الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 05:48 ص - آخر تحديث: 01:33 ص (33: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - *
* عبدالقوي الشميري -
(المشترك).. حب الوطن على طريقة الفتى الياباني
قرأت ذات مرة خبراً عن قصة حب لشاب ياباني مع معشوقته الجميلة وما آلت إليه من نهاية مأساوية، والقصة هي حقيقة وليست من نسج الخيال وتحكي أن شاباً يابانيا كان له حبيبة تتمتع بجمال فاتن. كان يحبها حد العبادة وتبادله نفس المشاعر، ويخاف عليها الى درجة مبالغ فيها.

الحب الذي كبر يوماً بعد يوم كانت محطته أن قرر الحبيبان عقد قرانهما وإقامة عرس يليق بهما كحبيبين خاصة وأن قصة الغرام التي عاشاها جعلت منهما محل إعجاب وأنموذجاً لحب قلمّا يصل إليه الكثير. وفعلا تم عقد قرانهما في عرس غمرته البهجة والسرور وأيقن العريسان أنهما قد وصلا إلى ما كانا ينتظرانه طويلاً.

وبعد أن عاشا مراسيم الفرح والزفاف ذهب العريسان الى منزلهما ليعيشا أول ليلة جميلة في حياتهما إلا أن تلك الليلة بدأت بالسرور وانتهت بمأساة، حيث تفاجأ والدا العريسين صباح اليوم الثاني أن الشقة التي تجمع ولديهما قد امتلأت بالدماء بعد أن فتح الشاب الباب وهو ملطخ بالدماء وزاد ذهولهما عندما رأيا العروسة الجميلة وهي مضطجعة على السرير والدماء تغرقها، وأجزاء من جسدها قد هشمت وبترت فما كان منهم إلا أن أبلغوا الشرطة بذلك..

وبعد إجراء التحقيق من قبل الشرطة تدخل علماء النفس والأطباء المتخصصون لتفسير الحادثة. كان الثابت أن الشاب العريس هو من فعل ذلك بعروسته، أما الدوافع التي كانت وراء ذلك فقد اتضح من خلال التحقيق والدراسة والمساءلة أن الدافع الحقيقي لدى الشاب كان هو الحب وليس الكراهية، ذلك أن درجة حب الشاب لحبيبته وصل إلى حد تجاوز فيه اللمس والنظر ليجعل من نفسه ومن عروسته الجميلة روحاً وجسداً واحداً وذلك لن يتأتى إلا إذا اندمجا وانصهر الجسدان في جسد واحد حسب ما خيل لذلك الشاب المسكين، لذا فقد قرر أن يقوم بذبح والتهام حبيبته لتصبح جزءاً من تكوينه الجسدي والروحي ويصبحا اثنان في واحد.

وما ذكرني بهذا الموضوع حقيقة هي تلك المواقف والأفعال التي تتبناها أحزاب اللقاء المشترك إزاء الكثير من القضايا والثوابت الوطنية على الساحة مع الفارق في اختلاف المشاعر والدوافع، فبقدر ما تدعيه تلك الأحزاب من حب وحرص على الوطن ومصالحه بالقدر نفسه، بل وأكثر نجد أن مواقفها وأفعالها تتجه اتجاهاً آخر هو أقرب إلى ذبح الوطن ومصالحه وهو ما نراه ونسمعه نقرؤه ونلمسه يوما بعد يوم. فكلما سنحت لها فرصة الفعل أو التعبير عن موقف إزاء أية قضية وطنية، فما يهمهم قبل كل شيء هو أن تقف بالطرف الآخر المناوئ والمعارض لمواقف السلطة، حتى وإن كان موقف السلطة هو موقف إجماع وطني فالأمر لا يهمها طالما وهي ستجد فرصة التسجيل مواقفها وأفعالها المعارضة للسلطة، بالحق والباطل، والحق إن وجد عندها وهو شبه مستحيل حتماً يراد به باطل.

تلك المواقف والممارسات التي تتنطع من خلالها أحزاب اللقاء المشترك بلا شك تثير الاستغراب، وتدعو إلى المزيد من القراءة والتحليل لمفهوم المعارضة عند تلك الأحزاب، ليس من حيث الممارسة؛ فالممارسة واضحة، ولكن من حيث الأسس التي تستند إليها كمعارضة.. هل هي من أجل إثبات وجود أن تحمل معنى؟! وإذا كان المعنى يجب أن يكون في جوهره لأي حزب معارض هو الإسهام المباشر أو غير المباشر في العملية التطويرية بمختلف أوجهها، فهل ذلك موجود أو ملاحظ لدى أحزاب اللقاء المشترك؟ أجزم ومعي الكثير بأن ذلك هو الجزء المفقود لدى هذه الأحزاب.

