الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 03:08 م - آخر تحديث: 03:07 م (07: 12) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - إيان بريمر
بقلم: إيان بريمر -
استراتيجيته جديدة تحمل المجازفة: هل بوش علي حق؟
حين تنهار العراق وهو الأمر الذي يبدو الآن محتوماً فلسوف تحتاج الولايات المتحدة لأكبر عدد من الأصدقاء في المنطقةأياً كانت تصورات المنتقدين في الداخل والخارج، فإن الموجة التي يعتزم الرئيس بوش إرسالها إلي بغداد ليست مجرد زيادة في أعداد القوات هناك؛ فهي تشكل إستراتيجية إقليمية جديدة وتحمل في طياتها قدراً هائلاً من المجازفة. من الواضح أن خطة بوش الجديدة هذه سوف يتبين أنها مجرد محاولة هزيلة، وبعد فوات الأوان، لتحقيق الاستقرار في العراق. إلا أنها في الحقيقة تقدم للولايات المتحدة بعض الفوائد الأبعد أمداً فيما يتصل بالمعركة الإقليمية بينها وبين إيران لمحاولة بسط النفوذ في المنطقة.ويتلخص العنصر الأساسي في هذه الإستراتيجية في قرار بوش بتكثيف وتصعيد القتال ضد أكثر ميليشيات العراق قوة، جيش المهدي. فقد أصبحت هذه الجماعة، تحت السيطرة الشكلية لرجل الدين المقاتل مقتدي الصدر، تشكل القوة المقاتلة الأضخم والأفضل تسليحاً في العراق، وباتت تسعي إلي تنفيذ أجندة سياسية وأمنية خاصة بها.لقد اشتبك جيش المهدي مع قوات الولايات المتحدة من قبل في أكثر من موقعة، وكانت الموقعة الأشد بروزاً تلك التي دارت في إطارها معارك شرسة لفرض السيطرة علي مدينتي النجف وكربلاء في جنوب العراق في العام 2004، ولقد انتهت تلك المواجهات إلي الهدنة علي نحو أو آخر علي الرغم من استمرار المناوشات وذلك لأن قوات الولايات المتحدة كانت غير راغبة في مقاتلة التمرد السُنّي والميليشيات الشيعية في نفس الوقت.كما كان نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي كارهاً لمواجهة جيش المهدي، ويرجع ذلك في الأساس إلي أن الدعم الذي يقدمه الموالون للصدر في البرلمان العراقي يشكل عنصراً حاسماً بالنسبة لبقاء المالكي علي الصعيد السياسي. والآن يبدو أن قوات الولايات المتحدة باتت علي استعداد لتولي هذه المهمة بدلاً من انتظار تحركات المالكي.وإذا ما تمكنوا من إضعاف قوة هذه الميليشيات بصورة ملموسة، أو علي الأقل حصر نفوذها داخل الأحياء الشيعية الفقيرة في بغداد، فلسوف تصبح الحكومة العراقية في موقف أفضل بعض الشيء بحيث تتمكن من تأليف قوة أمنية معقولة، كما سيصبح بوسع بوش أن يزعم لنفسه تحقيق بعض النجاح. الحقيقة أن الإستراتيجية الجديدة تدرك، علي أقل تقدير، أن التحدي الأعظم الذي يواجه الاستقرار في العراق علي الأمد القريب يتمثل في الميليشيات بصورة عامة وجيش المهدي بصورة خاصة.فضلاً عن ذلك، هناك الصراع المتصاعد والأكثر اتساعاً مع إيران. وتؤكد اللغة الرسمية التي تستخدمها الولايات المتحدة مؤخراً، والتحركات الفعلية التي تنفذها بما في ذلك إلقاء القبض علي خمسة إيرانيين في أربيل في أوائل شهر يناير/كانون الثاني والتفويض الصادر عن بوش باستخدام القوة المميتة ضد الإيرانيين الذين يهددون أمن العراق أو سلامة قوات الولايات المتحدة علي الرغبة في تبني توجه أكثر ميلاً إلي المجابهة في التعامل مع النفوذ الإيراني داخل العراق. إلا أن هذا يشير أيضاً إلي إدراك حقيقة مفادها أن الجهود التي تبذلها إيران لبسط نفوذها الإقليمي تشكل التحدي الأعظم في مواجهة احتمالات تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط علي الأمد البعيد.مما لا شك فيه أن إستراتيجية بوش الجديدة ليس من المرجح علي الإطلاق أن تساعد العراقيين في تفادي الانزلاق إلي آتون حرب أهلية طائفية مهلكة. ذلك أن الزيادة المؤقتة لأعداد القوات بنسبة 16% من القوات الأمريكية الموجودة حالياً في العراق لا تكفي لتنفيذ هذه المهمة. ويصر بوش علي مزاعمه التي تؤكد أنه في وقت قريب سوف يصبح عدد القوات الأمريكية في وسط العراق كافياً للاحتفاظ بالمناطق التي تستولي عليها من الميليشيات والمتمردين. ولكن إلي متي؟ شهر واحد؟ أربعة أشهر؟ ثلاثة أشهر؟ إن القوات الأمريكية سوف تترك العراق في النهاية لا محالة، وكل الأطراف المعنية حكومة المالكي، والميليشيات الشيعية، والمتمردين السُنّيين، وإيران، والدول العربية السُنّية المجاورة للعراق تدرك هذه الحقيقة. ويستطيع الصدر ببساطة أن يتراجع وينتظر حتي يخرج الأمريكيون.فضلاً عن ذلك فإن أي حل ممكن في العراق يتطلب الاتفاق السياسي بين كافة الطوائف العراقية، الأمر الذي سوف يعتمد بدوره علي استعداد هذه الطوائف للتسوية والتنازل. وهذا يعني ضرورة إعداد القوانين التي تضمن التقسيم العادل لأرباح العراق من النفط، ولابد وأن تكون كافة الطوائف علي ثقة تامة من أن ما اتفِق عليه بينهم سوف يُنَقذ بالفعل. ولابد من إقناع السُنّة بأن وضعهم كأقلية وانتماءهم السابق إلي حزب البعث لن يكون سبباً في استبعادهم من الحياة السياسية والاقتصادية.إلا أن أعداد القتلي من الشيعة والسُنّة، نتيجة للاقتتال الدائر بين الطائفتين، أصبح في ازدياد مستمر الآن. ومن المنتظر أن تكون العدوانية الجديدة المتوقعة من جانب قوات الولايات المتحدة سبباً في جعل التسوية بين الطائفتين أمراً مستحيلاً. وليس من المنطقي أن نتوقع من ساسة العراق أن يبذلوا تضحيات سياسية ضخمة في الوقت الذي يقاتل فيه أتباعهم القوات الأمريكية ويقتتلون فيما بينهم.وفي النهاية لا يجب أن ننسي أن إستراتيجية بوش الجديدة ما زالت تواجه العديد من التحديات في الداخل. ذلك أن عدداً بسيطاً من الأمريكيين وبالتالي القليل من المشرعين في الولايات المتحدة يثقون في الكيفية التي يدير بها بوش الأزمة العراقية. وإذا ما فشلت الإستراتيجية الجديدة في تقديم نتائج إيجابية وملموسة خلال بضعة أشهر، فلسوف تعلو في الداخل الأصوات المنادية بسحب القوات من العراق حتي تصم الآذان. والحقيقة أن أي ارتفاع حاد في خسائر الولايات المتحدة في الأرواح هناك لابد وأن يؤدي إلي تفاقم الضغوط من جانب المطالبين بالخروج.علي الرغم من كل ذلك إلا أن الإستراتيجية الجديدة تحمل في طياتها بعض الفوائد. فهي أولاً تتجنب إشراك المالكي بصورة مباشرة، الأمر الذي يعني أن الضرر السياسي الذي سيلحق به سيكون أقل مما لو كان شريكاً فعلياً في هجمات الولايات المتحدة علي الشيعة العراقيين. ولسوف تؤدي تحركات الولايات المتحدة إلي انتقاد العراقيين للمالكي باعتباره شخصاً عاجزاً ضعيفاً أو ألعوبة في أيدي الأمريكيين، إلا أن هذه الاتهامات موجهة إليه بالفعل. ولا شيء قد يكون أكثر ضرراً بالنسبة للمالكي من موافقته الصريحة علي شن الهجمات علي الميليشيات الشيعية. والحقيقة أن بقاء حكومة المالكي يشكل عنصراً حاسماً في مواجهة التحديات السياسية التي تواجه كافة الطوائف العراقية.

