الثلاثاء, 30-أبريل-2024 الساعة: 12:47 م - آخر تحديث: 02:30 ص (30: 11) بتوقيت غرينتش      بحث متقدم
إقرأ في المؤتمر نت
المتوكل.. المناضل الإنسان
بقلم/ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام
المؤرخ العربي الكبير المشهداني يشيد بدور اليمن العظيم في مناصر الشعب الفلسطيني
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور
بنك عدن.. استهداف مُتعمَّد للشعب !!!
راسل القرشي
7 يناير.. مكسب مجيد لتاريخ تليد
عبدالعزيز محمد الشعيبي
المؤتمر بقيادة المناضل صادق أبو راس
د. محمد عبدالجبار أحمد المعلمي*
«الأحمر» بحر للعرب لا بحيرة لليهود
توفيق عثمان الشرعبي
‏خطاب الردع الاستراتيجي والنفس الطويل
علي القحوم
ست سنوات من التحديات والنجاحات
أحمد الزبيري
أبو راس منقذ سفينة المؤتمر
د. سعيد الغليسي
تطلعات‮ ‬تنظيمية‮ ‬للعام ‮‬2024م
إياد فاضل
عن هدف القضاء على حماس
يحيى علي نوري
14 ‬أكتوبر.. ‬الثورة ‬التي ‬عبـّرت ‬عن ‬إرادة ‬يمنية ‬جامعة ‬
فريق‮ ‬ركن‮ ‬الدكتور‮/ ‬قاسم‮ ‬لبوزة‮*
‬أكتوبر ‬ومسيرة ‬التحرر ‬الوطني
بقلم/ غازي أحمد علي*
قضايا وآراء
المؤتمر نت - حرب الجواسيس
المؤتمرنت -
جواسيس السلام المسلح 1 – 2
إعلان المخابرات العامة المصرية عن ضبط شبكتي تجسس لمصلحة “إسرائيل” من المصريين الذين جندتهم، حسبما كشفت المخابرات المصرية عن أنهم عملاء للموساد “الإسرائيلي” خارج مصر في أقل من شهرين، هو معدل لم يحدث من قبل حتى مع سنوات الحرب والصراع العسكري، وإنكار “إسرائيل” ونفيها بشكل قاطع وحاسم وفوري كل ما تعلنه المخابرات المصرية يثير عددا من التساؤلات وعلامات الاستفهام.

لماذا تعود “إسرائيل” من جديد للتجسس على مصر رغم انتهاء حالة الحرب بينهما وتوقيعهما اتفاقية للسلام منذ أكثر من 25 عاما، ورغم التعاون الذي وصل إلى حد التنسيق بين أجهزة الاستخبارات والزيارات المتكررة لمدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان ل”إسرائيل” واتصالاته ولقاءاته مع مدير الموساد مائير داجان ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس ياولين ورئيس جهاز الأمن العام ديسكين؟

لماذا حرص الموساد “الإسرائيلي” على تجنيد عملاء من المصريين خارج مصر بدلا من إرسال عملاء من اليهود أو عرب 48؟

لماذا هذا الحرص المصري على أن تصاحب ضبط أي شبكة تجسس لمصلحة “إسرائيل” ضجة إعلامية وتعبئة للرأي العام رغم حرص البلدين

على ألا يتحول أي خلاف ومشكلة بينهما لأزمة قد تخلق حالة من التوتر والقلق والانفعال؟



القاهرة تحاكمهم وتل أبيب تنفي علاقتها بهم



التجسس والعمل الاستخباراتي، إن كان يعتمد بشكل عام على السرية والكتمان ويمارس معظمه في الظلام إلا أن هذا لم يمنع استمراره، والمؤسسات ومنظمات الاستخبارات لا تكشف بصفة عامة وفي الغالب عن تفاصيل عملياتها ونجاحاتها وإخفاقاتها إلا لأسباب قد تدخل ضمن صلب العمل الاستخباراتي.

وتختلف الدول فيما بينها في النظر للتجسس والعمل المخابراتي، فهناك من يراه يدخل ضمن أدوات السياسة الخارجية، وهناك من يرى فيه أداة من أدوات الصراع أو وسائل التعاون، على اعتبار أن الهدف الأول للتجسس هو جمع وتحليل المعلومات ووضع التقديرات والخروج بتنبؤات واستنتاجات عن نوايا الآخرين أو ردود أفعالهم المتوقعة وبالتالي اقتراح السياسات الواجبة للتعامل وفقا لأولويات واحتياجات الأمن القومي للدولة.

