الثلاثاء, 23-أبريل-2024 الساعة: 11:56 ص - آخر تحديث: 01:27 ص (27: 10) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
نصر طه مصطفى -
فرنسا والتغيير الكبير القادم
بحسب ما توقعته معظم استطلاعات الرأي، انتهت الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية يوم الأحد الماضي بصعود مرشح اليمين (نيكولا ساركوزي) ومرشحة اليسار (سيغولين رويال) إلى الجولة الثانية، التي ستجري يوم 6 مايو/ أيار القادم، وبحسب الاستطلاعات التي جرت عقب الجولة الأولى فإن الفوز سيكون من نصيب (ساركوزي) في الجولة الثانية إلا أن فارق الأسبوعين بين الجولة الأولى والثانية قد يغير بعض الموازين وحسابات الأطراف التي لم تحسم موقفها بعد، سواء من صوتوا لبقية المرشحين أو الذين لم يصوتوا في الجولة الأولى، وقد يصوتون في الثانية لمصلحة هذا أو تلك.

ساركوزي تمكن، للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، من حصد عدد قياسي من الأصوات في الدورة الأولى تجاوزت 30%، وهذا ما يؤهله للفوز بالرئاسة في الجولة الثانية، لكن فرنسا على أي حال ستكون على موعد مع تغيير كبير في سياساتها التقليدية التي حافظت عليها منذ انتهاء مرحلة الاستعمار، أو بالأحرى منذ قيام الجمهورية الخامسة على يدي قائدها التاريخي الراحل شارل ديغول نهاية خمسينات القرن الماضي. وهذا التغيير قادم سواء فاز ساركوزي أو فازت رويال، فالإثنان يمثلان جيلاً جديداً من القادة يحمل روحا وعقلية مختلفة عن كل القادة الذين سبقوهما إلى قصر الإليزيه وآخرهم الرئيس الحالي (جاك شيراك)، الذي يعتبر آخر القادة الديغوليين بالمعنى التقليدي أو الحرفي للوصف، وهذا ما يفسر لنا سبب محافظة شيراك على سياسة متوازنة وأداء محافظ مع مختلف دول العالم، ظلت خلاله فرنسا تقيم علاقات جيدة ابتداء بالصين واليابان شرقا، مروراً بالدول العربية وانتهاء بالولايات المتحدة، التي تأثرت علاقاتها معها سلباً بسبب موقف باريس من حرب الخليج الأخيرة، لكنها عادت إلى وضعها الطبيعي والمعتاد بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري حيث جمع البيت الأبيض والإليزيه موقفهما الموحد المعادي لسوريا.

يوم السادس من مايو/ أيار القادم سيصل إلى الرئاسة الفرنسية جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، الذي برز في الحياة السياسية الفرنسية بقوة في عهد ما بعد الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي، بل وفي عهد الاتحاد الأوروبي الذي كان آخر وأعظم الإنجازات التي تمت بإرادة حديدية لعدد من القادة الأوروبيين، منهم الرئيس شيراك بلاشك. وأيا كان الفائز، ساركوزي أو رويال، فإن أسلوب إدارتهما سيختلف كثيراً عن شيراك الديغولي أو ميتران الاشتراكي، فساركوزي الذي خرج من تحت عباءة الديغوليين وحظي برعاية مباشرة من الرئيس شيراك لسنوات طويلة فاجأ رئيسه برغبته في الترشح للرئاسة، فيما كان هذا الأخير يفضل رئيس وزرائه (دو فيلبان) كمرشح لليمين، وتوقع كثيرون بالفعل أن يعلن شيراك ترشحه مجددا أو دعم مرشح آخر كردّ على ساركوزي لكنه لم يفعل في النهاية، ليس فقط لأنه يعلم أن حظوظه بالفوز لن تكون كبيرة هذه المرة، بل لأنه أيضاً سيخسر أنصاره التقليديين إن لم يعلن دعمه لساركوزي، وهو ما حدث بالفعل لاحقاً عندما أعلن دعمه لمرشح اليمين المعتدل مراهناً على ختام هادئ لحياته السياسية الصاخبة والمثيرة للجدل على مدى نصف قرن. ولأول مرة يلمس الفرنسيون نمطاً جديدا أقرب إلى النمط الأمريكي في إدارة الحملات الانتخابية، وبالذات مع ساركوزي، الذي بدا واضحاً أنه يجسد حلم نسبة ليست بالقليلة من الأجيال الفرنسية الجديدة التي تعتبر الولايات المتحدة أنموذجها الأفضل للتغيير وللمستقبل، ولعل هذا النمط الجديد في الأداء الانتخابي هو الذي رفع حمى التصويت في الجولة الأولى، بلغت أكثر من 80% من الناخبين الفرنسيين لأول مرة منذ زمن بعيد.

