الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 10:06 م - آخر تحديث: 04:17 ص (17: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - .
بقلم:محمد مصطفى علوش -
لقاء مكة بين ضرورة الإتفاق وانعدام الثقة
الفلسطينيون الذين ظلوا يكتسبون التعاطف الدولي في مجلس الامن يوم بعد يوم لعدالة قضيتهم ، وفي وقت بدا للجميع بدأً من الأوروبيين وحتى المعتدلين في الإدارة الأمريكية بأن نزع فتيل الأزمة في الشرق الأوسط لا يكون إلا بالحل الشامل انطلاقاً من القضية الفلسطينية ، وان سياسة الحلول المجزءة لم تفض لشيء ، إذا بالفسلطينيين يجدون أنفسهم على أعتاب حرب داخلية بعد خسارة ما اكتسبوه خلال نضالهم الشريف في تحقيق العدالة وإرحاع الحق لأهله أمام الرأي العام الدولي فضلاً عن الشارع العربي الذي ينظر بحيرة وإرباك وخيبة أمل طويلة لما يحدث من إقتتال بين فصيلين أفنا أعمارهما في النضال الوطني .
فهل سينقذ "لقاء مكة" ما تبقى من رصيد النضال الفلسطيني ؟ ولماذا لم تنجح لقاءات القاهرة وعمان ودمشق؟ وهل ادرك كل من حماس وفتح خطورة الوضع الذي أنزلقا اليه؟

لماذا لم تفلح اللقاءات السابقة؟

لم يكن "لقاء مكة" المبادرة الاولى في سبيل تحقيق الوحدة بين الفلطينيين ودعم قضيتهم ، بل ان هذا العام تميز بزخم وكثرة المبادرات العربية المنطلقة من عمان والقاهرة ودمشق والتي لم تفض لشيء .

ويقيني أن هذه اللقاءات التي حدثت في عمان والقاهرة لم توفق لأن حماس تعتقد أن كلا العاصمتين تميل إلى "أبو مازن" وفصيله في الصراع الدائر ولا رغبة لها البتة في بقاء حماس في السلطة ، بل تورطت بتوريد السلاح الى فتح ، وهذا ما أشار إليه الدكتور إسماعيل رضوان المتحدث باسم حركة حماس بالقول : "ما يؤلمنا حقا أن هذه الدولة العربية المتورطة في إرسال هذه الكميات الهائلة من الأسلحة إلى حرس الرئاسة، وسائر الدول العربية عجزت حتى الآن عن كسر الحصار ولم تستطع إدخال المواد الغذائية أو الأموال أو أي مساعدات عينية لتفادي آثار الحصار، لكنها للأسف عندما اخترقت الحصار اخترقته بإرسال أسلحة لدعم طرف ضد آخر في الصراع السياسي الداخلي.. لهذا نحن ننظر بخطورة إلى هذا التحول".

بل لا يخفى على عاقل ما تتلقاه فتح من دعم اسرائيلي في مواجهة حماس سواء كان ذلك برغبة فتحاوية ام لا . فهذا داني روبنشتاين الكاتب في صحيفة هاآرتس يدعو إلى ضرب حماس ووضعها في موقف المعارضة الضعيفة في الحياة السياسية الفلسطينية من خلال تقديم الدعم السياسي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بإحداث تقدم سياسي يؤدي إلى جذب المواطن الفلسطيني ناحية عباس وحركة فتح بعيدًا عن حركة حماس، مشيرًا إلى أن حركة حماس لا تحقق التقدم إلا في الأوقات التي تسود فيها المواجهات وهذا ما ترجم فعلاً في صورة تسليم 100 مليون دولار من إسرائيل للرئيس عباس أو في صورة تقديم الرئيس جورج بوش دعما محددا للرئاسة الفلسطينية.

