الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 09:00 ص - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
المؤتمرنت - نيوزويك العربي -
الحرب في العراق.. الرحي التي تطحن كل شيء

مهمة وسط النيران

الأعظمية أحد أكثر الأماكن فتكاً بالجنود الأمريكان في العراق
الأعظمية شهدت الظهور الأخير لصدام وما زالت بؤرة التمرد الأكثر سخونة
سيرجنت أمريكي: الجيش العراقي اختلف كثيراً عن بدايات تشكيله
التمرد في الأعظمية يهييء الوظائف ف(600) دولار للعبوة الناسفة و(100) للقنبلة التي تصيب عجلة أمريكية

إذا كان الكولونيل دون فارس يأمل في أن يكسب نقاطا من زيارته لسرية تشارلي، فقد خاب ظنه. لقد جاء برسالة من جو الأمان النسبي الذي يسود مقر اللواء في التاجي، شمال بغداد، إلي الجنود في قاعدة باترول أباتشي في الأعظمية، أحد أكثر أحياء العاصمة فتكا. علينا أن نذهب إلي هناك سيرا علي الأقدام، كما قال للجنود المشاة، هكذا نكسب السكان المحليين ونعرف ما يجري حقا: دوريات راجلة علي الأقدام. اللعنة علي ذلك ، تمتم عدد غير قليل من الجنود وهو يتكلم. انسحب الجندي الذي يطلقون عليه اسم دراغون سلايير (قاتل التنين)، عاد إلي فراشه ليجلس محدقا بلعبته المحشوة علي شكل تنين التي ما برح يحملها أثناء قيامه بمهماته، متجاهلا النظرات القلقة التي يرمقه زملاؤه بها. حتي أحد أكثر الرجال حماسة بين الجنود، رجل من ميامي يعرف تحببا باسم جي آي جو (الجندي اليهودي) لم يعجبه الحديث التشجيعي. قالها بصوت مرتفع بما يكفي تقريبا كي يسمعه الكولونيل: لا يمكن لذلك أن يحدث .

بالرغم من ذلك، ما زالت سرية تشارلي تلتزم بالأوامر، علي نحو معين. فقد ذهب جنودها في دوريات راجلة، لكن في حماية قوة النيران الثقيلة لشاحناتهم التي تهدر خلفهم مباشرة. ويقول المجند دانييل أغامي إنهم لم يكونوا ليذهبوا دون حماية: تخرج من هنا في منتصف النهار دون وجود قوة نيران كافية وسيكون عليك الانسحاب؟ خمن ما سيحدث، كتيبتك كلها ستتعرض لل... .

لكن من شبه المؤكد أن خطة أمن بغداد - زيادة القوات - محكوم عليها بالفشل دون دوريات راجلة من الطراز التقليدي القديم، غير مصحوبة بالعربات . فالخطة تعتمد علي خروج القوات الأمريكية والعراقية إلي الشوارع لكسب ثقة المدنيين وتعاونهم وجعل المدينة آمنة بالقدر الكافي لإعادة بناء حقيقية، وهذا يولد بدوره فرص عمل ويعطي العراقيين العاديين شيئا يستحق الدفاع عنه ضد المتمردين وفرق الموت. إلا أن معظم أجزاء العاصمة مازالت تنتظر التعزيزات في الوقت الحاضر، ولن تصل بعض المناطق إلي كامل قوتها قبل شهر يونيو. وتحتل الأعظمية أولوية قصوي في ظل وجود لواء عراقي كامل ومعظم أفراد كتيبة أمريكية منتشرة فيها، وقد امتلأت بهم البيوت. كان هذا الجزء من البلدة هو الذي تجرأ صدام حسين علي الخروج إليه لآخر مرة قبل أن ينزل تحت الأرض في أبريل 2003، وما زال يشكل نقطة ساخنة للتمرد السني منذ ذلك الحين. ولن تكون بقية المدينة آمنة حتي تتم السيطرة علي أمكنة كالأعظمية.

