الجمعة, 26-أبريل-2024 الساعة: 12:19 م - آخر تحديث: 02:05 ص (05: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - رغم كل الظروف القاهرة وجد العراقيون في أنفسهم متسعاً لتجديد الحياة وتغيير أنماطها التي لطالما ارتبطت بالكثير من الذكريات المؤلمة التي رافقت الحروب، وسنوات الحصار العميقة، وكوابيس سرفات دروع الاحتلال، وهي تعجن الأرض بالدماء، والصريخ، وركامات المنازل المتهاوية فوق الرؤوس في ساعة غفلة من تاريخ ما بين النهرين.
المؤتمرنت/خاص/ نزار خضير العبادي -
"القمريات" و "المجلس اليمني" أحدث تقليعات العراقيين
رغم كل الظروف القاهرة وجد العراقيون في أنفسهم متسعاً لتجديد الحياة وتغيير أنماطها التي لطالما ارتبطت بالكثير من الذكريات المؤلمة التي رافقت الحروب، وسنوات الحصار العميقة، وكوابيس سرفات دروع الاحتلال، وهي تعجن الأرض بالدماء، والصريخ، وركامات المنازل المتهاوية فوق الرؤوس في ساعة غفلة من تاريخ ما بين النهرين.
ولمّا كانت قوى التقدم والحداثة والعولمة هي من تسببت بكل تلك الأوجاع العراقية،كانت عودة العراقيين إلى الأصالة الحضارية، والنكهة التراثية كما الارتماء في أحضان الذات المجيدة، وربوع السلام الطويل، وكما التصميم على التشبث بالتقاط الأنفاس العروبية من حيث موردها الأصيل- أرض الجنتين.
فالتقليعة العراقية الجديدة في الفن المعماري هي "القمريات اليمنية" التي اقتحمت الذوق العراقي قبل ما يقارب الثلاثة أعوام، لكنها ظلت حينها حكراً على البيوت الميسورة -منهم- نظراً لارتفاع تكاليف عملها بوصفها تقليعة حديثة يمتهنها أفراد معدودون جداً ، اكتسبوا الخبرة فيها أثناء عملهم في اليمن. ومنذ أقل من عام تقريباً شاعت محلات صنع القمريات في العراق على نحو ملفت للنظر، ساعد على كسر الاحتكار، وفسح المجال أمام الكثير من الأسر المتوسطة؛ لتزيين صالات استقبال الضيوف بمختلف أشكال القمريات، وبأسعار زهيدة جداً.
وعلى ما يبدو أن الظرف الأمني العراقي لم يسمح للأهالي بتركيب القمريات في متون الجدران على غرار ما هو كائن عند اليمنيين، لأنها ستصبح منفذاً سهلاً لاقتحام البيوت. فعمد العراقيون إلى جعل القمريات جزءً من الجدران الداخلية للصالات والغرف، والبعض لا ينحتها على الجدار نفسه؛ بل يحضرها جاهزة بكل زخارفها وزجاجها الملون، ويلصقها على الجدار بمادة (النورة، أو الجص). وهكذا أصبحت صناعة القمريات اليمنية إحدى الحرف المغرية التي يتهافت عليها الشباب، ومنهم من زار اليمن خصيصاً من أجل نقل تصاميم حديثه منها، أو اكتساب المزيد من الخبرة حول كيفية عمل النقوش والزخارف الداخلية للبيوت.
الجدير بالذكر أن مدينة "الفاو"- في محافظة البصرة- كانت أول مدن العراق التي دخلتها القمريات عندما أُعيد بناؤها عام 1988م بعد انتهاء الحرب العراقية – الإيرانية. وساهم اليمنيون في حملة إعادة البناء فأدخلوا القمريات في تصاميم بعض المؤسسات الخدمية في "الفاو".
وإلى جانب القمريات أخذت العديد من البيوت تنقلب من المجلس العصري الحديث المرتفع إلى المجلس اليمني الأرضي بكل تفاصيله (المفارش، والمداكي، والسجاد، وغيرها..)، وتحوّل العديد من (النجاّدين) إلى هذا النمط من المجالس، كونه أصبح رائجاً إلى حد كبير، ويتزايد الطلب عليه.
ومن الواضح أن موجة الاغتراب العراقي في اليمن- التي أعقبت حرب الخليج الثانية- واستمرت إلى يومنا هذا- قد وضعت الذوق الفني العراقي محط التأثر بالثقافة التراثية اليمنية، خصوصاً وإن الإحصائيات تشير إلى دخول مئات آلاف العراقيين إلى اليمن خلال العشر سنوات الماضية، وإن حجم الجالية العراقية- التي ما زالت تقيم في اليمن في وقتنا الحاضر- تتراوح بين (25-35) ألف مواطن عراقي يزاولون مختلف المهن. لكن ظل الرأي الغالب في أسباب قوة تأثر العراقيين بالموروث التراثي اليمني هو غزارة تراث اليمن وأصالته – أولاً- ثم طبيعة التركيبة الاجتماعية للشعب اليمني الذي لا يضع حواجز نفسية بينه وبين أبناء الدول العربية والإسلامية المقيمين في اليمن- ثانياً- وهو أمر أوجد حالةَ تعايشٍ إيجابية حّركت عجلات التأثر والتأثير بين اليمنيين ، وكل من يقيم في بلادهم. وعلى كل حال فإن العراقيين الذين عادوا إلى بلدهم- على فترات متفاوتة- لم يحملوا في جُعبهم الانبهار بالقمريات والمجلس اليمني والشعبي وحسب، بل بحسن الضيافة اليمنية، والكرم العربي الأصيل الذي يتحدثون عنه؛ كلون فريد لا أحد يضاهي فيه شعب الإيمان والحكمة.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024