كما أن لقاء دمشق الأخير بين عباس ومشعل لم يثمر، لأن فتح تعرف يقيناً أن دمشق تقف إلى جانب حماس . كما تتهم حماس بأنها تنفذ مخططات إيرانية وسورية ، وقد بررت هجومها بمصفحات أمن الرئاسة التي ظهرت لأول مرة على الجامعة الإسلامية وإحراق مكاتبها وأبنيتها بأنها تحولت لوكر لتدريب متطرفين، كما زعمت بوجود 8 خبراء عسكريين إيرانيين لدعم مقاتلي حماس .

ضرورة الاتفاق رغم انعدام الثقة
المتابع لتصريحات القادة في كلا الفصيلين يجد أن انعدام الثقة بينهم هو القاسم المشترك الذي يجمعهم في "لقاء مكة" . فتأكيد الطرفين على أن لا حل أمامهم سوى الاتفاق وان الرغبة متوفرة لكليهما في الوصول إلى حل لأن الجميع خاسر في حال بقي الوضع على ما هو عليه ، لا يغطي أزمة الثقة بينهما والتي تلاحقهم إلى مكة .
فعلى الرغم من تأكيد مشعل إن حماس ستهيئ كل الظروف لإنجاح اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مكة المكرمة، بعد إشادته بمبادرة العاهل السعودي لوقف الاقتتال الداخلي ، فقد رد على ادعاءات فتح بأن ما تقوم به حماس هو تطبيق لأجندة إيرانية سورية في إطار لعبة المحاور القائمة ، إذ جاء على لسان رئيس المكتب السياسي لحماس في دمشق أمس أن ما يجري في الساحة الفلسطينية ليس معارك إقليمية "وإنما نتيجة لتدخلات أميركية إسرائيلية لخدمة مخطط إستراتيجي أميركي في المنطقة"، حيث اعتبرها مشعل "تدخلات شريرة تسعى لتفجير الوضع الفلسطيني خدمة لأغراضها" وذلك بواسطة بعض القوى الأمنية التابعة للرئيس محمود عباس خصوصا الأمن الوقائي ، وأن القوات الموالية لمحمد دحلان هي جزء من مخطط أمريكي إسرائيلي لتصفية حماس واستئناف المفاوضات للتفريط في الحقوق الفلسطينية. وقالت بأن الهجوم على شاحنات خاصة بالرئاسة كان بغرض ضبط أسلحة مرسلة للرئاسة لضرب حماس.
رغم كل هذه الإتهامات، فقد دعا مشعل قادة فتح للعمل على إنجاح اللقاء وعدم العودة إلى الوراء وهذا ما أكده رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية في بداية الاجتماع الأسبوعي للحكومة بالقول إن لدى وفد حماس إرادة صادقة للتوصل إلى اتفاق ينهي حالة الاحتقان ويعزز جهود تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وكذلك تعزيز التطبيق الحقيقي للشراكة السياسية معتبراً إنه ليس أمام الفلسطينيين "خيار إلا خيار الاتفاق، إذا خلصت النوايا وصدقت العزيمة وغلبنا المصالح العليا فنحن على يقين أننا سنتفق".
هذا ما تؤكده فتح بدورها ، فهي تقول أن "لديها الإرادة والقرار" لإنجاح حوار مكة والتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية ، وان وفد الحركة يحمل تفويضا كاملا للتوصل إلى اتفاق من المجلس الثوري .
ويبدو أن فتح التي ذهبت إلى لقاء مكة وفي أجندتها الملحة تعزيز الوحدة الوطنية ثم الانطلاق نحو إعادة هيكلة منظمة التحرير ومؤسساتها لتوحيد طاقات الفتحاويين في سبيل العودة إلى امتلاك حصرية القضية الفلسطينية بيدها في المضي نحو الهدف الأساسي بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة أدركت بدورها أن لا مخرج للأزمة إلا بالاتفاق على الرغم من تشككيها بنية حماس في إنجاح اللقاء . فرئيس كتلة فتح البرلمانية عزام الأحمد الذي يشارك في المحادثات قال "إن قداسة مكة المكرمة للمسلمين يجب أن توفر الإرادة لدى الجميع لإنجاح الحوار، وهذه الإرادة متوفرة لدى حركة فتح ونأمل أن تكون إرادة إنجاح الحوار متوفرة أيضا لأخوتنا في حركة حماس" ويعلل ضرورة نجاح اللقاء وان كان على أساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وذلك لـ "قطع الطريق على إسرائيل التي تقول إنه لا يوجد شريك فلسطيني للسلام".ومن الواضح أن فتح تذهب للرياض وهي تسعى كما يقول عزام الأحمد " لحكومة فلسطينية تلتزم بقرارات المجالس الوطنية والاتفاقيات الموقعة وعندها نكون قادرين على فك الحصار الدولي السياسي والاقتصادي وإخراج القضية الفلسطينية من حالة الجمود التي تواجهها".
ما يميز لقاء مكة عن سابقيه؟

