الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 07:19 ص - آخر تحديث: 07:17 ص (17: 04) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - 	التطور التاريخي لثورة الجزائر: 
بقيت الجزائر تحت الهيمنة العثمانية من القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر، ثم دخلت تحت السيطرة الفرنسية عام 1830 . احتلت فرنسا الجزائر بواسطة سبعة وثلاثين ألف جندي، واستمرت باستغلالها مدة 136  سنة طبقت فرنسا أكثر السياسات الاستغلالية شدة. وطبقت سياسة فرنسة مكثفة. منعت الحديث باللغة العربية، والتعليم بها. واعتبرت اللغة الرسمية هي اللغة الفرنسية. واعتبر الشعب الجزائري من الدرجة الثانية. وكان تجول الناس حتى في بلدهم يحتاج إلى إذن مسبق. وكان يهدف من إزالة الهوية القومية للشعب، مسخ عراقة الشعب التاريخية والحضارية ، إعاقة أية حركات وطنية محتملة. في هذه الأثناء "أسست" بنية اقتصادية سياسية مرتبطة بالأجنبي المحتل . فقبل الاحتلال الفرنسي كانت الجزائر تصدر القمح إلى أوربا، وخلال فترة الاستعمار هذه أصبحت الجزائر تستورد (80%) من الحبوب التي تستهلكها من فرنسا.

في الذكرى (49) للثورة الجزائرية

بقلم : نـزار خضير العبـادي -
"مليون ونصف" شهيد ثمن الحياة الكريمة

o التطور التاريخي لثورة الجزائر:
بقيت الجزائر تحت الهيمنة العثمانية من القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر، ثم دخلت تحت السيطرة الفرنسية عام 1830 . احتلت فرنسا الجزائر بواسطة سبعة وثلاثين ألف جندي، واستمرت باستغلالها مدة 136 سنة طبقت فرنسا أكثر السياسات الاستغلالية شدة. وطبقت سياسة فرنسة مكثفة. منعت الحديث باللغة العربية، والتعليم بها. واعتبرت اللغة الرسمية هي اللغة الفرنسية. واعتبر الشعب الجزائري من الدرجة الثانية. وكان تجول الناس حتى في بلدهم يحتاج إلى إذن مسبق. وكان يهدف من إزالة الهوية القومية للشعب، مسخ عراقة الشعب التاريخية والحضارية ، إعاقة أية حركات وطنية محتملة. في هذه الأثناء "أسست" بنية اقتصادية سياسية مرتبطة بالأجنبي المحتل . فقبل الاحتلال الفرنسي كانت الجزائر تصدر القمح إلى أوربا، وخلال فترة الاستعمار هذه أصبحت الجزائر تستورد (80%) من الحبوب التي تستهلكها من فرنسا.
غير أن هذا لم يكن قد تأسس بعد تنظيم يوجه غضب الجماهير نحو الاستعمار ويتولى مناهضته بالصورة التي تزعزع وجوده وتسبب قلقاً لزعمائه.
ومع تشبيه الاستعمار لنفسه كان يجري بعض الانفراجات. أسس نظاما عميلاً، وأجرى بعض الإصلاحات. في هذه الأثناء تأسست منظمة "الجزائر الجديدة" بقيادة الأمير خالد. وطالبت هذه المنظمة المستعمر الفرنسي بحق التصويت، ومنح الحقوق المدنية، وحق تمثيل الجزائريين في البرلمان الفرنسي. فرفض الفرنسيون هذه المطالب، واعتُقل الأمير خالد، واقتيد إلى منفاه.
في النصف الأول من القرن العشرين ظهرت في الجزائر بعض الحركات القومية في مواجهة سياسة الاستعمار القمعية.لكن لم تجد هذه المنظمات التي لم تطالب بالاستقلال أية فرصة للنجاح . وفي عام 1931 تأسس "اتحاد العلماء" بقيادة الشيخ عبد الحميد بن باديس. وقد تنظم الجزائريين هؤلاء في مواجهة الفرنسة الإجبارية، وسياسة القمع، لحماية الإسلام، والمحافظة على الثقافة العربية تحت شعار: "ديني الإسلام، لغتي العربية، وطني الجزائر" وعمل على تحريك الجزائريين إلى الحركة عبر خطب الجوامع. بعد فترة قصيرة منع المستعمر الفرنسي الخطب في الجوامع.
كما تأسس اتحاد مندوب الإسلامي بقيادة (فرهاد عباس) ، وطالبت هذه المنظمة بمنح الجزائريين الحقوق التي يتمتع بيها الفرنسيون مثل حق التعليم، والتصويت، والمواطنة الفرنسية.
أما الحزب الشيوعي الجزائري الذي تأسس بمساندة الحزب الشيوعي الفرنسي فلم يكن له قوة في الداخل. وهنالك بنية تنظيمية أخرى تمثل القطاعات الكادحة في المدن، يقودها (مسالي الحاج) .
