الأحد, 05-مايو-2024 الساعة: 01:50 ص - آخر تحديث: 01:33 ص (33: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
ضبابية المشهد.. إلى أين؟
إياد فاضل*
شوقي هائل.. الشخصية القيادية الملهمة
راسل القرشي
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - *
بقلم: أ.د.محمد بن حمود الطريقي -
إنجازاتنا العربية بين عدالة الصيّاد ومخالب الطيور الجائرة
عندما يكثر الحديث عن فكر البناء الذي أصبَح نوعاً من دبلوماسية الخطاب السياسي ، يغدو الحديث في الاتجاه الآخر أساساً من أسياسيات هذا الفكر ، والاتجاه الآخر الذي أقصده هنا هو فكر الهدم الذي ينخر في أساسيات الحياة الإنسانية بمفهومها الشامل في الوطن العربي .

من هنا وجدت أن قاعدة " الصيد " هي خير تمثيل لها حسب الواقع العربي ومستقبله الذي يزداد غموضاً يوماً بعد يوم بفعل الأزمات المصطنعة وتبدل الأولويات في البيت العربي الداخلي . والصيد كفكرة ومفهوم إرتبط إلى حد ما بصراع البقاء وفكرة اثبات الوجود وبناء الواقع .

إذا كانت بعض التداعيات التاريخية تقودنا إلى فهم منظومة الصراعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية التي فرضت وجود صيّاد ماهر يمتلك فكر الإنسانية والبناء، ويطوّعه من خلال اصطياد الفرائس لتأمين قوت عيال الأسرة الداخلية التي أصبحت جماعة ثم مجتمعاً فشعباً ، فإن هذه المدلولات ذاتها تقودنا إلى فكر الصيّاد ذاته الذي هجر أسرته من أجل أن يسعى في مناكبها، فتحقق له ذلك رغم أنه دفع ضريبة ليست بالقليلة نتيجة هذا الغياب القسري تمخضت فيما بعد عن معاول هدم للبناء، بسبب تأثيرات اجتماعية كثيرة كان لبعض أفراد الأسرة في بيت الصيّاد دور فيها في انتقاء بعض طيور الصيد الجارحة التي من المفروض أن تأتمر فقط بأمر الصيّاد ، لتحقق أهدافه الإنسانية النبيلة وقبل كل شيء لتحقق الأمن والأمان و العدالة والمساواة،لا بأمر هاجس خوفها على السلطة والمال، بحكم مواقعها حرصاً منها على الحفاظ على مكتسباتها وخوفاً من أن تعود لحالتها الأولى في التركيب الاجتماعي !!

لقد تمادت بعض طيور الصيد في مهمتها حينما تطور دورها من إصطياد الأرانب والغزلان البرية والحباري لتقدمها للصيّاد العصامي الكريم، الذي كان يهمه أن يُشبع أفراد أسرته وجماعته قبل أن يَشبع هو ، إلى إصطياد الإنسان ومواطنته وهويته وكرامته وإنجازاته ومشاريعه التنموية، وهذا يخالف تماماً ما يريده الصياد ويصبو إليه .

هذا التطور العبثي الذي لا يخضع ولم يخضع لأي منطق مقبول لدى بعض طيور الصيد الجارحة تطورت مقوماته فأصبحت كل فريسة متاحة مباحة دون انتقائية أو تمييز ، حتى ولو كانت ملكاً خاصاً لفرد من مواطنة أو هوية أو إنجاز أو طموح أو حتى مجرد حلم يسعى جاهداً وبكل إخلاص لتحقيقه لخدمة الوطن والإنسانية ، أو كانت ملكاً عاماً لمجتمع وجماعة كالمشروع والهدف التنموي ، ضاربة بعرض الحائط القيّم السامية لهذا الصيّاد العادل ورغبته الحقيقية والمهمة النبيلة التي سخر لها هذه الجوارح!!



