الخميس, 28-مارس-2024 الساعة: 02:08 م - آخر تحديث: 11:21 ص (21: 08) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
السِياسِيُون الحِزبِيُون الألمَان يَخدعون ويَكِذِبُون ويخُونُون شعبهم
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - د. أحمد عبد الملك
د. أحمد عبد الملك -
أميركا والخليج والدور الروسي الجديد
لاشك أن التحالفات الأمنية والعسكرية بين دول مجلس التعاون لها مبرراتها من جميع النواحي؛ خصوصاً إذا ما استندنا على حوادث التاريخ التي حفظت لنا أن الجار القوي يأكل الجار الضعيف؛ أو يحاول "التحرش" به لإحداث شروخات في البنى الأمنية لذلك الجار، لربما أدّت -مع الزمن- إلى تبديل النظام؛ وإدخال المجتمع في قيم وأيديولوجيات البلد الكبير!

كما أن من مبررات "الاحتماء" بأميركا؛ شأنه شأن الاحتماء ببريطانيا سابقاً، أن يكفّ يدَ العابثين عن التدخل أو الاقتراب من هذه الدول طمعاً في تصدير أيديولوجيات الأولى، ونهب خيرات الثانية. ولربما الإجهاز على أية محاولة انقلابية أو ثورات داخلية. ولقد ظل هذا الهاجس مسيطراً في الذاكرة المحلية دهوراً.

ولكن في عالم السياسة لا توجد ثوابت. والمُتحركات والمُتغيّرات تلعب دوراً مهماً في العلاقات بين الدول. ولقد كان من قدَر أميركا أن تكون القطبَ الأوحد -بعد تفكك الاتحاد السوفييتي- وهذا ما أعطاها "الخيط والمخيط" كما نقول في أمثالنا الشعبية؛ لتداول قضايا العالم أو تصنيف المناطق بين جنّة ونار؛ أو تحويل الجنات إلى نار والعكس. أو وسم سكان هذا البلد بين محوري "الشر" و"الخير"؛ استناداً إلى درجة قبولها بسياسات الآخرين ومدى حاجة الآخرين إليها من عدمها!

ولأن الولايات المتحدة أكثر دول العالم "تبرعاً" في منح أو فرض الاستضافة العسكرية -خصوصاً على أراضي الغير- فإنها أيضاً أكثر دول العالم "كسباً" لمعركة "إملاء" الشروط القاسية التي تحتمها تلك الاستضافة؛ بل إنها تحدد قوة وضعف الشروط، ودرجة تطبيقها حسب مصالحها الاستراتيجية، ولو لجأت -أحياناً- إلى التناقض مع شروطها؛ بل ومع مبادئها الأساسية التي تفرضها الديمقراطية "الجيفرسونية"!

وفي منطقة الخليج؛ حدثت خلال العقد الماضي تغيّراتٌ جوهرية؛ وانطلقت الحناجر المُطالبة بفكِّ عُرى صداقة الولايات المتحدة مع دول الخليج، وقطع حبل المشيمة "الحنون" معها، على إثر مواقف الولايات المتحدة من القضايا العربية والإسلامية، ولعل أهمها القضية الفلسطينية والأوضاع في العراق؛ بل واضطلاع هذه الدولة بمهمة "حراسة" نفط الخليج وضمان تدفقه إلى الأسواق الأميركية.