لقد مرت خمسة أعوام على المبادرة السعودية الأولى والمدعومة عربيا لحل الأزمة الفلسطينية وها هي الرياض تدعو فتح وحماس للجلوس على طاولة المفاوضات ، لإنقاذ ما يمكن انقاذه من الوضع المتردي ، بعد ان تحول السلاح الفلسطيني من سلاح مقاوم الى سلاح تفتيتي تخويني .

"لقاء مكة" سيكون اللقاء الأخير بين فتح وحماس بعد فشل اللقاءات السابقة ، وإذا لم يكتب له النجاح بحده الأدنى المتمثل بوقف اطلاق النار بين الطرفين ، والتوافق مبدأياً على حكومة تستطيع فك الحصار ريثما تحين موعد الإنتخابات التشريعية القادمة ، فإن الأمور ستتعقد لتنرلق لمنطلق خطير جداً ، حيث قد تصل الى حد فصل قطاع غزة الذي تتواجد فيه أكثر حمساوية عن قطاع رفح الذي تتواجد فيه أكثرية فتحاوية بغية الحد من الإقتتال الداخلي ما يعني انقسام حقيقي بين مدرستين ومشروعين سياسيين على اطلال الدولة الفلسطينية المستقلة .

لا بد لـ"لقاء مكة" ان يكتب له القبول ، لأن الجميع بدون التوافق فيه سيكون خاسر ، وحماس التي قبلت مكرهة بدولة بحدود 67 قد تخرج من الحكم ويدها صفراً بعد سلسلة من التنازلات المهددة لشعبيتها ومصداقيتها.كما ان السعودية تعلم تمام العلم كما مصر والأردن ان انزلاق الوضع الى السيناريو السابق سيجعل المنطقة بأكملها أمام خطر لا يقل عن الأخطار المحدقة بالمنطقة.

وما يميز السعودية في هذا اللقاء ، ان الرياض تكتسب احترامها من كلا الفصيلين كما انها الدولة العربية الأكثر دعما للقضية الفلسطينية والتي لم تتخل يوماً عنها على الرغم مما يقال عن التنسيق السعودي-الأمريكي في المنطقة . اضف الى ذلك ان السعودية تعتبر من أكثر الدول المانحة للشعب الفلسطيني ، ولم تتوان يوماً عن تسديد ما عليها من التزامات تجاه القضية الفلسطينية، ولديها خطوط تواصل مع واشنطن ، وتملك قدراً لا بأس به من الإحترام من قبل إيران الداعمة لحماس ، علماً اني لا أرى تأثيراً كبيراً لإيران وسوريا على موقف حماس الداخلي على عكس ما تشيع السلطة الفلسطينية.

الرياض التي قامت مشكورة "بتجهيز الامكانيات اللازمة لانجاح الحوار" ولم تحدد سقف زمني للحوار، مؤكدة على استمراره حتى يتم الاتفاق بين الجميع ينبغي ان تستكمل ذلك بالضغط بما لديها من أوراق على كلا الفريقين للوصول الى الحد الادنى المطلوب من التوافق الذي به تحقن دماء الفلسطينيين وتعود البوصة الى مسارها الصحيح.
*(كاتب ومحلل سياسي لبناني)








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024