كتيبة تشارلي موجودة هناك لمساعدة العراقيين علي تحقيق ذلك. وربما لا يحب جنودها القيام بدوريات راجلة، لكنهم فخورون بالوحدة التي ينتمون إليها. ومن بين سبعة من أفرادها قتلوا منذ بدأت جولتهم هذه في الخريف الماضي، فإن أحدهم مرشح الآن للحصول علي ميدالية الشرف من الكونغرس. كان المجند روس مغينيس يقوم بدور المدفعي علي عربة هامفي في ديسمبر الماضي حين سقطت قنبلة فيها. رمي نفسه علي القنبلة فوهب حياته فداء لرفاقه الأربعة في الفريق. ويقول السيرجنت جاي روبرت جونسون، وهو رجل في ال27 من عمره من ساوث بوسطن تطوع للقيام بجولته الثانية في العراق، قوي العضلات، تكثر الأوشام علي جسده: كانت أي مجموعة أخري ستخسر 20 أو 30 رجلا حتي الآن بدلا من سبعة. هذا هو مدي اندماجنا في الأمر . إنه مستشار لفريق عسكري انتقالي، يقوم بتدريب القوات العراقية علي تسلم المهام من القوات الأمريكية، وهو يؤمن، كمعظم أفراد كتيبة تشارلي، بمهمته. ويقول عن الفرق في الجيش العراقي هذه المرة إنه كالفرق بين الليل والنهار مقارنة بما سبق. مازالوا لم يصلوا إلي مقاييسنا، لكنهم يجعلونك تشعر أفضل قليلا بشأن الخروج من هنا هذه المرة . ويضيف جونسون إن الشرطة العراقية أمر مختلف: الشرطة العراقية، كلهم من المليشيات. يمكنك الاحتفاظ بهم كلهم لنفسك. أما الجيش، فلا بأس به .



تنتمي القوات التي يعمل معها إلي اللواء الثاني، الفرقة السادسة من الجيش العراقي. وتقاس علي أنها جاهزة للقتال ، وهي من بين الأفضل في البلاد. ويقول مستشار آمر اللواء اللفتننت كولونيل إدوارد تايلور: أعرف أننا إذا انسحبنا الآن فإنهم سيواصلون المهمة . يقيم اللواء العراقي 50 نقطة تفتيش، معظمها علي أطراف الأعظمية، لإبقاء فرق الموت الشيعية في الخارج والمتمردين السنة في الداخل. وهم يسيرون دوريات مشتركة مع الأمريكيين ليلا لاعتقال من يشتبه في أنهم من المتمردين. ويتقدم العراقيون الآن فيقرعون الأبواب، وخاصة عند دخول أمكنة حساسة كالمساجد المحلية. ونتيجة لجهودهم فإن سجن لواء الأعظمية ممتليء حتي يكاد يفيض بما فيه من معتقلين ككل سجن آخر في بغداد.

لا يتفق الجميع علي أن اللواء يستحق مثل هذه العلامات المتقدمة. فضابط استخبارات عالي الرتبة في اللواء 2، الفرقة 6، وهو سني تحدث سرا لأنه غير مخوّل بالتحدث إلي الصحافة، يدّعي أن ثلاثا من كتائب اللواء الأربع مخترقة بنسبة 60 إلي 70 بالمائة من قبل ميليشيا جيش المهدي. ويضيف: احتجز لواؤنا 270 سجينا من الأعظمية حتي الآن. وكم عدد من قام عليهم أي دليل بعلاقتهم بالمتمردين ؟ ربما 20، 25. الآخرون اعتقلوا لأنهم من السنة. إذن كم عدوا أوجدنا لأنفسنا حتي الآن ؟ ويقول اللفتننت كولونيل تايلور إنه سمع بمزاعم ارتباطهم بالمليشيات، لكنه يظن أنها مبالغ فيها. ويضيف أن الكثيرين من الجنود العراقيين ربما يتعاطفون مع جيش المهدي، لكن ذلك لا يجعلهم أعضاء فيه.

لا يبدو أن أي شيء يساعد الأعظمية حتي الآن. وقد زار الجنرال جورج دبليو كيسي الابن، وكان وقتها القائد العسكري الأمريكي في العراق، المقاطعة في سبتمبر الماضي ووعد بإعادة الخدمات العامة. لكن عمال البلدية لا يجرؤون حتي علي الاقتراب منها، ولا يبدو أن الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة تولي ذلك اهتماما. ونتيجة لذلك فإن برنامج إيجاد الوظائف الأول في الأعظمية هو التمرد. وأحد أعلي الأعمال راتبا في المقاطعة هو زراعة العبوات الناسفة المحلية إذ تقول مصادر الاستخبارات الأمريكية والعراقية إن المتمردين يعطون 600 دولار أمريكي مقابل زراعة كل عبوة. ويمكن لطفل أن يكسب 100 دولار عن طريق رمي قنبلة داخل عربة هامفي بنجاح. كانت تلك الطريقة التي قتل فيها مغينيس. كما حصل ذلك أيضا مع فرد آخر من سرية تشارلي بعد يومين فقط من بدء زيادة عدد القوات.