وكان من سوء الطالع أن "تخيِّبَ" الولايات المتحدة آمال الليبراليين -في الخليج- بعد أن وعدهم "كولن باول" وزير الخارجية السابق؛ ثم أكدت تلك الوعود "كوندوليزا رايس" وزيرة الخارجية الأميركية الحالية بوعود أخرى "وردية" للديمقراطية والإصلاح السياسي؛ والذي سوف تطالبُ به أنظمة المنطقة لتحقيق نموذج سياسي يختلف عن الأنظمة السائدة في دول العالم الثالث. نقول (تم تخييب آمال الليبراليين في الخليج) كون هذه الفئة منبوذة؛ ليس فقط من قبل الأنظمة؛ بل من الأعماق الاجتماعية ورجال الدين الذين يوسمونها دائماً بـ"الكفر" و"الإلحاد"؛ ومحاولة "تثوير" المجتمع على عاداته وتقاليده والعبث بالتراث التاريخي؛ خصوصاً ما تعلّق بتداول السلطة وتحرير المرأة والأخذ بالشكل الديمقراطي الذين يحقق العدالة الاجتماعية ويوزع المسؤوليات بين الأنظمة وممثلي الشعب؛ وما يستتبع ذلك من إجراءات قد تسبب "الصداع" للأنظمة. فأميركا تطبّق النظام الديمقراطي دفعة واحدة (One Package) داخل حدودها إلى درجة كبيرة. لكنها مع بقية دول العالم "تفصِّل" هذه الديمقراطية حسب الحاجة، وحسب "مقاس" المصالح التي تربطها مع هذه الدولة أو تلك. فالرئاسة عندها 4 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة وبعدها طلاق بلا عودة للمكتب البيضاوي. لكنها في مناطق المصالح؛ حتى الجمهورية منها؛ فإنها لا تهتم بمن يكون رئيساً وإلى متى؟ ولا تكترث لو بقي الحاكم 30 أو 40 عاماً. بل إنها لا تناقش هذه القضية. بل ولا تحاور أحداً من الرؤساء لو قام بتوريث ابنه -مع أن النظام لا يجيز التوريث! كما أن الولايات المتحدة لا تناقش قضايا الفساد وسوء الإدارة، ولا كيفية إدارة عوائد البلاد، ولا قمع حرية الرأي. فكل هذه التجاوزات ليست بذات قيمة أمام مصالحها الأساسية. وهي أيضاً لا تناقش قضايا حقوق الإنسان والزجّ بمئات المواطنين في السجون دون تهم، في مناطق "الأصدقاء"! وتعتبر ذلك من الشؤون الداخلية للدول!

فكيف يُمكن لليبراليين الوثوق بأفكار ونوايا الولايات المتحدة؟ وكيف لهم الصمود في "الحيرة" بين تخلّف مجتمعاتهم وضغط أميركا على حكوماتهم نحو تعزيز التعاون معها. وهذا المفهوم أو المعيار المزدوج هو المسمار الأخير الذي دقّته الولايات المتحدة في نعش الليبراليين. وتركتهم "عراة" بين سياط النظام وكراهية بعض رجال الدين.

في المقابل؛ بدأت روسيا قبل فترة قصيرة تحركاً جديداً أخرجها من العزلة بعد تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991. وتمثل ذلك في زيارات للرئيس "فلاديمير بوتين" إلى منطقة الخليج؛ خصوصاً وأن روسيا أحد أكبر منتجي الطاقة في العالم (ثاني أكبر منتج للنفط وأول منتج للغاز الطبيعي)؛ وبالطبع يهمها التوازن والأمن في العالم؛ ناهيك عن القدرة التسليحية -والنووية خاصة- وتكنولوجيا الفضاء، وكذلك عمقها التاريخي والحضاري ضمن الثقافات العالمية. وقد تكون في تلك الزيارة أو الزيارات لبعض المسؤولين الروس إلى دول منطقة الخليج إشارات واضحة لدور روسي جديد بعد أن مَلَّت روسيا الجلوسَ على "دكة الاحتياط" فيما يتعلق بالقضايا الدولية الراهنة. ولربما بثت الزيارات أيضاً رسائلَ محدودة إلى الولايات المتحدة؛ بأن بعض هذه الدول -طبقاً لمبدأ السيادة- لها الحق في إقامة علاقات "وثيقة" مع طرف قوي آخر غير الولايات المتحدة! ولا مندوحة لنا من الإشارة إلى عملية التجاذب التاريخي حول قضايا العالم الشائكة بين أميركا والاتحاد السوفييتي السابق؛ ووقوف هذا الأخير مع القضايا العربية في مواقف عديدة في المحافل الدولية ضد الولايات المتحدة وسياساتها الداعمة -دوماً- لإسرائيل وتغافلها عن الحقوق العربية في فلسطين، واختلاف رؤية الولايات المتحدة عن الرؤية الروسية نحو قضايا المنطقة والتي لا تبتعد عن الرؤية العربية. ولعلنا نستشهد هنا بموقف روسيا من غزو العراق! كما أن تمتع روسيا بحق "الفيتو" في مجلس الأمن قد يفيد العرب عند بحث قضاياهم الشائكة.

من هنا؛ فإن رؤية أميركية جديدة لابد وأن تتبلور تجاه منطقة الخليج تختلف عما سبق؛ وتختلف عن دعاوى الحماية وضبط إيقاع الأمن بدعوى عدم وجود البديل. ودول المنطقة أيضاً -بعد أن جربت "جنة" الولايات المتحدة فيما يتعلق بقضايا الأمة الأساسية وأهمها العراق الجريح- لماذا لا تجرّب "نار" روسيا. فقد تكون هذه الأخيرة برداً وسلاماً! وقد تفتح تلك التجربة أبواباً أرادتها الولايات المتحدة مغلقة إلى الأبد!؟ الاتحاد









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024