رغم هذا التصور الموضوعي والعملي للتجسس إلا أن اليهود بشكل عام يرون فيه تنفيذا لأوامر الرب لنبي الله موسى، ودليلهم على ذلك ما ورد في سفر العدد الإصحاح الثالث عشر ونصه: “فأرسلهم موسى ليتجسسوا في أرض كنعان، وقال لهم اصعدوا من هنا إلى الجنوب واطلعوا الجبل وانظروا الأرض، فما هي؟ والشعب الساكن فيها قوي أم ضعيف قليل عدده أم كثير؟”.

وبغض النظر عن صحة تلك المرجعية الدينية للحرص “الإسرائيلي” على عمليات التجسس ومعرفة نوايا الآخرين، فالأمر المؤكد أن المجمع الاستخباراتي “الإسرائيلي” (الموساد) والشاباك والإدارة السياسية بوزارة الخارجية أعطت مصر اهتماما كبيرا مع بداية الصراع العربي “الإسرائيلي” سواء لتسهيل هجرة اليهود المصريين ل”إسرائيل” أو لإحداث وقيعة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية وهو ما عرف بفضيحة “لافون”، أو من خلال أول شبكة للتجسس على مصر قادها وولف جانج لوتز عام 61 وقبض عليه عام 65 وأفرج عنه في فبراير/ شباط 68 مع ثمانية جواسيس “إسرائيليين” مقابل 5000 مقاتل مصري أسروا في حرب ،67 من بينهم تسعة لواءات وعشرات من كبار الضباط، ومنذ ذلك الحين وحرب المخابرات المصرية “الإسرائيلية” مستمرة ويتم الكشف عن تفاصيل عملياتها من آن لآخر.

معاهدة السلام المصرية “الإسرائيلية” عام 79 نصت في مادتها الأولى على إنهاء حالة الحرب وامتناع الطرفين عن التهديد باستخدام القوة والامتناع عن المشاركة في أعمال الحرب أو التهديد أو العداوة، على أن يخضع مرتكبو مثل تلك الأعمال للقضاء.. ورغم ذلك لم تتوقف عمليات التجسس ومحاولات زرع وتجنيد العملاء.

“إسرائيل” من جانبها تكتفي مع إثارة هذا الموضوع بالحديث عن وجود 33 مواطنا مصريا في السجون “الإسرائيلية” محكوم عليهم بالمؤبد بسبب اتهامات أمنية وتجسس.

مصر بدورها كما تؤكد مصادر أمنية لديها سجل بقضايا التجسس “الإسرائيلية” لمحاولات زرع وتجنيد عملاء لها سواء من المصريين أو عرب 48 الذين يعيشون خلف الخط الأخضر وأهم تلك القضايا:

قضية رقم 4 لسنة 79 أي نفس العام الذي وقعت فيه اتفاقية السلام بين البلدين، التي اتهم فيها علي خليل العاطفي بالتجسس لمصلحة الموساد “الإسرائيلي” بعد تجنيده عام 78 وتزويده بشهادة دكتوراه مزورة من جامعة كولومبيا، وضبط وقبض عليه بمصر في 18 مارس/ آذار عام 79 وعاقبته المحكمة بالأشغال الشاقة المؤبدة.

عام 79 أيضا حكم على الجاسوس فتحي مصطفى الفار في القضية رقم 1 بالأشغال الشاقة 10 سنوات بتهمة التجسس لمصلحة “إسرائيل”.

عام 81 قضت إحدى المحاكم المصرية بإعدام هاشم سليمان عزت بعد اعترافه بالتجسس لمصلحة “إسرائيل”.

عام 83 استدرجت المخابرات المصرية المدعو سيد هاشم لمصر بعد قيامه بالتجسس لمصلحة “إسرائيل” في مصر واليمن ولبنان وحكم عليه بالسجن 5 سنوات وسجلت قضيته تحت رقم 10 لسنة 1983.

عام 86 قبض على الجاسوس عبد الحميد محمد صبح بعد قيام المخابرات “الإسرائيلية” بتجنيده ونقله عبر الحدود وتدريبه على أعمال الجاسوسية وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة وقيدت قضيته برقم 3 لسنة 1987.

عام 88 تم ضبط شبكة من المدعو علي إبراهيم مصباح عرارة وعوض موسى ثابت زغرب بعد محاولة تجنيد فتاة وحكم عليهما بالسجن 15 عاما.