الأمر الثاني أن الإستراتيجية الجديدة سوف تؤدي إلي انشغال جيش المهدي بصورة دائمة. ذلك أن ميليشيا الصدر تهدد بالتحول السريع إلي نسخة عراقية مطابقة لحزب الله في لبنان: أو جيش خاص جيد التسليح ومترابط سياسياً وينتهج سياسة خارجية خاصة به. وكلما تمكنت قوات الولايات المتحدة من إضعاف موقف جيش المهدي وإرغام الصدر علي اتخاذ خطوات سياسية رامية إلي إنقاذ ماء الوجه، فلسوف تكون هذه الميليشيا أكثر ضعفاً مقارنة بالقوي الأخري في العراق بعد رحيل قوات الولايات المتحدة.والفائدة الأخيرة تتلخص في أن توجيه القتال بصورة مباشرة نحو أقوي الميليشيات الشيعية والإيرانيين داخل العراق من شأنه أن يقرب الولايات المتحدة بصورة أكبر من حلفائها التقليديين بين الأنظمة العربية السُنّية الحاكمة في المملكة العربية السعودية، ومصر، والأردن، ودول الخليج. والحقيقة أن الحكومات العربية تشعر بالغضب إزاء الفوضي القائمة في العراق، خوفاً من تخلي الولايات المتحدة عن الأقلية السُنّية وتركها تحت رحمة الشيعة القُساة الذين لن يرعوا فيهم إلاً ولا ذمة. هذا فضلاً عن انزعاج الحكومات العربية من تمكين إيران نتيجة لهذه الحرب من بسط نفوذها الشيعي في كافة أنحاء الشرق الأوسط.حين تنهار العراق، وهو الأمر الذي يبدو الآن محتوماً، فلسوف تحتاج الولايات المتحدة إلي أكبر عدد ممكن من الأصدقاء في المنطقة، وبصورة خاصة مع تصاعد وتيرة وحدة المعركة بين الولايات المتحدة وإيران علي بسط النفوذ الإقليمي والنزاع بشأن برنامجها النووي. وبصرف النظر عن أي عامل آخر، فإن وجود عدو مشترك من شأنه أن يساعد الولايات المتحدة وحلفاءها العرب في إصلاح الروابط المتضررة بين الطرفين.

*رئيس مجموعة أوراسيا، وهي الهيئة الاستشارية المختصة بدراسة المجازفة السياسية العالمية. ومن مؤلفاته كتاب المنحني جيه: سبيل جديد إلي فهم أسباب نهوض الأمم وسقوطها
حقوق النشر: بروجيكت سنديكيت، 2007. الراية








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024