لم يحل أحد حتي الآن لغز البيضة والدجاجة فيما يتعلق بالأمن والتنمية. ضابط الشؤون المدنية في اللواء 2 من الفرقة 6 هو الرائد علي جبر، الجندي المحترف الذي خدم سابقا في جيش صدام. وكان قد أمضي، قبل مدة وجيزة، أسبوعين وهو يحاول عقد اجتماع مع نظيره الأمريكي في الفرقة القتالية للكتيبة الثانية من الفرقة 82. حين اجتمعا أخيرا كما يروي جبر القصة: قلت له ما الذي فعلته ؟ فقال لقد طلينا مدرسة . فقلت ماذا أيضا ؟ فقال هذا كل ما في الأمر . فقلت له طلاء مدرسة! هذه ليست بتاتا طريقة لمقاتلة التمرد . كانت لدي بعض الأفكار، فقلت: لنبن شبكة للمجاري، أشرك وزارة المالية، ووزارة الكهرباء، أبق (السكان المحليين) مشغولين، أبعدهم عن التمرد،. قال: تلك أفكار رائعة . قال: أيها الكابتن، الأفكار لن توصلنا إلي أي مكان. علينا أن نفعل الأشياء .

فجأة قوطعت قصة الرائد، فقد تحطم كرسيّه وتناثر إلي أكثر من عشرة أجزاء دون سبب ظاهر، فوقع علي الأرض. نهض وهو يقول إنه حاول دون طائل الاتصال بالضابط الأمريكي منذ ذلك الاجتماع. سأل: أين يمكنني أن أجد هذا الكابتن؟ أين يمكن أن أجد الكولونيل فارس؟ ليست سرية تشارلي وحدها من تحتاج إلي كلام الكولونيل التشجيعي الحماسي علي ما يبدو.

لا مكان سوي للموت

يتخذ العنف في العراق طابعا عبثيا في كثير من الأحيان، وأحيانا يضرب ضربته قريبا منك. ففي صباح يوم الاثنين من الأسبوع الماضي، فقد أحد موظفينا العراقيين، الذي طلب أن نسميه ماجد، أخاه. لم يتصدر خبر مقتله عناوين الصحف في ذلك اليوم، حيث إنه لم يكن أكثر من عملية قتل حمقاء في صراع أحمق يتزايد يوما بعد يوم. كان أخوه محمود (وقد غيرنا اسمه أيضا لأسباب أمنية) يسكن في الإسكندرية، وهي بلدة في منطقة ملتهبة جنوب بغداد يطلق عليها اسم مثلث الموت . في عامي 2004 و2005، اكتسبت المنطقة سمعة سيئة عندما بدأ السنة يستهدفون الزوّار الشيعة المتوجهين لمدينتي النجف وكربلاء المقدستين. وقد أصبحت المنطقة الآن ساحة قتال حيث بدأت المليشيات الشيعية أيضا في استهداف المدنيين.

كان محمود، البالغ من العمر 34 عاما، يعمل مدرسا للغة العربية. وعندما وصل إلي مقر عمله في وقت مبكر من ذلك الصباح علم أن المدرسة مغلقة في ذلك اليوم. كانت قذائف الهاون تتساقط في شتي أنحاء المدينة والاشتباكات العنيفة مندلعة بين المسلحين من الشيعة والسنة. فقبل يومين استهدفت شاحنة ملغومة إحدي الحسينيات التي تستخدم للعبادة والخدمات الاجتماعية في بلدة الحصوة المجاورة. وأدي الانفجار إلي تسوية المبني بالأرض، ولقي ما لا يقل عن 10 أشخاص مصرعهم. وفي اليوم التالي بدأت أعمال القتل الانتقامية في الحصوة والإسكندرية، واتهم السكان المحليون جيش المهدي بارتكاب تلك المجازر. وبينما كان محمود في طريق عودته إلي منزله في ذلك اليوم لم يتمكن من مواصلة السير بسبب تبادل لإطلاق النار قرب أحد الجسور. وعندما هدأت الاشتباكات انطلق نحو منزله من جديد، ولكن رصاصة أصابته في صدره. شاهد صاحب حانوت يعرف محمود ما جري له، فسحبه إلي داخل حانوته ثم نقله إلي مستشفي محلي، وربما يكون قد توفي قبل أن يتلقي أي علاج.

