ديرشبيجل: أمريكا تعطل السلام الإسرائيلي السوري قالت مجلة "درشبيجل" الألمانية أن الصدفة وحدها لعبت دورها في المبادرة الأولى لإجراء مباحثات سرية لاستكشاف إمكانيات توقيع معاهدة سلام بين سوريا وإسرائيل. ونقلت صحيفة "الشرق" القطرية عن المجلة أن الواقعة بدأت إبان الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد إلى تركيا في شهر يناير مطلع عام 2004 أقام الرئيس الأسد في جناح أحد فنادق العاصمة التركية اسطنبول، ينزل فيه أيضا، وبفعل الصدفة، المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية آلون لايل، الذي تربطه علاقة جيدة بالخارجية التركية، وأضافت المجلة : "أن أمريكا مارست ضغوطا على إسرائيل لمنعها من متابعة التفاوض مع السوريين بحجة أن سوريا تنتمي إلى محور الشرّ". وقالت المعلومات الصحفية إن الدبلوماسيين الأتراك نقلوا رسالة خاصة وجهها الرئيس السوري إلى المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية لايل ومفادها الآتي:" الرئيس السوري بشار يريد متابعة مفاوضات السلام التي كان والده حافظ قد باشرها. يومها رفضت الحكومة الإسرائيلية متابعة المفاوضات بناء على نصيحة أمريكية". وتضيف المعلومات الصحفية أن الجانب السوري فوّض رجل الأعمال السوري إبراهيم سليمان، وهو من أقرباء عائلة الأسد ويقيم بواشنطن متابعة الموضوع. وكي تكتسب المحادثات بعض المصداقية تمّ الاتفاق على تسمية وسيط ثالث حيادي، كان مدير قسم الشرق الأوسط في الخارجية السويسرية نيقولا لانغ، وهو عراب مبادرة السلام في جنيف بين الإسرائيليين والفلسطينيين "الفاشلة في حينه". واستمرت المباحثات غير الرسمية لمدة سنتين وفي مناطق سرية، معظمها في سويسرا حتى صيف عام 2005 حيث تم التوقيع والاتفاق بين الطرفين على ستّ نقاط. أهمها تخلي إسرائيل عن هضبة الجولان المحتل وتجريد الجولان من السلاح وتحويله إلى ما يشبه بمنطقة سياحية لكن مفتوحة أمام الإسرائيليين بالإضافة إلى بقاء نهر الأردن وبحيرة طبرية تحت سيطرة إسرائيلية.ومقابل ذلك تلتزم دمشق بوقف دعمها لحركة "حماس وحزب الله". واعترف مدير عام الخارجية الإسرائيلية السابق آلون لايل لمجلة "درشبيجل" أن الحكومة الإسرائيلية كانت متابعة وموافقة على جميع التفاصيل، وان ستّة موظفين رفيعي المستوى في الخارجية الإسرائيلية، وبينهم مستشار السياسة الخارجية لدى رئيس الحكومة إيهود اولمرت، كانوا يعلمون بمحتوى الاتفاق.. يقول آلون لايل للمجلة الألمانية: "لقد امضينا سنتين نحاول إقناع الحكومة الإسرائيلية أن الرئيس الأسد راغب فعلا بالسلام. وهذا الأمر أكده أيضا الوسيط السويسري نيقولاي لانغ أثناء زيارته إلى القدس. لقد أكد لانغ جدية الموقف السوري بعد أن تحدث إلى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وإلى وزير الخارجية وليد المعلم". وتمضي المجلة الألمانية إلى القول بأن جدية الموقف السوري تجلّت في الحرب اللبنانية ـ الإسرائيلية الأخيرة التي وقعت في صيف العام الماضي 2006. لقد اقترحت دمشق في حينه عقد اجتماع رسمي ثنائي بمشاركة مدير عام الخارجية الإسرائيلية ونائب الرئيس السوري. لكن عندما نقل لايل الطلب السوري جوبه برفض الحكومة الإسرائيلية فقطعت دمشق فورا جميع الاتصالات. وكالات |