أما الاستعمار الفرنسي فكان يحل هذه التنظيمات، وعبر قوانين حظر جديدة تحول دون عودتها من جديد.
كانت التطورات في فرنسا تؤثر على الجزائر، والتطورات في الجزائر تؤثر على فرنسا. ومقابل تطور الفاشية الألمانية في أوربا عام 1936 تأسست في فرنسا حكومة جبهة شعبية مناهضة للفاشية. اعترفت هذه الحكومة بحق التنظيم السياسي للجزائريين، وتأسس حزب الشعب الجزائري بقيادة (مسالي الحاج)، كما تأسس اتحاد الشعب الجزائري بقيادة فرهاد عباس.
ولما انهارت الجبهة الشعبية في فرنسا عام 1936. واحتلت ألمانيا النازية فرنسا، وبعد ذلك الجزائر، انتهت الديمقراطية الجزائية في الجزائر. واعتقل الوطنيون الجزائريون، ووضعوا في معسكرات الاحتلال ، وقُتل أكثرهم.
في سنة 1942 أنزل الحلفاء قواتهم في الجزائر، وانتهى الاحتلال الألماني. ومقابل هذا التطور تقدمت مجموعة من الجزائريين بقيادة فرهاد عباس طلباً للحلفاء تناشدهم فيه بإنهاء الاستعمار، وتأسيس دولة مستقلة، وإعداد دستور ديمقراطي، وإجراء انتخابات برلمانية، ومشاركة الجزائريين في الحكم، والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين.
اعتقد الجزائريون أنهم سيحققون هذه المكاسب عند هزيمة الفاشية. لأن الإمبرياليين لم يرفضوا هذه المطالب في ظل تلك الظروف، وقاتل الوطنيون الجزائريون إلى جانب الحلفاء ضد الفاشية الألمانية معتقدين أن ذلك سيشفع لهم ويوصلهم إلى الاستقلال .
مجزرة الستيف والنضال المسلح
o فترة التحضير:
رأى الوطنيون الجزائريون في نهاية الحرب العالمية الثانية أن هزيمة ألمانيا النازية وانتهاء الحرب يعني انتهاء الاستعمار. لكن الحقيقة الفاشية جعلتهم يدفعون ثمناً غالياً مرة أخرى.
ففي 8 أيار 1945 جرى الاحتفال بالنصر بعد نهاية الحرب، ولكن عندما رُفع العلم الجزائري في الاحتفالات، فتح الجنود الفرنسيون النار على الجماهير وقتلوا مايزيد عن (45 ألف شخص) ، وتم اعتقال آلاف الوطنيين، ومُنعت الفعاليات السياسية فبان الوجه الحقيقي البشع للمستعمر، فقد أظهرت (مجزرة الستيف) أن الإمبريالية لن تترك مستعمراتها بإرادتها، كما كشفت عن ازدواجيتها. وأدرك الوطنيون الجزائريون هذه الحقيقة – ولكن - عبر تجربة مؤلمة أدت إلى ولادة أفكار جديدة ، ومناهج عمل وطني مختلفة ، ورؤى أكثر نضجاً لما هو مطلوب في المرحلة القادمة من الوطنيين الجزائريين.
وفي عام 1948 ظهر بشكل جلي أنه لا يمكن كسب الحرية بغير طرد الإمبريالية من البلد. هذه الرؤية أدت إلى تجمُّع كافة المنظمات الوطنية والديمقراطية تحت سقف واحد، لتقود حركتها النضالية من خندق واحد موحَّد توجِّه منه ضربتها القاصمة لظهر المحتل من غير أن تأخذها به رأفة أو شفقة
كانت السنوات العشر التي تلت (مجزرة الستيف) تمثِّل مرحلة نضج الحركة الاستقلالية في الجزائر. وحتى هذا التاريخ تركز النضال، والفكر الوطني في المدن، أكثر مما هو عليهً في الأرياف ، ولكن المدن كانت تحت وطأة القمع الشديد، والرقابة الاستعمارية.. ومن هنا استدعى الوضع الأمني المتشدد في المدن أن تعمل الحركة الاستقلالية على شق قنوات النضال باتجاه المناطق الريفية.وبالفعل – كان التفكير بذلك مصيباً ، إذ ما لبث أن قدَّم الفلاحون دعما قوياً لإضراب عام 1948م ،وفرضوا قوة وجودهم الإنساني الحي.كما والتفت الشباب الراديكالي في حركة مناصرة الحريات والديمقراطية بقيادة (مسالي الحاج) مع الريف بشكل خاص.حيث اتجهت العناصر الراديكالية في الريف إلى النضال المسلح. . وبعد فترة قصيرة انقسمت حركة مناصرة الحريات والديمقراطية، وتأسست (المنظمة الخاصة).
o بدء النضال المسلح :
في عام 1954 اتخذ قادة المنظمة الخاصة خيار النضال المسلح المنظَّم فأسسوا الهيئات الثورية من أجل العمليات الكفاحية، والوحدة، وقسموا الجزائر إلى ست مناطق ولكل منطقة ولاية، وعُيِّنت في كل ولاية هيئة تقود حركة النضال الوطني المسلح.