عام 90 طلبت مصر من السفارة “الإسرائيلية” بالقاهرة استبعاد وليم تشارلز عن مصر بسبب علاقاته المريبة.

في فبراير 92 تم القبض على شبكة أخرى، ولم توجه لأعضائها سوى تهمة تزوير بطاقات شخصية وتم ترحيلهم ل”إسرائيل”.

عام 93 تم القبض على بحار مصري يعمل لحساب “إسرائيل” وكانت مهمته جمع معلومات وتصوير منشآت بميناء الاسكندرية.

في يونيو عام 93 أعدم عبد السلام علي شهيد المحامي بعد نجاح الموساد في تجنيده بالنمسا عام 91 وقبض عليه فور عودته لمصر.

عام 97 تم القبض على رجل الأعمال عزام عزام بتهمة التجسس وحكم عليه بالسجن 15 عاما وأفرج عنه في ديسمبر 2004 مقابل الإفراج عن ستة طلاب مصريين كانت تحتجزهم “إسرائيل” لديها من أغسطس من نفس العام.

لم يمر عام تقريبا منذ توقيع اتفاق السلام دون كشف النقاب عن شبكة تجسس لمصلحة “إسرائيل”.

في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2000 كشف جهاز المخابرات العامة المصري عن قضية تجسس جديدة لحساب جهاز المخابرات “الإسرائيلية” (الموساد) وتم القبض على مهندس مصري شارك مع ضابط روسي سابق في تزويد المخابرات “الإسرائيلية” بمعلومات وتقارير عن الأوضاع السياسية والاقتصادية والعسكرية في مصر بهدف الإضرار بمصالح البلاد القومية.

المهندس المصري يدعى “شريف فوزي محمد الفيلالي، وجريجوري شفنتش” الروسي الجنسية هارب. وتم تجنيد المتهم المصري عن طريق العميل الروسي لحساب الموساد “الإسرائيلي” التي طلبت من الجاسوس المصري معلومات عن المشروعات المصرية العملاقة مثل مشروع توشكى وحجم الاستثمارات به والأموال التي أنفقتها الدولة على المشروعات والشركات الأجنبية التي تستثمر أموالها به، وأيضا تكليفه بتزويد المخابرات “الإسرائيلية” بمعلومات تتعلق بتسليح الجيش المصري وصور بعض أسلحة الجيش ومعلومات عن المناطق السياحية التي تتميز بعناصر الجذب في سيناء والغردقة ومرسى علم وكذلك الأوضاع السياسية في مصر ومعلومات عن القوات المسلحة وخاصة القوات البحرية التي توليها “إسرائيل” اهتماما خاصا.

وقد تم تجنيد الفيلالي في ألمانيا عن طريق سيدة ألمانية يهودية تدعى أيرينا ثم سافر إلى إسبانيا وتعرف الى ضابط مخابرات روسي سابق وطلب منه إمداده بمعلومات سياسية وعسكرية عن مصر.. ورغم تبرئة الفيلالي في البداية إلا أنه نال بعد ذلك حكما بالسجن لمدة 15 عاما.

وفي نوفمبر عام 2002 نجحت أجهزة الأمن في الكشف عن شبكة تجسس لمصلحة الموساد تتزعمها سيدة تدعى نجلاء وتتولى الاتصال بالموساد وعملائه وتضم الشبكة ثلاثة آخرين بينهم لاعب كرة يد سابق يقوم أعضاء الشبكة بتهريب السياح إلى “إسرائيل” عبر الحدود المصرية.

وفي فبراير من هذا العام كشفت هيئة الأمن القومي عن قضية تخابر وتجسس لحساب جهاز الاستخبارات “الإسرائيلي” (الموساد) تورط فيها طالب بجامعة الأزهر بكلية العلوم وثلاثة من ضباط الموساد وتولوا تجنيد المصري محمد عصام العطار مقابل حصوله على مبالغ مالية لتقديم معلومات عن المصريين والعرب في دولتي تركيا وكندا، ووجهت له اتهامات التخابر لمصلحة دولة أجنبية والرشوة بغرض الإضرار بالمصالح القومية حيث طلب منه عملاء الموساد إمدادهم بمعلومات عن بعض المصريين ورعايا الدولة العربية المقيمين في دولتي تركيا وكندا.

