الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 05:39 م - آخر تحديث: 04:26 م (26: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - .
د. أحمد عبد الملك -
المذاهب الإسلامية... حوار أم صراع؟!
صدر عن مؤتمر حوار المذاهب الإسلامية الذي عقد في الدوحة في 20 يناير 2007، بيانٌ لخّص ما انتهى إليه المؤتمرون الذين مثلوا المذاهب الإسلامية، وذكر اسم هذه المذاهب (السُّنة- الشيعة- الزيدية- الإباضية). وفي رأينا الخاص، أن اختلاف هذه المذاهب وبياناتها هو السبب الرئيسي لفرقة المسلمين، وتحوير المقاصد الإسلامية النبيلة -كما وردت في القرآن والسُّنة- إلى غايات شخصية وسياسية أحياناً لن تخدم المسلمين في يوم من الأيام.

وإن كان المجال لا يسمح بذكر ما دار في قاعات الاجتماعات، أو ما ورد في أوراق العمل الغنية، إلا أن نظرة خاطفة على البيان الصادر عن المؤتمر تعطينا الانطباع الواضح بأن هناك نزاعات كبيرة بين المذاهب الإسلامية، ولعل أبرزها ما تلوّن بالمواقف السياسية، ومثال ما يجري في العراق -بين السُّنة والشيعة- أوضح الأمثلة. لذلك جاءت الرؤية الأولى للمجتمعين في البيان، كالتالي:

"إدانة ما يحدث في العراق من حرب طائفية بين السُّنة والشيعة، مما يؤدي إلى تفتيت العراق، وصرف الانتباه عن العدو الحقيقي المتربِّص بالأمة".

وهنا نتحدث عن دور اختلاف المذهبين في شق صف الأمة، وتجزئة بلد عظيم مثل العراق، لم يستطع الطرف الشيعي القيام بما يقوم به الآن في ظل ديكتاتورية صدام حسين. ونحن نشعر -حتى مع إعدام صدام حسين- الذي نعترف بكل ما قام به ضد الإنسانية في العراق- أن نغمة التشفي والانتقام كانت حاضرة لدى الذين قاموا بإعدامه! وهذا دليل على انبعاث أحقاد تاريخية قديمة تعود إلى كربلاء الأولى.

وهذا الاختلاف يتغذى من الخارج، حيث وجدت إيران، في ظل اختلال الأمن في العراق، وفي "نهمها" نحو تصدير المذهب الشيعي أو دعم تشييع العراق بكامله، فرصة للتدخل السياسي، وتحقيق "الانتصار لآل بيت الرسول"، لعودة الحكم إلى أنصار علي والحسين رضي الله عنهما، وهذا هو الستار الديني الذي يدغدغ عواطف الإخوة الشيعة، لكن الحقيقة هي القضاء على حضارة الأمة العربية وتحقيق الإمبراطورية الفارسية!

ويقتبس أحد الحاضرين في المؤتمر د. حسن محمد وجيه قولاً للكاتب غسان الإمام يقول: "في العالم العربي تجري تجارب ومحاولات لتمويل وتشجيع نشر المذهب الشيعي، إمعاناً في تمزيق السلام الديني والاجتماعي، بدءاً من الحوزات في سوريا، وصولاً إلى الجمعيات السرية للتشييع في فلسطين ومصر ودول المغرب العربي، في حين يتم التمويه على هذا التدخل بإسماع النظام العربي أحلى الكلام عن الصداقة بين الجيران والأخوة في تسويق "النصر الإلهي" في لبنان، ودعم المقاومة الجهادية في فلسطين، وفي التصدي الميلودرامي المُفتعل والمبالغ فيه ضد أميركا".

نعم، يجب أن نعترف، هنالك خطط سرية للتشييع في العالم العربي والإسلامي، ولقد سمعنا عن أموال تضخ في بلد عربي لشراء أراضٍ من مواطنين سُنة بواسطة مواطنين شيعة، ليس بقصد الاستثمار التجاري أو السكني، بل من أجل الاستثمار السياسي والمغامرة بذلك البلد سعياً لتغيير مذهبه إلى المذهب الشيعي.

أما الرؤية السادسة التي وردت في البيان المذكور، فلقد ركزت على رفض الإساءة والتطاول على آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم جميعاً وأمهات المؤمنين! وتلك إشارة واضحة إلى بعض حالات "الغباء" التي ظهرت في علاقات المسلمين السُّنة والشيعة، حيث تم تبادل الاتهامات بين الطرفين، فهذا (رافضي) وذاك (...)، وهذا يلعن يزيد، وذاك يسبُّ الحسين، وذاك "مغتصب" الحكم، وهذا "صاحب" الحق.. وغيرها من الأدبيات (غير الأدبية) التي شوهت سمعة الإسلام، وجعلته في نظر البعض ديناً هشاً، يتغامز عليه الآخرون، ويُشهِّرون به. والسبب في كل ذلك هو تدخل رجال الدين في أمور السياسة، ونَهْم المُتدينين في الاستئثار بـ"كعكة" السياسة.

ولعل في ما استشهد به الباحث الدكتور عبدالكبير المدغري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية سابقاً في المملكة المغربية، خلال مداخلة له في هذا الشأن، ما يدل على ما ذهبنا إليه من حالات "الغباء" بين السُّنة والشيعة. يقول:

وعن الإمام الصادق : "إن الناس أغروا بالكذب علينا، حتى كأن الله عز وجل افترضه عليهم، لا يريد منهم غيره، وذلك بأنهم لا يطلبون دَيناً، وإنما يطلبون دنيا".

ويضيف: "كل شيء مردود إلى الكتاب والسُّنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف".

هذا هو كلام الإمام الصادق، ولا ندري من أين يأتي بعض الجهلاء بـ"تخاريف" وتنطعات، وسلوكيات تضع الإسلام في موضع السخرية من قبل العالم المتحضر، وذلك بقذف الأنبياء والصحابة بالتهم والسخرية منهم وتشويه سيرهم.

وللأسف، فإن الطرفين (سُنة وشيعة) يقذفون التهم، أو يُعلقون المسببات لاختلافاتهم على "العدو الخارجي"، أي يربطون العلاقات السياسية لبلدانهم مع هذا الطرف أو ذاك. كما جاء على لسان العلامة محمد علي التسخيري الذي تحدث حديثاً عاطفياً تشكيكياً وتاريخياً عن أصول الخلاف بين السُّنة والشيعة. ولقد نشب خلاف بين المذكور والشيخ يوسف القرضاوي في الجلسة الختامية للمؤتمر.

وأخيراً، فإن ترك الداعية أهل السياسة لعملهم، وانكبابه على عمله هو خير وسيلة للقضاء على الخلافات القائمة بين السُّنة والشيعة، كما أن "تطهير" المدارس والجامعات من التدخل و"التغذية" الدينية المحرّضة خير وسيلة لتدريس القرآن والسُّنة فقط، دون أن نترك الفرصة للأموات أن يحكموا الأحياء.

ونختم بما جاء في ورقة للأستاذ الدكتور علي لاغا عميد كلية الدراسات العليا في لبنان: "إن كل الدول الكبرى فيها تعدديات بالأصول والفروع، ديانات ومذاهب وقوميات، والسياسة عندهم تنظيم لأحوالهم، بينما هي في بلادنا مع قلة تنوعها، شرٌ مستطير تغذيه جهالة شعب ومهارة طامعين بخيرات أرضه ما ظهر منها وما بطن".








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024