ربما قد يرجع السبب إلى أن هذه الأحزاب قد بنت استراتيجيتها لأدائها كمعارضة فقط على أساس الوصول إلى السلطة وذلك من حقها في ظل الديمقراطية ولكن كيف يمكن أن تحقق ذلك؟، هناك أساليب ووسائل وأدوات يجب العمل من خلالها وفق أسس ومفاهيم لا تتعارض مع جوهر العمل الديمقراطي والمبادئ والثوابت الوطنية والمفاهيم المتعارف عليها لدور المعارضة كرديف للسلطة، وباعتبارها أداة من أدوات البناء وهو للأسف مالم تستطع أحزاب المعارضة استيعابه، وذلك لأن المفهوم السائد لدى هذه الأحزاب -من أجل الوصول إلى السلطة - يستند وحسب كل المؤشرات والمعطيات والحقائق التي يمكن الرجوع إليها على أساس مدى قدرتها على إلحاق الأضرار بالسلطة وإعاقتها وإعاقة حركة التنمية والتطوير ورفض كل شيء تقوم به السلطة والتعارض معها في كل المواقف حتى وإن كان ذلك على حساب الوطن، فلا يهمها المهم أن تدمر هذا التقدم قدر الإمكان لتعيده إلى الخلف حتى تصبح هي في المقدمة.

إذاً فهي تتطلع إلى التقدم على أسس الهدم وليس على أساس البناء، هذا أمر، أما الأمر الثاني فإن قيادات تلك الأحزاب - تعتقد وهو اعتقاد خاطئ - بأنها ومن خلال تلك الأساليب التي تنتهجها تحرز تقدماً نحو ما تسعى إليه يوماً بعد يوم، لا أن ما يحصل هو العكس. فهي بقدر ما تحدث من ضجيج سياسي وإعلامي لا يقف عند حد معين بل يتجاوز في كثير من الأحيان حتى الثوابت الوطنية والابتذال في كيل الاتهامات والأكاذيب والترويجات والشائعات الدعائية.. بالقدر نفسه تكون قد كشفت زيفها أمام الجماهير التي تفقد مصداقيتها بها يوماً بعد يوم وهو ما يمثل لها تراجعاً إلى الخلف بسبب تخلي جماهيرها وأعضائها عنها. ولذا أعتقد أن أحزاب اللقاء المشترك سيئول مصيرها إلى أنها ستجد نفسها يوما من الأيام قيادة بلا قواعد إذا استمرت في هذا المسار. ولعل نتائج الانتخابات النيابية والمحلية السابقة قد أكدت ذلك التراجع؛ حيث ثبت أن عدد المقاعد سواءٌ النيابية أو المحلية التي حصلت عليها تلك الأحزاب مقارنة ما بين 1993-2006م هي في تراجع سلبي وهو ما يؤكد التراجع الشعبي والجماهيري لتلك الأحزاب.

وفي ظل تلك المؤشرات الواضحة، كان اعتقاد الكثير من المتابعين بأن التجربة الديمقراطية التي تعيشها بلادنا منذ قيام الوحدة المباركة ستكون حتماً كفيلة ومفيدة لتلك الأحزاب للقيام بمراجعة أدائها والبحث عن أوجه القصور وامتلاك الشجاعة والجرأة والنوايا الصادقة لتصويب أدائها وقول الحق المنصف تجاه كل القضايا الوطنية وشركاء العمل السياسي في السلطة والمعارضة بعيداً عن النزعات والرغبات الضيقة والقيام بدور بناء وفاعل وبما يمكنها من الإسهام في عملية التنمية وجعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وهو ما سيعزز من حضورها وشعبيتها وسيكسبها احترام الجماهير، أما أن تظل مرهونة إلى مفاهيم ونزعات يغلب عليها الطابع العدائي فإنها ستنحدر مثل مواقفها وخطابها السياسي والإعلامي الذي ينحدر يوماً بعد يوم.

قد يقول قائل بأن ذلك على تلك الأحزاب، أقول بأن ما يصدر منها يؤكد ذلك ويقول آخر بأن ما يصدر منها يكمن ضمن حرية الرأي والرأي الآخر والممارسة الديمقراطية، وأقول: أن حرية الرأي والرأي الأخر والممارسة الديمقراطية لا يمكن أن تتعارض مع الثوابت الوطنية والقيم والمبادئ الدينية والاجتماعية، فالديمقراطية والحرية وسيلة للبناء لا الهدم.. وسيلة لقول الحق لا لتزييف الحقائق، وسيلة للتقارب، وسيلة للتوحد لا لتمزيق المجتمع.. غير أن ماهو حاصل أن تلك الأحزاب قد اعتمدت على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وهو ما جعلها للأسف لا تفرق بين وطن وعفن، وبين دستور وطبشور وبين سياسة وخساسة وبين ثوابت ومبادئ وخبز وزبادي.. الخ.

