السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 04:06 ص - آخر تحديث: 02:02 ص (02: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - .
سركيس نعوم -
ايران الاسلامية ورثت مصر العربية
كانت لمصر دائماً مكانة مهمة في العالم العربي. لكن ثورة "الضباط الأحرار" في 23 تموز 1952 التي أطاحت الملكية بقيادة "البكباشي" جمال عبد الناصر واقامت جمهورية على انقاضها اضافت الى هذه المكانة بعدما عززتها طبعاً دوراً بالغ الاهمية اولا في العالم العربي وثانياً في العالم الاسلامي وثالثاً في العالم الثالث. وما كان ذلك ليتحقق لولا تحلي الزعيم المصري الجديد بـ"كاريزما". ولولا تحسسه المآسي الاجتماعية للمصريين وتصديه لايجاد الحلول اللازمة لها، ولولا اعلانه ايمانه بالعروبة ورفعه شعار وحدة الامة العربية من المحيط الى الخليج واعلانه الحرب على القوى الكبرى الاستعمارية التي وقفت دائماً ضد اماني الشعوب العربية وحكامها. ولولا مطالبته الدائمة بالتحرر الوطني ومن ثم بالتحرر الاجتماعي. ولولا تبنيه قضية فلسطين وبذله من اجلها الغالي والرخيص. الا ان هذا الدور المصري العربي والاسلامي والدولي المهم بدأ يضعف منذ عام 1967 جراء الهزيمة او "النكسة" كما سميت التي تعرضت لها مصر ومعها سوريا والاردن على ايدي اسرائيل خلافا لكل توقعات الشعوب في هذه الدول بل في المنطقة كلها. ومع رحيل عبد الناصر الى جوار ربه عام 1970 وتسلم "رفيق دربه" انور السادات رئاسة الدولة المصرية انحسر الدور المذكور الى حد بعيد وخصوصا بعدما انفرد السادات في توقيع صلح منفرد مع اسرائيل وبعدما حصر همه في وسائل تأمين "الرفاهية" للمجتمع المصري على حساب الكثير من القضايا الوطنية والقومية. إلا ان السبب الاساسي للانحسار كان اقتناع الشعوب العربية بما فيها شعب مصر ان التجارب التي مرت بها بلدانها على مدى عقود اظهرت ان القومية العربية فشلت عبر الانظمة التي حكمت باسمها في استعادة حقوق العرب (فلسطين) ومجدهم. واظهرت ايضا ان اليسار من اشتراكية وشيوعية فشل بدوره في تأمين هاتين الاستعادتين كما فشل في توفير الحد الادنى من مستلزمات الحياة الحرة الكريمة لها. وفي ظل اقتناع لا يمكن الا ان ينتج من احباط شديد عادت الجماهير العربية والاسلامية الى الله معتبرة انه الملاذ والخلاص والملجأ والمنقذ ومستعيد الحقوق ومعاقب مرتكبي المعاصي والاستبداد وافسحت في ذلك في المجال امام التيارات الاسلامية الاصولية التي كانت موجودة كي تعود الى الحياة والنشاط لا بل وفرت فرصة بروز خيارات اخرى اكثر راديكالية وتشددا منها. وبدا مع الوقت ان هذه التيارات تكاد ان تستحوذ على تأييد معظم الشوارع العربية. لكنها رغم ذلك لم تتمكن من الوصول الى السلطة في اي دولة عربية وبقيت الانظمة القائمة قادرة على تطويعها سواء بالقوة والقمع او باغرائها للقيام سواء بالدعوة او بالجهاد ولكن خارج العالم الاسلامي. الا انها ازدادت قوة بفعل عاملين. الاول، التجربة الناجحة التي قامت بها في افغانستان وان لمصلحة غير اسلامية والتي طورتها وبدأت استعمالها بعد ذلك للترويج لفكرها وحكمها في العالم العربي فالاسلامي. والثاني قيام اول جمهورية اسلامية ولكن غير عربية في ايران عام 1979. الامر الذي اعطى زخماً للاسلاميين العرب وخصوصا بعدما خصهم النظام الاسلامي الجديد في ايران بالدعم على انواعه رغم الاختلاف المذهبي معهم.
