الجمعة, 29-مارس-2024 الساعة: 04:32 م - آخر تحديث: 05:05 ص (05: 02) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
قراءة متآنية لمقال بن حبتور (مشاعر حزينة في وداع السفير خالد اليافعي)
محمد "جمال" الجوهري
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - .
محمد مصطفى علوش -
هل السودان في طريقها نحو المحور الإيراني؟
لعل الضغوط التي تتزايد على نظام الحكم في الخرطوم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، عبر البوابة الغربية المتمثلة بدارفور، ومن قبلها ومعها البوابة الجنوبية التي استنزفت خيرات السودان، إضافة إلى ما يتعرض له النظام من ضغط داخلي من الأحزاب والحركات المعارضة له، والتي يرتبط بعضها بجهات غربية لا ترغب ببقاء نظام البشير، فضلاً عن التواجد الأمريكي المكثف في القرن الإفريقي بعد عزم البيت الأبيض على إنشاء قاعدة عسكرية له في إفريقية، على غرار القواعد العسكرية المنتشرة لها في آسيا وأوروبا، تدفع بالرئيس السوداني عمر البشير للارتماء في الحضن الإيراني المتنامي النفوذ، بعد أن وجد نفسه محاطاً من كل الجوانب في ظل انعدام الخيارات المتاحة والمترافقة، مع ضعف عربي واضح يحُول دون تشكيل جبهة عربية موحدة في مواجهة النفوذ والمخططات الغربية للمنطقة.
فقد جاء رفض الحكومة السودانية مؤخراً قبول القرار الدولي 1706، القاضي بنشر قوات حفظ سلام دولية في دارفور، بدعوى أن القرار يمثل انتهاكاً لسيادة البلاد، ليدشن لمرحلة جديدة من سياسة البشير، قوامها عودة إلى سابق عهد نظامه من قربه من إيران، وتبنيه للخيار الرافض للسياسة الأمريكية التي لم يجن من خلال الدوران في فلكها إلاّ المزيد من الابتزاز.
فما الذي جناه البشير من توقيع (اتفاق نيفاشا) مع (حركة تحرير الجنوب)، والذي وقّع بمباركة أمريكية، سوى مزيد من الحضور والاعتراف الرسمي بحركة تحرير الجنوب التي لا تزال تنسق مع الأمريكيين في محاولة لفصل الجنوب عن سائر السودان بقوة تقرير المصير الذي منحه اتفاق (نيفاشا) بعد خمس سنوات من توقيعه.
ثم ماذا قدم (اتفاق أبوجا) الموقع بين الحكومة والفصائل المسلحة في دارفور سوى مزيد من الضغط الأمريكي الذي وُصف ما يحدث بدارفور بأنه يعود لأسباب عرقية، في محاولة خبيثة لتسويغ الدعوة لفصل دارفور عن السودان أيضاً، علماً أن جميع سكان إقليم دارفور من المسلمين، وأن ما يدور فيه من صراع ليس وليد الساعة، ويعود معظم الخلافات بين سكانه لقضايا اقتصادية، وليس لأسباب عرقية، بدليل أن الصراعات أحياناً تدور بين القبائل ذات العرق الواحد.
لقد رفض البشير القرار 1706 لأنه يعتقد -كما سائر القيادات السودانية - أن للولايات المتحدة أجندة منه، وهذا ما ظهر في كلامه حين قال: "الموافقة على نشر قوات دولية في السودان سيؤدي إلى ذات النتائج التي حدثت في العراق" أي تفتيت السودان وتقسيمه لفدراليات، فضلاً عن نشوب حرب أهلية؛ إذ إن السودان يحوي أكثر من عشرين عرقية، ويعتنق أهله الكثير من الديانات، وهو بلد واسع، ويحيط به أعداء كثر من دول الجوار.
محاولة الحصول على دعم عربي وإفريقي
بل حاول الرئيس السوداني أن يستبق قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بدارفور، من خلال توقيع عدة اتفاقات والقيام بعدة زيارات والتي كان من ثمرتها اتفاق الحكومة السودانية مع الاتحاد الأفريقي بضرورة تسريع تطبيق (اتفاق أبوجا) للسلام في دارفور وإنعاش العملية السلمية في الإقليم والالتزام بمبادرة الأمم المتحدة لتعزيز القوة الأفريقية المنتشرة هناك.