كما أنه تخابر لمصلحة “إسرائيل” واستعان بعناصر يراها صالحة للتعاون مع “إسرائيل” من المصريين المقيمين في تركيا وكندا والتردد على أماكن تجمعاتهم خاصة المقهى المصري القريب من السفارة المصرية بأنقرة مقابل عائد مادي، ونجح المتهم بالفعل في تقديم بعض المصريين وأبناء الدول العربية للمخابرات “الإسرائيلية” مقابل حصوله على مبالغ مالية. كما حصل المتهم على وثيقة إقامة كندية باسم جوزيف رمزي العطار. كما أن الموساد كلفه باختراق أقباط المهجر ومحاولة تجنيد بعضهم وقد تردد أن العطار تم تعميده في إحدى الكنائس الكاثوليكية في كندا وأنه اعتنق اليهودية بعد ذلك وهو الأمر الذي نفاه العطار خلال المحاكمة واعترف بالشذوذ، وقد عانى في طفولته من انفصال والديه.

وخلال شهر ابريل/ نيسان من هذا العام كشف جهاز المخابرات العامة المصرية عن واحدة من اخطر قضايا التجسس “الإسرائيلية” ضد المصالح القومية بطلها مهندس مصري بهيئة الطاقة الذرية متهم مع ايرلندي وياباني هاربين تخابروا لمصلحة “إسرائيل” بمحاولة اختراق أنظمة الحاسب الآلي لهيئة الطاقة النووية التابعة لوزارة الكهرباء والطاقة والعمل على إتاحة “إسرائيل” الاطلاع على المعلومات الخاصة بنشاط الهيئة وإمدادها بمعلومات وأوراق سرية تحوي أنشطة هيئة الطاقة الذرية والمفاعلات النووية التي تشرف عليها.

الجاسوس المصري يدعى محمد سيد صابر (35 عاما) مهندس بهيئة الطاقة الذرية، حيث دلت المعلومات على أنه خلال الفترة من فبراير/ شباط عام 2006 إلى فبراير/شباط 2007 تخابر الجاسوس المصري مع من يعملون لحساب دولة أجنبية بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد، واتفق مع المتهمين الايرلندي والياباني على التعاون معهما لمصلحة الموساد “الإسرائيلي” لاختراق أنظمة الحاسب الآلي لهيئة المواد الذرية التابعة لوزارة الكهرباء المصرية وأن المتهم حصل على 17 ألف دولار وجهاز حاسب آلي محمول (لاب توب) مقابل تعاونه مع الموساد “الإسرائيلي” وإمداده بأوراق سرية خاصة بهيئة الطاقة الذرية واختراق أنظمة الحاسب الآلي الخاص بالهيئة، ومازالت القضية رهن التحقيقات وفي طريق إحالتها للمحكمة.

تل أبيب من جانبها حسب تصور مصدر أمني مصري تقدم مبررات وأسبابا واهية لاستمرار حرب المخابرات مع مصر، فهي ترى أن السلام مع القاهرة لم يتحول بعد الى سلام إيجابي يحل أوجه الاختلاف والصراع والتنافس، بل هو أقرب للسلام البارد أو السلام المسلح حتى أن مدير عام وزارة الدفاع “الإسرائيلية” الأسبق دافيد ايفري أثار أزمة في ابريل/نيسان عام 92 حينا قال إن الوضع بين مصر و”إسرائيل” أقرب إلى هدنة منه إلى الصلح، وإن خطر الحرب مازال قائما بين البلدين، وإن الصلح الحقيقي سيتحقق في المنطقة عندما تنمو لدى الأطراف المعنية المصلحة باستمرار قيام دولة “إسرائيل”.

جميع رؤساء هيئة الأركان العامة بالجيش “الإسرائيلي” وكذا جميع رؤساء الأجهزة الأمنية والمخابراتية منذ ذلك الحين يحذرون من أن خطر تنامي الجيش المصري وما يمثله من تهديد على “إسرائيل” وضرورة معرفة نوايا مصر تجاه “إسرائيل” حتى لا تفاجأ “إسرائيل” مرة أخرى بمثل ما حدث في أكتوبر 1973.

حرب المخابرات في تصور بعض رؤساء أجهزة الاستخبارات “الإسرائيلية” لم تعد قاصرة بعد على تعدد وتنوع وسائل الاختراق وعلى جمع وتحليل المعلومات، بل أصبحت تتضمن تنفيذ عمليات تستهدف التأثير في الأوضاع في الدول المحيطة ب”إسرائيل” أو تحويل اتجاهات وعناصر موقف ما لمصلحة “إسرائيل” من دون إظهار دورها الفعلي أو الاعتراف به صراحة وهو ما يفتح مجالات جديدة لحرب المخابرات.