ودعت الجماهير للتمرد المسلح عبر منشور وُزِّع في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1954م، وفي التاريخ نفسه تأسست "جبهة التحرير الوطني" و "جيش التحرير الوطني".
وظلَّت القوة الأساسية التي اعتمدت عليها الجبهة هي قوة الفلاحين في الريف. فقد انضم الفلاحون بجماعات كبيرة إلى الوحدات الفدائية. وجمعت جبهة التحرير العمال، والفلاحين، والبرجوازيين الصغار، والقوى الراديكالية من البرجوازية المحلية على أساس هدف الاستقلال. وكانت أهداف جبهة التحرير تتمحور على إلغاء نظام الاستعمار، وتأسيس الجزائر الديمقراطية المستقلة، واحترام المعتقدات وحقوق الإنسان، وإصلاح زراعي واسع. لذلك فهي لم تنتظر طويلاً للحصول على دعم الجماهير التي وجدت في ذلك مطلباً ملحاً لطالما حلمت به ، واسترخصت الأرواح من أجل بلوغه .
لكن تنظيم جبهة التحرير الوطني كان يوصف بأنه تنظيماً جبهوياً غير متجانس، لذلك بدأت تظهر - تدريجياً – حالة من التباين الفكري بين القوى الوطنية المنضوية تحت أسمه. وازدادت تلك المتناقضات الداخلية إثر الهزيمة التي مُنيت بها الجبهة عام 1957م بالهجوم الذي شنته على العاصمة على أمل السيطرة عليها، وإنهاء الحرب. ولكن الجبهة استطاعت أن تحول دون الانهيار والتحلل عقب هذه التجربة الفاشلة.
وفي عام 1958 اجتمعت قيادة جبهة التحرير في العاصمة المصرية القاهرة، وأسست " الحكومة الجزائرية المؤقتة". وأخذ الحدث يلفت الأنظار إلى حقيقة ما يجري على الساحة الجزائرية ويبلور أصداء واسعة لدى الرأي العام العالمي. وانقسمت فرنسا بين مؤيدين للنضال التحرري للوطن الجزائري، ومؤيدي "الجزائر الفرنسية". وتزامن ذلك أيضاً مع مرحلة تفكك الاستعمار في أفريقيا.
لكن فرنسا لم تكن تريد فقدان الجزائر، في الوقت الذي لم تتوان لحظة واحدة في ارتكاب مجزرة الستيف ، ثم أحرقت الإمبريالية الفرنسية آلاف المدارس والقرى حتى تاريخ الاستقلال، وقتلت آلاف الأبرياء وعشرات آلاف الحيوانات، واقتلعت ما يزيد عن 400 ألف شجرة كرمة. وباختصار فان قوات الاحتلال الفرنسي استهدفت الأرواح والأرزاق، وحرقت وهدمت من أجل ديمومة احتلالها للجزائر .
لكنها في آخر الأمر فشلت ، ولم تستطع إخماد النضال الاستقلالي. ومقابل تطور هذا النضال، وانتخاب الجنرال ديغول رئيساً للجمهورية الفرنسية عام 1958 إثر مأزقها، دخلت التطورات في بُعد جديد تقرر بموجبه استمرار الروابط بين الجزائر وفرنسا، وتنظيم التطور الاقتصادي الاجتماعي مدة خمس سنوات، وتدخلت المغرب وتونس في الوساطة.
في 12 أيلول 1959 صرح ديغول في هيئة الأمم المتحدة بأنه سيعترف باستقلال الجزائر. واجتمع مسئولون فرنسيون، وممثلون من جبهة التحرير الجزائرية في بلدة(ميلون) في 5 حزيران عام 1960 طلب ممثلو جبهة التحرير من الهيئة الفرنسية الاعتراف بها دون قيد أو شرط. وفي نهاية هذه اللقاءات التي سميت تاريخياً اتفاقية (إفيان) بتاريخ 16 آذار 1962 تم إعلان وقف إطلاق النار من قبل الطرفين. وهكذا انتهت السيطرة الفرنسية التي دامت 132 عاماً، أزهقت خلالها أرواح ما يقارب المليون والنصف جزائري في نضال تحرري فريد ضرب فيه أبناء الشعب الجزائري مثلاً بطولياً لا نظير له في سبيل حريته واستقلاله وتطلعاته المستقبلية ..ويقيناً أنه بعد ما يقارب 7,5 سنة، من الثورة والكفاح حقق النصر، وفاز شهدائه الأبرار بجنات الخلد ..
فطوبى لشعب المليون شهيد في الذكرى الـ ( 49 ) لثورته العربية الخالدة .. ومزيداً من التقدم والازدهار لهذا البلد العربي الأبيُّ الأصيل الذي اختار الشهادة بعزة ، والحياة بكرامة..
*****








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024