عندما تلقي ماجد الخبر أصيب بصدمة، وظل يتعذب ساعات عديدة بسبب ما جري لأخيه، وبدأ يسأل نفسه عما إذا كان سيتوجه إلي الإسكندرية قائلا: كل ما أريده هو أن أحتضن شقيقي وأقبل وجهه للمرة الأخيرة حسبما أبلغني مذهولا خلال محادثة هاتفية. كان الموقف محزنا، فقد بذل ماجد قصاري جهده لتفادي الخطر. ومن بين الموظفين العاملين معنا كان ماجد من أحرص الناس علي تجنب العمل في المناطق الخطرة، كما قرر أخيرا نقل عائلته إلي حي آمن في بغداد. وبعد الكثير من التروي قرر ماجد أنه لا بد من الذهاب إلي الإسكندرية. ولدي وصوله إلي إحدي نقاط التفتيش في ضواحي بغداد أعادته الشرطة العراقية من حيث أتي بسبب اشتباكات كانت تدور في المنطقة.

لم تتوقف مآسي ماجد عند ذلك الحد، كما أن العنف لم يتوقف. ففي عصر ذلك اليوم تجمع عدد من الأقارب والأصدقاء لتجهيز جثمان محمود للدفن. وانقسم الرجال إلي مجموعتين: تقوم إحداهما بغسل الجثمان وتقوم الأخري بحفر القبر في مقبرة العائلة. وكما قال ماجد، ليس من المستغرب أن يقوم الأصدقاء والأهل بهذه المهام الآن بسبب المخاطر التي تنطوي عليها الجنائز. فالمسلحون السنة يستهدفون جنائز الشيعة، والعكس صحيح أيضا. والمقبرة المعنية هي في الأساس مقبرة يستخدمها السنة بينما الأحياء المجاورة لها شيعية في معظمها. وعند الظهيرة اتصلت المجموعة المكلفة بحفر القبر بالشرطة العراقية لتوفير الحماية، وتوجهت نحو المقبرة. نشرت قوات الشرطة ست سيارات حول المنطقة، وبينما كان المشيعون يصلون صلاة الجنازة تسلل مسلحان إلي ساحة المقبرة وأمطروا المشيعين بوابل من نيران الكلاشينكوف. توفي أربعة من المشيعين الذين كانوا ضمن المجموعة المكلفة بالدفن، وأصيب ثلاثة آخرون بجراح. كان بين القتلي ثلاثة من أقارب ماجد، وتمكن عضو آخر من العائلة من الفرار عندما سمع إطلاق الرصاص. فيما كان يغادر المقبرة، شاهد ذلك الرجل مسلحين ملثمين كانا يلفان وجهيهما بشالين وهما يفران علي دراجتين ناريتين، ولم تتدخل الشرطة لإيقافهما.

تم دفن محمود في مقبرة قرب نهر الفرات غير بعيدة عن الإسكندرية، كما دفن الضحايا الأربعة الآخرون أيضا في المقبرة نفسها. ويعتزم ماجد نقل رفات أخيه إلي مقبرة العائلة عندما تتوقف الهجمات، الأمر الذي قد لا يحدث قريبا. وفي صباح اليوم التالي قام مسلحون بإحراق مبني صغير في المقبرة في الإسكندرية، ووزعوا منشورات في الحي المجاور للمقبرة. وجاء في تلك المنشورات: عليكم أيها السنة القذرون أن ترحلوا من هنا، وإلا فستكون نهايتكم سوداء . يحاول ماجد الآن ترحيل باقي أفراد أسرته إلي بغداد، ولكنه يتساءل عما إذا كانت العاصمة أكثر أمنا لهم.








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024