إنجاز يصل إلى حد العالمية ... مستقبل واعد ينتظر هذا الإنجاز ، خدمات تنال رضا كل المحتاجين، عمق فكري يتعدى البيروقراطيات المقيتة ، اعتزاز بالعروبة والوطنية وفكر الإنسانية...هذه مواصفات إحدى الفرائس العشوائية التي نالتها مخالب أحد طيور الصيّاد الجارحة واعتبرها هذا الطير (خوش صيدة ) دون أن يدرك أن صيده هذا قد لا يكون – بالمفهوم الشعبي- " صيد أسعد " وإنما " صيد أتعس " لأنهم اصطادوا فريسة حجم وعيها وإيمانها بقضيتها وانتمائها أمضى من مخالبهم التي قد تتكسر على صدر الفريسة !!

لقد وجدت بعض هذه الطيور الجارحة في أجوائنا العربية خير مرتع تغزوه ، وهي بحكم موقع سلطتها تحلق عالياً بالعنجهية لا بالأنفة ، وتنظر إلى فريستها الأكثر دسماً في الولاء والانتماء للصيّاد، وفي المواطنة والفكر المنتمي إلى الجماعة والإنسانية ، فتراها تغير عليه وهي تدرك تماماً أن أنفة الصيّاد لا تطلب هذا النوع من الصيد على الإطلاق ، بل فقط تطلب صيد من يتعارض وجوده مع الفكر الإيجابي للمواطنة والإنسانية والولاء والانتماء .. وهكذا وبفعل غياب حكمة بعض هذه الطيور ولعدم إمتثالها لأوامر الصيّاد يصبح ما كان دسماً سمّاً .

أحد المعمرين ـ أطال الله في عمره ـ كان ينصح ابنه دائماً وهو يقول له " لا تضيع صيدك بعجاجك ".. وهذا ما يحدث بالضبط مع بعض هذه القوانص التي لا تعي أنها تسير بالجماعة نحو الفرقة ، وتنزع المحبة نحو البغض والكراهية ، والأدهى من ذلك تصيّر بسوء أفعالها العدل ظلماً ، والأمان نوعاً من الإرهاب .

هذا هو واقعنا العربي الذي تغيب عنه مؤسسات عربية فاعلة لحماية الحياة الإنسانية وكرامتها وانمائها تسعى نحو التنمية المستدامة في مناطقنا العربية ... ونحن كشعوب رافضة لأن تكون إنجازاتها ومقدّراتها وفكرها الإنساني فرائس بيد بعض هذه الطيور الجائرة ، فإننا نستأذن الصيّاد الحكيم صاحب القلب الكبير لنلفت عينيه الكريمتين إلى تصرفات بعض هذه الطيور وأفعالها – التي بطبيعة الحال لا ترضيه - بعدما كنا نفترضها جالبة الفرائس لنا ، فإذا بنا وبإنجازاتنا وحتى أحلامنا فرائس لها ... وكذا هو حال ( طير ابن برمان ) مع صاحبه، وهذه رؤية نُصح عربية ... فقد يكون بين مخالب هذا الطير أفعى أو أشر منها !!

إذا كانت الكتابة دائماً عن إصلاح النفوس ، فهذه كتابة عن إصلاح الأنظمة ... ونفوس طيور الصيد المؤتمنة عليها، وخاصة ممن لا ترى عيونهم أو أجنحتهم بقدر رؤيتك لمخالبهم، لأنها السلاح الوحيد ليبقوا في خليقة التحليق، وهذا ما يدعوهم إلى إعلان حالة حرب على فكر التقدم، لأنه حسب إعتقادهم ، ربما يفقدهم ما اصطادوه، من غير علم ورضا الصياد ،من مكتسبات سياسية واقتصادية واجتماعية... لذا تجد واقعنا العربي المأزوم بهم، يعيش حالة خوف من التقدم الذي يمكن أن يكون فريسة أخرى من فرائسهم .. هذا واقع .. وتلك حقيقة وهذه الكتابة شيء من معاناة تجربة شخصية ... ولا يخرج القصد عن المقصود !!

* خبير دولي في الإعاقة العربية والتأهيل الشامل








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024