الخميس, 25-أبريل-2024 الساعة: 10:22 ص - آخر تحديث: 04:26 م (26: 01) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -  د / سعاد السبع
د/ سعاد سالم السبع * -
المفسدون الصغار..!
المفسدون في المجتمع أنواع موزعون على كل شرائح المجتمع ، فمنهم الكبار ومنهم المتوسطون ومنهم الصغار ، والمفسدون الصغار أيضا فئات ؛ منهم أولئك الموظفون الذين يملئون المؤسسة ضجيجا بلا طحن ، و تجد نماذج لهم في بعض المؤسسات الحكومية بالذات ، ويمكنك اكتشافهم بسهولة إذا ما تعاملت معهم في الفترة الصباحية فسوف تجد أن لديهم مخارج كثيرة لقضاء الوقت في غير أعمالهم وستجدهم يمارسون بعض الأعمال التي ليست لها علاقة بواجباتهم ، فبعضهم يمسك المعاملة بيد والتلفون باليد الأخرى، ويوهمك أنه رجل مهم ، ويرغمك على ملاحقته من مكان إلى آخر،ليمضي لك ورقة أو يدلك على إجراء تتخذه قد يكون خطأ ، وقد يرغمك على العودة في وقت لاحق لأخذ المعاملة لأنها من وجهة نظره تستحق التأجيل والتدقيق مع أن الأمر لا يستحق المماطلة ، وهؤلاء ربما هم أخف المفسدين الصغار ضررا على المؤسسة، لأنهم يتعاملون مع الناس ولو بثقالة دم إنما لديهم بعض الإنجاز.

نموذج آخر للمفسدين الصغار؛ وهم من يأتي للمؤسسة فقط للتوقيع على حافظة الدوام ثم يختفي ، وحينما تسأل عن واحد منهم يتستر عليه رفاقه في الفساد بأنه ذهب لإنجاز مهمة عظيمة خاصة بالعمل، وسوف يعود حالا ، وستكون مغفلا إذا انتظرته ،لأنه لن يعود إلا في نهاية الدوام للتوقيع أو في اليوم التالي . ومن المفسدين الصغار أولئك الذين يقضون معظم الوقت في تناول الفطور وشرب الشاي خارج مكاتبهم وربما خارج المؤسسة ، لأن مزاجهم لا يعتدل إلا إذا فطروا في المطعم الفلاني ،

ونموذج آخر يضيع الوقت بطريقة عجيبة ، فيوهمك أنه في الدوام الرسمي ولكنه يمتع نفسه بقراءة الصحف اليومية وتتبع الإعلانات والحديث عن أصحابها ،ولعب الكوتشينا، والحش على الداخل والخارج أو النق على رؤسائه أو التخطيط للتخزينة، أو البحث عن مكافأة الإضافي كما يسمونه ، وبعضهم يتنقل من إدارة إلى أخرى بحثا عن حق القات من أصحاب المعاملات ، يعرض عليهم خدماته السحرية ،التي تعمي كل القوانين ،وتلين قلوب كل المسئولين الحازمين ، وتلبي رغبات المواطن حتى لو كانت غير قانونية ، وبعد أخذ المعلوم تجد مثل هؤلاء الموظفين وقد تحولوا إلى أشباح تتلاشى وتنزوي في ركن بعيد عن الأعين حتى لا يراه المواطن ، وينتظرالمواطن المسكين للفرج على يد هذا الموظف وينتظر وينتظر ثم لا يملك إلا أن ينصرف بخفي حنين ، مصحوبا بابتساماتهم الساخرة ،وحينما يجدون فرصة أخرى ينشطون ليتصيدوا مواطنا آخر عن طريق الوعود التي تحل كل مشكلات الوافدين للمؤسسة في لحظات تسبق طرفة العين ، وبقدرة هذا الموظف وسلطته الخارقة التي تلعب دورا كبيرا في توفير حق التخزينة، وعرقلة معاملة المواطن وربما إتلافها .

من فنون المفسدين الصغار التي أتقنوها اختراع المبررات المقنعة لرؤسائهم، لتأجيل العمل الصباحي إلى الفترة المسائية ، ليس من أجل الإبداع وإنما رغبة في المكافأة والإضافي ، وذلك وجه من أوجه الفساد ، لأن التأجيل لا يتم بسبب ضغط العمل ولكنه من أجل الحصول على المكافآت غير المشروعة ...
حينما ينجز الموظف عملا ليس من مهامه الرسمية يستحق عليه المكافأة ... أما حينما يؤجل واجباته الصباحية إلى وقت غير الدوام الرسمي ، فهو يرتكب مجموعة من الجرائم في وقت واحد و كل يوم ضد نفسه وضد المؤسسة التي ينتمي إليها ، فهو يعرقل أداء المؤسسة ، ويأكل حراما لأنه يأخذ مرتبا بلا مقابل ، ويعطل مصالح المواطنين الذين يأتون إليه في الفترة الصباحية فيكسب لعناتهم ، ويهدر نصف يومه بلا فائدة ، والنصف الآخر في الكسب الحرام .

من سمات المفسدين الصغار ظهور ملامح الضجر عليهم ، وقتامة أشكالهم ، وسوء أخلاقهم مع الناس ، وكثرة شكواهم من الفقر والمرض ، وكثرة مشاكلهم خارج المؤسسة ، وداخلها ، وسوء أدائهم لأعمالهم ، وحقدهم على الناجحين في أعمالهم .
يحتاج مثل هؤلاء إلى فطام تدريجي ، وحزم إداري ، وتأهيل مهني ليتذوقوا متعة قضاء الوقت في أعمال مفيدة ، ويحتاجون إلى تأهيل أخلاقي ليعرفوا أن ما دخل عليهم بالحرام ذاهب في شقائهم ، وما اكتسبوه من حلال باق لهم ولأولادهم ، يحتاجون إلى هزة ضمير لكشف بشاعة تصرفاتهم لأنفسهم هم ليشعروا كم من الخسائر التي يتكبدونها في سبيل وهم وسراب لا يحل مشكلاتهم بل يزيدهم بؤسا وشقاء ...!!

* كلية التربية – جامعة صنعاء

[email protected]








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024