وفي سبيل الحصول على دعم عربي وإسلامي وإفريقي فقد زار البشير العاصمة الليبية للقاء قيادات كل من ليبيا وتشاد واريتريا لمناقشة قضية دارفور، وتطبيع العلاقات بين الخرطوم ونجامينا، إلا أن المتمردين الدار فوريين لم يحضروا على الرغم من الدعوة التي وجهت لهم، مما يثير شكوكاً حول جدية مطالبهم. ثم بعد ذلك توجهه إلى "أديس أبابا" للمشاركة في قمة زعماء «تجمع حلف صنعاء» الذي تأسس عام 2000، والذي يضم إلى جانب السودان إثيوبيا واليمن والصومال لمناقشة نفس القضية.
إلاّ أن لقاء البشير بالرئيس الإيراني أحمدي نجاد حمل أكثر من دلالة وخصوصاً لجهة القضايا التي طرحت وللتصريحات التي واكبتها، فضلاً عن العلاقات التي ربطت السودان بإيران منذ قيام نظام البشير.
وقد جاء اتفاق الرئيسين على تنسيق الجهود بينهما في المحافل الدولية حول القضايا المطروحة بشأن البلدين، والذي ظهر بدعم البشير لنجاد في موقفه من الملف النووي لبلاده، فيما اتهم نجاد الغرب بالعمل على تفتيت دولة السودان عبر التصعيد الحالي لقضية دارفور، ليطرح تساؤلاً حول ما إذا كنا بصدد بناء حلف إيراني سوداني سوري في مواجهة الولايات المتحدة ومن يقف معها؟
السودان وخيار الانضمام للمحور الإيراني-السوري
لقد أبدى نجاد استعداده لتدشين شراكة مع السودان وعلى كافة المستويات حتى العسكرية خلال خطابه الذي ألقاه في قاعة الصداقة بالخرطوم حين قال: ليس أمامنا "أي قيود ومحدودية من أجل تطوير علاقاتنا مع السودان"بل" نعتبر أن تقدم ورقي وعزة السودان واقتداره هي عزة ورقي واقتدار للجمهورية الإسلامية الإيرانية وللأمة الإسلامية برمتها، لذلك فنحن نقف إلى جانبكم من منطلق إيماننا بالدين والعقيدة".ومبشراً بنجاح محوره "إن العالم يواجه نظاماً غير عادل.. إن العدالة لن تتبلور إلاّ في ظل عبادة الله..فعهد الهيمنة الفاسدة يسير نحو الانتهاء".
فهل أراد نجاد دعم حكومة الخرطوم من خلال وساطة بين البشير ونائبه الأول الفريق سلفا كير بعد الأزمة التي نشبت بينهما مؤخراً؟
ثم هل ما حققته سوريا من إنجاز سياسي من خلال انضمامها للمحور الإيراني، في وقت كان يراهن نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام على زوال نظامها خلال شهور، سيدفع بالسودان للمغامرة بالانضمام للمحور الإيراني بعد أن وصلت السكين إلى رقبتها، وقد وجدت أن ما يسمى بـ"دول الاعتدال العربي" لم تستطع أن تفعل شيئاً إزاء ما يحدث من انهيار للعراق كدولة وإزاء ما يقع من اقتتال طائفي هناك؟
وماذا ستقدم لها "دول الاعتدال العربي" في حال حاولت الولايات المتحدة تطبيق القرار الدولي 1706 بالقوة سوى الصمت الذي قدمته أمام شنق الرئيس العراقي صدام حسين؟
وهل ستستأنس السودان في محاولة تقربها بإيران بتقرير مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية (جون مايكل ماكونال)، في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ حين قال عن سوريا بأن تعزيز "علاقاتها مع إيران مع ازدياد ثقتها بسياساتها الإقليمية، أدى إلى نجاحها في تخطي المحاولات الدولية لعزل نظامها"؟
ما كشف البشير عنه في ختام لقائه بالرئيس الإيراني من أن إيران والسودان بصدد "تعاون مثمر في المجالات كافة، وإقامة شراكة اقتصادية قوية بما لدى البلدين من ثروات، وأن يكون التعاون الأنموذج على مستوى دول العالم الثالث عامة والإسلامية بوجه خاص". هو إعلان لانضمام السودان رسمياً إلى المحور الإيراني السوري أم أنها نشوة اللقاء وضرورة التعاطف الذي يظهر حين تكون المصائب مشتركة؟
هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة.

*كاتب ومحلل سياسي لبناني








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024