الثلاثاء, 30-أبريل-2024 الساعة: 10:36 م - آخر تحديث: 09:19 م (19: 06) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت -
بقلم :مجدي شندي -
عرش الصحافة المهدد
بعدما ظلت الصحافة المكتوبة على امتداد القرن العشرين ملكة متوجة يحسب لها ألف حساب، تلقب حينا بصاحبة الجلالة وآخر بالسلطة الرابعة، يبدو أن هناك تهديدات جادة لعرشها بتأثير التطور التكنولوجي حينا والتراجع القيمي للعالم كقرية واحدة صغيرة حينا آخر.


فالفضاء الإلكتروني إن لم يكن قد سحب البساط من تحت أقدام الصحف، فهو على الأقل قاسمها النفوذ على عقول وقلوب القراء، فكثير من الدراسات تشير إلى أن الأجيال الجديدة أكثر ارتباطا بشبكة الانترنت على حساب الصحف، بل إن شرائح من الجيل القديم تحولت إلى الصحف الإلكترونية، وانكسرت لديها عادة شراء الصحف التقليدية التي كانت تحولت في جيلنا والأجيال السابقة عليه إلى ما يشبه الإدمان.


ترتبط المسألة أيضا بالتكلفة وبالوقت، فالشبكة العنكبوتية أقل كلفة وأسهل منالا وأسرع في نقل الحدث، حيث صار اليوم زمنا طويلا، ولم يعد بمقدور الباحث عن الأخبار انتظار صبيحة اليوم التالي حتى يعرف التفاصيل، ومع ذلك تظل للصحف قيمتها ولا تنهزم تماما، بل تتعانق وسائل الاتصال وتبقي جنبا إلى جنب معا الكتاب والصحيفة والراديو والمحطات الفضائية والانترنت، ويظل من يراهن على فناء وسيلة منها وتحولها إلى تراث مخطئا في تصوره، فجميعها تتقاسم اهتماماتنا في تناغم يغذيه تباين الأذواق واختلاف الثقافات.


الخطر الحقيقي على الصحافة يتمثل في تراجع القيم سواء تلك التي تحكم الصحافيين أو التي تحكم علاقات الصغار بالكبار في هذا العالم، فكثير من أهل المهنة لم يعودوا مهتمين كثيرا بما هو عليه حالها كما كان الجيل القديم منهم، بل تحولت اهتماماتهم إلى اعتبارها مجرد وسيلة للكسب أو للنفوذ في المجتمعات التي يعيشون فيها، أو طريقا مختصرا للشهرة، وحينما تدخل الذات (خصوصا لمن لديهم قابلية الانتفاخ والتورم) يفسد الموضوع، لذلك فإن الرسول من كرم أخلاقه وحتى لا تختلط الرسالة بالمرسل إليه لم يغضب لنفسه قط كما روى الثقات من صحابته الكرام.


كثير من أهل المهنة يهملون تقاليدها وقيمها ومواثيق شرفها وهم على استعداد لارتكاب بشاعات أخلاقية في سبيل صعودهم، وهناك نماذج لا حصر لها في هذا السياق.


عالميا أيضا يوجد مناخ يدعو للإفساد، فالحرب الباردة رغم سوءاتها الكثيرة خلقت حالة من التوازن في كافة المجالات، أما الآن فهناك قطب واحد يغلب مصالحه (غير الشرعية في أحيان كثيرة) على أي اعتبارات أخرى، وهو من أجل هذه المصالح مستعد لدهس كل القيم والأعراف والتقاليد، حتى قيم الحرية والديمقراطية التي ظل يتغنى بها لسنوات فآخر تقرير لهيئة المعونة الأميركية (والمنشور قبل أيام) يؤكد أن مصر (على سبيل المثال )حصلت على مليار دولار (6 مليارات جنيه) في الفترة من 2005 وحتى منتصف 2006 لما أسمته «دعم نظام الحكم والديمقراطية في مصر» بهدف استقرار نظام الحكم في مصر ضد معارضيه.


متغير آخر في عالمنا العربي يضر بهيبة الصحافة وقيمتها وتأثيرها، وهو عزوف الجماهير عن المشاركة إما ليأسها من التغيير أو لإحساسها أن قلب الغرب معها وسيفها مع الحكومات التي تضطهد وتصادر أحلامها. ولأن الصحف تتوجه بالأساس إلى قرائها وتستمد نفوذها من ايجابيتهم كما تتضرر من سلبيتهم لم تعد للصحف هيبتها، وتحولت إما إلى صحف تنشر ما تريد السلطات أن ينشر، وإما إلى صحف اضطرتها سياسة إعلاء الصوت إلى التخلي عن الوقار والتضحية بالمفهوم الرسالي، وفي الحالتين يفقد الجمهور ثقته في الصحف ويتحول عنها أو يتعامل معها بلا اكتراث إن قرأها.


عدوى احترام الصحف وقلة احترامها تنتقل أيضا إلى الصحافيين، ففي حين يحظى عامل الطباعة (وليس الصحافي) في بلد ما بالاحترام والتوقير لمجرد انه يرتدي يونيفورم منقوشا عليه اسم الجريدة، نجد كبار الصحافيين في بلد آخر يعاملون على أنهم مجرد موظفين عليهم أن يطلبوا الرضا من الجهات المختصة وليس أن يرضوا هم، فلا وزن حينئذ لغضبهم من عدمه.


الصحافة سلطة من سلطات المجتمع أو هكذا ينبغي أن تكون، وهي حكم بين الشعب وحكومته، تكشف التقصير وتطارد السلبيات الموجودة في المجتمع، وتقدم صورة صادقة للحاكم الذي يخشى تواطؤ بطانته على تقديم ما قد يسره وحده، كما كان يحدث مع بعض الرؤساء. لها أيضا أن تهاجم السلطة إذا سارت في اتجاه خطأ، فهي في نهاية المطاف أداة من أدوات فرض هيبة الدولة وصنع مستقبلها، أما الحكومات فتذهب وتجيء.


[email protected]
البيان










أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024