الثلاثاء, 30-أبريل-2024 الساعة: 01:59 م - آخر تحديث: 02:30 ص (30: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - عبد الوهاب بدرخان
عبد الوهاب بدرخان -
الحرب على الإرهاب... ثلاثة استنتاجات

إعلان الرياض عن إحباط مخطط إرهابي كبير ومتشعّب، دقّ ناقوس الإنذار في مختلف عواصم المنطقة، وكان له وقع شعبي بالغ القلق. فالمعلومات المتوفرة أفادت عما هو أكبر من اشتباه أو من مجرد عمل احترازي تقوم به السلطات على سبيل الاحتراز والتحوّط. ثم إن تقارير أخرى رافقت التحرك السعودي دلّت على الأقل إلى أن سلطات الأمن في دولة أو اثنتين غير مطمئنة إلى إشارات لا تنفك تتجمع عن عمليات محتملة أو متوقعة، مما استوجب الاستنفار هنا وزيادة الحذر هناك.
ولا يقتصر الأمر على دول الخليج، إذ أن المغرب العربي شهد في الآونة الأخيرة ما يشبه الولادة الثنائية لتنظيم "القاعدة" بأنماط مختلفة، فكان مسلسل الانتحاريين في المغرب وتخلله التفجير الدامي في الجزائر بحصيلة ضحايا كبيرة، وقبل ذلك كانت المواجهات قرب تونس العاصمة. وعدا الحالات "القاعدية" في اليمن والصومال وأخيراً في لبنان، يبدو هذا التنظيم وكأنه توطّن في العراق بشكل راسخ، فضلاً عن وجوده الذي لم ينقطع في أفغانستان، ونشاطه المتزايد في باكستان.
إذاً فالخطر كامن، يتلقى الضربات هنا وهناك، لكنه لا يلبث أن يعود فيظهر كما لو أنه يستند إلى معين لا ينضب من الرجال والمال والسلاح والعتاد، لابد أنه يتمتع بمصادر دعم فاقت حتى تصوّر عناصر "القاعدة" الذين باتوا يتحركون متحررين من أي قيادة مركزية، أي أن التنظيم أضحى تنظيمات و"القاعدة" أصبحت "قواعد". ولا يشكل "القاعديون" عبئاً على داعميهم، لأنهم لا يتطلبون حماية، وإنما مجرد طرق مفتوحة نحو الأهداف، أما الموت فهو سلاحهم ومبتغاهم. لم يعد الإرهاب ظاهرة بل أصبح حقيقة وواقعاً، لا يزال هامشياً لكنه بات مؤثراً جداً ومخرباً جداً، وبديهي في مثل هذه الأحوال أن يتحول الإرهاب إلى صناعة، فطالما أنه عنصر مهم، وموجود في السوق، فمن الطبيعي أن يبادر الراغبون والمضطرون إلى البيع والشراء والمزايدة والمناقصة به وعليه.
أخطر ما نشهده حالياً، يتمثل في ثلاثة استنتاجات ووقائع تدل على أن الإرهاب تملّص من معظم القيود التي فرضت بهدف مكافحته، حتى أنه يكاد يكون أول المستفيدين من الحرب عليه:
الاستنتاج الأول، هو أن الولايات المتحدة، التي تعتمد خطاباً رسمياً داعياً إلى مكافحة الإرهاب، طبّقت وتطبق سياسة تعميم البؤر الإرهابية ونشرها بهدف إبعادها عن الأراضي الأميركية، وهذا ما يفسر تحملها خسائر كبيرة في صفوف جنودها في العراق. وعلى رغم أن ذلك يمس هيبتها فإنها تفضل خوض هذه الحرب في أي مكان على خوضها في أرضها، وما يشير إليه الخبراء والمحللون من "أخطاء" في إدارة الحرب على الإرهاب، ربما يكون أخطاء فعلاً إلا أنه في صدد التحول إلى وسائل للاستمرار في الحرب بأساليب مختلفة ولأهداف مختلفة، بمعزل عما يمكن أن يضرّ بالأصدقاء والحلفاء.
الاستنتاج الثاني، أن "المعالجة" التي يفترض أن تواكب "المكافحة" لم تتوصل فعلاً إلى الحد من الإرهاب، وإذ بذلت الأجهزة الأمنية والاستخبارية ما تستطيع، إلا أنها لا تزال مجبرة على اختصار تجربتها بقول أحد العسكريين الأميركيين في العراق إنه "تصعب مواجهة شخص واحد مصمم على تفجير نفسه لقتل آخرين". لكن للفشل في "المعالجة" مستويات، بعضها نجده في جوانتانامو، وبعض آخر في السجون كافة. ولاشك أن الفشل الأكبر من صنع أيدي الكبار الذين يخفقون في إنجاز حلول دائمة وعادلة للأزمات التي تعيشها المنطقة.
الاستنتاج الثالث، وهو الأخطر، أن الإرهاب دخل على خط الخلافات بين دول متجاورة، وأصبح من وسائل صراعاتها، لذا انتصب التوجس والتحسس وتكاثرت الشكوك والاتهامات، ولا إرهاب ينمو وينتظم إلا لأن هناك حدوداً، أو جزءاً من حدود، سائبة قصداً أو عجزاً أو سهواً، وكأن هؤلاء وأولئك لم يتعلموا أو يرتدعوا بأن أي تساهل مع أو تسهيل للإرهاب ومعه، لابد أن يرتد حكماً على المصدر ولو بعد حين.
اللافت في الحرب على الإرهاب أنها أنتجت في عاميها الأولين كماً من الأفكار الهادفة إلى معالجات طويلة المدى تستهدف دعم الجهد الأمني الذي لابد منه في أي حال، لكنها فوجئت بأن تلك الأفكار بذرت في أرض غير صالحة، أو غير جاهزة للتغيير، فانتظرت فكرة الإبقاء على الأحوال كما هي، بل تعزيزها في عقمها وجمودها. ما نسي طبعاً هو أن الإصرار من جانب الخارج والداخل على "صواب" السياسات السابقة كان من أسباب بروز الظاهرة الخطيرة التي يدعو الجميع الآن إلى التعايش معها كأنها ظاهرة طبيعية ثابتة.
الاتحاد








أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024