الى ماذا ادى ذلك كله؟
ادى الى زوال او بالاحرى انتهاء الدور العربي والاسلامي الكبير لمصر والى "وراثة" ايران الاسلامية له. ويظهر ذلك جليا من خلال تزعمها محورا عربيا يضم سوريا وحركات اسلامية فلسطينية ولبنانية واخرى منتشرة في كل المنطقة العربية والاسلامية. وذلك كان الدور الذي قامت به مصر اكثر من مرة ولاسيما منذ ثورة 1952، ويظهر من خلال تصديها للاستكبار والاستعمار والصهيونية وعملائها وفي "سعيها" لاستعادة فلسطين. وذلك كان احد اهم ادوار مصر العربية. ويظهر من خلال زعزعتها الاستقرار في الدول العربية وحتى الاسلامية التي تختلف معها والسعي الى اقامة انظمة موالية لها فيها، وذلك ما كانت تقوم به مصر ايضاً.
هل تنجح ايران الاسلامية في الاحتفاظ بـ"دور مصر" وفي جعله الاقوى على الساحة العربية؟
ليس ذلك بالامر السهل. فمصر عبد الناصر رغم ضخامة التأييد لها في الاوساط الشعبية العربية والاسلامية لم تستطع الاستئثار باحادية الدور في العالم العربي، اذ كان في مواجهتها محور تقف على رأسه المملكة العربية السعودية نجح في جعل تمدد مصر وانتقالها من الشعارات والعواطف الى العمل الفعلي صعبا جدا في اكثر من بلد عربي. لكن التجربة الاهم كانت في اليمن حيث استنزفت مصر وجيشها وزعيمها زعيم العرب الامر الذي اضطره الى التصالح مع السعودية والى وقف فكرة "تصدير الثورة العربية". والآن هناك في مواجهة ايران محور عربي واسلامي كبير مدعوم من المجتمع الدولي تقوده ايضاً المملكة العربية السعودية. ولدى هذا المحور سلاح يستطيع استعماله لاحباط نفوذ ايران "العربية" او ربما للفوز عليها لم يكن متوافراً له ايام صراعه مع عبد الناصر ومحوره. وهو المذهبية اي الخلاف السني – الشيعي المزمن جدا، الذي احيته طموحات ايران الاسلامية وسياساتها في المنطقة العربية. وفي ظل وضع كهذا لا يمكن ان تربح ايران في المطلق وخصوصا ان اتهامها بدفع السنة الى التشيع صدر عن اكثر من دولة عربية ومرجعية اسلامية والحبل على الجرار. لكن طبعا لن تربح المنطقة ايضاً اذ سيغرق الجميع في الفتن والحروب. تلافيا لذلك ولاسباب اخرى ربما بدأ زعيما المحورين الاقليميين السعودية وايران مشاورات واتصالات قد تثمر تحركا لكنها قطعا لن تكون كالتي جرت بين مصر عبد الناصر وسعودية فيصل بن عبد العزيز والتي ارست فعلا علاقة تعاون وتفاهم بينهما. في حين ان الشكوك تساور الكثيرين من العارفين بحقيقة النيات الايرانية والسعودية رغم التشاور القائم بين الرياض وطهران. في اي حال لا يمكن التكهن من الآن بمصير الصراع بين المحور الجديد والاخر القديم لتداخل المعطيات والاسباب والظروف. لكن ما يمكن الاشارة اليه بأسى هو ان "مصير" العالم العربي كان في أيدي العرب في القرن الماضي وصار في مطلع القرن الحالي في أيد عربية واخرى غير عربية، والخوف ان يصبح بعد سنوات قليلة او ربما عقود في ايد غير عربية بالكامل. وذلك غير مستبعد.

*النهار اللبنانية








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024