ويظل التساؤل قائما: لماذا زادت “إسرائيل” خلال السنوات القليلة الماضية من وتيرة حرب المخابرات مع مصر؟ ثم لماذا هذا الإخفاق والفشل المتكرر؟ وما الرسالة التي تريد المخابرات المصرية إيصالها ل”إسرائيل” من الإعلان عن سقوط أي شبكة تجسس لمصلحة “إسرائيل”؟

مسؤول سابق بالمخابرات العامة المصرية يؤكد أن مصر ليست في حاجة لمعرفة لماذا تتجسس عليها “إسرائيل”، لأن هذا من طبيعة العلاقات بين الدول.

والموساد “الإسرائيلي” منذ فشله في عملية اغتيال خالد مشعل في العاصمة الأردنية وما تلاه من إقالات واستقالات، حسب تصور المسؤول المخابراتي المصري السابق، يعني ذلك وجود مشكلات ومصاعب تتمثل في أن كثيرا من الأعضاء والعملاء العاملين في كثير من بلدان العالم اعتقلوا إما بمعرفة سلطات تلك الدول أو بواسطة الموساد نفسه، علاوة على أن عديدا من العملاء الميدانيين قدموا استقالاتهم، حتى أن الموساد لأول مرة في تاريخه أعلن منذ سنوات عن حملة إعلانية لقبول وتجنيد عملاء جدد.

المشكلة أن الموساد “الإسرائيلي” وهو يحاول تعويض كوادره عمد لتجنيد شخصيات مكشوفة لصفوفه مثلما تفعل المخابرات المركزية الأمريكية.. ثم إن الموساد على مدى السنوات الماضية يواجه صراعات داخلية ومحاولات التنافس على رئاسة الشعب والجهاز نفسه مما تسبب في كثير من الأحيان في تسريب معلومات عن عمليات أو عملاء ميدانيين.

وبمراجعة الملابسات والظروف التي أحاطت بعملية الكشف عن ضبط شبكتي التجسس الأخيرتين في مصر لمصلحة “إسرائيل” يتبين أن هناك ثلاثة احتمالات وراء حرص مصر للإعلان عن تفاصيل سقوط وضبط أعضاء الشبكتين.

* الاحتمال الأول: هو قيام مصر بمحاولة إحراق بعض عملاء الموساد العاملين أو الميدانيين في عديد من الدول بالإعلان عن أسمائهم وعملياتهم وبالتالي الكشف عن هواياتهم مما قد يضطر الموساد للتخلص منهم أو تقييد نشاطهم.

* الاحتمال الثاني: توجيه رسالة ل”إسرائيل” والموساد وبقية أجهزة الاستخبارات مفادها أن التعاون الأمني والاستخباراتي المصري “الإسرائيلي” الفلسطيني الأمريكي من خلال اللجنة الأمنية المشتركة التي تشكلت بعد الانسحاب “الإسرائيلي” من غزة ووضع بروتوكول فلادليفيا، لا يعني إطلاقا تساهلا مصريا في مواجهة أي محاولة للاختراق والتجسس والتأثير في الجبهة الداخلية والقرار المصري.

* الاحتمال الثالث: هو توجيه رسالة أخرى للموساد مفادها أيضا معرفة المخابرات المصرية للاتجاهات التي تحاول “إسرائيل” العمل من خلالها تجاه مصر في المرحلة الحالية، وهي محاولة إحداث فتن طائفية وإثارة زوبعة حول محاولة مصر إعادة البرنامج النووي المصري.

مصر من جانبها حاولت احتواء المشكلة قبل أن تصل الى أزمة وهو ما عبر عنه بوضوح المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد حينما قال إنه لا ينبغي أن نحمل الأمور أكثر مما تطيق، فالتجسس قائم حتى بين الدول الحليفة إلا أن معاهدة السلام وإنهاء الحرب مع “إسرائيل” لا يحدثان نوعا من العلاقات الخاصة التي تسمح باندلاع حرب المخابرات من آن لآخر. الخليج









أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "قضايا وآراء"

عناوين أخرى متفرقة
جميع حقوق النشر محفوظة 2003-2024