الأربعاء, 24-أبريل-2024 الساعة: 02:24 ص - آخر تحديث: 02:23 ص (23: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
المؤتمرنت / د سعاد سالم السبع -
المفسد أخطر من الفاسد
محاربة الفساد والمفسدين والفاسدين قضية كل وطني يحب الخير لهذا الوطن ، وقد وضعت القيادة السياسية هذه القضية ضمن أولويات برنامجها السياسي، لكنها ليست قضية الرئيس وحده ولا الحزب الحاكم يستطيع أن يقضي على الفساد بدون تعاون المواطنين ، إنها قضية وطن تسكنه الحكومة والمعارضة وطن يتأثر الجميع بخيره وشره ، إنها قضية كبيرة وصعبة وتحتاج إلى قيادة مخلصة للوطن ومؤهلة وقوية في السلطة والمعارضة ، تضع سوطها على جدران كل الإدارات للمفسدين في كل المؤسسات العامة والخاصة الحكومية وغير الحكومية ، الحزبية وغير الحزبية .
الفساد هو مجموعة من الظروف البيئية غير السوية التي تسهم في نمو المفسدين والفاسدين ، مثلهم مثل البكتيريا والميكروبات ، حينما يترك الطعام مكشوفا تغزوه الحشرات، وحينما يترك البيت مفتوحا يغزوه اللصوص ، حينما تغيب الرقابة عن الأداء يكثر الفاسدون ، وحينما توكل الرقابة للفاسدين يتفرعن المفسدون، ويصبحون هم من يتبنى تأصيل وتنظيم وقيادة الفساد .
معذرة : الفاسدون قد يكونون أقل ضررا من المفسدين لأنهم مرضى قد لا يؤذون الناس إلا حينما يلتصقون بهم ، أما وهم بعيدون فلا يؤذون إلا أنفسهم لأن أخلاقهم تدمرهم وحدهم ، ولا يتضرر بهلاكهم إلا من يمتون إليهم بالقرابة ، الفاسد بحاجة إلى علاج أو عزل عن المجتمع، أما المفسد فهو بحاجة إلى بتر نهائي ، الفاسد مكشوف لأن سلوكه السيئ ظاهر للجميع ، أما المفسدون فقد جمعوا بين الفساد والإفساد ، وهؤلاء هم الخطر الذي يأتي على الأخضر واليابس ، والذي لا بد من مقاومته بكل الوسائل ، إنهم إيدز التنمية ؛ لأنهم لا يكتفون بالعيش في الفساد ولكنهم ينقلون فسادهم إلى كل مكان يتواجدون فيه ويوظفون كل أسلحتهم لتجنيد الضعفاء للترويج لهم ومساندتهم ، المفسدون في الأرض لا يحبون الفساد لذاته؛ ولا يقتنعون بحياتهم فيه والاستمتاع بعفونته ، بل إنهم يتنفسونه ويزفرون أنفاسهم المسمومة به في أوساط الناس لتدمير المجتمع بكل ما فيه من منجزات جميلة وعظيمة ، فتجدهم يتلونون بلون الموقف ويغيرون جلودهم حسب البيئة التي يتواجدون فيها مثل الحرباء ، المفسدون خطر لأنهم يظهرون غير ما يبطنون ، ويدافعون عن قيم وأفكار ليس لاقتناعهم بها وإنما لجذب مزيد من ضحاياهم لصفوفهم ، وتمرير فسادهم إلى القلوب والعقول الشابة ، يحرصون على التواجد في أي مكان يجدون فيه متنفسا لفسادهم ، وكثيرا ما يتسترون بمظلة الأخلاق المزيفة ،التي تخدع رؤساءهم و من بيدهم أمرهم فيظنون بهم الخير ،وهم أخطر من الشر نفسه ؛ يهملون واجباتهم ، ويدعون أنهم هم المبدعون ، يعطلون مصالح الناس ويدعون أنهم هم المحركون لعجلة التنمية ، يوظفون كل إمكاناتهم لبث سمومهم مرة بالترهيب ومرة بالترغيب ، ومرة بنسف إنجازات غيرهم، ومرة باستغلال الفرص لصالحهم ، ومرة بتشويه سمعة من يعتقدون أنه لن يجاريهم ، ومرة بتهميش المخلصين من أبناء هذا الوطن ، وأعتقد أن معظم المفسدين في الأرض لن يعيشوا إلا بدعم المجتمع ، وبجهل المجتمع ، ونحن عندما لا نعرف أهدافهم مثل حرس الحدود مع راعي البقر إذ( يروى أنه حُكم على أحد المجرمين بالأشغال الشاقة لصالح مزرعة أحد السجون ، وكلفه مأمور السجن بخدمة الأبقار داخل هذه المزرعة المحاطة بالحرس ، وجميع الأبقار في المزارع المحيطة بالسجن تعود الرعاة أن يضعوا على رقابها أجراسا لتمييزها عن أبقار السجن ، وحتى لا يعترضهم الحرس ، وحينما وجد المجرم الفرصة سانحة للهروب علق على رقبة إحدى الأبقار جرسا وخرج أمام الحراس يدعو لهم بالهداية، ويعظهم ويلقي عليهم حكما ومواعظ في الأمانة والوفاء والإخلاص في العمل ، وتحقيق العدل ، ويحثهم على اليقظة من العدو ، وتعدى كل نقاط التفتيش أمام أعين الحراس ،ولم يعترضه أحد منهم بل كانوا يفسحون له المجال للمرور ويحيونه ويستمعون إليه ويقدمون له الطعام ، ويسهلون له الطريق ، لأنهم كانوا يظنون أنه راعي أبقار من المزارعين الحكماء المثابرين في خدمة مزارعهم ).