ليس الفضل فقط لساركوزي وأساليبه الجديدة في تسخين الحملة الانتخابية، بل إن المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال تقاسمه ذلك بنسبة كبيرة لسبب أساسي أنها أول امرأة تنافس على الكرسي الرئاسي في فرنسا، الأمر الذي أعطى الانتخابات نكهة مختلفة ومتميزة عن كل سابقاتها، وعلى الرغم من أن رويال اليسارية لم تستطع مجاراة منافسها في تقمص النمط الأمريكي، لكنها نجحت منذ الدور الأول في رد الاعتبار للحزب الاشتراكي الذي لقي هزيمة صعبة عندما خرج مرشحه الرئاسي في 2002م من الدور الأول، بل إن النسبة الكبيرة التي حصلت عليها رويال في الدور الأول، وتجاوزت 25% من الأصوات، تعود بالتأكيد لشخصيتها وليس لحزبها الذي جاءت من صفه الثاني أو الثالث للترشح، مع أنها زوجة مدنية لزعيم الحزب وأنجبت منه أربعة أولاد، لكنها كما يبدو حظيت بقبول كبير من عدد ليس بالقليل من الناخبين الفرنسيين سيجعل من الجولة الثانية للانتخابات ساخنة جدا حتى تتحدد مواقف بقية الأطراف، وبالذات الناخبين الذين صوتوا لمرشح الوسط (فرانسوا بايرو) ب18% ولمرشح اليمين المتطرف (جان ماري لوبان) ب10% من الأصوات.

وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي التي سبقت الجولة الأولى كانت دقيقة إلى حد كبير، وهي رشحت ساركوزي للفوز في الجولة الثانية، لكن الاحتمالات تظل مفتوحة بالتأكيد. وأيا كان الفائز فإنه سيرث ملفات صعبة بالذات على الصعيد الاقتصادي، حيث يشبه بعض الخبراء الاقتصاديين فرنسا برجل أوروبا المريض اقتصادياً، وقد تزيد الانتخابات التشريعية التي ستجري منتصف مايو القادم الطين بلة لأحد المرشحين الرئاسيين إن فاز هو ولم يحصل حزبه على الأغلبية المطلوبة، مما سيجعل سنواته الخمس في الإليزيه أكثر صعوبة. وقبل ختام هذه السطور بقي سؤال واحد تجنبت الإجابة عنه وهو: أين موقعنا نحن العرب في السياسة الخارجية لساركوزي أو رويال، وهل سيحافظ كل منهما، في حال فوزه، على الصداقة التقليدية بين فرنسا والوطن العربي، وعلى المواقف المعتدلة التي كان الرؤساء السابقين يقفونها في ما يخص الصراع العربي “الإسرائيلي”؟ هذا ما نرجوه، وإن كانت البراغماتية صفة واضحة لدى المرشحين الاثنين، لكن الاشتراكية رويال قد تكون أقرب للعرب في حال فوزها من اليميني ساركوزي القادم من اليمين الديغولي صاحب المواقف المناصرة دوما للقضايا العربية، والذي تبدو أطروحاته بخصوص المهاجرين مؤشراً على موقف سلبي ضد العرب بالدرجة الأولى... وربنا يستر!

*نقلاً عن الخليج








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024