمان متباينة ، ومختلفة ، وقد اشترك في هذا الاستغلال الأطراف العراقية المناوئة للحكومات العراقية ، وبغض النظر عن هوية هذا الطرف أو ذاك ، وبغض النظر عن ارتباطه بهذا الطرف الأجنبي أو ذاك كذلك ، لكن يظل المتدينون في العراق هم الطرف الأكثر استغلالا لهذا الطقس الذي بدأه البويهيون الإيرانيون إبان حكمهم للعراق في القرن الرابع الهجري ، وذلك من أجل توطيد أركان حكمهم فيه ، مستغلين التعاطف الذي يظهره الشيعة العرب في العراق خلال هذه المناسبة ، ولهذا أدخلوا هم للعراق صورا تعبر عن مظاهر حزن ما كانت معروفة عند العراقيين الشيعة العرب أبدا ، خاصة عند العشائر العربية التي كانت تكتفي بإقامة مجالس العزاء بهذه المناسبة لا غير .

لقد تجسدت تلك الصور باللطم على الصدور العارية ، أو اللطم على الظهور بسلاسل تنتهي بسكاكين حادة وقصيرة ، يتطاير معها لحم الإنسان ودمه في منظر كريه ، ويتوج كل هذا شج الرؤوس الحليقة بسيوف قصار تدعى ( القامات ) ، وفي صور مرعبة ، ومخيفة حرصت المؤسسة الدينية الإيرانية في العراق على التمسك بها ، واعتبرتها ثقافة ! تكرس من خلالها نفوذا على جماهير الفقراء من الشيعة ، هذا في الوقت الذي تعتبر به تلك المؤسسة أن الصور تلك ما هي إلا شعائر من شعائر الله ، ولهذا رفع مريدو تلك المؤسسة خلال هذه المناسبة الشعار التالي : ( ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )

واليوم لا بد لإيران من استغلال هذه المناسبة في بدء صراعها المسلح مع أمريكا ، ومن خلال حرب نيابة ستأتي على الشيعة في العراق قبل غيرهم ، خاصة وإن هذه المناسبة قد مُد أمدها لخمسين يوما هذه السنة ، أي الى اليوم الأربعين الذي يلي اليوم العاشر من شهر محرم ، حيث يتجمع وقتها الألوف من العراقيين الشيعة من مختلف مدن العراق لإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين هذه المرة ، وعلى هذا يبدو أن إيران قد اختارت وقتا مناسبا ، وبسبب من دوافع عدة منها :

* فشل قيام محادثات بين إيران من جهة ، وبين الولايات المتحدة من جهة أخرى ، وهو فشل واضح للخط الأمريكي داخل النظام الإيراني الذي كان يسعى الى حلول مقبولة من قبل الطرفين لكل المشاكل القائمة بين الدولتين ، ذلك الخط الذي راهنت عليه أمريكا لسنوات ، ومن قبلها بريطانيا كذلك .

* وقوف أمريكا وراء القرار رقم : 1737 الذي أصدره مجلس الأمن بإجماع أعضائه ، ذلك القرار الذي فرض عقوبات على طهران قالت عنها مصادر في الأمم المتحدة إنها عقوبات أولية ستلحقها عقوبات أخرى في قرارات أخرى إذا لم تكف إيران عن سعيها لامتلاك القنبلة النووية .

* الحشد العسكري الأمريكي الهائل للسفن والطائرات في الخليج العربي ، وكذلك الحشد الضخم للطائرات الحربية في قاعدة ( أنجرليك ) الأمريكية على الأراضي التركية ، يضاف الى ذلك التحليق المتواصل للطائرات الأمريكية التجسسية فوق الأراضي الإيرانية ، تلك الطائرات التي أعلنت إيران في الآونة الأخيرة إسقاط إحداها.

* الحشد السياسي الذي قامت به وزيرة الخارجية الأمريكية ، كوندليزا رايس ، في زيارتها الأخيرة للمنطقة العربية ، وحضورها اجتماع ما سمي 6+2 ، أي دول مجلس التعاون الخليجي الستة بالإضافة الى مصر والأردن ، وهو الاجتماع الذي هاجمته صحيفة كيهان المقربة من الولي الفقيه ، علي خامنائي ، كما هاجمته صحف إيرانية أخرى ، وقد رافق ذلك الهجوم كتابات تهجمية طالت العرب جميعا .

* الحملة العسكرية الأمريكية المتواصلة التي تشنها قوات الاحتلال الأمريكية على عملاء وأتباع النظام الإيراني في العراق ، أولئك الذين أخرجتهم أمريكا من بيت عبد العزيز الحكيم القريب من المنطقة الخضراء ، أو أولئك الإيرانيون الخمسة التي ألقت عليهم تلك القوات القبض في دار من محافظة أربيل ، والذين لا يزالون رهن الاعتقال لليوم عندها ، كما رافق هذا الإجراء إجراءات أخرى منها مراقبة الحدود العراقية- الإيرانية بصورة أدق ، والى حد وصل به الأمريكيون الى غلق معبر الشلامجة الحدودي عند البصرة بوجه سيارات النقل الإيرانية ، وذلك بعد أن تبين لهم أن إيران تهرب الأسلحة لعملائها في العراق من خلال حاويات ضخمة تحملها سيارة النقل تلك بحجة أنها حاويات تحمل مواد إنشائية لمنظمة إعادة بناء العتبات المقدسة في العراق ، ويقال أن النية تتجه بالأمريكان الآن الى غلق معبر الشيب في محافظة ميسان بعد أن اتضح أن إيران فتحت هذا المعبر من أجل غزو العراق اقتصاديا في ظل ميزان تجاري مختل ، يميل لصالح إيران كثيرا ، وهذا ما يرى فيه الأمريكيون تناقضا واضحا مع قرار مجلس الأمن الداعي الى فرض عقوبات على إيران ، هي في أكثرها عقوبات اقتصادية .

والذي يلاحظ من كل ما مر أن إيران تريد أن تبدأ المعركة مع أمريكا على الأراضي العراقية ، وليس على الأرض الإيرانية ، ولهذا فقد حملت وسائل الإعلام الإيرانية خبرا مفاده أن آلافا من الطلبة الإيرانيين سيدخلون العراق لمقاتلة الأمريكان فيه ، هذا من جانب إيران ، أما من جانب أمريكا ، فهي تريد أن تصفي كل البؤر ، والركائز الإيرانية سواء كانت تلك الركائز في الحكومة التي يقودها المالكي ، أو في التنظيمات المسلحة والغير مسلحة التي تتحكم بالشارع العراقي ، وذلك قبل أن تبدأ حربها مع إيران ، تلك الحرب التي تسميها وسائل الإعلام الغربية اليوم بالحرب العالمية الثالثة في الشرق الأوسط .








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024