وإلا بما نفسر تلك المواقف والأفعال التي تصدر عنها إزاء بعض القضايا والمستجدات الوطنية على الساحة والتي لا يمكن أن تخضع للابتزاز والمزايدة والمكايدة مهما كان الثمن، ومهما كانت الغاية، باعتبار أن كل المصالح والغايات مهما كان قدرها يجب أن تذوب وتتلاشى أمام مصلحة الوطن وليس العكس، كما هو حاصل لدى تلك الأحزاب التي لا تتردد لحظة واحدة أمام مصالحها ورغباتها وأهوائها الحزبية الضيقة، أن تضرب بكل مصالح الوطن عرض الحائط لتؤكد بأن عداءها ليس مع حزب أو سلطة وإنما مع الوطن كله.

أحداث صعدة واحدة من تلك القضايا التي لم تغب عنها أحزاب اللقاء المشترك ولم تغب كشريك سياسي من قبل السلطة لمعرفة تداعياتها وأسبابها ودوافعها.. الخ فهي تعلم علم اليقين أن تلك العناصر هي عناصر تخريبية وأن أهدافها هي محاولة العودة بالوطن إلى ما قبل الثورة وأن كل من يقف مع تلك العناصر أو يدعمها سواء من الداخل أو الخارج فهو يستهدف الوطن وأمنه واستقراره ونسيجه الاجتماعي- كما تعلم أيضاً أن الدور الذي قامت به الحكومة لمعالجة هذه الأزمة سلمياً منذ البداية وقد كانت هذه الأحزاب ممثلة ضمن لجان الوساطات وغيرها وصولاً إلى ما تم التوصل إليه من معالجات شتى لحل تلك الأزمة بما في ذلك إصدار عفو عام كما تعلم أيضا بأن تجدد الأحداث الأخيرة في صعدة من قبل تلك العناصر الإرهابية جاء بدوافع وأهداف داخلية وخارجية لتنفيذ مخططات تآمرية على الوطن ومصالحه ومقدراته، وتعلم أيضاً بأن لجوء الدولة إلى الخيار العسكري كان بعد أن نفذت كل الخيارات، واستناداً للدستور والقانون الذي يوجب على الدولة حماية الوطن ومصالحه من كل المخاطر باعتبار ذلك من المهام المناطة بالدولة، وإذا ما تساهلت بها تكون قد أخلت بواجبها وعرضت نفسها للمساءلة القانونية.

واعتقد أن أول من ستطالب بذلك هي أحزاب المعارضة ومع كل ذلك نجد أن أحزاب اللقاء المشترك قد اختارت موقفا إزاء هذه الأحداث أقل ما يمكن وصفه بالموقف التآمري على الوطن، وهذا لا يعني أنها لا تدرك المخاطر التي تقودها تلك العناصر أو أنها لا تدرك في قرارات نفسها بأن ما تقوم به الدولة لإخماد تلك الفتنة هو الإجراء الصحيح والقانوني؛ بل تدرك كل ذلك وفي كل الأحوال فهي ترى وتعتقد وتجزم بأن موقفها لا بد أن يكون في الاتجاه الآخر المناوئ للسلطة فهذه هي رؤيتها العقيمة للوصول إلى السلطة، ولذا فهي مع العناصر الإرهابية طالما وهي ضد السلطة والوطن، وهي مع أزمة صعدة طالما وهي سترهق إمكانيات الدولة وستعمل على خلق القلاقل والمخاوف التي قد تؤثر على عملية التنمية وتنفيذ البرنامج الانتخابي، وهي مع كل ما يمكن أن يشكل أعباء وصعوبات ومشاكل وإعاقات أمام السلطة فلا بأس أن يكون الوطن قربانا بالنسبة لها ما دام ذلك سيهز كرسي السلطة وسيمكنها من الوصول إليه.. ومع هذا أقول بأن التاريخ لن يرحم ولن يغفر تلك المواقف المتآمرة بل سيسجلها عارا على جبين تلك الأحزاب وإنها مهما تشدقت عن حرصها وحبها للوطن لدغدغة العواطف فإن ذلك الحب يقيناً لا يمكن أن يختلف أبدا عن حب ذلك الشاب الياباني لحبيبته التي قتلها ليلة عرسها مع الفارق أن هذا الشاب قتل حبيبته مرة واحدة وبدافع الحب، بينما أحزاب اللقاء المشترك خنجرها لا يتوارى أن يمتد تجاه الوطن في كل مرة ألف ألف مرة وبدوافع تفرق كثيراً عن دوافع ذلك الشاب.
*نائب رئيس دائرة الفكر والثقافة والاعلام بالمؤتمر الشعبي العام








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024