الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 04:57 ص - آخر تحديث: 01:33 ص (33: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - أمريكا في العراق
بيتر جرايار -
القوات الأميركية... وحروب العراق "الخَمس"!
يبدو أن الأمر في العراق لا يتعلق بحرب واحدة فقط، بل بأربع، أو خمس حروب مجتمعة يتشابك فيها الصراع على جميع الأصعدة. لذا تبدو الولايات المتحدة وكأنها تواجه رقعة شطرنج يشارك فيها أكثر من لاعب ويحركها خصوم عدة. لكن في الوقت الذي يسعى فيه بعض الخصوم إلى التعاون المشترك لضرب القوات الأميركية، ينهمك خصوم آخرون في تدمير بعضهم بعضاً وتوجيه البنادق إلى صدور باقي العراقيين. هذا التنوع في الجبهات والخصوم يجعل من مهمة الجيش الأميركي أكثر صعوبة حسب تقديرات الاستخبارات الأميركية. وإذا كانت معرفة العدو وفهمه على نحو جيد تشكل أحد أهم المبادئ التي تدعو إليها نظرية مكافحة التمرد، فإن العراق يشهد أكثر من عدو يتعين معرفته وسبر أغواره بدءاً من الفصائل السُّنية والميليشيات الشيعية المتصارعة، ومروراً بمقاتلي "القاعدة"، ثم عناصر الاستخبارات التابعة للدول المجاورة، وانتهاء بالمجرمين الذين يحترفون القتل.
وبخصوص هذا التنوع الذي يميز الساحة العراقية، يرى الجنرال "راي أوديرنو"، قائد قوات التحالف في العراق أثناء إدلائه بتصريح يوم الخميس الماضي: "لقد أصبح العراق مسرحاً شديد التعقيد تهدد استقراره مجموعة متنوعة من العوامل". غير أن هذا التنوع في الأعداء على الساحة العراقية لم يكن في البداية محط اعتراف من قبل المسؤولين الأميركيين، كما أنهم لم يقروا بالتغييرات الطارئة على طبيعة الحرب في العراق. وهكذا قاوم وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد وباقي المسؤولين في إدارة بوش عقب الإطاحة بصدام حسين، فكرة التعامل مع العنف العراقي المتنامي على أنه تمرد ضد القوات الأميركية. وامتنع البيت الأبيض أيضاً في البداية عن وصف ما يجري في العراق من اقتتال شرس بين الشيعة والسُّنة على أنه "حرب أهلية". لكن ما أن تولى وزير الدفاع الجديد "روبرت جيتس" مهامه، حتى بدأ يطرأ تغيير في فهم قواعد الحرب العراقية انعكس من خلال العبارات التي وظفتها الإدارة الأميركية لوصف الحرب.
وفي هذا الإطار صرح "بيتر بايس"، قائد هيئة الأركان الأميركية في لقاء صحفي بتاريخ 2 فبراير 2007، بأن من يعتبر ما يجري في العراق "حرباً أهلية" يبالغ في تبسيط الحالة العراقية. وقد أكد وزير الدفاع "روبرت جيتس" بأن العراق يشهد "أربع حروب رئيسية"، واحدة تدور بين الشيعة أنفسهم لبسط السيطرة على البصرة وباقي المحافظات الجنوبية الغنية بالنفط؛ والثانية تتواجه فيها الميلشيات الشيعية ونظيرتها السُّنية في إطار الصراع الطائفي؛ ثم الحرب الثالثة التي تشنها جماعات التمرد السُّنية ضد القوات الأميركية؛ وأخيراً حرب يطلقها عناصر "القاعدة" من خلال مساعدتهم للجماعات السُّنية في استهدافهم للأميركيين، وتحريضهم على العنف السُّني- الشيعي في العراق. لكن إلى جانب الحروب الأربع سالفة الذكر تضيف تقديرات الاستخبارات الوطنية حول العراق حرباً خامسة تتجلى من خلال "العنف الناتج عن الأنشطة الإجرامية المنتشرة على نطاق واسع". وحسب تقديرات الاستخبارات الوطنية التي تشكل خلاصة ما أجمعت عليه أجهزة الاستخبارات الأميركية بدأ العراق يظهر فعلاً علامات الحرب الأهلية مثل تفشي التعصب على أساس الهوية الطائفية، فضلاً عن نزوح عدد كبير من السكان نتيجة العنف والفوضى.
لكن مع ذلك ترى الاستخبارات الوطنية من خلال تقديراتها عن الوضع في العراق أن توصيف الحرب الأهلية لا ينطبق تماماً على الوضع العراقي بالنظر إلى ما يتميز به من تعقيد شديد. فهل تعمل استراتيجية الرئيس بوش الجديدة في العراق على معالجة هذا التعقيد؟ رداً على هذا السؤال يرى "ويليام مارتيل"، أستاذ الدراسات الأمنية بجامعة "توفتس" الأميركية، أن مجرد اتخاذ الولايات المتحدة قرارها بالبقاء في العراق لإحلال الأمن والاستقرار يجعلها في مواجهة مع جميع الخصوم على تنوعهم واختلاف مشاربهم. ويضيف "ويليام مارتيل" قائلاً "إن الهدف المشترك الذي يوحّد بين تلك الجماعات المتنوعة الناشطة في العراق هو السعي إلى إخراجنا من العراق، فقد تحول النصر بالنسبة لهم إلى إفشال أي شيء تقوم به أميركا". ويشير "مارتيل" أيضاً إلى الصعوبات الفعلية التي تواجهها القوات الأميركية في العراق لجهة فهم العدو والتعرف على طبيعته. فكما أظهرت العمليات العسكرية في بغداد خلال السنة الجارية سرعان ما تختفي جماعة شيعية وتتوارى عن الأنظار لتبرز مكانها جماعة سُنية تبدأ في شن هجماتها على الجنود الأميركيين.
وبالنسبة لمحللين آخرين فإن الفوضى الحالية التي يشهدها العراق لا تعني سوى أن الجهود الأميركية الرامية إلى فرض الأمن والاستقرار داخل بغداد لن تؤدي، في أفضل الأحوال، إلا إلى إرساء هدوء مؤقت. ذلك أنه لن يتم حل الانقسامات المستفحلة التي تغذي العنف بين الطوائف المختلفة، وحتى داخلها بمجرد وقف الاقتتال. كما أنهم لا يعولون كثيراً على العناصر السياسية التي تضمنتها خطة بوش الجديدة في العراق لحل مشكلة العنف وإرساء الأمن والاستقرار في مختلف المناطق العراقية المضطربة. ويتساءل "جيمس فيرون" الأستاذ بجامعة "ستانفورد" الأميركية في هذا الإطار "ما الذي سيمنع العنف من الاندلاع مجدداً في العراق حالما نسحب قواتنا؟"، ويضيف "فيرون" أن توصيف "الحرب الأهلية" مناسب جداً لما يجري في العراق، لأن العبارة عادة ما تسري على حالات ينتشر فيها الصراع الطائفي وتتفشى فيها الفوضى على غرار ما شهده لبنان من اقتتال بين أطراف مختلفة دام لفترة طويلة.
وحسب "فيرون" تنتهي الحروب الأهلية عادة بانتصار أحد الأطراف في الصراع وفرض شروطه، أما ما تسعى إليه الولايات المتحدة، من خلال دفعها بصفقة لاقتسام السلطة بين الأطراف المتنازعة، فإنه نادراً ما يكلل بالنجاح.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
محرر الشؤون الخارجية في "كريستيان ساينس مونيتور" وجهات نظر









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024