فأتمنى أن يصحو كل الشرفاء ، ويكشفوا مثل هؤلاء المضللين ، ويكشفوا أهدافهم الخفية ويحذروا المجتمع من دعمهم ، خاصة في ظل توجهات القيادة السياسية للحد من الفساد ، لا بد أن يتكاتف الجميع لإنقاذ الوطن من شرورهم لأننا كلنا في سفينة واحدة ، والفرجة من بعيد قد تغرق الجميع ، أتمنى أن تتولى إحدى المؤسسات البحثية جمع ملفات المفسدين و الفاسدين المعرقلين للقانون والمرتشين والحاقدين والجاحدين كل نجاح ، في كل مؤسسة رسمية أو مدنية، وهم معروفون بالاسم عند كل المترددين على تلك المؤسسات إلا أنهم لا يجرئون على مواجهتهم ، إما خوفا منهم أو عدم مبالاة بهم ، فالمفترض إخضاع ملفاتهم بما فيها سيرهم الذاتية لدراسة علمية تحليلية لتشخيص ماضيهم وتوقع مستقل البلد في ظل وجودهم ، كيف كان هؤلاء في دراساتهم ؟ وكيف وصلوا إلى وظائفهم ؟ وكيف حصلوا على ترقياتهم ؟؟ وما سماتهم الشخصية ؟ وما أهدافهم الخفية ؟ وكيف يعيشون ؟ وما مستوياتهم المادية ؟ وما مستوياتهم الإدارية ؟ وهل هناك تناسب بين ما يكسبون وما ينفقون ؟ فهم بهذه الدراسة يوفرون قاعدة معلومات عن هؤلاء تساعد كل مؤسسة إما في معالجتهم وإعادتهم للصواب بأية طريقة، أو في إبعادهم من هذه المواقع وإعفائهم من تعذيب الناس وآخر العلاج (الكي بالنار) ، فالأفضل أن تقدم لهم مرتباتهم وهم بعيدون بشرورهم عن الوطن والمواطنين من أن يمارسوا عبثهم وفسادهم اليومي ويكلفوا المؤسسات مزيدا من الخسارات ،فوجودهم يشوه المؤسسة ، ويعرقل تقدمها ، والعصر كما نعرف هو عصر التسابق نحو الجودة ... وكيف يمكن أن تحقق أية مؤسسة تقدما نحو الجودة إذا ظل السوس ينخر كل إنجاز جميل في جسدها؟؟!!!...
لا يكفي أن ننتظر دور الحكومة في محاربة الفساد بمفردها ، ينبغي أن نساندها في هذه المهمة ، ليس بالمطالبة والرقابة والهمز واللمز بل بتفعيل دورنا نحن في مؤسساتنا ، لو كل فرد منا جعل هدفه الأول هو رضا الله ، وخدمة الوطن والعمل على تقدمه بما يمتلكه من قدرات وإمكانات لما بقيت بيننا أية بيئة مساعدة على الفساد، لو كل فرد منا أدى ما عليه من واجبات ولم يتهاون بها لوفرنا كثيرا من الجهود والأموال والأوقات والقيم النبيلة، التي صارت شبه مفقودة بتهاوننا بأعمالنا ، ولا مبالاتنا بما يحدث في مؤسساتنا ، إننا جميعا مطالبون بالوقفة مع الذات،ولنسأل أنفسنا ما الذي نقدمه لبناء الغد لأبنائنا وأحفادنا ؟
الغد لا يضمنه غير القيم العلمية والأخلاقية والتنمية الحقيقية للوطن كله ، خيرنا في إسهامنا في بناء الوطن، وليس في استنزافه ،والفرجة عليه ، في تعاوننا على الخير ، في البعد عن كل مصدر للفساد ، في دعمنا لأي جهد وطني مهما كان بسيطا ، في دعم المخلصين من أبناء هذا الوطن .
العصر عصر القدرات والكفاءات والعمل النشط ، لم يعد مواتيا للمحنطين ، ولا قابلا للمتزلفين ، ولا داعما للجاحدين ،ولا ممهدا للقافزين على الواقع ، (انتهى زمن طاقية الإخفاء) وصار العصر عصرا مفتوحا ، لا يقبل إلا من يثبت القدرة على التنمية ، وما نراه من حراك في مختلف المؤسسات يبشر بالخير ، فقد أصبحت معظم القيادات مدركة أن البقاء في مواقع صنع القرار مرهون بالقدرة على الإنجاز والكفاءة في الإدارة ، فلنساعد القدرات ولنوجه المنجزين ، ولنبصرهم بخير المؤسسة التي ينتمون إليها ، وهذه إحدى خطوات الحد من الفساد .

* أستاذة المناهج وطرائق التدريس بكلية التربية جامعة صنعاء.
[email protected]



















أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024